أخبار السودان

 عودة الإسلاميين للشوارع.. اللعب بـ(ورقة) الفوضى لتخويف العسكر

الخرطوم – عبد الناصر الحاج

رغم أن كل أنصار الثورة السودانية ومؤيدوها يؤمنون حقاً بضرورة احترام وكفالة حق التعبير والتظاهر، إلا أنهم تجدهم جميعهم يظهرون ضيقاً كبيراً من تظاهر الإسلاميين في الشوارع ولا يرون أن هذا هو حق لهم، بيد أن تفسير هذا الضيق وعدم الترحيب به من قبل القطاعات المؤمنة بحق التظاهر.

يأتي دائماً في سياق أن الإسلاميين يمثلون النظام التي أسقطته الثورة الشعبية التي شاركت فيها غالبية الجماهير السودانية، ومما يعني أن الإرادة الجماهيرية الغلابة هي من حددت مستقبل الإسلاميين خلال المرحلة الانتقالية تحديداً.

هذا بجانب أن الفترة التي تلت انتصار الثورة السودانية لم تشهد حتى الآن قيام أية محاكمات عادلة بحق الذين أجرموا وأفسدوا من الذين ينتمون للنظام البائد، فضلاً عن أن كثير من الجرائم المرتبطة بوجود عناصر النظام البائد في مفاصل الدولة لا زالت تجري حتى الآن دون وجود عادلة تُنصف الضحايا.

ومن هنا تنطلق دفوعات أنصار الثورة السودانية في ضرورة تشديد الإجراءات القانونية في مواجهة نشاط الإسلاميين وعدم السماح لهم بممارسة أنشطة سياسية ، طالما أنه قانوناً قد تم حل حزبهم السياسي، ويقول مراقبون تفسيراً لظاهرة شروع الإسلاميين في العودة لسلاح التظاهر، بأنه لا ينم عن إيمان منهم بضرورة إسقاط انقلاب 25 أكتوبر، ولا هو تعبير عن رغبتهم في قيام حكم مدني ديمقراطي، ولكن كل السودانيون يعلمون أن الإسلاميين يدافعون عن مصالحهم الخاصة، ولا زالوا يستنكرون أنهم تم إسقاطهم من السلطة عبر الإدارة الجماهيرية في ثورة شعبية شهد بها العالم أجمع، ويستدل كثير من الثوار، بأن الإسلاميين كانوا يؤيدون سلطة اللجنة الأمنية للمخلوع البشير، وظلوا يحرضوها ضد الثوار منذ زمن اعتصام القيادة العامة، ولم تصحو ضمائرهم إطلاقاً لأي فعل صادم ارتكبته مليشياتهم وكتائب ظلهم في حق السودانيين، قبل أو بعد الثورة، بل ظلت شهيتهم مفتوحة يطالبون بمزيد من الحسم والقمع والبطش ضد الثوار الذين لا يريدون غير قيام حكم مدني ديمقراطي ينهي دولة الفساد والمليشيات ويُعيد الحقوق لأهلها.

وعندما تأكد الإسلاميين بأن المكون العسكري الذي صعد السلطة على حساب البشير، هو الأكثر عداء لشعارات الثورة والثوار، دعموه ووقفوا معه ضد المدنيين، وعملوا كل ما بوسعهم لإسناده لتصفية الثورة، وبعد أن تحقق انقلاب 25 أكتوبر، ظن الإسلاميين بأن الطريق للسلطة من جديد بات مُعبداً وأن الثورة قد أوشكت على الانقراض، لكنهم تفاجئوا ببسالة غير مشهودة من قبل ثوار لجان المقاومة دفاعاً عن الثورة وأهدافها، وهو ذات الأمر الذي شكل موجة ضغط جديدة ضد السلطة العسكرية من قبل المجتمع الدولي والإقليمي بغية إنهاء الانقلاب وقطع الطريق مجدداً أمام عودة الإسلاميين، ويقول المراقبون، لذلك قرر الإسلاميون النزول للشوارع بغرض تخويف العسكر من الإقدام على خطوة تسوية سياسية مع قوى الثورة، وذلك عبر إظهار أنهم قوى مجتمعية كبيرة لا يُستهان بها، وأنهم على استعداد لتشكيل قوة ضغط جديدة على السلطة التي تعاني في الأساس من استمرار التصعيد الثوري من قبل لجان المقاومة والكتلة الثورية الحية، هذا بجانب أنهم يدركون أنهم لا زال لهم وجود كبير داخل الأجهزة الأمنية والشرطية والجيش والمليشيات الأخرى، ومما يعني أنهم قرروا تخويف العسكر بورقة الفوضى في حال تم إقصائهم كلياً من المشهد أو عادت الحكومة لمحاكماتهم !!

الجريدة

‫6 تعليقات

  1. كل هؤلاء الشرذمة الدواعش مدعومين من الشاويش البرهان الذي يلعب بالحبلين لإطالة أمد بقاؤه في السلطة لعبة مكشوفة والشعب صاحي !!!

  2. مهما حاولنا التقليل من دورهم ولكن حجم مظاهراتهم يقدم الدليل على أنهم يمثلون نسبة مقدرة من الشعب. السؤال في الحقيقة ليس في أنهم يتظاهرون ام لا ، السؤال هل سيكون هناك استقرار او ديموقراطية أو مدنية اذا تم اقصاؤهم من المشهد؟
    من يعتقد أن الاسلاميين لا تأثير لهم على الشارع أو على السياسة أو على استقرار البلاد فهو لا يقرأ الخريطة بالشكل الصحيح.
    نسأل الله يمنع منا الفتن وينعم علينا بالأم والاستقرار.

  3. يأخ مواطن اوافقك الراي لحد كبير
    ولكن هذا لا ينفي حقيقة ان اقصاءهم سيكون له تأثير سلبي جدا على امن واستقرار السودان.
    الاعتقاد أن السودان يمكن ان يمضي ويخرج من هذه الحفرة وتنصلح احواله دون توافق تام بين كل مكوناته السياسية والاثنية والجهوية وغيرها اعتقاد خاطئ.
    التوافق الوطني الشامل هو الحل ودون ذلك كله وهم .
    بس يا مواطن انا لست مع اي فريق ولكني فقط اقرأ الواقع ومآلاته.

  4. الاخ برعي قال الحقيقة التي تخافون منها.. نحن شهدنا عندما كانوا في الحكم وكنتم في المعارضة ولا نريد أن تستبدلوا الأدوار على حساب الشعب والوطن ولا يغرنكم ما تصورونه في الإعلام فاغلبية الشعب حقيقة تقف متفرجة عليكم وعليهم وليس بوارد أن تنصر أحدكم على الاخر.

  5. عنوان المقال لوحده مرمض بكرامة العسكر،، كلمتا عسكر وخوف لا ينبغي ان تجتمعان في موضع واحد لكن في السودان ممكن.
    عدم قبول المواطن الثوري لاي تظاهرة إسلامية فعل طبيعي لمن كانوا سببا في تلاشي أحلامهم وحياتهم كون السماح لهم بمزوالة مخططاتهم كمن يفتح الباب لهم للعودة كما كانوا وكيفما شاءوا وهذا مالم تسمح به مصر حتي يعيث السيسي فسادًا دونمًا رقيب أو حسيب .الإسلاميين في السودان لن يدعوا البرهان في شأنه لذلك لا يحلم بحكم السودان بصورة حرة سيكون أراجوز يتحرك وفق خطتهم حتي وان كان البرهان صادقا لحمل الجميع علي كف واحدة فلن يستطيع بوجودهم مطلقًا سينتهي الأمر به باطاحة واغتيال عندما ينتهي دوره وفي الثلاثون عاما عبرة لمن لم يعتبر وان كان اسلاميا… اما عودة الإسلاميين مجددًا ستضع البلاد ع شفا حرب اهلية لان هدوء السودان عندهم مرتبط بالعنف والقوة وما آل إليه حال الشعب الان من إيقاظ القبلية والنعرات والجهويات لن ينفع معها اي حكم شمولي… او إسلامي او حتي مدني منتقم او حتي عسكري بسبب إنتشار المليشيات والأسلحة والأحقاد..
    الحل الوحيد عند البرهان الآن ولو ان حميدتي له وضع مؤثر الا ان ما لوث عقول المثقفين تجاهه اغلق الباب في وجهه وان كان املا منشودًا لاستتباب الامن . لا تسويات ولا مصالحات تنجي السودان الا البرهان وبطريقة ذكية ولكن البرهان اقل بكثير من ذلك الله وحده يعلم المخرج اللهم انا نسالك الرشد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..