مقالات سياسية

اتقوا الله في هذا الوطن!!

التاج بشير الجعفري

لم يعُد خافياً على أحد ما يجب القيام به لأجل الخروج من أزمات البلاد السياسية والإقتصادية الراهنة .. فالحال أصبح يُغني عن السؤال، كما أن الأزمات الحالية قُتلت بحثاً وتمت مناقشتها على نطاق واسع بين الساسة والعسكريين وأيضاً بين جمهور وسائل التواصل الإجتماعي، ولا أتوقع أن تكون الحلول الجذرية والناجزة خافية على الساسة والمُمسكين بزمام الأمور، ولكن تشعُب المصالح وتضاربها وعدم التقدير الصحيح لمصالح البلاد هو ما يتسبب في تأجيل تلك الحلول.

فبعد أن تنفس الجميع الصُعداء وبدأ الأمل يدُب بين الناس في إمكانية تجاوز الأزمة والعبور من الفترة الإنتقالية التي أصبحت هي العقدة والحل في نفس الوقت؛ تطالعنا تصريحات قادة القوات المسلحة بضرورة توسيع المشاركة في الإتفاق الإطاري المُوقَع في ديسمبر الماضي بين القوى المدنية والمكون العسكري، ولا ندري لماذا جاءت هذه التصريحات الآن مع ضرورة عدم إغفال توقيتها مع إنعقاد ورشة عمل القاهرة للحوار السوداني-السوداني خلال الأيام الماضية والتي بلا شك ستساهم مخرجاتها في تعقيد أكثر للوضع المتأزم أصلاً، إذ ستنشيء خطاً موازياً للإتفاق الإطاري الذي تؤيده غالبية القوى السياسية في البلاد.

فالإتفاق الإطاري وقعت عليه قوى وكيانات سياسية وازنة مع المكون العسكري، وحظي بدعم إقليمي ودولي واسع؛ فما الذي استجد واستلزم صدور مثل هذه التصريحات من قادة القوات المسلحة والتي ربما توحي بإمكانية التنصل عن تنفيذ الإتفاق الموقع على أرض الواقع وهو ما يعني إمكانية تفاقم الأزمة وتضاؤل فرص الحل، وإن حدث ذلك فسيؤدي لفقدان الثقة (الهشة) بين الأطراف الموقعة على الإتفاق؛ الأمر الذي سيعيدنا للمربع الأول بكل مآسيه وخسائره الجسيمة.
فالبلاد تغرق في أزماتها وتزداد أوضاع الناس سوءاً يوماً بعد يوم ولا حل يلوح في الأفق.
فما المخرج إذاً؟

لقد جربت البلاد خلال الفترة الماضية العديد من السيناريوهات والإتفاقيات وجميعها فشلت بسبب إنعدام الثقة بين الأطراف السياسية فيما بينها من جهة، وبين الأطراف السياسية والعسكرية من جهة أخرى؛ يُضاف لذلك عدم التقدير السليم لمآلات الأمور وتغليب المصالح الحزبية والشخصية على مصالح البلاد العليا.
السودان الآن يُعاني ويغالب وضع إقتصادي حرج لم تشهده البلاد من قبل وينذر بكوارث كبيرة إن لم يتم تلافيه بأسرع ما يمكن.
فقدرات البلاد الإقتصادية والمالية تتراجع بشكل مخيف من جراء التدهور الإقتصادي المستمر؛ وكذلك فشل الموسم الزراعي المطري في الكثير من المناطق، بالإضافة لتوقف حركة الإنتاج وتراجع المؤشرات الإقتصادية في كافة القطاعات، ناهيك عن شبح المديونيات الذي يطارد المزارعين وصعوبة الحياة المعيشية لغالبية المواطنين.
فالأزمات التي تستمر وتتصاعد كل يوم تفرز المزيد من السلبيات في المجتمع كإنتشار المخدرات وسط الشباب بسبب الفراغ وعدم وجود فرص عمل وتلاشي الأمل في مستقبل مُشرق.

فماذا ننتظر من وضعية كهذه إلا الإنهيار الذي سبق أن حدث في بلدان أخرى بسبب ظروف مشابهة.

أخشى على الساسة والممسكين بزمام الأمور أن ينتهي بهم الأمر أن لا يجدوا في نهاية المطاف شيئاً مما يتصارعون ويتنازعون حوله، وعندها لن يكون هنالك رابح.
ختاما نأمل أن تحرص القيادة العسكرية على تنفيذ ما تم الإتفاق عليه في الإتفاق الإطاري حتى تتمكن البلاد من تجاوز (عقبة) المرحلة الإنتقالية والوصول للاستحقاق الانتخابي في نهايتها، لتبدأ مرحلة البناء والتنمية.

[email protected]

تعليق واحد

  1. الوضع بقى مشقلب.. المصريين ماعايزين حكومه قويه تمنع وتنهي عن استغلال خيرات بلادنا.. والإمارات والسعوديه ماعايزين حكومه دينيه او مستغلة الدين.. والكيزان خايفين من المحاسبه (لجنة إزالة التمكين). أما جماعة اركو وجبريل عايزين يقلدوا الكيزان
    واخيرا المشكله في الشعب السوداني اغلبه من النعاج والخراف مافاهم الحاصل شنو…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..