مقالات وآراء2

ماذا نفعل مع أقربائنا، وأساتذتنا، الذين يخدمون الإنقاذ؟

صلاح شعيب

من التجارب الملاحظة في العمل العام أن هناك جماعة لا توجه نقدها إلا للسلطويين البعيدين عن شبكة علاقاتها الاجتماعية، والجينية، والعشائرية المعقدة. وأحيانا يبدو أن “بلع الذمة” وارد حين يضع الموقف أحدهم أمام ضرورة لنقد أستاذه، أو قريبه. ولكن إن جاز له أن ينتقد موقفا مشابها فعله شخص آخر لا تضمه معه صداقة، أو أواصر قربى، فإنه سيرفع عقيرته ليلعن سنسفيل أجداد ذلك الشخص.

ومن الجانب الآخر نشأت ضمن هذه العلاقات المتشابكة كتل اجتماعية لدعم مسيرة المتعثرين في الإنتاج الإبداعي حتى إن المبدعين الحقيقيين صاروا مثل اليتامى في زمان التواصل الاجتماعي الكثيف. وهذا الوضع المعيب غيب المعايير الفنية التي كانت تتبناها لجان رسمية. فيكفي أن تشكل لك فرقة فنية حتى تجد ساعة في زمن فضائية. إذ تستضيفك مذيعة تحت التدريب، قريبة لك، وأنت لما تنهض بعد بعمل خاص فريد لك، بل لا تنسى هذه المذيعة الملونة أن تسألك عن برجك، أو علاقتك بالنورس.

بين تجاهل نقد الأقربين الناشطين في العمل العام ودعم أنصاف المواهب تضيع فرص الإصلاح الشامل. ولا نتخيل أن الديموقراطية وحدها ستسعفنا إن عادت، واستقرت، لو أننا لم نفرق بين الخاص والعام. وحتى في أزمنة ديموقراطية سابقة لاحظنا أن المحاباة الأيديولوجية، والطائفية، والمناطقية، أفرزت وزراء أميين عهدت إليهم تربية الناشئين، والشباب. ولا يظنن أحد أن المعارضة القائمة تنشط بمنجاة عن الخلل المركب بعمق في الشخصية السودانية خصوصا، والإنسانية عموما. فعواطف الناس تتدخل في العمل العام متى ما ـــ وكيفما ـــ اتفق، ولكن في زمان دولة المؤسسات تُضبط المعايير، وتنكمش المحاباة، أو العاطفة ساعة التقييم، ويبقى لتفعيل القوانين دور في الضبط أيضا. ولو أن في الأنظمة الديموقراطية الحقيقية تستند المحاسبة على سيقان راكزة فإن في زمان الانحطاط الذي نعايشه في مجتمعاتنا تترسخ العاطفة في العمل العام بديلا للعقلانية. بل إن المعايير التي تحاسب الفرد جمعيا، وتكافئ المبدع فرديا، تظل نشطة، وتتطور بتطور التشريع القانوني، وبناءً على تجارب الناس المستقرة.

كثيرون يتوهمون أن مشاريعهم الأيديولوجية، والتربية الدينية، والمقررات الوطنية، والتقدم الحضاري، تمنع، وحدها، مثل هذه التحيزات. وبالتي يتوقعون أن عوامل السلام، والتقدم، والازدهار، والمساواة، ستعم البشرية بمجرد تنفيذ منظومات الأفكار تلك. ولكن الأفكار الفلسفية التي تضبط مكر الإنسان ربما لم تنفذ بعد ليكون متمدنا، ومتخلصا من إحنه الذاتية. ولعل خلوص البشرية الى مرحلة التمدن، وليس التحضر، والتي ما تزال عصية المنال هو بداية المشوار نحو تحقيق مجتمع مثالي.. هو ذاك الذي ظل يوتوبيا في مخيلة الفلاسفة، والمفكرين، والشعراء، والرسامين.

-2-
هناك مثقفون، ومتعلمون، دعموا الإنقاذ لسنوات عديدة. ومن بين هؤلاء بعض أساتذة جامعات، ودبلوماسيين، وفنانين، وإعلاميين، وكتاب، وأدباء مشهورين. عندما نحاول بهدوء مراجعة هؤلاء المثقفين بحكم تعليمهم المتقدم في علاقتهم بسلطات الاستبداد تنبري لنا ثلة من أصدقائهم، أو جيرانهم، أو أقاربهم، أو تلاميذهم، في المعارضة ليعنفونا، ومن ثم يحاولون إيجاد العذر غير المتماسك في خدمة الاستبداد. ومتى ما كان قلمك يعبر ناقدا ضد علي شمو مثلا فإن المعارضين سينقسمون إلى فريقين. فالذي لم يتتلمذ علي يد خبير الإعلام سيثني عليك، ولن يذكرك بأنه كان مذيعا لامعا، وحاور أم كلثوم، وتقلد مواقع مرموقة، وحقق للسودان سمعة طيبة في إدارة العمل الثقافي في الخليج، وهناك آخرون لم يلتقوا شمو قط يفرحون لأنك ضربت التابو.

أما إذا راجعت أستاذ الأجيال يوسف فضل وقلت له إنه عيب عليك، وأنت بهذه القامة العلمية، أن تقترب من خدمة نظام دموي مثل نظام البشير عبر الحوار الوطني فإن زملاءه، وتلامذته، وأبناء منطقته، المعارضين يشخصنون الموضوع. ولهذا سيكونون أول من يذكرونك بأنك لم تراع كده التاريخي، ودوره في خدمة الأكاديمية السودانية عموما. أما الذين تجمعهم صلة قربى بزميله البروفيسير عبدالله أحمد عبدالله فيثنون عليك، ويشدون من أزرك كون سهام قلمك لم تنوشه لمجرد بعض خدماته التي بذلها للنظام. وهكذا ستجد نفسك أمام نفاق سياسي حامض من معارضين، أساسه المحاباة في العمل العام، والتي تفرضها العلاقات الأولية بينما تبقى أي محاولة لعقلنة السجال الذي يؤسس لمثال رفيع حول المثقف أمر تتوهمه أنت مع أصحاب قليلين لك.

هذا السجال مع هؤلاء العلماء لا يقوم على تبخيس أدوارهم المهنية المعروفة، أو الحط من شخصياتهم كرجال ونساء لهم وزنهم في المجتمع. كلا. فالأمر يتصل فقط بطرح أسئلة موضوعية حول دورهم الأخلاقي تجاه الاستبداد ما دام تحصلوا على أرفع درجات الوعي، وملكتهم الخبرة الحياتية في التفضيل بين خير الديموقراطية وشر الشمولية. بل إن هؤلاء الأساتذة انتظروا طلابهم الذين واجهوا البمبان ليشعلوا ثورتي أكتوبر وأبريل ثم حصدوا الوزارات.

-3-
إن سلبية الشلليات التي تقوم على تقديم الخاص على العام لعبت دورا بارزا في تدهور السودان منذ استقلاله. وقبل مجئ الإنقاذ لعبت الأنظمة الديموقراطية والشمولية على حد سواء في ترسيخ هذه الشللية في بيئة العمل. ومع الاعتراف في التفاوت بين الشلليات هُنا وهناك فإنها مما ساهمت في ضياع الديموقراطية نفسها، ذلك أننا لم نخرج من عشائريتنا الريفية، وشللياتنا المدينية، لنوطن النقد الجاد للرمز المثقف، وأن نضع معايير صارمة لتقديم المناصب لمن يستحقونها. فالوفاء للوطن لم يبق مقدسا في زمان استشراء ثقافة تقديس الرموز. وتذكر أن هذا التقديس لم ينشأ مع نشوء الإنقاذ وإنما له آداب غائرة في وعي الناس ولا وعيهم. وليست الطائفية وحدها تقدس رموزها، وإنما احترفته كل جماعة حرمها الله من الاستبصار النقدي تجاه كل رمزية سودانية.

ومع تدهور الأوضاع في بلادنا انتهينا إلى مجتمع متقوقع على علاقاته الأولية ما انعكس على ضمور معايير الإبداع القومي. ففي المشهد الثقافي نلاحظ صعودا في الشللية التي ترسخ المحاباة الإبداعية أكثر مما تنحاز للأصوات التي تملك مشاريع إبداعية مثابرة. بل إننا نلاحظ انحيازات تأخذ السمة الجيلية، إذ يتمترس جيل الآباء في نوستالجيا تمتد إلى عصر عثمان حسين بينما ينكمش الجيل الوسيط على ذاته على اعتبار أنه حقق النقلة نحو الحداثة، أما الجيل الجديد فقد انفرد بمنابره. وهكذا كل يغرد على هواه، ويرى أن الإبداع بدأ معه، أو انتهى في مرحلته، في ظل غياب التجسير الذي كان يتم في العقود الماضية بين الأجيال.

إن جرأة النقد أو المراجعة الموضوعية لخطر هذه الشلليات الإبداعية، وخطر المثقفين المتعاملين مع سلطة البشير الغاشمة هما الضمانة الوحيدة للإصلاح. ولا يتخيل المرء أن يكون هناك مستقبل معافى دون كسر التقديس الذي نحيط به قاماتنا العلمية، والأدبية، والأكاديمية، والإعلامية، والدبلوماسية، والتي ورطت البلاد في هذا الدرك الأسفل. ولذلك ينبغي ألا نعفي هذه “الشخصيات الرفيعة” من التذكير بأن القامات العلمية تزين بالالتزام الأخلاقي تجاه مجتمعها الذي علمهم لكي يدعموا الحكم الرشيد الذي ينعكس على واقعهم الحياتي.

إن سؤال الموقف الأخلاقي من الاستبداد الموجه للذين تلقوا تعليما نظاميا رفيعا ينبغي أن يجيب عليه المثقفون، والمتعلمون، بكثير من الاحترام للعقول الواعية. ولا ينبغي أن نوجد عبر الإجابة الأعذار الواهية لأقاربنا، وأصدقائنا، وأساتذتنا، الذين ينشطون داعمين للاستبداد في حقول الإعلام، والفنون، والدبلوماسية، والتي تشمل نخبا واعية، إذ تلقت تعليما مميزا، وينتظر منها أن تنور ضد الاستبداد لا أن تكون عاملة ضمن منظوماته الحكومية. هذا الطرح ليس مثاليا وإنما تحتمه ضرورة وجود الاستقامة الطبيعية للإنسان الذي تعلم من مال شعبه المحاصر الآن بإجرام الإنقاذ.

صلاح شعيب
[email protected]

 

تعليق واحد

  1. شكرا أستاذ صلاح شعيب موضوع مهم جدا ..
    دولة العداله و المؤسسيه لأيمكن ان تقوم لو سادت المعايير المزدوجة ، و اذا ام يتم الفىفصل بين الخاص والعام
    وإذا لم نتجاوز مرحلة تقديس الرموز

    ح نظل نرجع للوراء اذا استمرينا في المحاباة علي أساس علاقاتنا الاجتماعيه

    والموضوع أيضا عنده علاقه وثيقه بالفساد و المحاسبة ، هل ستقف علاقاتنا الاجتماعيه عائق اذا جاء وقت فتح ملفات الحساب؟
    فلدي اااي سوداني ضد النظام و راغب في المحاسبه علي الأقل قريب أو صديق أو ابن عشيره لصيق داخل مجموعات الفساد ،.
    ومحاكمة المفسدين لن تنجح اذا كالت الناس بمعاريين يحاسب الغريب و يترك القريب …

    قد يعتقد البعض ان الهم الان تغيير النظام … و لهرءلاء أقول تغيير النظام من غير محاسبه شفافة و خالية من المحاباة ستجعلنا ندور في حلقه مفرغة و كان التغير لم يحدث

  2. المثقفين الاكاديميين الذين ذكرتهم والذين خدمو الشمولية بوعي ولسنين طويلة هل ينبغي ان نساويهم بمثقفيين ومبدعين تفوهو بعبارات ايجابية تجاه الظلمة والشموليين في لحظة ضعف ؟ مثال : هل نتجاهل تاريخ الطيب صالح الابداعي ومقولته”الزيت” في حق اهل الانقاذ “من اين اتي هولاء” لمجرد انه من علي فراش الموت وفي لحظات ضعف اثني علي البشير ! وهل ننكر لفاطمة احمد ابراهيم الارث النضالي العظيم والانجاز الكبير والمعاناة والماسي التي عاشتها اكثر من اربعين عاما لمجرد مقالدتها للبشير في لحظة وهن ؟ وهل ندفن صانع الفرح محمود عبدالعزيز لمجرد ان ردد اهزوجة الكيزان السخيفة وهو يترنح الما ؟ ومثلهم محمد وردي و صلاح احمد ابراهيم واخرين … هل التفكير العقلاني وحده كاف لمحاكمة عادلة في مثل هذه الحالات ؟

    من اسؤ افرازات هذا العصر من يسمون بالناشطين وتعريفي لهم انهم “الرادحون بين المنتج والمبدع الحقيقي وجمهور المتلقين” طنينهم يغطي علي اي صوت اصيل اري انهم السبب الحقيقي في تدني الاذواق والثقافة وتفكيك العلاقة بين المبدع والجمهور فلا هولاء يصلهم المنتوج الاصيل ولا هذا يتلقي فيد باك حقيقي لما ينتج ! قادرون هم علي فرض نظرتهم و الضيقة السطحية وتمييع اي ابداع بما انهم في الاساس غير مبدعون ولا يحملون فكرة ! لا اري الفرق بينهم والوسطاء والسماسرة فلا هم اصحاب الشي ولا هم عايزين يقعدو زي بقية خلق الله يتلقوا

    وشكرا للكاتب علي المقال الضافي

  3. الكاتب صلاح شعيب
    تحية طيبة وكثير ود

    أحمد لك أن طرقت موضوع يهم الكثيرين . وهي شبكة من العلاقات الاجتماعية ذات الخلل التركيبي ، لم نزل تحت نزوة المجتمع العشائري القبلي والمناطقي . ويحُمد للإنجليز أن لم يكن لهم قريب في السودان . كان مكيالهم عادل لحد ما .
    شكراً لك

  4. 1. عذرا
    ولكن هذا مقال بليد.
    أتحمل من الآن هم الذباب المتحلق حول البراز _ يقتات منه ويدفن فيه بيضه؟
    إذا كان هذا فكر من يعدون أنفسهم “مثففي” السودان، فعلى السودان السلام

  5. سؤال عميق والعاطفة وعلاقاتنا البشرية هي التي ضيعت البلاد
    في ظل غياب مفهوم مؤسس للدولة

  6. استاذ صلاح

    شكراً جزيلاً لانك تتطرقت لهذا الموضوع الحساس ! انا من وجهة نظري بانه كل من شارك فى حكم الانقاذ حتى بيوم واحد فهو مجرم مكانته مكانة عمر البشير المطلوب من المحكمة الجنائية العالمية ويجب ان يُقدم المشاركون فى حكم الاخوان الاسلاميين الى العادلة ومحاكمتهم فى محاكم خاصة بذلك الامر ويجب ان لا تتغى علنيا المشاعر الانسانية ويجب تنفيذ العدالة فى اُناس حتى لو كانت تربطنا بهم صلة الرحم واما عن شخصى فلو (امى) شاركت معهم وسوف اكون اول المتبرعين لتقديهما للعدالة فلو فسدت يجب ان تقتل او تعدم رميناً بالرصاص او تشنق لانه كل شي يهون فى سبيل الوطن والسودان……..

  7. الاستاذ صلاح…السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لك كل الشكر علي المقال الوارد في صحيفة الراكوبة والذي تحدثت فيه بوضوح عن امر لا يتطرق له الكثيرون، وهو عن اساتذة الجامعات واخرين من حملة الدرجات العليا ودورهم في خدمة الانظمة الشمولية خاصة نظام الانقاذ…
    الكثير من الناس عندما يتحدثون عن تلك الفئة يقولون انها شريحة المثقفين ولذا يتوقعون منهم الكثير خاصة عندما يكون الحديث عن الاصلاح والتحول الديمقراطي..ولكن علينا اولا ان نجيب علي سؤال مهم…من هو المثقف؟ هل يمكن اطلاق تلك الصفة علي كل من اكمل دراسته الجامعية او فوق الجامعية ونال ما نال من الشهادات؟ في راييئ المتواضع ان ذلك التوصيف به خلل كبير… انا اعتقد ان المثقف هو الانسان الذي درس وتعلم وقام بتوظيف كل ذلك لاجل اصلاح المجتمع وترقيته….اذا قمنا بعمل مسح لحاملي الدرجات الجامعية والفوق الجامعية ربما نجد ان اكثر من ثلثي تلك الفئة لا يمكن ان نسميهم مثقفين… هم اصحاب شهادات جامعية وغير جامعية…ولكن ما هو دورهم في اصلاح المجتمع بعد ان نالو تلك الدرجات العلمية،ومعظمهم درس علي حساب الشعب الغلبان…معظمهم ان لم يكن جميعهم بدا اللهث والجري من اجل جمع المال…للاسف حتي الكثير من اساتذة الجامعات اختار تلك الوظيفة كمصدر للرزق اولا واخيرا…يتنافسون علي الاسفار وحضور المؤتمرات التي تقدم لهم مبالغ ضئيلة ولكنهم يرونها كبيرة لان نفوسهم صغيرة…في الداخل يشاركون في كل مؤتمر او ورشة عمل تقيمها اي منظمة محلية كانت ام اقليمية ويقبضون الفتات ولا يشعر احد بمشاركتهم…
    عندما يجيئ الحديث عن الانظمة الشمولية تجدهم اول المنتقدين للنظام،ولكن عندما يلوح لهم دهاقنة النظام للعمل معه في مؤسساته وهياته اللامحدودة تجدهم يشاركون بلا تردد ويتغير حديثهم وكل ذلك من اجل المحافظة علي المنصب ومخصصاته التي يسيل لها اللعاب…هذا الشيئ ينطبق عليهم جميعا من اقصي اليمين الي اقصي اليسار، وخلال الثلاث عقود الماضية يمكنك ان تحصي المئات منهم…هؤلاء الادعيا اللذين يسمونهم مثقفين لا يربطهم رابط بمجتمعاتهم الصغيرة التي ولدو وتربو فيها…لن تجد منهم من يتحدث عن معاناة اهله في اي بقعة من بقاع السودان….الكثير منهم هاجر وترك البلد وسعي من اجل الحصول علي هوية اخري وجواز غير سوداني..اما اللذين لم يتمكنو من الحصول علي هوية اخري لصعوبة ذلك الامر وخاصة اللذين يعيشون في الدول العربية، نجد انهم يفضلون البقاء في تلك البلاد حتي بعد ان يصلو لسن المعاش..ويبقون هناك ولا يعودون للسودان الا وهم عبارة عن جثامين في صناديق ليتم دفنهم في السودان…
    الاخ صلاح…الامثلة التي ذكرتها انت هي غيض من فيض،وهناك اعداد كبيرة ما زالت تجري وتلهث لتنال منصب يؤمن لها نوع مختلف من المعاش…انا لي اعتقاد لن اتزحزح عنه وهو ان جل مشاكل البلاد سببها هؤلاء الادعيا اللذين يسمونهم بالمثقفين السودانيين ولا اجد وصفا اصفهم به الا تلك العبارة التي قرأتها وهي مكتوبة خلف احدي الركشات في مدينة الخرطوم وتقول(ما كل قارئ متعلم).عند الحديث عن المثقف السوداني علينا ان نتوخي الحذر لانهم خليط. ودائما نجد فيهم The good,the bad and the ugly وهو عنوان لفيلم اميريكي شاهدته عندما كنت طالب بجامعة الخرظوم في عصرها الذهبي

  8. ماذا دهى هؤلاء ؟ بصراحة الاجابة صعبة للغايةولكن المسألة ترتبط بثلاثة حقول .
    1- قصر نظرهم وعدم الفقه في الدين
    2- اطماع شخصية بحتة
    3-امراض نفسية والرضا بالدونية

    وكل عنصر من العناصر الثلاثة اعلاه يحتاج للتفصيل .. فمثلاً كيف يرضى اكاديمي بارز مثل الدكتور خالدالمبارك ان يكون تحت ادارة ويعمل بتوجيهات حامد ممتاز احد غواصات المؤتمر الوطني وعندما كان الدكتور خالد المبارك يحمل درجة الدكتوراة ربما يكون حامد ممتاز او حاج ماجد سوار في الروضة؟؟ وقس على ذلك كثير؟؟

    ناهيك عن رجال امثال الدكتور اسماعيل الحاج موسى وغيرهم .

  9. شكرا لنفض للغبار عن المسكوت عنه
    اقتباس من النص :
    إن سؤال الموقف الأخلاقي من الاستبداد الموجه للذين تلقوا تعليما نظاميا رفيعا ينبغي أن يجيب عليه المثقفون، والمتعلمون، بكثير من الاحترام للعقول الواعية. ولا ينبغي أن نوجد عبر الإجابة الأعذار الواهية لأقاربنا، وأصدقائنا، وأساتذتنا، الذين ينشطون داعمين للاستبداد في حقول الإعلام، والفنون، والدبلوماسية ((((( و المال ))))) ، والتي تشمل نخبا واعية، إذ تلقت تعليما مميزا، وينتظر منها أن تنور ضد الاستبداد لا أن تكون عاملة ضمن منظوماته الحكومية. هذا الطرح ليس مثاليا وإنما تحتمه ضرورة وجود الاستقامة الطبيعية للإنسان الذي تعلم من مال شعبه المحاصر الآن بإجرام الإنقاذ
    اضفت للنص كلمة المال وهى ضرورية للدرجة التى لا يستثيم الامر دون وجودها قبل الباقيات اللائى سبقنها
    فالمحدد الاساسى للتغابى او الدفاع ( الخجل أو الصريح )هو الحلم و الأمل العريض بأن يلتفت اليهم المسئول أو الواصل بعين أو كلمة تفتح لهم دروب الكسب الذى يقيهم شر المسغبة و ذل الحاجة
    لذلك تراهم يتجاهلون الأمر

  10. هناك جانب لم تذكره في مقالك التحفة وهو دور الرياضيين
    امثال استاذ الفلسفة كمال شداد ومحمد الشيخ مدني الذي صعد من سكرتير الاتحاد المحلي الى وزارة التربية ومر باربعة وزارات
    ولا تنسى يا شعيب اصحابك المورداب وفيهم البروفيسير تميم وارجوا في مقالتك القادمة ان تتناول لنا دور الفنانين والذين لم ينجح منهم في الشرف والعفة الا القامة ابو عركي البخيت

  11. بارك الله في قلمك السلسل والعميق استاذ شعيب ولكن نسيت اهم زول وهو حمد الريح وصلاح مصطفى وديل هم الكانوا في برلمان الانقاذ
    وماذا عن علي مهدي الذي ما وجد مجلس مسؤولين الا ودخل في وسطهم والغريبة قال هو انصار

  12. لا ادري اسرار العلاقة بين تنظيم الأخوان المسلمين والكوز المسيحي صبحي فانوس والاكاديمي بتاع مزرعة الجداد المسرطن مختار الاصم ,,,, بالله ديل أساتذة في الجميلة ومستحيلة ووو ماشين يعلموا أولادنا شنو ..بردت لي فؤادي يا ود شعيب اشويهم في راكوبتنا لامن تتحرق ذاتو …حريقة تحرق مثقفين الديكتاتورية

  13. يجب التفريق بين الأداء المهنى و التهريج و التطبيل السياسى و كل ما هو من شاكلة مناصرة الظالم على الظلم.
    إذا صح تحليل الكاتب فكلنا مدانون…أعنى كل سودانى مخلص يؤدى عمله بإخلاص و ينصرف إلى داره فى ظل العهود الدكتاتورية…
    الطبيب منا.. و الشرطى و القاضى و المحامى و حتى الفنان الذى يرسم لوحة جميلة تولد إبتسامة.. أو المهندس الذى يخطط مبنا رأئعا أو حديقة جميلة تضفى على النفوس المكبوتة بهجة..كل أولئك مدانون وفق تحليل الكاتب إن فعلوا ذلك فى عهد دكتاتورى.. و لذا ينهار التحليل…
    ليس كل الناس سياسيين.. و آيديلوجيين.. و متحزبين حتى..الناس تعمل و يجب أن تعمل فى ظل كل العهود..و يبقى الخط الفاصل هو المعاونة على الظلم و “الردحى” مقابل العمل المهنى المنضبط و المحايد..
    وسعوا صدوركم لتروا النور القادم..
    كفى لعنا للظلام

  14. بماذا يعلق ،وماذا يقول فضيلة الامام السيد الصادق المهدي ؟ اذا قرأ مقالك هذا واراد التعليق عليه !!!؟؟؟

  15. شئ كبير يا عمري شئ كبير …
    إبداع يا ابوصلاح , محاضرة قيمة ينبغي انها تدرس لكل الجيل الحالي عسي ولعل..
    هذا المقال غير موجه لفصيلة الحمير ….!!!

  16. لايشرق مستقبل امة الا بالتصالح مع ماضيها …
    ولا تتصالح الأمة مع ماضيها الا بالتسامي والتسامح مع جراحها وآلامها وتركيزها على الآمال عوضاً عن نكء الجراح وتوجهه الملامه هنا وهناك….
    انا افهم وأقدر كل المظاليم -وكل الشعب مظلوم بشكل او آخر- وكل من له دم في رقبة النظام واتفهم تماماً دوافع الغضب والقهر والظلم التي لصاحبها كل الحق في ان يبحث عن عدالة أرضية قبل عدالة السماء ومع ذلك اقول ان مبادلة الدم بالدم والظلم بالانتقام والبطش بالفتك يجعل من امر دنيانا مدارا بين هذه وتلك ولنخرج من هذه الدوامه يجب ان نتسامى ونتسامح ونتعافى ونتمسك بالفضيلة وما الفضيلة الا بر الإنسان بأخيه الإنسان. …

  17. ندينهم ونحاسبهم نحن كاهل لهم واسر قبل الحساب والعقاب القانوني والقضائى ….وقسما بالله الواحد الاحد ومع **الاعتذار** لامى التي لولاها لما كنت موجودا اتشدق بالحديث ووصية الله سبحانه وتعالى والرسول محمد الأعظم عليه صلاوات الله … لوكانت امى *** من الكيزان او عصابات المتامر الواطى وكلاب وخنازير البشكير لفارقتها الى يوم ان ينفخ اسرافيل في الصور ؟؟؟؟؟

  18. العلاقة بين السلطة الإنقاذية والمثقف هي علاقة شائكة ومحيرة. خذ مثلاً بروفيسور صبحي فانوس أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم، الذي ينتمي للطائفة القبطية، والذي يتوسط الصورة أعلاه. لقد عمل فانوس بنشاط فائق في حملة الانتخابات الفائتة مسانداً للنظام وداعماً للبشير. إذا وضعنا في الاعتبار الاضطهاد الذي تعرض له الأقباط في ظل النظام الإنقاذي فإن موقف الأستاذ فانوس يبدو أقرب للخيانة، اللهم إلا أن يكون هناك تفسيراً “ميتافيزيقياً” لما قام به.

  19. حتى النقد نفسه في أزمة ناهيك عن الحرج والشللية التي ذكرتها … ولأضرب على سبيل المثال : السؤال عن مشاركة الحزب الشيوعي في إنقلاب مايو او احداث بيت

    الضيافة تجد الى الآن كل التحليلات تتجه الى التبرير … وقلما تجد تحليل

    يعنى بالظاهرة هي نفسها …. سبب وجودها … لماذا إنخرط الشيوعيين مع مايو

    … لماذا شاركوا او ما دواعي إنقلاب 19 يوليو …..

    ننفك من الحكي والقيل والقال … الى الأسباب التي تهم السودان وتاريخ

    السودان والمواطن السوداني …. نحلل الظاهرة على اساس انها تحدث في وطن

    يضم الكثيرين غير الشيوعيين والأنصار والكيزان ووخلافهم. اما ان نقعد لقريب

    نصف قرن ونحن مثل ” المحقق كونن ” فهذا عيب وعدم وعي وعدم مسئولية من

    المثقفين .

  20. ‎… ‎معظم الأحزاب السياسية الحديثة في المعارضة وفي السلطة مازالت نخبة سياسية فوقية لم تستطع تحريك ‏القاعدة الشعبية للمجتمع الذي يشكل غالبية الشعب الذي مازالت تغلب عليهم الأمية و الجهل و التفكير القبلي ‏ذلك أنهم لم يخرجوا من حياة البداوة الريفية و الخاضعة لتأثيرات مراكز التدين التقليدي الذي يبعدهم عن ‏التفاعل طبيعيا مع الحراك السياسي الحديث – ولهذا أنشأ العدو المستعمر تنظيمات الإسلام السياسي و ‏الطائفي لتشكيل عقل متأسلم طائفي للمجتمع يكون سدا منيعا بين الجماهير والفكر الثوري الحديث لقوى ‏التغيير السياسي و المجتمعي – ولهذا فشلت جهود و نضالات القوى السياسية الحديثة في السلطة أو ‏المعارضة أن تصل إلى الغالبية العظمى من الشعب ولكنها وصلت فقط إلى (ما يسمى القومى الحديثة) 3% ‏من الشعب فقط. و هي في نفس الوقت قاعدة تتنافس عليها جميع الأحزاب و حركات المجتمع المدني فعندما ‏ينجح الحزب في التحول إلى حركة يومية إجتماعية في حياة الغالبية التي يصعب الوصول إليها لبعدها ‏الجغرافي و التنظيمي من مراكز الحراك الحديث وبالتالي يتطلب تنظيمها جهدا مضاعفا وعليه مطلوب من ‏البعث أن يبتكر أطرا و أدوات مختلفة سياسية و نقابية ومهنية وإجتماعية وثقافية لتنظيم مختلف قطاعات ‏المجتمع في الريف و المدن أي أن يتحول الحزب إلى حالة إجتماعية شعبية يومية التأثير في حياة الشعب‎…‎

  21. التركيبة المجتمعية قائمة علي ركائز من التخلف الحضاري لذا كان نتاجها من النخب عاطلا عن القيام بالتغيير وسط أهله ومجتمعه وهذا ما أفرز الظاهرة والتي لن تموت بديمقراطية أو شمولية .

  22. والبروفيسور كمال شداد دخلو شنو حاشرين صورتو مع الجمماعة ديل؟؟ شداد ترشح لمنصب رياضي وفاز عن جدارة وحابوهو بلا هوادة إلى أن خرج مرفوع الراس. خلاها ليهم ومشى

  23. ماذا نفعل مع أقربائنا، وأساتذتنا، الذين يخدمون الإنقاذ؟

    محاكمات ميدانية ثورية طوالي واعدامات بالجملة والقطاعي

  24. هؤلاء لو جاء ابليس وحكم السودان اصحاب هذه الصور بلاشك سيظهروا وبنطو
    مختار الاصم
    صفوت فانوس
    علي شمو
    كمال شداد
    عبدالباسط سبدرات
    اسماعيل حاج موسى
    ومن لف لفهم
    القلم مابزيل بلم

  25. فقط تزكروا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (( إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ) .وتزكروا مناسبة الحديث وكفى

  26. بطل سفسطة .. انتو عرفتو تعملو حاجة مع الكيزان العديل لمن تمرضنا وتغرقنا في أسئلة هدفها الوحيد هو ملء فراغ عجز المعارضة ومواصلة أوهام المتبطلين في الكتابة. لو عايز تسأل أسئلة صاح كان تجرب (نعمل شنو في الأحزاب الشغالة مع الحكومة) الأمة بنص مكنة والاتحادي والبجا والعديد من “حركات” دارفور بمكنة كاملة.
    الله يمرضكم

  27. حـيث ان الخـدمـة المـدنية تمـت تصفـيتها وتـم احلال اهـل الولاء وعـديمى الخـبرة والعـلم مكانهم ولـم يعـد لأى مواطـن غـير
    ” كـوز ” مكان فـيها اضطر كـثير من الناس ان يعـملوا فى جهاز الدولة وأن يـسايـروا النظام غصبا عـنهم حـيث لا حـيلة لهـم امام مسـؤليـاتهم الأسرية ومنهم من اضطر باغ والبعض غـير باغ . لكن لأ اجـد عـذرا للذى لم يضطر ” فى وضع مادى مريح ” ان يكذب ويخون الأمانة امام الوطن واضرب مثلا بذلك المدعـو مختار الأصـم الذى زور الأنتخابات عـن عـمـد وسمح للنظام ان يزورها وهو يرى بأم عـيـنـيه ولم يعـمل شيئا , بل بارك افعالهم عـندما كذب وقال : ان الأنتخابات كانت نزيهة وجميع مواطنى السودان وحتى خارج السودان يعلمون انها مزورة . هذا الشخص لا اجـد له عـذرا عـلى الأطلاق لأنه ارتكب جريمة فى حـق كل مواطنى السودان وذنبه فى رقبتهم الى يوم القيامة .

  28. المقال غاية في الأهمية ، و ياريت الإدارة تضعه لعدة أسابيع لكي يتطلع عليه معظم رواد الراكوبة و يتداوله الكثير منهم.
    المقال يحفذني لتجديد دعوتي السابقة للراكوبة بخصوص البدء في إصدار لائحة عار تتضمن كل من شارك في حكومة الفقر الدمار منذ يوم النكبة 30-06-1989 و لغاية الآن. قائمة العار هذه يجب أن لا تستثني أحدا، و أقترح علي الإدارة تكليف الأخ الكريم بكري الصائغ لما يمتلك من حث توثيقي ممتاز.
    ذكروا الناس بالاوغاد الكلاب حتي لا يسقط عن ذاكرتنا أحدهم و لكي يوقنو بأن القصة المرة دي مختلفة ، مافي عفا الله عما سلف و الشعب صاحب الذاكرة الخربة كما إدعي الترابي قاتله الله ، بقي صاحي و جاهز بالورقة و القلم ليوم قيامتهم في الدنيا، و الذي أسأل الله أن يعجله

  29. ديل اساتذة القفلة وجدوا الهميمن مشقولين بمحن اسرهم وجلسوا فى القاعات وتعيتوا اساتده جامعات ” وجلهم فقراء السودان ” والشء تامقرف تعين السحقاء وتوليهم امر القضاء وولاية العامة فلابد من كنسهم جميعا ومت هتا يبداء التعمير

  30. اجماعة هونوا عليكم
    لا يكلف الله نفسا الا وسعها
    ليس كل الناس يستطيع ان يكون جيفارا ، لاسباب كتيرة ، هناك عامل السن والحوجة والمرض،وهناك عدم القدرة على مواجهة ظلم وغدر وتعذيب الانظمة الشمولية .
    يجب ان نراعي حالة هؤلأ الكبار ، وان نفرق بينهم وبين من يخدم الكيزان واجرام الشمولية بوعي وبين من اجبرته الظروف من خوف وحرمان ووالخ فمن الواضح انهم ليسوا سواء في ذلك .
    اكبر خطأ ان يؤجل الانسان حياته على امل استئنافها بعد رحيل الكيزان الذين قضوا على القوة الحية في البلد واصبح ذهابهم مجرد امنية غامضة لعواجيز الاحزاب بحدوث انتفاضة في يوم ما .

  31. مقال جميل ومميز آخر يسبر أحد أغوار وفضاءات الأسئلة الحائرة. ..شكرا صلاح وشكرا الراكوبة. …..

    اجمل ما يميز صحيفة الراكوبة الإلكترونية انها تتعمد الجمع بين حساسية الموضوعات ونوعيتها وقدرات الاقلام الفذة لتشكيل وعي أريد له ان يكونا غائبا من خلال تتناولها لموضوعات في غاية الحساسية لكتاب مزهلين كصلاح شعيب علي سبيل المثال، فهي تشكل وترفد وعي وذاكرة فريدة لاجيال تتنفس إلكترونيا في زمن الكبت الصحفي ومحاولات الاخصاء الذهني لتلبية حوجة الأجيال الملحة للنمو والإدراك والنضج… سوف تنال الراكوبة ارفع الأوسمة الصحفية نظرا لثقة القراء والعدد المهول الذي يتابعها لكن لابد من المهنية العالية والالتزام الصحفي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..