مفارقة السنوات الضوئية بيننا وبينهم

كثير من الشعوب التي لها صيت وقوة وبأس في العالم الآن ، لم تكن تاريخيا أو حضاريا أقوى وأكبر وأعظم منا، لكنها امتلكت بسبب اجتهاد وفكر ونهضة وسلوكيات أفرادها ? حكاماً ومحكومين- مقومات النجاح التي جعلتها تقود العالم خلال الفترة الحالية وفي كل الجوانب .
لو درسنا هذا الأمر بعناية ورويَّة لوجدنا عِبراً ودروساً مستفادة ، كانت تلك الأمم – أوربا واليابان والصين وكوريا وماليزيا – وإلى وقتٍ قريب في مكانة أقل منا بكثير، لكنها فاتتنا وتخطتنا ومشت بسرعة الصاروخ علمياً وثقافياً وتكنلوجياً ، لم يأت هذا التقدم عن طريق الصدفة والحظ وإنما وصلت هذه الأمم الى ما وصلت إليه نتاج جهود قيادات واجتهادات شعوب ولأسباب عديدة يمكن لأي متتبع أو مهتم أن يدركها ويعرفها لكن هل يمكن نفعل ما تفعله هذه الشعوب ..!! هذا هو السؤال.؟؟
وفي حقيقة الأمر فانه لا مجال للمقارنة البته بين شعوبهم وشعوبنا ، لكن المفارقة الأكبر تتضح في سلوكيات وأدب قياداتهم ومسؤوليهم بالمقارنة “بالمكون المحلي ” الذي هو السبب الأساسي للقعود بنا ، ففي الأسبوع الماضي قدم رئيس الوزراء الكوري الجنوبي “جون هونع وون ” استقالته على خلفية غرق عبّارة في منطقة سيول جنوب البلاد ما أدى إلى مقتل أكثر من 170 شخصا ، وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (بونهاب) أن جونغ أعلن استقالته في مؤتمر صحافي بعد حوالي سنة ونصف السنة من تعيينه في رئيس الوزراء- ( يعني الزول لسه ما أخد راحته وقال يا هادئ عشان يبدأ في موضوع التحلل كمان)..
الفرق سنوات ضوئية ما بين استقالة وزير نتيجة حدث أو كارثة طبيعية ليس لها أية علاقة سببية بالمسؤول أو صلة مباشرة به ، وبين ” كنكشة” المسؤولين الذين يقبضون على كراسيهم هنا بالرغم من عشرات الكوارث التي تسببوا فيها بأيديهم أو كانوا سببا مباشراً فيها ،ولسان حالهم يقول:” ولا مشكلة حتى ولو تقوم الدنيا ، الناس تموت ، تتحرق ، تقع البنايات بمن فيها ، وعلى ما فيها من أنفس وأجهزة ،وتضيع الأموال والجهود .. عادي جدا ..ورانا شنو ؟”
لذلك فليس غريباً أن يُنهب المال العام ” على عينك يا تاجر” ،و أن يتفشى الفساد والظلم وليس هناك من رادع أو ضمير ، وما طفح على سطح الحياة السياسية العامة والإعلام من فساد ما هو إلا نذر يسير لفساد أكثر وأنكى مخفي لكنه واقع مرير وحال موجود ،عملية نهضة وتقدم الأمم والشعوب عملية متكاملة وأبعادها جماعية وكلّية فاذا كانت الحكاية “خربانة من كبارها “.. فالصغار إذن ?أي الشعوب ? لا تثريب عليهم ..
استقال الوزير الكوري بسبب غرق عبارة وسيظل وزراء بلادي برغم كل سوءاتهم والفشل الذي لازمهم دائما جاثمين على رؤوسنا..
لعل هذا يُعد واحدا من أسباب الفوارق الكثيرة التي بيننا وبينهم لكنه كافٍ لتقييم وتقدير المسافات الشاسعة بيننا فهو بمعيار الكثير من السنوات الضوئية ..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. رغم اعجابي بفكرة المقال … لكن مثل هذه المقولة غير الصحيحة تاريخيا ولا موضوعياً(كانت تلك الأمم – أوربا واليابان والصين وكوريا وماليزيا – وإلى وقتٍ قريب في مكانة أقل منا بكثير، ..) لا تخدم المقال …متى كنا أفضل من أوربا واليابان، هل على أيام نبتة ومروي؟ الصين منذ آلاف السنوات أخترعت الحبر والطباعة والبارود وعشرات الأشياء المفيدة للبشرية ما الذي أضفناه نحن للبشرية!!!…. هذا الكلام يذكرني بمقولة يرددها الكورجية في السودان (عندما كنا أسياد الكرة في أفريقيا ) ونحن لم نكن أسيادها يوما ما حتى عندما كان الاتحاد الأفريقي للكرة يضم 3 فرق لم نفز ببطولته … لم نفز بالبطولة الأفريقية إلا عندما نظمناها في الخرطوم في بداية السبعينات … نحن لسنا أقل ولا أسوأ من الآخرين لكننا لم نملك أي ماضي ذهبي في أي مجال منذ سقوط آخر أسرة مروية في القرن الرابع من العصر المسيحي … هذا ليس تثبيط للهمم فالتاريخ أثبت أنه ليس بالضرورة أن يكون لك ماضي مشرق حتى تصنع حاضر ومستقبل مشرق
    وشكرا للكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..