كأس (سيكافا).!!

عثمان ميرغني

بالله انظروا معي إلى هذا المشهد (المرعب)!!.. كل صحف الخرطوم أمس نشرت على صفحاتها الأُول خبر توقيع اتفاقين في أديس أبابا.. الاتفاق الأول كان طرفه الأول الدكتور غازي صلاح الدين والسيد أحمد سعد عمر.. والاتفاق الثاني طرفه الأول السيد الصادق المهدي والفريق مالك عقار.. كلا الاتفاقين الطرف الثاني فيهما هو ثامبو أمبيكي، الوسيط الأفريقي الشهير في الأزمة السودانية.

ما الفرق في نصوص الاتفاقين؟ لا شئ.. بالحرف لا فرق بينهما.. هنا يطفر السؤال المهم.. إذا كان وفد آلية الحوار الوطني التي مثلها غازي وأحمد سعد، موافقون على نفس النصوص التي وافق عليها ممثلو (إعلان باريس) الصادق المهدي ومالك عقار.. فما هي المشكلة في التوقيع على وثيقة واحدة تجمع كل الأطراف.

بكل يقين المشكلة (نفسية!!) بحتة..!!
الذي يقرأ نص (إعلان باريس) لا يفوته أبداً أنه أكثر تقدماً من نصوص إعلان المبادئ التي وقعت في أديس أبابا أمس الأول (الجمعة).. لماذا نضطر للتقهقر خطوتين للخلف طالما هنا أصلاً اتفاق سابق يمكن البناء عليه والتقدم منه إلى الأمام.. بكل تأكيد.. المشكلة (نفسية!!) لا أكثر.. مشكلة أن لا يظهر الصادق المهدي في موقف متقدم على الأحزاب الأخرى بمبادرته بالوصول إلى اتفاق مع الجبهة الثورية قبل بقية الأحزاب والفرقاء..

هنا تكمن مأساة هذا الوطن.. المصلحة العامة مكبوتة في خندق المصالح الحزبية الضيقة.. تضيع فرص الوصول إلى سلام أو اتفاق وطني تحت ركام (النفسيات) التي تجبرنا على الرجوع للخلف. لا من أجل شئ سوى مسح آثار الآخرين.. تماماً مثلما حدث في أديس أبابا أمس الأول. هي عملية (مسح آثار) الصادق المهدي أكثر منها مبادرة وخطوة جديدة..
لماذا ? في مسرح السياسة السودانية- لا يقال لمحسن إذا احسن أحسنت.. ويتسابق الآخرون في تكملة النواقص. بدلاً من الإمعان في التشاكس السياسي للدرجة التي تضيع على البلاد فرص الخروج العاجل من نفق الأزمة السودانية التي طال ليلها..
بالله ما هي المشكلة إذا وقع ممثلو آلية الحوار الوطني (7+7) على (إعلان باريس) بنفس صيغته.. خاصة أن بعض أعضاء الآلية صدحوا بموافقتهم على نص الإعلان (الطيب مصطفى مثلا)..

ما كان يضير آلية الحوار الوطني أن تختصر الجهد والزمن فتدعو الجبهة الثورية للدخول مباشرة إلى جولة حوار (تمهيدية) تناقش الضمانات التي توفرها الحكومة للجبهة للمشاركة في الحوار الوطني داخل الخرطوم، وليس من باريس أو أديس أبابا.. وقبلها توفير شروط تنقية أجواء الحوار بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والحريات.
إعلان المبادئ الذي وقعه الفرقاء في أديس أبابا خطوة جيدة لكنها غير كافية بحساب الأوضاع التي يعيشها السودان والحاجة العاجلة للخروج من حالة الاحتراب العسكري والسياسي.. لا أحد يرفض أن نفرح بكأس (ٍسيكافا).. لكنها أقل من (قامتنا) الكروية.. تماماً مثلما اتفاق أديس أبابا أقل من (أزمتنا) السياسية..

تعليق واحد

  1. ساقية التنافس الشخصي بين السياسيين السودانيين مدورة منذ الاستقلال في الخطابات الانتخابية وفي تنافس العسكر ضد الاحزاب،، وهذا الصراع مستصحب منذ ايام مدرسة حنتوب الثانوية التي تخرج منها هذا الجيل العاطل سياسيا ولم يخرج لنا بشيء الا مصارعات سوق عكاز،، بلاغة في التعبير وبؤس في الفكر والتخطيط ،، ولكن الشهيد محمود محمد طه الذي صدح بالحقيقة بعد أن أدرك مشكلة السودان كفاحا ضمن ترقيه الروحي كان أول من نبه الى خطورة الاسلوب التعليمي وما سيفرخه من تكنوقراط ستحترق بسببهم أي طبخة،، فأرسل رسالة لطيفة وعميقة الى ابن عمه الذي كان مديرا للتعليم في ذلك الوقت الرطيب ناصحا له في الشأن التعليمي ثم ركز على جامعة الخرطوم التي هو أحد أوائل خريجوها حيث قال وانه لمن الافضل للبلاد والعباد أن يتم تحويل جامعة الخرطوم الى مراكز حرفية واختيار الطلاب المميزين في الشهادة السودانية وابتعاثهم لدراسة الطب والهندسة والصيدلة في الخارج ،، هذا رأي الاستاذ في الاسلوب التعليمي الذي كان من افرازاته اغلب السياسيين التكنوقراط الذين يهب بعضهم لمساندة حكم العسكر،، واثباتا لكلام الاستاذ رحمه الله ما عليك الا ان تعمل لستة بوزراء نميري ثم وزراء الفترة الانتقالية ثم وزراء الديمقراطية ستجد ان كثيرا من الوجوه تلف ودور مع فلك هذه الحكومات وهذا لا يمنعنا من القول بأن هناك نخبة من قدامى الخريجين قابضين على جمر الرؤية الصحيحة،،،

  2. تجريب المجرب كارثة حتدمر البلد الذي اصلا مدمر ريحونا من الساسة القدامي دايرين اجيال جديدة لتقود البلد لبر الأمان.

  3. اىن كانت هذه العقلانىة حينما تم توقيع اتفاق المىرغنى – قرنق في عام 1988 ،؟؟؟. اكنت تعاني من هذه النفسيات أيضاً ؟؟ لماذا لم نسمع منكم حينها والحين ؟؟

  4. القصة قصة كجار لي ناس كبار (في السن طبعا) ما بعرفوا قيمة الوقت ومعني الوطنية. حدث هذا الكجار من الصادق أبان اتفاقية الميرغني قرنق الذي لم يتضمن مبدأ تقرير المصير فقفز بعدها إسلاموي السودان الي السلطة فاحالوا البلاد الي ما نري الان. البلد ما عندها وجيع.وطن للبيع …من يشتري ما تبقي منه؟

  5. ما عندى تعليق على المقال وهو واضح جداً فى الفكرة ، لكن نفسى افهم صورة عثمان ميرغنى بتعمل شنو هنا…؟؟؟

  6. وكاس سيكافه دخلو شنو في موضوعك ده .. بعدين اولأ نتعلم نلعب كورة وبعدين . نقيس قامتنا . يعني بعد 100 سنه .. كل شيء بدون دراسه وتخطيط مابيبقي .. وطول ماالاداريين الفاشلين موجودين البلد مابتتقدم ولا شبر .. عليك الله في واحد بيحضر ليهوا لاعب مدته منتهيه . بعد مافريقه السابق استغني عنه لكبر سنه . لاعب الكرة بعد الثلاثين حركته بتقل جدأ . وبعدين اين المدارس السنيه في الفريق ..

  7. ياخي بلا اتفاق باريس بلا بطيخ .؟؟
    اذا كان فعلا كل الاطراف يهمها الشعب ومصلحة البلاد لماذا لا يجلسون في الخرطوم ؟؟؟ لماذا لا نطلق اتفاق الخرطوم ؟؟
    منذ ١٩٩٠ نسمع باتفاق نيفاشا واتفاق جوبا وكمبالا وانجمينا والقاهرة والدوحة وكثرت في الاونة الاخيرة أديس أبابا ؟؟
    الي كل الاطراف لو يهمكم المواطن والبلاد وصادقين في نواياكم تعالوا الخرطوم واقعدوا اسبوع اسبوعان ثلاثة وحلوا المشكلة ؟؟
    رغم قناعاتي كلكم معفنين ووسخيين وتهمكم مصالحكم الشخصية فقط .؟ طز فيكم .

  8. للأسف هذه صفة قبيحة عند السياسيين السودانيين.. عدم الإعتراف بالآخر والإجتهاد لتكسير مجاديفه.. واحياناً الاحقاد والكراهية والفجور فى الخصومة.. فالآدلوجية الفكرية لكل حزب مقدمة على المصلحة العامة.. فليس هنالك تفسير آخر لما يحدث منذ الاستقلال الى الآن..

  9. من قال لك أن هناك مشكلة نفسية؟؟
    المشكلة فنية وليست نفسية يا أستاذ ميرغني.

    حتي وفد الحكومة بقيادة بروف غندور المساعد الأول للرئيس لا يستطيع الذهاب لأديس أبابا للتوقيع علي إتفاقيات فورية مع الحركات المسلحة بدون موافقة رئاسة الجمهورية أولاً، فما بالك بلجنة الحوار الوطني 7+7 بقيادة المعارضة وهي لا تملك من الأصل أي تفويض رئاسي للتوقيع علي أي شئ (مشترك) مع الثورية. هؤلاء إجتهدوا في سعيهم ويُشكرون عليه والكرة الآن في ملعب الحكومة.

    البلد فيها رئاسة جمهورية ورئيس جمهورية يقوم بالفصل النهائي في هذه الأمور بعد مشاورات فنية وأمنية دقيقة لا تعلمونها، والرئيس لا يريد تكرار نفس أخطاء نيفاشا الأمنية وما تبعها من فظائع في يوم الإثنين الأسود بعد وفاة دكتور جون قرنق وقتل المواطنين لبعضهم البعض بالمئات في الشوارع حتي كادت الخرطوم أن تسقط في مستنقع حرب أهلية شاملة لا تبقي ولا تذر.

    الموضوع يا أستاذ ميرغني ليس ببساطة أن تذهب لجنة الحوار الوطني لتوقع إتفاقاً سريعاً مفاجئاً ومزاجياً مع المسلحين ليكون مُلزماً بشكل تلقائي للحكومة، فالحكومة تضع نصب عينيها ملف الأمن – أمن الوطن والمواطنين – أولاً، ولن تسمح للحركات المسلحة بإحضار جيوشها ومسلحيها للخرطوم والمدن الأخري كما حدث في 2005 مع الحركة الشعبية التي كان كل قيادي فيها يسكن في بيته في الخرطوم ويحرسه جيش مسلح يثير الفوضي وسط جيرانه من المواطنين البسطاء، وأسألوا أهالي الكلاكلة والثورة وبحري شمبات والصافية وغيرها عن فعائل قادة الحركة الشعبية “الأصل” أيام نيفاشا.

    الحكومة لا تخشي علي نفسها أمنياً وإنما تخشي علي هذا البلد وهذا الشعب قبل كل شئ بدليل أن الحركة الشعبية عندما دخلت بجيشها للخرطوم في 2005 لم تفكر حتي بمجرد الإعتداء علي منتسبي وقادة الحكومة لأنهم يعرفون جيداً في قرارة أنفسهم أن الحكومة قوية وباطشة ولديها قوة أمنية لا يُستهان بها.

    لجنة الحوار الوطني فعلت خيراً بتوقيعها لورقتين منفصلتين مع الحركات المسلحة، والآن تقوم الحكومة بوزن الأمور علي نار هادئة وأجزم بأنها ستوافق علي الإتفاقية بشرط دخول المسلحين في الحوار الوطني داخل السودان وبدون إحضار جيوش وحراسات وأسلحة وأن يكتفوا فقط بالضمانات السياسية التي يعتمدها الإتحاد الأفريقي تحت مظلته، وعليهم أن يثقوا في كلمة الأخ الرئيس بأنه لن يمسهم أحد بضر في الخرطوم. الحكومة لا تقتل المفاوضين والمتحاورين سياسياً في جلسات الحوار والتفاوض (وراجعوا التاريخ وأخبروني بحالة واحدة) ولكنها بكل تأكيد تبطش بهم في ميادين القتال ومناطق العمليات عندما يحمي الوطيس وتشتد ألهبة النار ويرتفع الغبار عنان السماء – حينها فقط تقوم الأسود بإلتهام النعام.

  10. عايز تسوق للحوار يا عثمان ميرغنى .. صاح؟ ياخى مين قال ليك أساسا المؤتمر الوثنى ده حزب سياسى عشان يتفاوضوا معاه؟ أصلا إنتوا عصابة من عصابات المافيا الكئيبة و الإرهابية و ليس لديكم شئ فى رؤوسكم الخاوية غير جمع المال و طحن المواطن و تفتيت الوطن؟ هل طلعت لنا يوما لتتبرأ من إنضمامك لذلك التنظيم الماسونى المأفون المسمى بالإخوان غير المسلمين؟ هل نشرت لنا يوما الأسرار التنظيمية لعصابتكم؟ إياك يا عثمان أنت و غيرك من إدعاء التحلل و تمثيل دور الضحية فالصفوف تمايزت و الحساب سيكون عسيرا فوق أن تتصور، فتنور الثورة السودانية سيجعل عاليها سافلها.

  11. مختلفون في الظاهر متفقون على نهب خيرات الوطن ..منذ اﻻستقﻻ لم تتم محاكمة حكومة عسكريه او حزبيه انها اتفاقيه غير مكتوبه تسمح لكل اﻻطراف باالسرقه دون خوف من محاسبه يعني لدنيا نخبة من اللصوص ﻻيخافون الله في محمداحمد المسكين..

  12. يا عثمان لماذا هذا العنوان ، ياخي الناس تقرأ مقالاتك فلا داعي للفت نظرهم بكاس سيكافا

  13. طالما الاخوان هم قادة البلد فحتماً قامتنا دون سيكافا وبكثير انظر الي قامتنا الآن في النزاهه والاخلاق والحريه والرفاهيه والتطور والتنميه والاقتصاد بين الدول فقط الحولينا تدرك في درك نحن الآن وبفضلكم انتم ايها المنافقون…

  14. ya Usama Abdul Raheem..it is clear you are in the security service of this bloody regime…any one, including the so called Revolutionary Front, who believes in dialogue with this cruel and blood-thirsty hunta is a fool…this regime will be wiped out by force sooner than you think..just recall how Ben Ali, Mubarak and Gaddafi were removed and thrown in the dust bin of history..be ready… I know your real name and rest assured you will be beheaded like kharoof aldahiya..the day of reckoning is fast approaching ya kalb…

  15. التحية للاستاذ عثمان ميرغني فهو رجل صحفي محنك لا يختلف عيه اثنان من حيث الحنكة وقد يختلف معه الكثيرين في الميول. والذي اعجبني في هذا المقال هو اختياره للعنوان – كأس سيكافا- فهو الذي شدني لقراءة المقال وهذه من مهارات الكتاب المحنكين اختيار عنوان جذاب و ملفت لجذب القارئ . مع تحياتي للاستاذ عثمان

  16. الاستاذ عثمان لا حوجة لك فى كتابة مثل هذه العناوين لمقالاتك التى نحترمها حتى لو اختلفنا معك فى مضامينها واترك مثل هذه العناوين للصحف الهايفة مثل الدار واخواتها لك التحية

  17. التاريخ يعيد نفسه ياأستاذ لو ترجع للوراء وقبل مجيء هؤلاء الانقاذكما يسمون أنفسهم تم التوصل لإتفاقية المرغني وجون قرنق وقد فعل فيها سيادة الإمام ووقتها كان رئيسا للوزراء ما فعل وباقي الموضوع معروف للجميع ومن نتائج ذلك ما نحن فيه الآن فلو نسيتو نحنا ما نسينا كما يقول الفنان وشكر يا سيادة الإمام والضحية في كل ذلك الشعب السوداني .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..