أخبار السودان

نظام البشير.. بين الإرهاب وتجارة البشر..!

عثمان شبونة

* أبدت وزارة الخارجية أسفها على وضع اسم السودان ضمن تصنيفات (دول الفئة الثالثة) في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي المتعلق بمكافحة الإتجار بالبشر للعام 2016م.. وهو في تقديري تصنيف لا غبار عليه ولا مبالغة فيه؛ بالرجوع إلى نقاط عديدة تبدأ وتنتهي بطبيعة الجماعة العبثية الحاكمة للسودان، فهي حينما أعلنت عبر منابرها بأنها تعتزم مكافحة جرائم الإتجار بالبشر لم تفعل ذلك أصالة عن كيانها؛ وإنما مدفوعة بانتهازيتها المعهودة لإتخاذ المكافحة ذاتها كمدخل تولج من خلاله لعدة أهداف؛ منها أهداف استغلالية تلتمس تعاطف العالم؛ خصوصاً وأنها جماعة ظلت منبوذة معزولة بالحصار، عليها من وصمات العار ما يكفي؛ وتستميت وراء أية سانحة تقرِّبها من الكبار في هذا العالم.. كما لا يفوت على المهتمين بأن طغمة الخرطوم الحاكمة تحاول التفنن في تبييض أوجه مليشياتها؛ بتصدير دعاية واضحة تربط مكافحة تجارة البشر كفعل نبيل بهذه المليشيات..! أليس في هذا الربط مفارقة؟ والسؤال المتعمِّق في التعجُّب: لماذا نشطت هذه التجارة بعد أن ملأت مليشيات (الجنجويد) الآفاق؟! هل الأمر صدفة؟!

* وزارة الخارجية في بيانها (الإستحماشي) تأسف بلا سبب واقعي حيال التقرير الأمريكي.. وليس لديها مزعة لحم بـ(جبهتِها) من فرط سقوط نظامها المستمر في مستنقعات الأنشطة القذرة كافة.. فكيف سيصدق العالم أن تجار الدين سيترفعون عن الإتجار بالبشر؟! وكيف تريد الخارجية السودانية التسليم ببيانها حين تقول (إن التقرير

الأمريكي لا تسنده حقائق ووقائع وأدلة وبينات؛ وجاء متجاهلاً لمعظم الجهود الوطنية المبذولة لمكافحة هذه الجريمة وكذلك الدور المتقدم الذي يلعبه السودان في الإطار الإقليمي والدولي).

ــ هل يقصدون دوراً (على الورق)؟!

* النظام في السودان مشهور بالإزدواجية في أفعاله فهو على سبيل المثال يرعى الإرهاب ويكافحه؛ أو بالأحرى يدعي مكافحته.. ليس لإيمانه بوجوب مناهضة إجرام الإرهابيين وهُم من طينتِه؛ لكنه مكره على ذلك لا بطل؛ هذا معلوم الدوافع..! والتجارة بالبشر لا يقل (ثقلها) عن عمليات الإرهاب؛ إذ تلزمها (عِدّة) لا تتوفر للأشخاص العاديين؛ كما تلزمها كائنات لها من الإمكانات ما يحمي ظهور العصابات المتبخترة عبر الحدود.. وعلى ضوء ما تقدّم؛ ألا يعني التصنيف الأمريكي أعلاه أن للحكومة السودانية المليشاوية إسهاماً مقدراً في انتعاش سوق الإتجار بالبشر؟!

* مع غرسها الخبيث على كافة الأصعدة وعجزها عن انتشال البلاد لبر الأمن والإستقرار والهيبة والعيش الكريم؛ تأسف حكومة السودان لتقرير وزارة الخارجية الامريكية.. وتقول إن التقرير الأمريكي يتعارض مع التقارير الدولية والإقليمية التي تثمن جهود السودان في مكافحة الإتجار بالبشر؛ وأن التقرير اعتمد على مصادر ثانوية من منظمات غير رسمية وأطراف أخرى ظلت تصطنع العداء للسودان بدافع الكيد السياسي.. الخ.

ــ السؤال للحكومة وأزلامها: لماذا يكيدون لكم أو يعادونكم وأنتم فشلة سياسياً واقتصادياً و(رياضياً)؟! بل تجسدون النموذج الصارخ

للفشل المجلجل في الدنيا والدين.. فما الذي تبقى لكم من أمور الحياة لتفشلوا فيه (بقوة)؟!

* الأمريكان ليسوا ملائكة.. لكن بالمعلومات التي مصدرها حكومة الخرطوم ذاتها وبالقرائن؛ تظل الإدارة الأمريكية هي الأقرب لفهم و(هضم) طبيعة النظام القائم في السودان الآن؛ وتعلم أن الإتجار بالبشر عبارة عن (مسرح كبير) تتذاكى حكومة البشير باللعب على خشبته؛ ولذلك فإن التقارير الأمريكية عن قضايا مثل الإرهاب والإتجار بالبشر هي الأوثق من التقارير الدولية والإقليمية التي تتحدث عنها وزارة خارجية المؤتمر الوطني؛ وتحاول التشبث بها كأنها وثيقة براءة لسلطة يبقى الأصل فيها (فساد شامل).. وعلى ما يبدو تريد هذه السلطة أن يقابل الأمريكان فشلها بمكافأة (مجانية) تعزز موقفها وترضي غرورها أمام سادتها الجدد؛ متناسية لفضائها المكشوف ــ بإرادتها ــ للأمريكان أكثر من غيرهم.. ومتناسية أن الذات الإرهابية تحت أي زي لا تتغيّر إلّا شكلاَ؛ وأن الهمجية تحت أي اسم حصادها القبح.. فما الذي يجبر العالم على استلطاف القِباح؟! هذا العالم في الحقيقة لا يبغض السودان حين يرميه في قوائم الانحطاط؛ ولا يعادي السودان حين يضعه في مطب هو من صنع حكومته.. هنالك فرق بين الوطن وبين الفئة الصغيرة الحقيرة التي تحكمه وتورده موارد الهلاك..!

أعوذ بالله

الجريدة (الصفحة المحظورة).

تعليق واحد

  1. رهيب يا شبونة! رهيييييييييييييب! أنا أشك في أن الطغمة الحاكمة ستفهم بسهولة ما يريد شبونة قوله في هذا المقال فالبطنة تذهب الفطنة وهذه الفئة الباغية أكلت السحت أرتالاً وأُتخمت به وتبطنت به حتى ذهبت فطنة أي مجرم واحد فيهم – هذا إن كانت له فطنة أصلاً!

  2. فساد هولاء الابالسه والذى فاحت رائحته وازكمت الانوف يعد ضربا من ضروب الارهاب . ماهو الارهاب ؟ , الارهاب هو ان يظل الانسان خائفا على غده ,من ناحية الاكل والشرب والامن .الارهاب انواع واشكال . الفساد والارهاب وجهان لعملة واحده . كم تسوى قيمة اربعة فلل بدبى الم بكن هذا المبلغ كافيا لمحاربة وباء الكوليرا الذى ارهب الناس .لك التحية يا ابوعفان,

  3. رهيب يا شبونة! رهيييييييييييييب! أنا أشك في أن الطغمة الحاكمة ستفهم بسهولة ما يريد شبونة قوله في هذا المقال فالبطنة تذهب الفطنة وهذه الفئة الباغية أكلت السحت أرتالاً وأُتخمت به وتبطنت به حتى ذهبت فطنة أي مجرم واحد فيهم – هذا إن كانت له فطنة أصلاً!

  4. فساد هولاء الابالسه والذى فاحت رائحته وازكمت الانوف يعد ضربا من ضروب الارهاب . ماهو الارهاب ؟ , الارهاب هو ان يظل الانسان خائفا على غده ,من ناحية الاكل والشرب والامن .الارهاب انواع واشكال . الفساد والارهاب وجهان لعملة واحده . كم تسوى قيمة اربعة فلل بدبى الم بكن هذا المبلغ كافيا لمحاربة وباء الكوليرا الذى ارهب الناس .لك التحية يا ابوعفان,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..