مقالات وآراء سياسية

الديمقراطية بالبندقية ( فبأي مبادئ الحرية تكذبان)

مجاهد عبدالله محمدعلي 

والبندقية هي سلاح القتال والذي في الأصل هو واحد من أدوات الدفاع عن النفس والعرض والأرض ،  وهو بيد مؤسسة واحدة من مؤسسات الدولة ، وتأتمر بأمر الدولة برفع هذا السلاح وليس للمؤسسة الحق في رفعه دون ذلك. والدولة في الأصل هي تمثيل سيادة الشعب والمتكونة عبر مصدر السلطات وهي الإنتخابات ، والتي تتأتي بالديمقراطية النابعة من حرية الشعب في إختيار من يحكمه أو بالأحرى من يخدمه ، ولذا فإن الشعب هو مصدر السلطات.
والديمقراطية هي سلاح الحرية والذي في الأصل هو واحد من أدوات التعبير عن الرأي العام وإحترام الحقوق والواجبات وتكوين السلطات بمقتضى سيادة الشعب، وهي تعبر عن كامل الدولة وليس مؤسسة واحدة منه ، أي أن الديمقراطية هي الطريق الأساسي للوصول للسلطة وليس البندقية.

أما مسرح العبث السوداني فما زال في تخلف مقيم يراوح مكانه في دورة التاريخ المتعطلة منذ فجر الإستقلال ، وما زال يتعاطي المبدأ الجاهلي في حكم الغلبة أو حكم السلاح الفتاك والفتك بالشعب في إدارة شؤون العباد، أي أن حمل السلاح صار هو مبدأ التداول العسكري للسلطة ، وليس كما يُشاع أنه إرجاع الحقوق.

أن ما يحدث اليوم في السودان هو إنفجار بركان الأسلحة التي تكدست بفعل المغابنة المستمرة، والإصرار الكبير من بعض فئات الشعب الغائبة والمغيبة عن الوعي بالحقوق والواجبات، والمتسلحة منذ إنقلاب الحركة الإسلامية بغلبة السلاح بمبدأ إظهار القوة (البقابلك متحزم قابلو عريان) تلك الثقافة التي بدأت بدق مسمار في رأس طبيب أعزل في سجون التعذيب وما زالت مستمرة بكل الموبقات ، نعم أنهم كانوا أعوان الشياطين حيث لا مناص من الموبقات.

تخلقت الحركة الإسلامية أرحاماً من وراء أرحام من قبل بكثير من المسميات وصولاً لحكمها في الإنقاذ ، وتناسلت ومن ثم تكاثرت أجساماً مشوهة في خلال حكمها من الدفاع الشعبي وسوبر تنظيمها إلى أقبح تشوه وصلت له في خلق الجنجويد. وها هم أصبحوا ثلاث شعب كأثافي الخشب تأكل فيها النيران التي أشعلوها وتفعل فيهم الموبقات فعلها كما بدأوا أول مرة يتأمرون وهم الباغون وعليهم تدور الدوائر.

يقتلون الشعب من قبل لتوطيد حكمهم وتأبيد ثرواتهم ،  وحين إختلفوا يتقاتلون فيما بينهم لسيادة أحدهم على الآخر ، فهي حرب العبث والإستخفاف بالدم والإستئمان من العقاب.

أن الحرب الدائرة بلغت عبثيتها أن كل المتقاتلين هم أبناء أم واحدة هي الحركة الإسلامية حيث رضاعة العنف وإستغلال الدين واللعب بالمتناقضات ، وما أظهر على ذلك دليلاً أنهم جاءوا للسلطة بحكم الإنقلاب وغلبة السلاح ، وإستغلال الدين في تدجين الشعوب وتغييب العقول وصولاُ لإذكاء روح التعنصر والإغراق في القبلية.

أغرب العبثيات التي يرفعها المتحاربون على فوهات السلاح هي قتالهم من أجل الديمقراطية، ذلك الكائن اللطيف الذي لا يعرف إلأ المجادلة بالتي هي أحسن حيث الرأي والرأي الآخر ، والإحتكام لصوت الناخبين في صناديق الإقتراع والتي تكون بالورق وليس بالرصاص.

لا يمكن للجنجويد أو قيادة الجيش أو الحركة الإسلامية وهي منقسمة من خلفهم الإثنين ، أو من كان خلفهم من محاور أن يوعدونا بالديمقراطية ناهيك أن يتقاتلوا لكي يحققوها على أرض الواقع، ففاقد الشيئ لايعيطه وتلك مقولة سارت بها الركبان. أن القتال الدائر اليوم هو محصلة التكاثر المضطرد للضباع العاقة من رحمها المشوهة وهي تتقاتل حول الفريسة التي أصبحت صغيرة على كثرتهم.

أن الديمقراطية أداة الحرية لا يمكن أن تأتي من قام بوأدها في إنقلاب يونيو المشؤوم، وعلى شعبنا أن يعلم أن لا ذلك البرهان ورهطه أو الجنجويد وقبيله أو الحركة الإسلامية وطيفها البالي أنهم يُريقون بينهم الدماء رحمة بالوطن والشعب من أجل عودة الحرية والديمقراطية والتنمية المستدامة ، فهم لا يعرفون حتى ما تعنيه هذه المبادئ، فقد أدمنوا الولوغ في الدماء وقتل الأبرياء وترويع وتشريد الآمنين.

أن من ينتظر الديمقراطية من فوهة البندقية كمن ينتظر السماء أن تمطر ذهباً ، ومن يحسب في ميدان القتال مورداً للحرية كمن يحسب سراب بقيعةً مورد ماء. أن الحرية والديمقراطية حقوق لا تتاتي إلأ بالفعل الثورى المستمر وهو ما يقوم به شعبنا على مدار عقود ، نعم أن الحرب دائرة ولابد لأي حرب أن تضع أوزارها، ولتعلم هذه الضباع أن الثورة مستمرة ومنتصرة.

 

‫4 تعليقات

  1. لا شك اننا ندفع ثمن الانقسام والإنانية وغياب الديموقراطية ليس على مستوى الدولة وجيشها وحسب بل على مستوى الأحزاب السودانية فلا فرق بين حزب يميني او وسطى او يساري فكلهم عبدة للشيطان وليس الإسلاميين فقط من اعتمد على حكم الغلبة كما تحاول أن تقنعا في مقالك لكن الكل سعي ويسعى لذلك ما توفرت الفرصة.. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين.

    1. كيف كلام عقل ما البشير جاء بالبندقية وعمل انتخابات وديمقراطية وبرلمان طبعا كانت ديمقراطية اي كلام بس الكيزان كانوا راضين بيها ويعتبروها ديمقراطية ممكن حميدتي وهو تلميذكم وتربيتكم يأتي بديمقراطية مثلها او احسن منها شوية الصبر بس نشوف الراجل عنده شنو ولا حلال على البشير والكيزان وحرام على حميدتي والجنجويد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..