مقالات وآراء سياسية

حرب السودان – الجنرالات لتقسيم كعكة السلطة وللشعب إنتظار الإغاثة

م/ التجاني محمد صالح
 

إن التفكير الخرافي لا يأتي إلا بخرافة من مثله وعلينا أن نرى الواقع الذي لا نزال نرفض الإعتراف به على الرغم من إشهاره لحقيقته بإلحاح . إن سودان 56 أو سودان 1898م أو قل سودان 1821م هو ما شكل سودان اليوم واللحظة الراهنة . سودان الحرب والقتل و النهب “المتمدرس والجاهل الفج” والنزوح.

لا نزال نردد ذات النغمة النشاز التي ترفض مجرد التفكير في أن نفكر لمرة واحدة خارج الإطار الذي وضعنا فيه . نرفض مجرد أن نشارك أبناءنا في لجان المقاومة قراءة مشروعهم للثورة -الميثاق الثوري لسلطة الشعب- الذي تجاهلناه بل وسفهناه بدلا عن أن ننظر فيه لنطوره بوصفه مشروعا يمثل المستقبل لسودان المستقبل . لا نزال نتمسك ولأسباب غير مبررة بأطر وهياكل بالية ثبت عدم صلاحيتها حتى وصلنا إلى محطة الحرب ويالها من محطة . ومع كل هذا ، لا نزال “نلوك” في ذات الحلول غير المجدية التي من أسبابها جاءت الحرب ذاتها . الحلول لقضية أفرزت الحرب لا يمكن أن تكون هي ذاتها من غير إدخال البند الجديد الناتج عن أثر الحرب وتداعياتها وما ستفرزه من واقع يفرض نفسه بسفور .

على الطاولة يجلس الآن فاعل رئيسي ينتظر منه تقديم الحلول الكبيرة وهناك فاعل ثانوي ينتظر القيام بالدور الثانوي على الرغم من أهميته كالتنسيق للأعمال الإغاثية وتسهيل إنسيابها لتصل بالسرعة والعدالة اللازمة لمستحقيها . هذا هو دور التجمعات المدنية بما فيها الحزبية إن كانت لا تزال موجودة . ففي زمن البندقية يكون الحديث للجنرالات ولمن هم في مرتبة الجنرالات أو أعلى كالدور الذي تقوم به حاليا ماما أميركا والسعودية في المفاوضات السودانية المنعقدة في مدينة جدة السعودية . فإن كنا نريد أن نبقى على طاولة المفاوضات لنمسك بورقة تحديد مستقبل بلدنا فقد بسطنا القول في ذلك قبلا بما أسميناه ب”جرعة الكينين” وهي أن تقوم القوات المسلحة على المستوى الأدنى بالتخلص من كامل القيادة العليا والوسيطة بما في ذلك جماعة ال”كرتيين” وبقايا العهد المباد ثم العودة إلى الشعب والوقوف معه لمقاومة الجنجويد إن رفض قادته الإنصياع للمشيئة الوطنية حلا أو دمجا وفقا للأسس والشروط التي يحددها الشعب من غير هذا فلنقبل بلعب دور ثانوي ولنتحدث على مستوى الإغاثة وما يتعلق بها من أنشطة إنسانية على أهميتها.

6 أبريل يحبنا و نحبه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..