الختان والتسلسل التاريخي والجغرافي

الختان هو الخفاض …ويستعمل للذكور والإناث … إلا أن إستعمال لفظ ( الخفاض ) يقتصر فقط للإناث … ويستعمل الختان مجازا للقبلين ( الفرجين ) في الذكر والأنثى كما في الحديث : ( إذا إلتقاء الختانان وجب الغسل ) أي إذا مس ذكر الرجل فرج المرأة ( قبلها ) يجب الغسل ولو لم ينزلا …إن الختان عادة فرعونية قديمة …نشأت في مصر في ما قبل سيدنا إبراهيم عليه السلام … وقبل سفره إلى مصر …وكان الإختتان خاص بالنساء فقط …ثم سن أبونا إبراهيم عليه السلام الإختتان للرجال .. فإختتن هو عليه السلام بعد أن بلغ عمره الثمانين … وهذا ﻻ يعني تأخير الإختتان بعد البلوغ … فالسنة في يوم سابع المولود … وهو واجب في حق الرجال …وفي الحديث : ( خمس من الفطرة ) … أو ( الفطرة خمس ) وذكر منها رسولنا محمد صلى عليه وسلم : ( الختان …. ) كما بينا ذلك في مقال سابق …ثم جغرافيا زادت رقعته بعد مصر …فإنتشر في دول حوض النيل ،ثم زحف نحو دول شرق أفريقيا … ثم زحف نحو دول شبه الجزيرة العربية … وساد عند العرب … ولكن ليس بالطريقة البشعة التي عرفت في مصر والسودان … فقد كانت قبل الإسلام تمارسه امرأة على النساء تدعى ( أم أنمار ) كما جاء في صحيح البخاري …وجاء في صحيح البخاري : خرج سباع ( أحد المشركين ) فقال : هل من مبارز ؟؟ … ( أي يريد قتالا ) .. فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب ( عم الرسول صلى الله عليه وسلم ) فقال له : يا سباع ، يا ابن أم أنمار مقطعة البظور ، أتحاد الله ورسوله ؟ … وكانت العرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذم …والغريب أن هذه العادة السيئة تنتشر فقط في البلاد الحارة … حيث المبرر لها تخفيف شهوة المرأة ..هذا بإعتبار أن الجزء المقطوع هو أعلى البظر فيما يسمى ب ( القلفة ) … فقد سئل ابن تيمية : هل تختن المرأة أم ﻻ ؟ فأجاب : الحمد لله ، نعم تختن … وختانها أن تقطع الجلدة التي كعرف الديك … وفي الحديث قال رسول الله للخاتنة : ( أشمي ، و ﻻ تنهكي ، فإنه أبهى للوجه ، وأحظى عند الزوج ) … وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ﻻ تنهكي ) أي ﻻ تبالغي في القطع … حيث قد يكون البظر طويلا … فيقطع منه الجزء اليسير وهو أعلاه .. وهذا ما يسمى عند البعض ( الختان السني ) … وهو ليس بواجب .. وإنما مكرمة أو مستحب .. . فلو ترك فلا حرج …أما الختان الفرعوني فهو يؤدي إلى البرود الجنسي عند غالب النساء …لأن فيه يتم قطع البظر تماما وليس أعلاه فقط … وكذلك فيه يتم قطع الشفرين الكبيرين والصغيرين تماما …وهما لحم ناتي محيط بالفرج إحاطة الشفتين بالفم … وهما والبظر خلق بديع … من حرمن منه حرمن خيرا كثيرا … ومن حرم من الرجال منها … حرموا أيضا خيرا كثيرا … ” فتبارك الله أحسن الخالقين ” …ولما جاء الإسلام أقره وفق الصورة العربية .. ﻻ الصورة الفرعونية البشعة … فكانت في المدينة من الخاتنات : أم عطية ، وأم المؤمنين حبيبة رضي الله عنهما … ولم يأتي نهي صريح عنه …ولكن كان هنالك التوجيه النبوي : ( ﻻ تنهكي ) في أكثر من حديث .. والخلاف قد ورد في تضعيفها وصحتها …وكما ذكرنا فهو ليس بواجب وﻻ حتمي … والأفضل ترك بناتنا على طبيعتهم … ويمكن درء الشهوة بالتدين وزيادة الإيمان والعفاف بالزواج …وإن كان قطع البظر والشفرين تماما ﻻ يمنعان من ممارسة العملية الجنسية … و ﻻ يمنعان الشهوة تماما …فالمرأة تشتهي بها وبدونها …الرجل يرتوي بها وبدونها … لكن الأفضل هو ما يدعو إليه الإسلام … سيما وقد فرض القصاص أو الدية عند قطعها كما بينا ذلك في مقالة ( الديات بالخفاض الفرعوني ) فيمكن الرجوع إليه … والحمد لله قد تلاشى الختان بنوعيه في الجزيرة العربية وﻻ يوجد إلا نادرا … وبدأ تلاشيه عندنا في السودان وفي مصر نوعا ما … ونأمل تضافر الجهود للقضاء عليه نهائيا …

أبو همام العريبابي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العريبابي – قال: ونأمل تضافر الجهود للقضاء عليه نهائيا.
    ياأخي مفروض يرجعو تاني , ويقلعو من عروقو كمان – قلة حيا-

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..