خطوات التقارب مع واشنطن تنعكس على شوارع طهران

إزالة لافتات معادية للولايات المتحدة في العاصمة الايرانية، في خطوة قوبلت بردود فعل رافضة من قبل التيار المتشدد.
دبي – أزالت سلطات طهران بعض اللافتات التي تحمل شعارات مناهضة للولايات المتحدة في مؤشر على مساع إيرانية لتحسين العلاقات مع واشنطن في الوقت الذي يجري فيه الجانبان مفاوضات بشأن برنامج إيران النووي.
وفي ايلول/سبتمبر الماضي تحدث الرئيس الايراني حسن روحاني هاتفيا مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في اتصال غير مسبوق على هذا المستوى بين البلدين منذ الثورة الايرانية عام 1979.
واضافة الى هذه المحادثة الهاتفية التقى وزيرا خارجية البلدين ايضا في نيويورك.
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن مسؤول ببلدية طهران قوله ان بعض اللافتات وضعت بالمخالفة للقانون وان المدينة ازالتها.
وقال هادي ايازي المتحدث باسم البلدية للوكالة “في خطوة عشوائية ودون معرفة البلدية أو موافقتها وضعت مؤسسة ثقافية لوحات اعلانية”.
ولم يحدد إيازي اللافتات التي رفعت ولكن الوكالة ذكرت أن لافتات جديدة تشكك في نزاهة الولايات المتحدة وضعت في طرق رئيسية مزدحمة في طهران منذ الاسبوع الماضي قبل ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1979.
واعلنت مجموعات محافظة ان التظاهرة السنوية التي تقام في هذه المناسبة ستكون اكبر من تظاهرات السنوات السابقة ردا على بوادر التقارب مع الغرب التي اطلقها روحاني منذ انتخابه في حزيران/يونيو الماضي.
وتصور احدى هذة اللافتات مفاوضا ايرانيا يجلس على طاولة المفاوضات مع مسؤول أميركي يرتدي سترة وسروالا عسكريا وحذاء طويلا وكتب تحتها “النزاهة الأميركية”.
وكررت إيران مزاعم بأن هدف الولايات المتحدة الحقيقي من التفاوض مهاجمة ايران وليس ايجاد حل دبلوماسي للخلاف على برنامجها النووي.
واستأنفت ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) المفاوضات حول الملف النووي في منتصف تشرين الاول/اكتوبر الحالي. وتشتبه دول هذه المجموعة في ان ايران تسعى الى الحصول على السلاح النووي تحت ستار برنامجها النووي المدني.
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن إحسان محمد حساني مدير مؤسسة أوج الإعلامية التي انتجت اللوحات المناهضة للولايات المتحدة الأحد انه جرى نصب اللوحات بموجب تصريح من البلدية.
وأضاف أنه ليس لها علاقة بسياسات الرئيس الجديد حسن روحاني وانها صممت قبل توليه منصبه في اغسطس/آب. ويشكك متشددون في جدوى جهود روحاني للتواصل مع الغرب.
ونقل عن محمد حساني قوله “تصاميم (النزاهة )الأميركية لا تنم عن معارضة للمفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين وأميركا”.
وتنتشر اللافتات والعبارات المناهضة للولايات المتحدة في طهران والمدن الرئيسية الاخرى منذ عقود.
واحتج بعض المتشددين على تحرك المدينة وانتقدت صحيفة كيهان المحافظة القرار في مقال الأحد.
وكتبت الصحيفة “من الواضح ان اللافتات اكتفت بالتحذير من عدم نزاهة الولايات المتحدة. لذا فان من بذلوا الدم ومن تجرعوا مرارة العداء الأميركي لاكثر من 30 عاما لا يجدون مبررا لازالتها”.
واطلق في الاسابيع الاخيرة نقاش حول جدوى الاستمرار في ترداد هتاف “الموت لاميركا” في مناسبات رسمية.
الا ان المحافظين اعترضوا على الغاء هذا الهتاف مشددين على انه لا يمكن لايران الثقة بالولايات المتحدة.
ميدل ايست أونلاين