
ينشط إعلام الحزب البائد هذه الأيام نشاطا كثيفا عبر أقلامه وصُحفه والعديد من وسائط التواصل الاجتماعي بما فيها (الفيس بوك) و(الواتساب)، ويركزون على هدف واحد هو تثبيت وترسيخ فكرة الدعوة لـ(المصالحة الوطنية)، حتى يبعدوا أنفسهم عن أي مساءلات عن جرائم ارتكبوها أثناء فترة حُكمهم، وذلك من خلال أخبار مُفبركة وتقارير زائفة اجتهدوا في نشرها وفي ذات السياق نشرت إحدى صفحاتهم في الوسائط الإعلامية عن مصادر خاصة “أن هناك اتفاقا يجري الإعداد له للمصالحة بين الحاضنة السياسية الحاكمة وما سمتهم الصحيفة بـ(الإسلاميين)..!.
طاروا فرحا عندما دعا القياديان بالجبهة الثورية مالك عقار، ومني أركو مناوي، إلى ضرورة إجراء مصالحة وطنية شاملة تشمل حتى (الاسلاميين) الذين لم يتورطوا في جرائم أو مخالفات قانونية، هللوا وكبروا ونشروا هذا الخبر على نطاق واسع حتى تلقفته صُحف ووكالات أنباء خارجية، باعتباره أمر غريب الحدوث لأن الثورة الشعبية أزالت الحُكم الدكتاتوري فكيف يستقيم عقلا أن يأتي أنصار هذا الحزب مرة أخرى إلى الحُكم..؟!.
غسل الأدمغة
إن حزب المؤتمر (الوطني) –الحركة (الإسلامية) ليس حزبا عاديا كمثل كل الأحزاب في عالم السياسة، سواء في السودان أو في العالم العربي او في اي مكان من العالم، لأن تجربته في الحُكم أكدت بأنه حزب ينتهج منهج يغسل الأدمغة للدرجة التي لا يرى فيها المنتمي له أي غضاضة في أن تقوم حكومتهم بقتل المتظاهرين، والمواطنين وحرق قراهم وإبادتهم بالطائرات، كما رأينا في تجربة هذا الحزب أن المنتمين لهذا الحزب لم يكن لهم رأي فيما قام به جهاز الأمن من اغتصاب في المعتقلات للرجال والنساء على السواء، كما لم يكن لهم أي وجهة نظر انسانية في كل الجرائم التي قام بها نظامهم في مناطق السودان المختلفة.
إن إعلام هذا الحزب طيلة الثلاثة عقود من الحُكم العضوض دافع عن الأخطاء والمجازر ونهب المال العام دفاعا مستميتا، هذا الحزب يمسخ هوية المنتمي إليه ويجعله بلا إنسانية لا يعقل من أمره شيئاً، كما يجعله بلا دين ولا ايمان بقدرة الله على كل كائن في الأرض، لذلك نجد الكثير من كفاءات الحزب ومن أصحاب الدرجات الرفيعة يتمسكون بالحزب لأنهم يعتاشون منه ولا يثقون في ربهم ولا في أنفسهم، فقد خلق الحزب طبقة من الناس تؤمن ايماناً قاطعاً بأن المؤتمر (الوطني) –الحركة (الاسلامية) هو الرزاق الكريم، والمحيي والمميت بيده الخير، وهذه الطبقة التي أثرت من عذابات الشعب وعاشت بأفضلية واضحة تتمتع بالأموال والبيوت والعقارات داخل البلاد وخارجها، هي من تسافر للخارج وتتمتع مع أسرها في حبور وسعادة، بينما باقي الشعب يعيش على الكفاف، وكل ذلك كان نتاجا للكذب الذي جعلهم يعتقدون بأنهم شعب الله المختار، وظهرت في أحاديثهم الاعلامية الـ(أنا) المتضخمة، بغير علم ولا كتاب منير.
الشخصية السيكوباتية
قبل سنوات أثناء انشغالي بالبحث والتفكير والتأمل في كُنه هذا الحزب ومناهجه وممارساته وجدت دراسة قيمة للدكتور والباحث السعودي طارق الحبيب، تتحدث عن الجانب النفسي في دراسة ظاهرة (الغلو) والمنشورة بموقع (حملة السكينة) يقول الباحث “إن الشخصية السيكوباتية تتصف بعدم القدرة على التوافق مع ضوابط وأنظمة المجتمع، وعدم التخطيط المستقبلي والفجائي في التصرفات، كما أنها عنيفة، مخادعة، غير مسؤولة وتتصف بعدم التعلم من الخبرات السابقة أو الندم على الأخطاء”.
هذا وصف علمي دقيق يصف شخصية الحزب ورئيسه المعتقل عمر البشير بصورة تكاد تكون طبق الأصل، لذا نجده طيلة فترة حكمه لم يتعلم من التجارب، ففي قضية دارفور مثلا وما أحدثه فيها من جرائم يندي لها الجبين برغم أنه أُتهم من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، لم يتعلم بل استمر في هزيانه عندما قال أن المحكمة الدولية ومدعيتها العامة تحت حذائه، بل طبق ذات النهج على أهلنا في جبال النوبة بالآلة العسكرية الجوية والأرضية تقتل الناس بشكل مستمر، ويمكننا أن نضيف مئات التجارب التي لم يستفد منها ولم يتعلم من أخطائه، حتى الحزب نفسه بمؤسساته وقياداته تنطبق عليه السيكوباتية بامتياز.
لكن أبلغ توصيف يماثل حقيقة هذا الحزب وهذه الحركة عندما يقول الباحث د. طارق الحبيب “أن الشخصية السيكوباتية تمثل الشر على الأرض وهو الشيطان في صورة إنسان، وهو التجسيد لكل المعاني السيئة والقيم الهابطة، وهو الحقد والأنانية والانتهازية والعدوانية والكراهية والايذاء، هو الجانب الأسود للحياة على الأرض ومجهض لكل المعاني الجميلة والجوانب المضيئة للإنسانية، وهو رائد وراعي الظلم ومهندس الخيانة وحامي الرذيلة والمبشر بالنذالة في كل وقت”.
شروط التصالح
إن هذا الحزب الذي نتحدث عنه اليوم يرى أن الدين الحنيف مظهراً من مظاهر الدنيا، فرأينا السيارات الفارهة و(الجلاليب) و(المراكيب) والذقون واللحى، فهم بعد إقامة الصلاة يكذبوا ويسرقوا ويظلموا ويسفكوا الدماء بأسهل ما يكون، فما خشعوا لله في صلاة ولا قدروه حق قدره، استغلوا الدين الحنيف لمصالحهم الذاتية فعاقبهم الله و أعمى بصيرتهم فاصبحوا مشغولين بخدمة أنفسهم وذويهم، فما نجحت لهم خطة ولا وفقوا في أمر يريدوه، وأصبحوا كالمريض الجربان الكل يهرب منه، ويستعيذ بالله من قساوتهم ومن عدم انسانيتهم.
إن حزبا بهذه المواصفات وهذه الاعتقادات وهذه الملفات السوداء والفضائح التي تزكم الأنوف، وأياديه الملطخة بدماء شهدائنا الكرام، لا يمكن أن يعود إلى سدة الحكم مرة أخرى، فإذا كان هناك قبول عام من الشعب بعودتهم تكون بشروط- أولا بالكشف عن الأعداد الحقيقية لشهداء فض اعتصام القيادة العامة، والجهة التي قامت بهذه المجزرة، والأماكن التي تم فيها ودفن جثامين الشهداء، والاعتراف بهذه الجرائم أمام الأشهاد، ثانيا إعادة كل الأموال التي سرقت ونهبت إلى خزينة الدولة، ثالثا الإدلاء بشهادتهم أمام المؤسسات العدلية لكل جريمة لديهم علم بها ولم تصل للمحاكم.
صحيفة الديمقراطي
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٠
اخونا العزيز استاذ ابواحمد
ياخي ربي يحفظك ويخليك ماشاء الله عليك اصرار شديد وأكيد على السير في مسيرة تعرية الكيزان
والله مقالاتك تثلج صدورنا من زمان ونشهد ليك باني اكثر الكتاب الذين فضحوا نظام المؤتمر اللاوطني وانت اكثر كاتب عريت ممارساتهم.
الله يوفقك وننتظر منك المزيد
استاذنا الكريم جزاك خيرا علي هذا المقال القيم وحقا ازلت عنا الغبن الدفين تجاه هؤلاء السفلة الحقراء؟ وكم الواحد يزداد الما ووحقدا وغضبا عندما يسمع البعص بمصالحة هؤلاء الكفار وحتي الكفار مليون مرة ارحم منهم؟ لان الكافرلايقتلك ولا يغتصبك ولايزلك؟ ازلهم الله في الدنيا والاخرة؟؟؟
شكرا يا استاذ الله يخليك ويمتعك بالعافية هذه هي الاقلام الحرة والمواقف الشجاعة المنحازة للشعب وثورته العظيمة وليس اولئك المتآمرين امثال ابراهيم الشيخ وذمرته ودكتور النور حمد والشفيع خضر المنبطحين للعسكر والكيزان. للامام سر لكنس السدنة المعفنيين
لو كان في الحرية والتغيير رجل رشيد لكان الأخ خالد من المستشارين المعتبرين للفصيل السياسي للدولة لما يملكه من معلومات ثرة عن الكيزان والاعيبهم وفسادهم . ولكن جماعات المحاصصة والشللية تاتي بمحدودي الخبرة والمعلومات والذكاء …. لكننا نقول الحمد لله اللي خلى واحد زي ابو احمد يخصنا بجرعات الوعي كل مرة واخرى …
الوثيقة الدستورية للثورة عزلت هذا الحزب سياسيا لارتكابة جرائم سياسية وجناءية فما المقصود بالمصالحة هل المقصود السماح لهذا الحزب بمزاولة النشاط وفقا لمساره الاقصاءي والفاسد والفاشل الذي فرضه علي الشعب بانقلاب؟ وهل تعني المصالحة عدم محاكمة الفاسدين؟ او الاصرار علي محاكمتهم بالقانون الذي وضعوه للافلات من العقاب ان الثورة لم تعادي احدا وام تظلم احدا فهم بيننا يعيشون ولم تنصب لهم المشانق كما فعلوا في دارفور ولا النيل الازرق ولا العليفون بل تحاكم فقط ولكن بلجنة الازالة الثورية لفاسديهم ولصوصهم اي مصالحة يريدون اكثر من ذلك الثورة ليست ملكا لمني او عقار او اي من جنرالات التمرد وتوابعهم الثورة ملكا للشعب الذي فجرها وتدفع ثمنها واتحدي اي جنرالات الحركات ان يثبت لنا ان حركته فقدت شهيدا وهو يدافع عن قرية او عن فتاة خرجت لتتحطب وحماها من الاغتصاب الشعب هو الثورة ممثل في لجان احياءه للمقاومة فب كل مدن وقري السودان وليس البنادق التي سكتت منذ اعلان باريس الثورة ترحب بالجميع فقط من مزايدة وتكبير مواقف كما يفعل هجو ومن اتو به عاشت الثورة السودانية وهي تسير الي مقاصدها النبيلة
بالمناسبة الجماعة ديل شكلهم كدة قالوا المصالحة مع الاخوان …. يعني حركة في شكل وردة …. عشان يجسوا بيها الشعب …. لكن وين يا ناس الثورية … السانات والشفاتة والكنداكات وافقين قنا …. وان غدا لناظرة لقريب ….