أحزاب الوثبة..في الطوة

أحزاب الوثبة..في الطوة

اختار النظام أن يقيم لأحزاب الوثبة.. حفل استقبال يليق بغفلتهم..وقام بتسخين الكراسي التي حلموا بها قبل أن يغنموها ..فقد قالها الرئيس لشورى حزبه في خطابه المسرب بوضوح لا يقبل المواربة..أن على القادمين أن يدركوا بأن الأمر ليس أمرعربات فارهة ورفاهية..ثم جاءت قرارات الزيادات لتضعهم في موقف لا يحسدون عليه ..فبادرت بنكران جنينها الأول من الحوار ..وفزعت من قبحه فطفقت تستنكره..فبين ليلة وضحاها ..كانت بيانات هذه الأحزاب الأحزاب تتوالى ..وأصبحت لغة المؤتمرات الصحفية مختلفة في لغتها..وتلاشت أصوات الأحتفالات والنصائح للممانعين باللحاق بهم..فوصم مبارك الفاضل قرارات النظام بأنها معزولة عن الاصلاحات التي أقرها الحوار ..وجاءت صادمة للقطاعات واسعة من الشعب الذي استبشر بالحوار..وقال الاتحادي الموالي أن الاجراءات ليست المعالجة الصحيحة للأزمة..وقالت أحزاب الحوار بأن الحزب الحاكم قد أحرجهم واعتبرها خروقات لخارطة الطريق..وسيعلن المؤتمر الشعبي موقفه في المؤتمر الصحفي الذي دعا له..وهكذا وقبل أن يجف مداد مخرجات الحوار ..وضع النظام من حاورهم على سطح صفيح ساخن..ويحق للمرء أن يتساءل ..هل كان الممانعون يرجمون بالغيب عندما قالوا بأن النظام لا يؤمن له جانب ولا يلتزم بالمواثيق ؟ أم أن النظام يا ترى غير جلده الذي عرفه المتحاورون ؟ هل كان المعارضون خونة للوطن ودمويين لا يريدون سلاماً ..أم كانو يدركون المآلات فحفظوا مواقفهم عن وعي بطبيعة النظام..
لقد وضع النظام بهذه القرارات أحزاب الوثبة بين خيارين أحلاهما مر..فإما أن تواصل في ما بدأته مع النظام ..فتشارك في وزر تطبيق أبشع قرارات وقعت على رأس الشعب السوداني..أو تنسحب لتكون مع المعارضين للقرارات فتخسر جزرات النظام التي سال لها لعابهم..وتفقد احترام الذين كانت تدعوهم لمسايرة النظام وقبلهم الشعب السوداني.
لم يخيب النظام ظن الشعب السوداني فيه..فقد حفظ ألاعيبه عن ظهر قلب ..فهو النظام الذي انفرد بين النظم بإعلان الميزانيات في المؤتمرات الصحفية منذ مجيئه..ولا يعطي اعتباراً لأي برلمان ..ولا يحترم أي موازنة ..يجيزها اليوم ويعدلها غداً تحت أصداء التكبير والتهليل..كما يتم الآن من كل أجهزته ونقاباته الموالية..لذلك فارق مثل ما بين الليل والنهار .. بين بيانات الرفض من أحزاب الوثبة ..والأحزاب التي عارضت منذ البداية ..ببساطة ..لأنها تعرف نبض هذا الشعب ..فالتحية للشعب وأحزابه الوطنية..والخزي والعار لنظام الطفيليلة الاسلاموية ومن تخندق معه.

معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..