ادركوا هذه الازمات…حتي لا بقبر الناس احياء …؟؟

عشرة اعوام من عمق الازمة والنزيف ,لست هنا في مقام الحديث عن من قضوا نحبهم في ظل ازمات تعصف بوطني الصغير دارفور ,وعمرا كامل من الحروبات في وطني الكبير السودان ,ولكن الاحياء ابقي من الاموات , فنفس السيف الذي سلط لقتل الابرياء من ابناء شعبي يسلط الان علي رقاب الاحياء من ابناء وطني الكبير.
الازمات هي ذات الازمات تضاعف وتزيد من حدتها في واقع حال لم يتغير كثيرا ,الا لربما بقدوم وافد جديد اسمه الفجر الصادق.
احوج مانكون الي اليات جديده لللتغير ,وفي تجربتنا الثوربه خاضت الجماهير صراعا طويلا في خضم الثوره السلميه ,التي سعت جاهده القوي السياسيه التقليديه تحريكها كاليه للتغيير ولكن مئالات الكفاح السلمي باءت بالفشل في ظل نظام قمعي لايستحي في سفك مزيدا من الدماء وممارسة عاداته المعرفة في القمع والاعتقال.
وبالتالي وجب التفكير في اليات اخري للخروج من عنق الزجاجه طالما ان النظام يستخدم ادواته ويستغل سلطات وامكانيات الدوله ويسخرها لاطالة عمرالنظام الحالي ,وهو لايستحي في ان يعلنها انه لايعترف بكافة القوي السياسيه عند ساعات الضرورة القصوي .
طرحت القوي الثوريه ,وهي مجموعه احزاب وحركات ورمزا وطنيه ومنظمات اليه جديده تاخذ في حساباتها استخدام كافة ادواتها السلمية والمسلحه وتوظيفا لتغيير هذا النظام ,وهي لحظات اصطفاف وتراص وطني ,شكل لحظه تاريخيه ووثيقه هي خارطة امل والية عمل حقيقي وموضوعي وفقا لقراءات متلازمات الواقع والحال.
ولكن لغط هذه الوثيقه بالرغم من عدم اختلاف كثيرا من القوي السياسيه في بنودها خاصه البند المتعلق بالاطاحه بالنظام ,ولكن لكل كيان سياسي حساباته السياسيه ومنهجه في التعامل خاصه في مخاضات تجارب سابقه كالتجمع الوطني ,الذي نجح النظام وبشكل كبير في تفتيته عبر التفاوض مع كل الحركه الشعبيه والاتفاق معها في وثيقة اتفاق السلام الشامل والتي ادت الي انفصال الجنوب وكذلك التفاوض مع الكيانات الاخري والوصول الي اتفاقات جانبيه اطالت من عمر النظام ولكنها لم تكن اليه معالجه ناجحه لان برامج العمل التي اتفقت عليها حكومة المؤتمر الوطني والاحزاب التقليديه ليست سوي اليه لتفتيت كيان التجمع وتفتيته .
اذا هي سياسات مورست وستمارس في ظل غياب الوعي الجمعي الوطني ,ساهمت في تفتيت الدوله السودانيه وخلق مزيدا من الازمات.
الاشكالية الان ليس اشكالية طرح ولكنه اختلاف في اليات المعالجه لواقع الحال ,وفرضيات سياسيه معقده جدا ,لان لكل كيان سياسي حساباته السياسيه وفقا لقراءاته وفلسفته ورؤيته ومبادئه ,ولكن تظل الاشكاليه قائنه وهي فشل الثوه السلميه في ظل نظام لا تحكمه مبادئ واسس في محاربة كل من يعارضه هل ستنجح معه الثوره والانتفاضه السلميه ؟.
الخيارات والمناهج التي تبنتها المعارضه السلميه لاتملك اليات عمل حقيقيه طالما انها غير قادره علي حماية قادتها السياسيه .
ماهو البديل السياسي الذ يمكن ان يملك الادوات القادره علي التغير؟ ,ليس ثمة طرح سياسي واليه اكثرفاعليه وديناميكيه مثل ميثاق الفجر الصادق ,لان الطرخ السياسي للوثيقه ياخذ في حساباته كل ذلكم التناقض وسعي جاهدا الي العمل بمبدا الحد الادني لتحقيق الهدف ,ولان الجدليه السياسيه لاتعترف بالمبادئ في ظل قواعد البناء والتفاعل السياسي المشترك , في محاوله ذكيه لاستيعاب كافة الوان الطيف السياسي ,ولملة ماتبقي من فتات هذا الوطن.
والسؤال الذي يطرح الان هل وثيقة الفجر الصادق الية لتفتيت ,ام لبناء الوطن؟
وفي اجابتنا علي هذا علينا ان نعترف بان الدوله السودانيه في شكلها الراهن تمر بمرحلة الانهيار ,بكافة جوانبه الاقتصاديه والمجتمعيه والثقافيه وهلم جر ,وبالتالي من اجبنا التفكير في الية لاعادة صياغه وطرح لتجربه جديده ,طالما ان النماذج القديمه والتقليديه قد فشلت في ادرة الدوله السودانيه ,هذا البديل السياسي او الحل الممكن والمتاح الان هو وثيقة الفجر الجديد ,وتفرد هذه الوثيقه ايضا ايضا الاعتراف بالكل المركب وطرح مختلف تؤسس لمرحلة عمل وحدوي يمكن ان يوحد هذه الدوله من جديد من خلال قيادات واعيه وطرح ديمقراطي قائم علي احترام الاخر دون اقصائه او تهميشه .
ففي ظل ازمات متتاليه كانت الحاجه امسه الي بديل سياسي وعمل واعي قادر علي معالجة جذور الازمات حتي لايقبر الناس احياء .
[email][email protected][/email]