كونفيدرالية قوس قزح .. أو حلف الامل

نحتاج للامل ولو على رافعة الحلم احيانا”… ففى عالم يسوده التشاؤم ببعض دول منطقة القرن الافريقى والشك والريبة والمطامع الاقليمية التى تراود دول المنطقة كل حسب افقه السياسى وخلفيته الثقافيه وهى رؤية تعكس النصف الفارغ من الكوب وتعبر عن العحز السياسى والرؤيا المحدودة للصفوة المتنفذه والحاكمة منذ القرون الوسطى وماتلاها من استعمار وماتلى ذلك من دولة وطنية بما لايبتعد عما تحت القدمين شيئا” مما انتج دولا غير مستقرة وتعانى من الحروب الاهلية ذات التاثير الممتد مابينها وقد فشلت حتى فى الحفاظ على حدودها ومساحاتها الجغرافية والاثنية الموروثة مابعد الاستعمار ونعنى تحديدا السودان واثيوبيا وقد تجزاءتا الى ارتريا ودولة جنوب السودان مقابل ماحدث من عصور النهضة باروبا وماتلى ذلك من تاثيرات الثورة الفرنسية واسهامها الفكرى والذى تطور الى رؤيه جامعة لاوربا الموحده واهمية اتحاد الفضاءات الضيقة الى اوسع
ويقابل ذلك الرؤية المقابلة و الاوسع والتى تشع تفاؤلا” موضوعيا يرتكز على حقائق علمية جغرافية واجتماعية وثقافية وسياسية وببساطة تكاد تحير العقول الا تنتفى ريبة الاريترين تجاه الاثيوبين من مظالم سياسية وثقافية واطماع اقتصادية حال وجود السودان ضمن اطار سياسى يجمع الثلاثى .اوليس فى ظل اطار يجمغ اثيوبيا والسودان ضامن لاطمئنان دولة جنوب السودان تجاه مخاوفهم من مظالم سياسية وثقافية واقتصادية تجاه السودان ..اوليس هذا باثبات علمى بان الاقتسام العادل بين الحقوق لطرفين رئيسين رهين بتثبيت مبادى العدالة لتسع الطرف الثالث ان كنا نعنى به اريتريا او جنوب السودان واعتبار الطرفين الاكبر هما اثيوبيا والسودان.
ولعل اتحادا سياسيا بنظام كونفيدرالى يحقق هذا الاطار السياسى الجامع والمطلب بحده الادنى ويعضد الفكرة وهى ليست بالاولى فقد سبق بالاجتهاد كثيرون ولعل ابرزهم ابوالقاسم حاج حمد…ويجعل من الحلم ممكن التنفيذ لما يعنيه النظام الكونفيدرالى من حرية اوسع وامكانية للحركة اكبر باستقلاليه للمكونات وبحدها الذى يزيل المخاوف من التغول لمكون تجاه مكون اخر
ورجوعا لموضوعية الطرح والفكرة فالابعاد الاجتماعية وماتعنيه من اثنيات مشتركة مباشرة وغير مباشرة يشكل عمقا لايمكن انكار تاثيره بكل الدول المعنية وحركة السكان متبادلة مابين هذه المكونات والقواسم الثقافية المشتركة وسهولة تعلم اللهجات المحلية مابينها والامتداد الجغرافى والتداخلات الحدودية والموارد الطبيعة تجعل مابين المشترك اقوى من الذى يفرق والتنوع الدينى و بين كل مكونين يجد له مايحقق درجات مقبولة من التوازن بوجود الطرف الثالث ومايعضد البعد الثقافى ماذهبنا اليه من العمق الاجتماعى ولذ نجد مايطرب ويهز الحواس يجمع الكل ورافعة الامكانات الاقتصادية ومايشكلة التجانس الموروث من ابعاد اجتماعية وتاثيرات ثقافية موحدة وموارد مشتركة وممتدة ومتنوعة وكم سكانى مهول يجعل من السوق الداخلى بموازين عليا ناهيك عن الموارد البشرية المتاحة والخبرات حال بوتقتها باطار تنظيمى جامع وخلاق يثبته ماورد من تاريخ للمنطقة بكتب الاديان السماوية والعلمية تعريفا بحضاراتها وشعوبها
وعليه فوجود هذه الدول محافظة على وحدتها الداخلية وحدودها الجغرافية واقتصادها على حالها منفردة مهدد بالفناء والحفاظ على وجودها امنة ومستقرة يكاد والمستحيل رديفان لاسباب ذاتية بالمقام الاول وموضوعية ثان ولذا اتحادها امر حتمى وازماتها الداخلية حلولها مرهون بتوسعة اوعيتها الجغرافية ان ارادت تنمية مقدراتها وريادتها بالعالم……فدعونا نحلم بالايجابى كونفيدرالية قوس قزح اوحلف الامل الخرطوم اديس جوبا اسمره