“انتهوا نهايات مرة” : وزير الداخلية والخارجية ومبارك الفاضل -مثالآ-

حيدر بدوي صادق فصل لموقفه الوطني الشجاع, الصارم والواضح ضد الحرب. هذا هو النقال الذي أدى لفصله:

سلام يا كرام!
هذه عودة أرجو أن تكون موفقة إلى هذا المنبر الحر.
أدناه ????????????????رد على زميل في وزارة الخارجية في إطار حوار تم في قروب “أخبار الخارجية والبعثات،” الذي غادرته قبل لحظات. ذلك لأن مديره السفير عبد الوهاب حجازي، وغالبية أعضائه، ضاقوا بما ورد في الرد. والقروب يضم معظم سفراء ودبلوماسي السودان. فضلاً، لا أمراً، إذا وجدت في الرد قيمة تستحق النشر، أرجو أن توزعوه على أوسع نطاق، وفي كافة الوسائط. ذلك لأن الوعي بكون الخارجية مختطفة، مثلها مثل الجيش ومعظم أجهزة الدولة، أمر في غاية الأهمية. والتنوير بهذه الحقيقة واجب على كل وطني مخلص يرى أن وزارة الخارجية السودانية أصبحت أداة من أدوات القتل الناعم والتدمير الممنهج والدمار الشامل!
————————————————-

زميلي الكريم الوزير المفوض محمود حمزة،

سؤالك الجيد وطلبك المعقول للرد عليهما يأتيان هكذا “كيف جرائمهما المرتكبة في السودان بواسطة طرفيها؟
[وتعني الجيش والدعم السريع] يا ريت لو نعرف تفاصيل ذلك.” كأنك تقول ما هما الطرفان؟ وكأنك تستنكر نصاعة المذكرة المقدمة من بعض القانونيين الشرفاء للأمم المتحدة عن إجرام الشيخ عبد الحي يوسف. بل تستنكر أنها ساوت بين الدعم السريع [الجنجويد] والقوات المسلحة [الجيش]. ثم إنك تسأل سؤالاً جيداً آخر هو “وبعدين هل هذا يساعد في الحصول على وتحقيق نتائج إيجابية لما أعد من بيانات للوزارة وبعثاتنا المختلفة بشأن هذه الأزمة؟”

في البدء، أرد على سؤالك الثاني لأنه مفيد. ذلك لأنه يساعدني في تقعيد موضوعنا بصورة طيبة. فدعني أقرر أن بيانات وزارة الخارجية وبعثاتها المختلفة تجافي أخلاقيات العمل الدبلوماسي المنصوص عليها في المواثيق التي تحدد مغزى وظائف العمل الدبلوماسي القويم (المستند على القدرات الأخلاقية والفنية للدبلوماسيين المحترمين). ذلك لأنها تنحاز لأحد طرفي “الحرب العبثية،” على قول القائد العام للجيش، ضد الطرف الآخر وهو الجنجويد. وهي تنحاز للجيش، الذي ارتكب جرائم حرب تفوق الجرائم التي ارتكبها الجنجويد بكثير. هذا الجيش ارتكب جرائم فظيعة في جنوب السودان، أدت في نهاية المطاف لانفصاله. وتقول بعض التقديرات أن من قتلوا، في تلك “الحرب العبثية،” بحق، عدد يفوق المليون سوداني بكثير. أوليس هذا هو الجيش الذي ارتكب في دارفور -بمعاونة كبيرة وفعالة من الجنجويد أنفسهم- جرائم حرب قتل بسببها حوالى ٤٠٠ ألف، سوداني, وفق بعض التقديرات؟ وقد تعلم أن تلك الحرب اللعينة أدت إلى نزوح مليونين ونصف المليون من السودانيين. أليس كذلك؟ هذا بالإضافة للحرب في جنوب كردفان، التي قتل فيها من السودانيين من قتل بأساليب أقل ما يقال عنها أنها بشعة لا يستسيغها الحس الإنساني السليم. ألا تعلم ذلك؟ ومن تلك الأساليب البشعة رمي البراميل المتفجرة،الحارقة، التي لا تميز بين جيش المتمردين والمدنيين. أوليس هذا كذلك؟ ومن اولئك القتلى عدد مهول من الأطفال والنساء وكبار السن! أولا تعلم الدبلوماسية السودانية كل ذلك؟ أوليس هذا هو الجيش نفسه الذي ارتكب جرائم حرب مهولة في ولاية النيل الأزرق وفي مناطق أخرى من السودان؟ ثم، أوليس هذا هو الجيش الذي احتمى به طلائع شعبه الثائر في شارع القيادة العامة فغدر بهم وساهم، بل شارك، في قتل المئات منهم دون رادع أو وازع أخلاقي؟ هذا هو الجيش الذي تنحاز له، بكل أسف، الدبلوماسية السودانية في حرب اليوم، مثلما انحازت له، بل شاركت معه، في القتال، في العهد البائد. فهل بقيت بعد كل هذا مزعة لحم في وجه الدبلوماسية السودانية؟ وأي قدر تبقى من أخلاق العمل الدبلوماسي الرفيع في وزارة الخارجية السودانية؟! وهل هناك إنسان عادي، ضميره حي، يقبل الانحياز لجيش يرتكب كل تلك الجرائم المريعة؟ كما تعلم، يا زميلي الفاضل، يفترض أن يكون الدبلوماسي الحق قد تم اختياره وفق قيم فنية وأخلاقية صارمة تتفوق على الإنسان العادي. أليس كذلك؟ أترك الإجابة على كل هذه الأسئلة الحارقة، أيها الزميل الكريم.

والآن أجاوب على سؤالك الأول. كما تعلم، في العرف الدبلوماسي الصحيح، يقوم العمل على احترام عقول الناس، وعلى الحقائق على الأرض. ويقوم أيضاً على ترجمة نبض الشعب للعالم الخارجي. وشعبنا اليوم نبضه نازف وقلبه مفجوع وعقله مذهول. والحقائق على الأرض تقول أن الحرب المدمرة الحالية، وأي حرب، يشعلها طرفان أو أكثر. والحقائق على الأرض تقول أن قوات الدعم السريع، المتمردة، ليست إلا مليشيا دموية من صناعة النظام البائد، الإسلاموي، المهووس. وهي هي مليشيا الجنجويد. والحقائق على الأرض تقول أن النظام البائد هو من عظّم شأن الجنجويد ورفعهم إلى مستوىً موازٍ للجيش، بل أفضل، بأن أتبعه لرئيس الدولة مباشرة. والحقائق على الأرض تقول أن قيادة الجيش الحالية مددت من قدرات هذه المليشيا بحيث زاد تعدادها من حوالي أربعين ألف إلى حوالي مئة ألف جندي. والحقائق على الأرض تقول أن عتاد هذه المليشيا وتدريبها -الذي شارك فيه الجيش بفاعلية قصوى- جعلاها تحل، عمليًا، محل سلاح المشاة.

يمكنني أن أسترسل أكثر في ذكر الدواعي التي جعلت القائد العام للقوات المسلحة يقول أن الدعم السريع جاء من “رحم القوات المسلحة.” ولكن هذا يكفي لأغراض الإجابة على سؤالك الجيد!

قوات الجنجويد المتمردة تمثل طرفاً دموياً أول، كما سلفت بذلك الإشارة. أما الطرف الثاني فهو المليشيا الإسلاميوية من داخل الجيش السوداني ومن خارجه (كتائب الظل، وهيئة العمليات، والدفاع الشعبي، وأذرع الإسلامويين، المهووسين، في في الأجهزة الأمنية الأخرى).

للأسف الشديد، وزارة الخارجية، في وضعها الراهن، أثناء الحرب، بل قبلها، أصبحت ذراعاً من أذرع الطرف الثاني. وهذا لا يجوز، لا أخلاقياً ولا فنياً. ومجافاة الوزارة للأخلاق كانت، وما زالت، بائنة في في عدم معارضة معظم الدبلوماسيين لانقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، مع علم أي صاحب ضمير حي أن ذلك كان انقلاباً كامل الأركان. والطرف الثاني لا ينحصر في إسلامويي الجيش وغيرهم فحسب، بل يضم كل منتسبيهم في أفرع الخدمة المدنية المتواطئة، مثل وزارة الخارجية ووزارة الداخلية وغيرها.

ولذلك تجدني، يا زميلي الكريم، على قناعة تامة بأن هذه الحرب ليست حرب الشعب السوداني ضد الجنجويد، المتمردين، الدمويين. بل هي حرب بين مليشيا الاسلامويين ومليشيا الجنجويد، التي حولها البشير ولجنته الأمنية إلى جيش عرمرم. وبكل أسف، صمد هذا الجيش العرمرم ضد قواتنا المسلحة، فأظهر إلى أي درجة هو مضعضع ومهلهل، وضعيف. وإلا فحدثني أي كرامة تبقت للجيش بعد احتلال الحنجويد لمقار سيادية، مثل القصر الجمهوري والقيادة العامة، ووزارة الداخلية، ولمرافق حيوية أخرى، مثل مطار الخرطوم؟ يا زميلي الفاضل، لو كان احتلال القيادة العامة والقصر الجمهوري والمطار والمرافق الأخري الهامة ليوم واحد فقط، فهذا عار على جيش كبير يفترض أنه من أكبر الجيوش الأفريقية. فما بالك إذا احتلها لما يقارب حتى تاريخ ردي عليك. هذا الجيش ظل يمتص دم الشعب عبر أذرعه الاقتصادية، وظل يهرق دم الشعب (أكرر، في الجنوب وفي جبال النوبة وفي دارفور وفي النيل الأزرق وفي القيادة العامة وفي جهات أخرى في بلدنا الجريح). وأكرر، أصبح جيشنا مهلهلاً، مضعضعاً، في الأساس لأنه سمح لقوى الهوس الديني السيطرة عليه وتدجينه. ذلك أن هذه القوى هوجاء، لا تعرف فنون العسكرية ولا العلوم الاستراتيجية. فأخذت تُعمل عماءها وجهلها بفنون الحرب بصورة أهلكت الجيش و أهلكت الزرع والضرع في بلدنا الحزين!

هذه هي الحقائق عارية. وها نحن نجني حصاد ما زرعه فينا الهوس الديني. نجنيه في شكل حرب بين طرفين هما من بعضهما البعض، ومن نسل نفس الرحم!

هذا ما تيسر لي في هذه العجالة. ولا أمانع من ذكر المزيد من التفاصيل، إذا رغب الزملاء الكرام في ذلك.

السفير حيدر بدوي صادق
١٠ مايو ٢٠٢٣ر

في الظروف الحالية والحرب مشتعلة اي واحد يتكلم عن الجيش بصورة سلبية هو عندي خاين للوطن…اذا عندكم انتقاد لسير المعارك وعدم حسمها او تعمد اطالتها اكتبوا عنه ونحن نقرأ ونعقل ونتخذ موقفنا بعده اما ان ينصب كل الكلام عن الأشخاص والإسلاميين ففهمنا سيتجه الي الصراع السياسي ويفقد الكلام صدقيته ويندرج تحت باب خذلان الجيش والشعب.

ما هو الأستغراب في هروب مبارك الفاضل وأي شيئ يصدر من ال المهدي . يعني الجماعة ديل خذلوك!!! وبرهان وكل الأحزاب المرة دي حنقشها بالكيزان.

نعم هرب مبارك الفاضل وقبله هرب عبد الخالق محجوب واختفى عن الانظار الى ان تم القبض عليه بوشاية من أحد كوادر حزبه ليلقى مصيره المعلوم
وهرب الشريف حسين الهندى عندما احكم اليسار قبضته على الخرطوم
وهرب الامام الهادى المهدى عندما قصفت مايو فى نسختها الحمراء الجزيرة ابا
وهرب التجانى الطيب على ظهر الابل ميمما وجهه شطر المحروسة هربا من بطش اخوان الشيطان
وهرب الحاج ادم بعد المفاصلة خوفا من بطش اخوانه فى التنظيم الاجرامى
وهرب العباس اخو اليشير وعلى كرتى وكثير من قيادات المؤتكر الوطنى بعد ان انهد المعبد على رؤسهم