مقالات وآراء سياسية

حرب السودان وامتلاك اتخاذ القرار

عدلي خميس 

من المؤكد القاري العزيز الكل منا يعيش أحلك وادق تفاصيل الحرب العبثية التي تدور في الخرطوم والتي أصبحت أثر بعد عين لما طالها من تدمير ودمار وفقدان رسمي للبنية التحتية وانهيار الخدمات الطبية والعلاجية والتعليمية ونزوح سكانها لما أصابهم من ترويع واغتصاب واستباحة غير مسبوقة على مر الأزمان في التاريخ المعاصر وما لحق بمناطق أخرى من السنه لالتهاب ضرارة يسعى لها من هم حقيقة خلف الكواليس لاتخاذ القرار في الاستمرارية وفرح أن الكثيرين يريدونا الحرب أن تستمر لتقضي على كل شيء بحجة أن الدعم السريع يجب أن يندثر من خلالها وناسين أنهم هم أول من أطلق الرصاصة الأولى ودفعوا بالجيش السوداني بخوضها نيابة عنهم (الكيزان) ولم يعد يصدق تلك الفرية التي يطلقونها هي قلب الحقيقة وقد كانت حجتهم أن الدعم السريع مخلوق نكره ناسين أو متناسين أنهم هم الأب الشرعي ومن تربى تحت كنفه ,انفق عليه (الكيزان)  له في حين اليسر وقد مكنوه من مرافق الدولة العسكري منها والمدني على حدًا سواء . ومن المؤكد أن الكثيرين ربما لا يعجبهم كلامي ولأنها الحقيقة الداوية والمؤلمة .
وهنا أقول من لا يملك قوته لا يملك قراره وبالذات لمثل هذه الأمور ذات الطابع العسكري والسياسي من خلال التداخلات وما يمر تحت الجسر من تأمر وخيانة وارتزاق وبيع للضمير الوطني لمن يدفع أكثر  ولا يخفى علينا أن الخرطوم هي مركز الحرب وهي الدليل على استمرارية اشتعالها بين المدن والمناطق  وربما يؤدي ذلك الى حرب أهليه مناطقيه قبيله جهوية عرقية تحرق الأخضر واليابس على المدى القريب . لذا يصبح من الواجب أن يكون هنالك قيادة وطنية مخلصة تخاف على كرامة المواطن والوطن وتتخذ قرارا جريئا ينصب في مصلحة الوطن العليا بحيث تحقن الدماء وتحفظ ما تبقى من المدخرات وما تبقى من ممتلكات والكل يعلم أن الساسة والأحزاب السياسية المتكلسة من النخب لا يعرفون عن الشعب المغلوب على أمره سوى الندوات والاجتماعات المخملية بين الغرف بالفنادق ذات الخمس نجوم . بدون أن يرف لهم حاجب الدهشة لما وصل أليه حال المواطن السوداني من تشتت ونزوح ولجوء وفقدان للسند والممتلكات ومدخرات عمره وهو يراها بأم عينه تتبخر أو تتسرب من بين أصابع يدية التي أصبحت في ايدي اللصوص والمرتزقة والعصابات وما نعيشه من عدم الأمن والأمن بالخرطوم عيب لا يغفر لعموم المسئولين من الطرفين لأنهم لم ينظرون الى شعبهم بالصورة التي تحفظ عزته وكرامته . أسوة ببقية الشعوب من حوله على المستوى الإقليمي أو الدولي وسوف يسجل التاريخ هذه الخروقات التي لا تمت لصلة من النوخة والمرؤة والرجولة الكياسة أو السياسة .  فالرأي أن تكون هنالك وقفة رجل واحد من جميع الشعب السوداني ليقولوا لهم الجنرالين كفى كفى كفى . لقد انهكتم كاهل الشعب وقد أذللتم الشعب وافرقتم البلاد وتضرر العباد اشد ضرر لم يشهد تاريخ السودان المعاصر . مما ينعي أن ذلك وصمة عار كبيره على جبين الوطن . فاذا كان لهؤلاء القوم طرفي الحرب من ضمير يجب أن يكون لصالح الوطن الأم لأنه عليه واجب عليهم أن يقدروه ويحرموه ويعملوا على المحافظة لمقدراته وموارده وثروته وأمنه وامانه لأنها أمانة وقد ورد في القرآن الكريم الأية ((إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)) فهي في اعناقهم ولسوف يسالون عنها يوم الموقف العظيم أمام الخالق سبحانه وتعالى .
ونسال سؤال مباشر وبدون مقدمات ألا يوجد فينا رجل رشيد في الامة السودانية والتي قوامها ((45)) مليون نسمة حتى يتخذ قرارا أيقاف الحرب ويحقن تلك الأروح والدماء والأعراض والانتهاكات الا إنسانية التي ترتكب بدون استحياء أو خجل في وضح الظهيرة وتعود الخرطوم لسيرتها الأولى أو حتى لو قريب منها لما لحق بها من أضرار تحتاج لإعمار بألاف السنين الضوئية . والسبب لأن قرارنا مختطف من أيدينا . وتنطبق فينا القاعدة من لا يملك قوة لا يملك بقراره .
والله من وراء القصد وهو المستعان ،،،،،

تعليق واحد

  1. قبل الحرب كان هناك الكثير من المناضلين والناشطين والثوار والكنداكات لكن لا ندري أين اختفوا فجأة ليس في الخرطوم وحدها بل كل الولايات.. نسأل الله اللطف.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..