مقالات وآراء

الدكتور خالد التجاني النور يستدل على هيئته بعودة طالبان..

طاهر عمر

في الأمثال السودانية الجميلة مثل أظن لم يصادف الاسلاميين السودانيين بالمرة و هو أي المثل يقول الصقر كان وقع كثر البتابت عيب و حقيقة هذا المثل ينطبق على كثير من اسلامي السودان و خاصة من تمكن منهم الوهم بأنهم قد بلغوا رتبة مفكر اسلامي عنوانهم المضحك الذي قد تدثر به كل من المحبوب عبد السلام و الطيب زين العابدين و عبد الوهاب الأفندي و قد كاد الدكتور خالد التجاني النور أن يبلغه إلا أنه من طائحي الحظ فقد سقطت الانقاذ قبل أن يكونه.

و خالد التجاني النور في زمن توزيع الأدوار للاسلاميين أظنه كانت مهمته تضليل النخب السودانية التي يصنفها الاسلاميين نخب علمانيين و قد كان دوره البارز في لقاء نيروبي و حقيقة قد لعب فيه دور الداهية الاسلامي السوداني على وزن دهاة العرب و رأينا كيف وقع كبار النخب السودانية في فخه و منهم كمال الجزولي و الدكتور النور حمد و عبد العزيز حسين الصاوي و رشا عوض و غيرهم كثر و قد خرج منهم بشيك على بياض عندما أبدعوا في الترقيع عبر التلفيق و التوفيق الكاذب و كانت جوهرة شيكه الضامنة حتى لا يكون شيك بلا رصيد مؤالفة النور حمد بين العلمانية و الدين.

على العموم اسلامي السودان لهم صفات عجيبة و غريبة و تذكرني بمقولة ماني و أفكار المانوية عندما يقول بالحيلة و الدهاء قد شققت طريقي بين البشر و لكن حيل الاسلاميين السودانيين لا تنطلي الا على نخب السودان الفاشلة و كأنهم في حال أبناء الكلبة و عجلتها و قد ولدتهم عمايا و إلا لما انطلت عليهم حيل خالد التجاني النور و لكن اسلامي السودان يعرفون جيد كيف يسوقون ضحاياهم من نخب السودان من غير الاسلاميين الى الفخ و هي أن نقطة ضعف كل النخب السودانية حتى غير الاسلاميين و هي غوصهم في وحل الفكر الديني و مسألة الايمان عندهم لم تتخطى ايمان القرون الوسطى و لم تخرج بعد من الايمان التقليدي و التقديس و التبجيل و هذه أكبر حاضنة لتفريخ ابناء نسق الطاعة ابناء الذاكرة المحروسة بالوصاية و ممنوعة من التفكير أبناء سلطة الأب و ميراث التسلط .

لذلك يمكن أن يساقوا للفخ بكل سهولة و يسر كما رأينا كيف ساقهم خالد التجاني النور للقاء نيروبي أي النخب العلمانية و هو يردد مقولة السيد المسيح عندما جسد دور الراعي و الخراف خرافي تعرف صوتي و أعرف صوتها و لا صوت له أي خالد التجاني النور و لا صوت لهم أي النخب التي خدعها غير الايمان التقليدي و التقديس و التبجيل روح فكر القرون الوسطى و كأنهم لم يتسلحوا على حيل خالد التجاني النور بمقولة ألبرت كامي بأن الانسان من أكثر المخلوقات عرضة لكي يقع في الفخ بكل سهولة.

على العموم ما دعاني لكتابة هذا المقال هو ما أورده خالد التجاني النور في مقاله الاخير بعنوان فشل عقيدة الحداثة العالية في نسختها النيوليبرالية.. سقوط مريع لنموذج آخرلأيدولوجية الهندسة الاجتماعية و خالد التجاني النور في كتاباته يجسد دور ابن الحركة الاسلامية البار بأمه و هذا ما يجعله مكشوف الحيل و لا تنطلي حيلته الا على نخب فاشلة كما رأينا في لقاء نيروبي و في كثير من الأحيان يكتب خالد التجاني النور عن التغيير بطريقة لا تذكر الا بالسلحفاة برمائي بشكل يكاد أن يقول أنا خالد التجاني النور برمائي أي اسلامي علماني فمتى ما وجد خبر يدعم عودة الخطاب الاسلامي أصبح اسلامي كامل الدسم و متى ما رأهم يترنحون أصبح يتحدث عن التغيير.

و هاهو يجد في عودة طالبان فرصة لرقصة الكاروشة التي تصيب الاسلاميين و أوهامهم بعودة الفكر الديني و هيهات و ذكرتني خفة عقل خالد التجاني النور و فرحته بعودة طالبان مقال له يوم قال الغنوشي بأنه خارج جهاز الاخوان المسلمين و هو ابن تونس و سوف يفصل الدعوة عن السياسة و يومها كتب خالد التجاني النور بصفته السلحفائية برمائي علماني اسلامي و في النهاية في مقاله قال محاول اعطاء نفسه الامل بعودة و خلود خطاب الاسلاميين يمكن يكون الغنوشي قال ما قال لأنه يريد أن ينحني الى العاصفة الى حين و هنا يتضح لك خبل الاسلاميين السودانيين و وهمهم بان خطابهم الاسلامي كسحر الحياة خالد لا يزول و هيهات.

و ما يساعد خالد التجاني النور في مهمته و هي خداع النخب غير الاسلامية في السودان كما رأيناهم في لقاء نيروبي كيف كان تهافتهم و كيف يعيشون في وهم أن السودان جزيرة معزولة عن العالم و لا يمكن أن يغشاه التغيير و قد راحوا يروجون لفكرة أن الحركة الاسلامية السودانية قد أصبحت جزء من رأس المال الاجتماعي السوداني و قد صارت أفق لا يمكن تجاوزه و رأيناهم في اجادتهم للترقيع و التلفيق و التوفيق الكاذب. فمثلا نعرف أن ما دفع كمال الجزولي لتوفيقه الكاذب في لقاء نيروبي و قد أصبح ملتحم مع فكر خالد التجاني النور في تلازم بلا قسور لأنهما أي كمال الجزولي و خالد التجاني النور يلتقيا في حدود قاسم مشترك أعظم و هو ايمانهم بالمطلق و هذا ما يجعل سهولة إلتقاهما بكل سهولة و يسر.
و المطلق الذي ينطلق منه كمال الجزولي ايمانه بانتهاء الصراع الطبقي و نهاية التاريخ و دليلنا عليه بأنه ما زال من مفكري نسخة الشيوعية السودانية في تحجرها و لا تريد أعادة اكتشاف غرامشي و لا يختلف كمال في ايمانه بمطلق الشيوعية السودانية في محاولة تقديم حلول نهائية عن غائية و لاهوت و دينية خالد التجاني النور في شئ لذلك مهما اختلفا فان ايمانهم بالمطلق يجعل منهم نقاط أقرب الى بعضها في خط الفكر الغائي اللاهوتي الديني.

و على مقاس كمال الجزولي و غائيته و لاهوته و دينيته يمكن أن تضع النور حمد أيضا رغم أن النور حمد كان يمكن أن يكون موفور الحظ لو اتخذ من فكر الاستاذ محمود محمد طه و فكرة تاريخية النص سبيل ليخرجه من طاعون العصر أي فكر الحركات الاسلامية و من خدعهم بريقها و ساقهم للظن بأنها قد أصبحت جزء من رأس المال الاجتماعي السوداني و أفق لا يمكن تجاوزه. و قلت أن النور موفور حظ لأني قد قارنته بكمال الجزولي و كمال متكئ على أرشيف الحزب الشيوعي السوداني و قد جعله مخزن أفكاره و في مغاراته لا يجد غير محاولات بائسة و يائسة لاستاذه عبد الخالق محجوب منذ منتصف الستينيات من القرن المنصرم.

و أفكار عبد الخالق تحاول أن تؤسس الى مهادنة الفكر الديني و قد حاول محمد ابراهيم نقد توسعتها في حوار الدولة المدنية و قد ساقته لعلمانية محابية للأديان و هذه المصطبة التي يقف عليها كمال الجزولي هي أساس التلفيق و التلفيق الكاذب و محاولة مهادنة وحل الفكر الديني و هي الأم الشرعية لميلاد أفكار من أنتجهم اليسار السوداني الرث لذلك تجدها متسلسلة الى أن تصل الى مساومة الشفيع خضر في محاولته مصالحة يمين غارق في وحل الفكر الديني و يسار رث ما زال يؤمن بمتحجر الايدولوجيات و تجدها في ارهاصات الحاج وراق في دعوته لمهادنة أحزاب الطائفية و النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية و تجدها في محاولات حيدر ابراهيم علي في لاهوت التحرير و كلها لا تخرج عن أن أفكار القرون الوسطى في السودان و تجسدها أحزاب طائفية و حركة اسلامية و نسخة متخشبة من الشيوعية السودانية تأبى أن تزول.

و في مثل هذا المناخ يمكن أن ينمو فكر مثل فكر الدكتور خالد التجاني النور و يمكنه أن يناور و يحاور و يداور ما دام غاب فكر فلاسفة و علماء اجتماع عن ساحتنا السودانية و في فكرهم يتضح لك بأن الحركات الاسلامية و أحزب الطائفية و النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية لا تختلف عن النازية و الفاشية و كلها لا تمثل غير أفكار القرون الوسطى التي تأبى أن تزول. و غشاوة أفكار القرون الوسطى في عقل خالد التجاني النور تمنعه من أن ير بأن عودة طالبان مؤشر مضلل يشير الى عودة الوعي الكئيب أو أن الحركات الاسلامية ما هى الا لحظات التغرب اللا واعي كما يقول داريوش شايغان و اذا أراد الدكتور خالد التجاني النور يمعن النظر في أن الحركات الاسلامية تمثل الوعي الكئيب و التغرب اللا واعي فلينظر لأطوار حركته الاسلامية في السودان في تقلباتها الى أن حصدها منجل الحصاد الأكبر و وكنستها مكنسة الفناء الأبدي و هذا ما ينتظر كل حركة تنطوي على فكر ديني سواء كانت طالبان في عودتها أما الخمينية في أوبتها و هي كلها مؤشر الى مرحلة وصول الفكر الديني الى مستوى أن يكون دين الخروج من الدين كما يقول ماكس فيبر.

و في مثل هذا الجو الخانق يمكن لخالد التجاني النور أن يتحدث مطمئن و كأنه قد أعلن نهاية النيوليبرالية كديناميكية و ينسى بأن المجتمعات الحية قد أعلنت عن نهاية النيوليبرالية لحظة انتخاب ترامب كشعبوي عقابا لنخب فاشلة و خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي و انتخاب ماكرون كعقاب لليمين و اليسار الفرنسي و اعلان منتدى دافوس الاقتصادي من قبل أربعة سنوات بأن المجتمعات الحية تطوي ورقة النيوليبرالية و تتجه باتجاه الحماية الاقتصادية في ابحارها في فكر النظريات الاقتصادية و تاريخ الفكر الاقتصادي المتخذ من معادلة الحرية و العدالة متغير مستقل ينفتح على اللا ناهية و لا يمكن تحقيقه بغير الفكر الليبرالي بشقيه السياسي و الاقتصادي.

و عليه يجب أن تنتبه النخب السودانية الى المؤشرات المضللة ففي عودة طالبان مؤشرات تشير الى عكس ما تفرح به أفواج الاسلاميين أنها عودة تجسد بأن وحل الفكر الديني يتجه الى نهايته ويسير بالفكر الديني الى أن يصبح في مستوى دين الخروج من الدين لأن المجتمعات تنبني على الأخلاق و ليس على الأديان. و هذا سيكون قلب فكر سأتطرق اليه في مقالات قادمة توضح أفكار فلاسفة و علماء اجتماع يروا بأن ظهور الحركات الاسلامية في العالم العربي و الاسلامي تلعب دور المؤشرات المضللة فهي ليست قمة الاحياء الديني التي يعتقد فيها الاسلاميين بقدر ما أنها وصول الفكر الديني الى مستوى أن يكون الدين في مستوى دين الخروج من الدين كما تحدث عنه ماكس فيبر.

ما يهمنا تطور الفكر في السودان و عليه أعيد و أكرر بأن عودة طالبان هي مؤشر مضلل أنها اعلان نهاية الفكر الديني و لكن الخطر عندنا يكمن في عقل نخب ما زالت تخدم الترقيع و تصون التلفيق و التوفيق الكاذب كما رأينا خداع خالد التجاني النور للنخب السودانية و في مقدمتهم كمال الجزولي و النور حمد و عبد العزيز حسين الصاوي.
[email protected]

‫6 تعليقات

  1. اسمهم كيزااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان وليسو اسلاميين

    وكمان ارهابيين شواذ قتلة فسقة كذابين مجرمين سفلة المجتمع
    واحط البشر هم الكيزان
    انتو براكم عاملين ليهم راس وقعر بتسميتهم اسلاميين
    عالم وهم
    لا اله الا الله والكيزان اعداء الله

    1. هل يمكن تثبيت مصطلح اخوان مسلمين كاحد الجماعات الاسلامية بدل اطلاف كلمة اسلاميين على هذه الجماعة وكان الاسلام حكر لهم والاخرين غير اسلاميين.

  2. – عندما يصبح الكلام عن المفكرين الكبار هترا و استهجانا وتقريعا وسبا , اعلم ان لافكر و لا رؤية فى المفوضوع فقط ينحو لمنطلقات ذاتية لا حيز للوطن و الوطنية فيها .

    1. كلامك والله صحيح … هذا ديدن هذا الدعي …. قلنا نقرا علشان نفهم ماذا قال خالد التيجاني ولكنني لم اجد ماذا قال من كثرة السب والشتائم وتكرار نيروبي والأسماء كالنور حمد وكمال الجزولي ….
      هل هذه هي الليبرالية في صورتها غير الدينية ؟ شتم وسباب …
      نفضل عليها الديني في شكله المهذب الذي يدعو للنقاش في نيروبي او غيرها ومهما طلع من نتائج فهي بالتأكيد افضل من معلومات السب والشتمائم وادعاء المعرفة في كل مقال يردد علينا فيه نفس الأسطوانات والاسماء مثل فيبر وغرامشي دون ان يطرح علينا بروية مهنية ماذا قالوا وما هو جوهر فكرهم ….
      ماخور من السب والشتم لا يليق ان يقرأ في مقال طويل وعريض يدعي الفهم ….

  3. ((لأن المجتمعات تنبني على الأخلاق و ليس على الأديان). ؟
    العبارة ليست خطأ ولكنها مبتورة! فالأديان السماوية تعزز الأخلاق وتدعمها وإن لا يصح القول بأنها مصدر الأخلاق. فقد روى أبوهريرة عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول “إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ و في روايةٍ ( صالحَ ) الأخلاقِ”، أي: الأخلاقَ الحَسنةَ والأفعالَ المُستحسَنةَ الَّتي جبَلَ اللهُ عليها عِبادَه؛ مِن الوفاءِ والمُروءةِ، والحياءِ والعِفَّةِ، فيَجعَلُ حَسَنَها أحسَنَ، ويُضيِّقُ على سيِّئِها ويَمنَعُه. فالأخلاق حلاصة وعصارة الدين بل هي الجزء الهملي من على المسنوى الفردي والجماعي في شكل قوانين تعاقب على مخالفتها، وهذا هو الأساس الأخلاقي لكافة القوانين التي تعاقب الإضرار المادي والأدبي، فليس من الخلق تعمد الإضرار.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..