حق تقرير المصير

سمية هندوسة
بدءاً فلنتفق بان انفصال اي جزء من الوطن خسارة كبيرة للوطن تتمثل في فقدان جزء من مكونه الاجتماعي بكامل ارثه الثقافي و الاجتماعي و التاريخي و بعده القومي ، و ان تصل مجموعة من ابناء الوطن لان تطالب بالاستقلال و مغادرة هذا الوطن فهذا قرار ليس بالسهل ، اذن ما الذي يدفع الحكومات المتعاقبة لدفع ابناء الوطن دفعا لمغادرته قسراً ؟ و ما الذي دعي شعب الجنوب للتصويت للانفصال بنسبة %99 ؟ و ما هو السبب الذي جعل شعب النوبة يلوح بالانفصال و المطالبة بتقرير المصير ؟ ثم ما هو دورنا نحن الشعب كقوة متحولة و فعالة في صناعة الاحداث ؟
ظلت الحكومات المتعاقبة منذ ما بعد الاستقلال خادما طيعا للمستعمر و عملت علي تنفيذ مخططه في تقسيم البلاد اثنوغرافيا لتستمر الحروب و المشكلات حتي لا ننعم بالاستقرار و تتدخل ذات الدول الاستعمارية في شئوننا الداخلية و تبيعنا السلاح مقابل خيراتنا التي في باطن الارض من معادن و غيره ، خطط استراتيجية للمستعمر لاستمرار سيطرته علي مستعمراته القديمة في افريقيا و الشرق الاوسط بشكل حديث و متجدد ، فالقروض نوع من الاستعمار المخطط له لذلك انشاوءا البنك الدولي ، و مجلس الامن و الامم المتحدة أنشئت لذات الغرض وهو فرض السيطرة علي مناطق بعينها بالقانون في شكل وصاية دولية و ذلك بعد تاجيج الصراع و دعمه في هذه الدول ، للاسف حكوماتنا لم تكن بالوعي الوطني الذي يجعلها تعمل لاجل الوطن و انشغلت بالتعريب و فرض الثقافة و اللغة العربية علي المكونات الاثنية التي لا علاقة لها بالعرب و الاستعراب ، الي جانب صراعها و رحلاتها المكوكية للعرب لاقناعهم بانضمام السودان للدول العربية ، هذه اخطاء تاريخية معروفة ساهمت في صياغة المجتمع السودان و تشكيل بنية الوعي للشعب بشكل جديد بين رافضٍ و مؤيد فالسودان وطن قارة متعدد الاعراق و الثقافات ، و لهذه الاسباب شهد السودان ميلاد حركات تحرر جديدة رفضا لفرض للاستعراب من قبل مثقفي بعض المكونات التي لها لغاتها المكتوبة و تاريخها و ارثها الذي تفخر به فكيف تستبدله بالعربية و كيف يتم انتسابهم للعرب و لهم تاريخهم و حضارتهم الانسانية التي سبقت وجود العرب كمكون عرقي بمئات بل الاف السنين ، و قد تصاعد الاحتجاج قبيل الاستقلال فنشات حركة انانيا ون وهي حركة تحررية تطالب بالعدالة و المساواة في المواطنة و عدم اعتماد الجنوب كمنطقة مغلقة ثم تلتها انانيا تو ثم الحركة الشعبية لتحرير السودان و كانت نواة لنضال استمر لنصف قرن من الزمان حتي تم حسمه باتفاقية نيفاشا .
و من ارض البجا انشا د طه بلية مؤتمر البجا عام 1957 كحركة تغيير ثورية بدات اعمالها بالمؤتمرات ليعلن احتجاجه بشكل سياسي و قانوني سليم بدا بالطاولات و المؤتمرات ثم تحول الي اول حزب سياسي اقليمي الي ان تم حظره في العام 1960 من قبل حكومة عبود ، و من جبال النوبة في العام 1958 نادي القس الثلاثيني الاب فيليب عباس غبوش بالحقوق المتساوية وقيم الحرية والعدالة الإجتماعية و الفدرالية وحقوق المواطنة ورفع الظلم عن من يعرفون بـ(الاقليات) في السودان و التف حوله الكثيرون من ابناء النوبة فاسس في العام 1964 اتحاد عام جبال النوبة وهو كيان مناطقي تم انشاوءه اعتراضا على التهميش وضعف التنمية في جبال النوبة و التعامل معها كمناطق مغلقة ، لم تلاقي اصواتهم استجابة فالتحق بالمعارضة الخارجية و عقب المصالحة الوطنية في عهد نميري عاد في العام 1977 مؤسسا لحزب السودان الحر مطالبا بالمواطنة المتساوية فتم اعتقاله و حكم عليه بالاعدام و لم ينفذ ، و من ابناء النوبة ايضا خرج يوسف كوه مدني فقام بتأسيس جمعية الثقافة الأفريقية و كان وقتها في منصب الناطق الرسمى بإسم الجبهة الوطنية الأفريقية (A.N.F) ثم قام بتاسيس تنظم شباب جبال النوبة (كمولو) عام 1977 مع عبد العزيز آدم الحلو و دانيال كودى وعوض الكريم كوكو وتلفون كوكو أبو جلحة و آخرين الي جانب عدة تنظيمات سرية بمسميات مختلفة (الصخرة السوداء / الكتلة السوداء / نحن كادقلى / روابط أبناء جبال النوبة / حركة جبال النوبة التحررية ، فمنذ ذلك الوقت كانت الاحتجات مدنية و في صياغها المطلبي بشكل سلمي و لكن لم تلتفت الحكومات المتعاقبة لمظالم هذه المكونات السودانية فتحول الصراع الي مسلح ، لم تقوم الحكومات بالاعتراف بالتنوع او حق هذه المكونات في المواطنة فنشات حركات تحررية جديدة بدارفور 2002 و حمل مؤتمر البجا السلاح في 2001 و ذلك عقب اتفاقية نيفاشا و مكتسباتها و تصريح الرئيس لاصحاب المطالب في مؤتمر بانهم اخذوها بالسلاح و من اراد ان ياخذها منهم عليه ان يرفع سلاحه ، و ان يصل اليقين الي الشعب بانه لا مناص من حمله للسلاح حتي يتم الاعتراف بقضيته و من قبل الدولة نفسها و علي لسان رئيسها و هذا يعني قمة الفشل للدولة السودانية و سياساتها التي ادت الي هذا التشرزم لعدم اعترافها بعدالة قضايا المواطنين و اقصاءهم و تهميشهم ثم محاربتهم ، و في يونيو من العام 2011 بدات الحكومة حرب شعواء و غير اخلاقية علي شعب النوبة فارتكبت الابادات باستخدام سياسة الارض المحروقة و احرقت المدن و القري ففر المواطنين الي كراكير الجبال فقامت بقصفهم بالانتنوف و السوخوي في اماكن نزوحهم و منعت عنهم الغذاء و الدواء باغلاق ممرات الاغاثة و قصفت حتي مشفاهم الوحيد الذي يتعالجون فيه باشراف طبيب امريكي ( د توم كاتينا ) ، و علي خلفية جميع هذه الاحداث ما هو دورنا نحن الشعب الذي سيدفع الثمن غاليا كلما فقدنا جزءاً من الوطن ؟ هل كنا قدر المسؤولية الوطنية و الاخلاقية حيال كل ما يحدث ؟
لم نفعل شيء مطلقا بل ساندنا جميع الانظمة في حربها علي الجنوب و لم نعترف يوما بعدالة قضية شعب الجنوب و حينما اختار الجنوبيين الانفصال تعالت اصواتنا بالبكاء علي ضياع الجنوب الحبيب و جلنا عاتب الحنوبيين و حملهم المسؤولية و صب لومه عليهم في اختيارهم للاستقلال و لم يتطرق ابدا الي مظالمهم التاريخية و الان تتعالي ذات الاصوات في وصاية خرقاء علي شعب النوبة كونه يلوح بالانفصال و تقرير المصير و هنا لدي عدد من الأسئلة لهؤلاء :
اولا هل نحن كشعب ناصرنا اخوتنا في جبال النوبة في كل معاناتهم و استهدافهم الممنهج علي هويتهم ؟
ثانيا هل تالمنا لالمهم و اقرينا باضطهادهم و طالبنا بالعدالة لاجلهم ؟
ثالثا هل خرجت مسيرة او تم عمل وقفة احتجاجية من اجل ايقاف قصف مناطقهم ؟
رابعا كم من الاعمده الصحفية و البوستات و التغريدات التي عكست قضيتهم و قالت لا للاستهداف علي اساس الهوية و لا للقتل الممنهج ؟
جميعنا لم يتفاعل ماعدا قلة لا يتعدون اصابع اليدين مثل مجموعة الشرفاء من ابناء الشمال الذين ناصروا قضية الجنوب منذ بداية تاسيس الحركة الشعبية و انضموا لصفوف المقاومة مع د جون قرنق ، هؤلاء الاحرار لن يسقط نضالهم و سيظل شاهدا علي عدلهم و اكتمال الانسان فيهم ، لهم الشكر جميعا رجالا و نساءا ، اما بقية الشعب فهو متفرج في كل ما يحدث في دارفور و جبال النوبة و لا يبدي شجبه حتي طالما هم آمنين ، و عندما تطالب الشعوب المضطهدة بحق تقرير المصير و هو حق قانوني و دستوري و حق اصيل في القانون الدولي تتعالي اصوات الرافضين و تحذيراتهم من تكرار خطا الجنوب ، مستخدمين كل التحذيرات التي يرونها ، و بعضهم يعلن رفضه للفكرة و لا يدري بانه ليس المعني و الجهة الوحيدة التي لها حق التصويت لتقرير المصير هي الشعوب المضطهدة نفسها و لا احد سواها ، لا قيمة تعلوا فوق بقاء الانسان و لا حق أعظم من حق الانسان في الحياة ، و حق هذه الشعوب في الوطن و الحياة حق مطلق غير قابل للارتهان بعاطفة الآمنين او عنصرية الظالمين ، كما ان الحرب ليست خيار امثل او دائم لانها تخلف قتلي و ثكالي و ارامل و ايتام ، هذه ضريبة الحرب لا جدال و لكنها تخلف اعباء مجتمعية جسيمة قد تؤثر في المجتمع و بنيته التكوينية ، فضحايا الحرب و الاضطهاد و من فقدوا اهلهم و من عايشوا الحروب تظل هذه الاحداث و الماسي تعيش معهم طوال حياتهم ، و اود ان انوه الي ان الحرب التي اشرت اليها هنا اقصد حرب الحكومة علي مواطنين سودانيين و لا اعني مفهوم الحرب المتكافئة في القوة و العتاد و فصيلين متساويين ، ما اعنيه هو ان الدولة تشن حروبها علي المواطنين بدارفور و جبال النوبة و النيل الازرق براً باستخدام القوات المسلحة و مليشياتها الاخري و جوا باستخدام سلاح الجو فتستهدف المدنيين و المواطنين بينما هنالك حركات تحرر في اماكن بعيدة و تشن حملاتها علي بعض القوات الحكومية علي طريقة حرب العصابات ، اختارت الدولة قتلهم و تخصيص مليارات لميزانية هذه الحرب بدلا من ان تخصصها للتنمية و تحسم الامر ، و اختار الشعب الصمت و المراقبة و احيانا عدم التصديق لما يجري ، اذن من حق اي اقلية مضطهدة ارادت الانفصال منعا للاضطهاد و عدم المواطنة المتساوية و نعتهم بالعبيد لها الحق في ان تقرر من يحكمها و كيف تحكم نفسها ذاتيا ، و هذا حقهم المطلق و ليس لدينا حق الرفض او الممانعة و كل ما علينا فعله اما ان نتحرك عاجلا لاسقاط النظام بثورة شعبية لنبني دولة العدالة و و المواطنة الحقوق المتساوية و اما فلنطالبهم بحل وسط وهو الكونفدرالية و لو انها غير مجدية مع هذا النظام السرطاني الفاسد ، كامل الاحترام لرغبة الشعوب المضطهدة في اي مكان بالعالم في تقرر مصيرها بنفسها و الحرية حق و لن تنتصر سوي ارادة الشعوب الحرة .
الواضح الان انو السودان ماش الى انفصالات لانو الطلاق بالتراضي احسن من الحرب والدول الكبيرة ذاتها عايزة يقسمو السودان بيناتم والظاهر الان كل قبيلة مسلحة عايزة تعمل تحالف مع قبيلة مسلحة اخرى وتكون دولة منفصلة عن السودان. عندك نوبة في مصر وفي الشمالية عايزين دولة. عندك البجا في البحر اللاحمر عايز دولة. عندك الرشيدية في كسلا برضو وعندك قبايل النيل الازرق وعندك كردفان ودارفور كل واحد دولة ويمكن ديل انضموا للجنوب وتكون حدود الجنوب لحد كوستي في النيل اللبيض وسنار في النيل اللزرق. والخرطوم دا ح ينفصل يمشي وين؟ وح ياكل من وين؟ ووين يلقى ناس يحاربهم ويقتلهم ويغتصبهم ويشردهم؟ ههها
الله عليكي وتسلم البطن الجابتك ومن رباكي لقد اصبتي كبد الحقيقه واس المشكله لدينا
مرحبا بي انفصال جبال الكجور والمريسة ودارفور القران والنجاسة لن نهدد بعد الانا بي انفصال دارفور ولا حتي جبال النوبة الباب بمرق جمل ومرحبا بي ابادة جديد
أنصال ثم انفصال ثم مليون انفصال بلا نعترف بان
انفصال اي جزء من الوطن بلا بطيخ معاك الديمقراطية
ما كانت في الحرب وقفت دة سوالي ليك
لا أستبعد أن تكون من شروط رفع الحصار فصل النيل الأزرق وجنوب كردفان. من غير البشير وشركاءه في الإجرام يصلح لهذه العملية وعندهما تاريخ في فصل أجزاء السودان عن السودان وما فصل الجنوب منهم ببعيد؟
الواضح الان انو السودان ماش الى انفصالات لانو الطلاق بالتراضي احسن من الحرب والدول الكبيرة ذاتها عايزة يقسمو السودان بيناتم والظاهر الان كل قبيلة مسلحة عايزة تعمل تحالف مع قبيلة مسلحة اخرى وتكون دولة منفصلة عن السودان. عندك نوبة في مصر وفي الشمالية عايزين دولة. عندك البجا في البحر اللاحمر عايز دولة. عندك الرشيدية في كسلا برضو وعندك قبايل النيل الازرق وعندك كردفان ودارفور كل واحد دولة ويمكن ديل انضموا للجنوب وتكون حدود الجنوب لحد كوستي في النيل اللبيض وسنار في النيل اللزرق. والخرطوم دا ح ينفصل يمشي وين؟ وح ياكل من وين؟ ووين يلقى ناس يحاربهم ويقتلهم ويغتصبهم ويشردهم؟ ههها
الله عليكي وتسلم البطن الجابتك ومن رباكي لقد اصبتي كبد الحقيقه واس المشكله لدينا
مرحبا بي انفصال جبال الكجور والمريسة ودارفور القران والنجاسة لن نهدد بعد الانا بي انفصال دارفور ولا حتي جبال النوبة الباب بمرق جمل ومرحبا بي ابادة جديد
أنصال ثم انفصال ثم مليون انفصال بلا نعترف بان
انفصال اي جزء من الوطن بلا بطيخ معاك الديمقراطية
ما كانت في الحرب وقفت دة سوالي ليك
لا أستبعد أن تكون من شروط رفع الحصار فصل النيل الأزرق وجنوب كردفان. من غير البشير وشركاءه في الإجرام يصلح لهذه العملية وعندهما تاريخ في فصل أجزاء السودان عن السودان وما فصل الجنوب منهم ببعيد؟