أخبار السودان

(بالمناسبة).. بعض الفوضى..!

عثمان شبونة
* يقول الدكتور غازي العتباني: (… لكن الخطورة، كل الخطورة، برزت حينما ارتدى المدنيون بزات العسكريين. التعبير العملي لهذا الوصف المجازي تمثل في إنشاء بعض الأحزاب لتكوينات ذات وضع تنظيمي استثنائي، وصلاحيات استثنائية داخل التنظيم العام. من هذا الباب، لا من باب العسكريين، ظلت تتسرب مفاهيم الإدارة الأمنية للملفات والقضايا المدنية والسياسية. لقد أثبتت التجربة أن الكيانات التي تنشأ بصلاحيات استثنائية ولا تنضبط بضوابط الرقابة المعلنة، سرعان ما تتحول إلى محور تنظيمي منافس)..!
* يضيف ــ الزميل ــ المُرسِل: (كذلك أنتبه العتباني إلى أن ذلك المحور التنظيمي سرعان ما ينمو ويتضخم ويحتل مساحات متوسعة على حساب الأجهزة التنظيمية المشروعة: يقول في تصوراته تلك يصف ذات المحور الخاص: (ولأنه تكوين يقوم بمهمة استثنائية ويملك صلاحيات استثنائية ويتمتع بوضع استثنائي خارج دوائر الرقابة، فإنه سرعان ما ينمو ويتضخم ويحتل مساحات متوسعة على حساب الأجهزة التنظيمية المشروعة، وتظل تلتف فروعه وأغصانه تحبس ماء الحياة حتى عن الذين يمدونه بها، وفي تلك اللحظة ينتقل ولاؤه إلى آخرين يمدونه بموارد الحياة).
* انتهى حديث الدكتور غازي.. وقد ذكّرني به أمس زميلنا الطيب فراج (مشكوراً) وهو حديث مهم كان لابد من نشره كاملاً؛ إذ يصلح مدخلاً حينما يكون الحديث عن (الفوضى السياسية) تحديداً..!
* دون ذكر المصدر أو المناسبة أو الزمن الذي قيل فيه هذا الحديث؛ سيفطن القارئ إلى أنه قيل بعد خروج غازي من (الحكومة) وربما انتعشت ذاكرته عقب زوال (المنصب) فاستكان بجلباب (المصلحين) في مراجعاته..! قلت للأستاذ الطيب: (يؤخذ على غازي أن بعض آرائه المهمة قد تأخرت كثيراً)؛ ومنها السطور الآنفة ــ التي رغم اختلافنا مع صاحبها ــ تظل محمودة في حضورها الواقعي و(التحذيري)..!
* ثمة جزئية ليست بعيدة عن خطورة ما قاله د. غازي؛ بل ذات ارتباط به أقرب لارتباط (الظفر باللحم).. ونعني ما كتبه الزميل أشرف عبدالعزيز بمناسبة انفعال أحد كوادر التنظيم الإسلاموي وهو يهدد (القضاء) في مقال مُستنكَر ــ معلوم ــ يدافع فيه عن (أخوه الإسلامي!) محمد حاتم سليمان، والذي يُحاكم ــ الآن ــ في قضايا مالية..! أورد أشرف جزئية تكمل (طقس مقاله) بموضوعية ومعرفة (بالمستخبئ) والظاهر.. يقول: (أزمة تعامل الناشطين بالحركة الإسلامية السودانية مع المال لم تبدأ اليوم أو هي ليست وليدة اللحظة، وإنما تعود أسبابها الرئيسية للموارد والمؤسسات الإقتصادية التي أنشأتها الجبهة الإسلامية أو كانت على صلة بها، هذه المؤسسات منحت الموظفين وجلهم من “كادر” الجبهة مرتبات مجزية، وهذا هو ذات “الكادر” الذي تم توظيفه للعمل بالدولة والتنظيم لإنفاذ “التمكين!” ولذلك لم يأبه بالصرف البذخي من خزانة الحكومة، وفصِّلت الهياكل على مقاسه وعم فقه العقودات الخاصة، وحمل بعضهم أموالاً بـ”الشوالات” إلى منازلهم مؤتمنين عليها لتسيير العمل دون إجراءات أو ضوابط محاسبية، وفي ظل التنقل بين الحكومة والتنظيم ساد مايسمى بفقه التصرف! وتم تأصيل كثير من المعاملات الخاطئة، ولذلك وقع من هم أنقياء أطهار في الفخ وولغوا في الفساد، وهذا ما أشار إليه عراب الإنقاذ الراحل الدكتور الترابي في برنامج شاهد على العصر).
ــ انتهت إفادة أشرف المبتورة من عموده بـ(الجريدة)، لكنها تظل صالحة باستفرادها (الطاعن) في سيرة الجماعة الإسلامية التي كرَّست أفعالها في الحكم لخرابٍ عام؛ يصعب على المحلل استنتاج ما ستكون عليه (نهاياته) بالضبط..!
* بغير النموذجين السابقين ــ أعلاه ــ سنجد سطوراً بلا حصر تنبّه وتحذر و(تشفق) وتستنكر؛ حول مجمل المشهد الذي (أخرجته) السلطة الحاكمة وكانت قبل ذلك قد كتبت (سيناريوهاته!) الكئيبة.. وها نحن نعيش حتى زمان فوضى الجماعات التي تعتدي على المواطنين في النيل الأبيض (تقتل وتعذب وتخيف من تشاء) دون أن يردعها رادع..! لماذا؟!
* سنكرر الإجابة على السؤال بالقول: (إنها ــ أي الجماعات الفوضوية ــ ما تزال بعيدة عن بيوت الحاكمين) فماذا يضيرهم مادام النيران والبراثن لم تطالهم؟!!
* كل ما تقدم لا يقصد منه شيء أكثر من (التنبيه بقوة) لسودان قادم؛ ربما لن نحظى بملامحه الباقية إذا استمر (النظام) في الفوضى و(التحلل!!)..!
أعوذ بالله
الجريدة

تعليق واحد

  1. هذا المنيت الذي يدعى غازي نسخة أخرى من شيخه حسن. كثير التنظير كثير السفسطة. هو وأمثاله ظنوا أن لا أحد في الدنيا يفهم مثلما يفهمون و أن لولاهم لما كان الاسلام.

  2. سوف اظل اقول واعيد القول مرات ومرات , لو ان العبقرى الطيب صالح لم يقول فى حياته غير عبارته المشهوره :-( من اين اتى هولاء؟) لكفاه .

  3. اتركونا وكفى بلا تنظير .. فى اعرافنا وتقاليدنا ما يدير دولة رسالة الانسانية .. التى خربها اخوان الشيطان الذين تجارأو على طهرة وعزة وسماحة اهل السودان .

  4. انسيتم يا قوم.. قريب يوم (داك وما طوّل .. هل بقت – يا حليلن – احلام تتاوّل) ليلة الثلاثين من حزيران عندما ارتدى المدنيون ( دوابى الكر شباب الحركة الاسلاميه) بزات العسكريين .. وكانوا فى صفوف الجنودالذين رأيتم بعضهم و”الذين لم تروهم” وهم يمتطون “الهيلوكسات من ذوات المّثْنى من الكبينات” وعلى ظهورها تفيض الكراتين المليئة بمنشورات تبرير الانقلاب بالقاء تهمة القيام به على الاخرين..اعداء السودان والاسلام الخونة المرجفين الكافرين ( الذين اصبحاهل بلادهم الاصليين فى لواحق الازمان للمتوضئين الطاهرين حلفاء استتراتيجيين! و الكنود اللى رايتموهم والذين لم تكتحل عيونكم برؤيتهم يضربون اكباد الابل فى كل اتجاه لا يلوون على شىء الآ حماية لما تم التبشير به وتحسبا لأى احتمال لفشل يصيبه لأى سبب من الاسباب)كما جاء على السنة الكثيرين من العليمين ببواطن الامور! رحم الله من انتقل منهم الى دار البقاء.
    *على كل حال مثل هكذا احاديث اصبحت تاريخ (بدون همزه على الالف) وتأريخ بالهمزه على الالف. (بس ما هيّاش همزة استفهام!)
    *المؤسف ان كثيرين من قدامى سياسيى السودان واهله لا يزالون وما ينفكون وما يفتأون ويظلّون “يهتدون” و يعتقدون ان التاريخ ما هو الآ “حدث” وانتهى! ( زيّو وزى السافر وفارق حيّو” .. لكن ما حدش بيسال عنّو كيف واين وصل به الحال بين احداث “الماضى اللى راح وانطوى!”
    ورحم الله استاذنا الجليل والادارى المتمكن الفريد حسن دفع الله فى اعلى عليين.

  5. نحن ما عارفين نلقاها من تركيا ولا من اريتريا ولا من مصر ولا من نيجيريا … دمنا تفرق بين الدول يا ولداه….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..