محلية قطع الأرزاق

محلية قطع الأرزاق

منى عبد الفتاح

كيف لا

ليثبت فقط أن هذه الحكومة تتعامل مع الصحف كدكاكين الحي البائسة التي أصاب بضاعتها القديمة والمتربة البوار ، فها هي تطبّق نفس قرار الإغلاق مع عدد من المطاعم بالعاصمة.وقد عملت القرارات من قبل – ولا تزال- على إغلاق الصحف ، وساهمت في الحطّ من قدْر الصحافة المعنوي بعد تجفيف كل مصادر الارتواء المادي من احتكار الإعلانات والصفحات التسجيلية ولا نقول الدعم لأنه لم يدخل قاموس الجهات الراعية لأمر الصحافة في البلاد بعد . هذا بالطبع غير التشريد المتعمد وقطع رزق الصحفيين والعاملين في هذه الصحف.
وها هي القرارات تعمل على إغلاق 28 مطعماً وكافتريا بالعمارات شارع 41 ومنطقة أبو حمامة دون أسباب تُذكر .أصحاب المطاعم يمتلكون تصاريح مثلهم مثل أصحاب الصحف وعملهم قانوني وبالرغم من ذلك امتثلوا للقرار ونفذوه مع احتجاجات تطالب بالسماح بمزاولة عملهم من جديد . وفي حالة الرضوخ بالقوة لمثل هذه القرارات التي لا مفرّ من تنفيذها ، فهذا يعني الخسارة البائنة ليس لأصحاب المطاعم فحسب وإنما تتعداهم كذلك للعاملين فيها . ولو قام معتمد محلية الخرطوم الجديد عمر نمر بحسبة بسيطة ليعلم أنه كم من الأفواه سوف تغلق بهذا القرار فلربما راجع قراره أو أدرك أنه في المطعم الواحد يعمل حوالي عشرة عمال ، كل عامل منهم يعول أسرة مكونة من سبعة أفراد في المتوسط من بينهم أطفال. ثم يستخرج حاصل ضرب هؤلاء في 28 مطعماً ليدرك أنه قام بحرمان وتجويع وتشريد جيش جرار .
الامتثال للأوامر قد لا يعني الخوف مما لا تحمد عقباه فقط وإنما قد يكون احترام لهذه القرارات الفوقية على أمل أن تحترم الجهة المعنية القانون وتطبقه وتنصف المظلومين .ولكن بنفس النهج الذي نفى به جهاز الأمن من أن تعليق صدور صحيفة التيار لا يعني انعدام مناخ الحريات ، فالمحلية بذات العقلية لا ترى في أمر إغلاق المطاعم قطع للأرزاق . بل أن فلسفة تعسف القرارات ترى أن في كلا الأمرين دعوة لممارسة عمل واعي يتسق مع أخلاقيات المهنة والمواثيق .
وبدون إبداء الأسباب في الحالتين فتظل هذه القرارات تعسفية تجعل سوط العذاب في يد المحلية وجهاز الامن معاً ليحاكما به من يريدان وبغير الرجوع لحكم القانون . وفي ذلك تجاوز لسلطات عديدة هي التي يُتوقع أن يصدر منها الاتهام ليُحيل المتهمين إلى القضاء ، فإما أن تثبت إدانتهم أو براءتهم ويكون ذلك بالنزول إلى حكم القانون واحترامه.
الكل سيحترم قرار إغلاق المطاعم لو أنّ المحلية تهتم بالصحة العامة ولو أن في جهازها الإداري المترهل فريق واحد دوره هو الإصحاح البيئي ، يقوم بمراقبة المطاعم والكافتريات الرسمية والعشوائية لرصد المخالفات الصحية ، والقيام بحملات تفتيش للوقوف على أداء المطاعم والكافتريات .ولكن العكس هو الصحيح فالمحلية تهتم بما تحصّله من المطاعم كجبايات ويزور المحصّل المطاعم للقيام بواجبه الجبائي دون النظر إلى مظاهر أساسية مثل النظافة والضوابط الصحية المفترضة ومدى صلاحية الطعام وذلك هم يتجاوز الهم الإداري الضيق إلى الاهتمام بصحة المواطن وحمايته من تغول أصحاب الاستثمارات كبر أم صغر شأنها.ولكن فيما نرى تغول على المواطن نفسه سواءً أكان مستهلك أم عامل في مطعم أم صاحب عمل.
كان لا بد من التحرك لإلغاء القرار ولكن عندما اعتصم أعضاء اتحاد أصحاب المطاعم أمام مبنى المحلية للرجوع عن القرار أو تبريره ، لم تعرهم آذان المحلية أدنى اهتمام .فإلى أي جهة يمكنهم تصعيد القضية والاحتجاجات والمحلية هي الجهاز المسئول الذي يباشر أعمال إجراءات التصاديق والتراخيص ، فإن كان يعتقد أن بمنحه هذه التراخيص هو الذي يعطي ويمنع فيكون بذلك قد ارتكب جريرة أكبر من جريرة قطع الأرزاق التي يقول عنها العرب “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”.
عن صحيفة “الأحداث”

تعليق واحد

  1. المطلوب الان تمييز الصفوف المساحة الرمادية تلاشت الى غير رجعة اما مع (شذاذ الافاق) او ضدهم اما الحديث عن عمل المحليات وكناتين الانقاذ البايرة فلا يهم هيا يا صحفيو الداخل والخارج انتظموا دعما للثوار على الارض او اتركوا هذه المساحات ليسودها غيركم

  2. يا مني
    الناس في شنو والحسانية في شنو وأنت في شنو
    الناس كلهم جاعانين وأنت تتحدثين عن محلية؟؟
    يرحمنا الله
    أعلمك لماذا أغلق المعتمد بتاع المحلية المطاعم
    يا أستاذة الغربال الجديد ليه شده والمعتمد ليهو نصيب كان يدفعوه الجماعة للقديم وأعوانه
    لذلك لابد من اعادة التوزيع
    البلد ماشية بنظام المافيا أو الكوزانوسترا والاثنين ما بتعرفيهم
    من راسها لي ساسها

  3. الاخت منى عبد الفتاح قد اتفق معاك في انو الحكومة اتعاملت مع الصحف بشكل غريب ومريب لدرجة انها وصفتها بالدكاكين والاكشاك دون اي مبررات واسباب واضحة وصريحة ومقنعة, فقد يدل هذا الاسلوب علي كبت للحريات وتحجيم الراي العام خوفا من كشف فسادها ومفسيديها مع انو كل الناس عارفه ذلك .. اما فيما يخص قفل المطاعب وبما انك لم تذكري الاسباب ولا الحكومة فانني اعتقد الاسباب صحية اي عدم اتباع الاساليب والطرق الصحية في طهي الطعام واذا كان كذلك فانني اويد ذلك وبشدة حفاظا علي صحة المواطن. فانت تعلمين وكل الناس تعلم استهتار بعض اصحاب المطاعم والكافتيريات في التلاعب بصحة المواطن ولم يتبعوا الاساليب والطرق الصحية في طهي الاطعمة (ارجو ان تسألي الاستاذ الفاتح جبرة من هذا الموضوع .. تناوله في عموده ساخر سبيل) وفي ذلك خطورة علي صحة المواطن. اما اذا كان الاغلاق لاسباب اخري ففي ذلك يعتبر قطع لارزاق كثير من الاسر.

  4. يعني كويس لو بس عمال 28 مطعم وأسرهم رايحين يجوعه يا داب لما يشردوهم. نحن افتكرنا الناس كلها جاعت وطلعوا مظاهرات.

  5. والله صدق هذا العنوان ياخي خليك من المطاعم والله انا شفت ناس المحلية بشيلو الكفتيرة من النار ويمشوا بيها محاربة لست الشاي المسكينة . يربنا يرحم والمخلية لا ترحم

  6. طالما توجد رخص لتشغيل هذه المطاعم لا يوجد قانون لاغلاقها الا في حالة عدم الالتزام بالشروط الصحية والضوابط الادارية المكملة لها ويجب على المحلية تعويضهم عن خسائر الاغلاق والبحث عن أماكن اخرى لهم لمزاولة مهنهم والا يكون حكم قراقيش عديل وهذه القصة تذكرني عندما منح أحد أصدقائي رخصة فتح وتشغيل محل شيشة وقام بتجهيز المحل على أعلى مستوى بعدما استلم الرخصة من المحلية المختصة وفي يوم الافتتاح حضر اليه رجلان من شرطة أمن المجتمع وطلبا منه قفل المحل فورا فقال لهما بأنه لديه رخصة من المحلية فقالا له لا يهمنا فرجع للمحلية لتبليغهم بقرار أمن المجتمع ةارجاع قيمة الرخصة فقال له موظف المحلية أن المبلغ قد دخل خزينة الدولة ولا رجوع فيه وبالله عليكم كيف يتم هذا الازدواج في السلطة فلماذا لا يكون هناك ممثل لأمن المجتمع في المحلية ليوقع على الموافقة قبل دفع قيمة الرخصة ؟ فمثلا في السعودية منع بيع مستلزمات الشيشة في المحلات داخل المدن في الأحياء ولكن بعد انتهاء صلاحية الرخص ولا تجدد بعدها .. كم يكون راتب معتمد المحلية وكم تبلغ مخصصاته ألا يستحق كل هذه الأموال ؟

  7. اولا عودا حميدا استاذة منى اغلاق المطاعم لاي سبب كان ليس مشكلة لكن المشكلة هي ان مسؤلية الحكومة اتجاه المواطن في وضع قوانين تحفظ لكل حقة من مال ومنفعة وفي حالة النشاط التجاري الخاص يجب علي الحكومة تساعد القطاع الخاص لاستثمار وان تصحح مسارة في جميع النواحي لانة كما ذكرتي يترزق من ورائه شريحة من المواطنين لكن قرار الاغلاق بدون حلول وتطوير للمطاعم فهو باطل ومعتمد الخرطوم يسال مسؤلية مباشرة في حق هولاء ، ولو نظرتي لاي قطاع خاص قامت الحومة بهدمه سواكان مصانع او اي نشاط ودخل افراد النظام في هذة الانشطة واستولوا عليه وصارو اصحاب مليارات وما بعيد معتمد الخرطو يعمل لية 25 مطعم بنفس الشاكلة يعني زحلق الجماعة عشان يركب هو

  8. هولاء القوم يتعاملون من منطلق البلد دي غنيمة وشعبها مسخر لخدمتهم ياأخوانا في حكومة في الدنيا بيصرف عليها شعبها غير الحكومة دي وبعد دا كلوا كمان قلة أدب والماعاجبوا يشوف ليه بلد تاني

  9. احتمال يكون هذه المطاعم ح تفتح تاني ولكن مالكين جدد من اهل التمكين واهل التمكين هؤلاء هم البدريين الجدد الذين وكلوا بامر هذه الامه فهم محلاتهم انيقه ونظيفه وماطابقه للمواصفات الصحيه القياسيه اضافه الي انها سوف تشغل كثير من ابناء المتمكنيين وح تكون معفيه من كل شئ لا ضرائب لا اتاوات لا رسوم ولا غيرو ده اذا ما كانت مدعومه من ديوان الذكاه والضرائب وغيرها من دواوين الجبايات التعسفيه وده عمل تحمد عليه المحليه قطع ارزاق العامه شئ عادي ما قبل كده اكثر من 15000 خمسه عشر الف موظف احيلوا للصالح العام ما ده برضوا صالح عام محلات نظيفه وانيقه

  10. Mona, the time is not suitable for such article. It is utterly extraneous at this time. You are talking about a tiny dilemma of a tiny privileged community who can eat their three nutritious meals, no matter what happen to these restaurants. We, Sudanese People, are currently dealing with the beloved uprising or revolution of the poor. Please do not create your own skape goats by such irrelevant issues. Be direct either support the wholly uprising or be against it. We are in critical moments of a whole nation future here.
    We the readers do no care if Amarat rich people eat in restaurants or at their luxury villas. We do care however about those who are unable to feed their babies one meal a day, we care about those who killed by this brutal regime every day in Southern Kordofan, and in Blue Nile. We are shocked to see such Genocide going on without any punishment for the criminals. But, we the young people decided to revolt and to bring those criminals to the justice to get what they deserve.
    Your article is, in fact, a support for this criminal regime as it only diverts the attention away from reality. Of course you are free on what you write, but be direct and honest in your attentions. If you like it or not the poor 90% of Sudanese people will win the game. Stay well sister and you will see.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..