داء المبعوثين..!

الولايات المتحدة تعتزم إيفاد مبعوث خاص لجنوب السودان للتدخل في حل الصراع الدائر هناك،يحدث هذا مع التنامي المتزايد لحدة الصراع بين قوات رياك مشار وتقدمها في القتال ضد قوات حكومة جنوب السودان،ومع توقف المفاوضات في المكان الذي لم تتحرك منه أصلاً،الحكمة التي انعدمت لدى القيادة هناك لحظة الانفجار في كيفية التعامل مع الحدث سوف تدفع الدولة الجديدة ثمنها باهظاً،ولو دخلت الأزمة في جنوب السودان مرحلة المبعوثين،سوف يُكتب لها التدويل في أقل ظرف ممكن،وبعدها لا حاجة لقول ماذا سيحدث،فالتجربة في الدولة الأم رائدة في مجال المبعوثين،حتى بلغت مبلغاً أن يُنتظر فيها القرار من الخارج،ليت القيادة في جنوب السودان استفادت من كل التجارب التي عاشتها في الدولة الأم،لكن للأسف لا يحدث إلا بعد وقوع الأمر..السرعة التي قفزت بها الأزمة في دولة جنوب السودان والتطور المخيف الذي يجري الآن على الصعيد العسكري والسياسي،ينبيء بما هو أسوأ من المتوقع،طالما أن الأطراف هناك واقفة عند محطة واحدة وتأبى أن تتحرك باتجاه الآخر،والآلاف يشردون يموتون لا يهم.
الفرصة لا تزال في أيدي أطراف الصراع هناك،التمسك والتعصب في المواقف التفاوضية سوف تُجنى ثماره مستقبلاً،والتجارب الكثيرة في الدولة الأم تؤكد أنه كل ما تعصب طرف تجاه مطلب محدد،سوف يدفع هذا الطرف الثمن أضعافا مضاعفة وفي نهاية الأمر سوف يرضخ،يرضخ وبضغط دولي،وبالعادة تكون الحكومات هي الخاسرة لا المتمردون،ولو أن الرئيس سلفاكير قبِل ساعتذاك شروط مجموعة رياك بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية محاولة انقلابية غير حقيقية،لكان الوضع الآن مختلف،أخبار الأمس تحمل تلميحا مفاده أن سلفاكير ربما يفرج عن المعتقلين وعلى رأسهم باقان أموم،وهو مطلب لو استجابت له القيادة في جنوب السودان وقتذاك لكسبت وقتها ووقت مواطنيها الذين يحتمون بدور المنظمات الأممية التي هي بدورها تستثمر عرقياً بإيوائهم تحت فرز فاضح “دينكا/نوير” لا يتناسب والدور الأممي الذي ينبغي أن تكون عليه مهمة المنظمة،مهما أثبتت أنها تمارس دوراً رشيداً في حفظ الأمن بين قبيلتين،هما في الأصل ليستا متناحرتين لكن الصراع هناك احتمى بالقبلية،وهذه وحدها أكبر الخسائر على الإطلاق،أطراف الصراع مشغولة بالتفاوض حول سلطة وثروة ودون نتائج،بينما المنظمة الأممية تؤسس لتهيئة الأجواء بشكل كامل لانفجار قبلي وشيك،حال انقضت الأزمة او تواصلت..فلتنظر القيادة في دولة جنوب السودان كم دفعت دولتها الأم نظير عنجهيتها،نظير العنجهية هذه دفعت الدولة الأم دولة كاملة في جنوبها،فلتنظر القيادة هناك كم دفعت الدولة الأم ولا تزال تدفع أثماناً باهظة ما ينبغي أن تدفع ربعها لو أنها تعاملت بحكمة وقت انفجار الأزمة،لكنه حال القادة الأفارقة والعرب،ينتظرون حتى تقع الكارثة الكبرى،غير أننا نرجو أن تحتكم القيادة إلى حل سريع قبل الدخول مرحلة المبعوثين.
=
الجريدة
[email][email protected][/email]
مبعوث تعني ان الولايات المتحدة الامريكية تريد مساعدة الحكومة لتحل مشاكلها وحروبها الاهلية
المبعوثين دائما يتم ابتعاثهم لدول ناقصة السيادة وتكون قد ارهقت الامم المتحدة بالنازحين واللاجئين وكذلك الدول التي تدير حروب اهلية لعقود من الزمان ولا تستجيب لقرارات مجلس الامن او المحكمة الجنائية مثلا
المبعوثين يرسلون كحكماء لاي بلد تفتقد الحكم والحكمة
في العادة يرسلون المتقاعدين من ذوي الخبرة
مرحبا بالمبعوثين ومرحبا بالحكمة
والحكمة ضالة المؤمن
فعلا يا أستاذة شمائل الدولة اﻷم المريضة أنجبت وليدا أكثر مرضا منها . يا لهفتي على شعب الجنوب الذي عانى و يعاني و ولسوف يعاني من عاهة تاريخية إسمها السودان