حلايب.. صراع الموقع الإستراتيجي

في أربعينيات القرن الماضي زار ضابط أمريكي كبير السودان، وكان ذلك أثناء الحرب العالمية الثانية، هذا الضابط اسمه روبرت ماكنمارا وقد زار بالتحديد ثلاث مناطق كانت أولاها حلايب، وثانيها قاعدة وادي سيدنا، وأخيراً الفاشر..!!
تركز إعجاب الضابط الامريكي على هذه المواقع الثلاثة وقد وصف ميناء بورتسودان بالميناء الفولاذي الذي يمكنه تحمل طاقات تحميلية تعجز عنها كبرى موانئ العالم، الجدير بالذكر أن طول الساحل السوداني على البحر الأحمر يصل حوالي سبعمائة وستين كيلومتراً يصلح في اماكن كثيرة لانشاء موانئ وقواعد عسكرية..!!
هذا يعني أن منطقة حلايب كانت محط أنظار امريكا لاكثر من ستين عاماً، وتكررت زيارة الضابط الامريكي الذي أصبح فيما بعد وزيراً للدفاع الامريكي إلى ذات المواقع، وقد نوه لذلك الاستاذ المثنى عبدالقادر في تحليله الممتاز يوم الخميس الماضي عن أن الاتفاق بين زير الدفاع الامريكي ورئيس الوزراء السوداني عبدالله خليل وكان يشغل منصب وزير الدفاع أيضاً، عن اتفاق على انشاء قاعدة عسكرية امريكية في حلايب، الامر الذي اثار حفيظة الرئيس المصري جمال عبدالناصر، الذي كان يعارض الامر بقوة، حتى انه احتل منطقة حلايب وكاد الأمر أن يؤدي إلى حرب بين الدولتين. وقد بقيت المنطقة بعد انسحاب القوات المصرية منها في خمسينيات القرن الماضي، قضية مهملة من الجانب السوداني والانظمة التي حكمت بعد ذلك..!!
حلايب يمكن أن تتحكم في حركة السير في البحر الاحمر، وهو يعتبر ممراً استراتيجياً بل الاكثر اهمية في كل الممرات المائية في العالم، اذ يربط آسيا وافريقيا واوروبا اقتصادياً بعد إنشاء قناة السويس..!!
الموقع الثاني الذي اثار اهتمام ماكنمار، هو قاعدة وادي سيدنا موقعها الاستراتيجي حيث يمكن من خلاله السيطرة على منطقة البحيرات الملتهبة، فالسودان بحكم موقعه الجيوبوليتكي يطل على منطقة البحيرات والقرن الافريقي وغرب افريقيا، وهو البلد الوحيد الذي يتمتع بهذا الموقع الجيوبوليتكي، والذي ايضاً يتمتع بساحل طويل على البحر الأحمر، ومن هنا نبع الاهتمام الامريكي بالسودان، وبالذات من خلال اهتمامه بحلايب وقاعدة وادي سيدنا..!!
وإذا ذهبنا إلى الموقع الثالث لوجدنا ان الفاشرتمثل قمة الاهتمام الامريكي، حيث تمثل الفاشر موقعاً استرايجياً هاماً، حيث تطل على غرب افريقيا، كما ان مطار الفاشر يمثل اهم المواقع كقاعدة عسكرية جوية، فمطار الفاشر المطار الوحيد الذي يحوي مسارين للطيرن «Runway» وقد استخدم اثناء الحرب العالمية الثانية..!!
ومن مميزات موقع الفاشر ان المسافة بين الفاشر والبحر الابيض المتوسط وبين الفاشر والمحيط الهندي في اقصى جنوب افريقيا تقريباً متساوية، وكذلك المسافة بين الفاشر والبحر الاحمر وبين الفاشر والمحيط الاطلسي متساوية..!! هذا وقد اتجهت السياسة الامريكية نحو سياسة تفتيت السودان، والمناداة بالمناطق الثلاث التي أُقحمت اقحاماً في اتفاقية السلام، فكانت ان برزت بعد الاتفاقية التي اصبغ عليها اسم السلام الشامل زوراً وبهاتاناً، افرزت هذه الاتفاقية مشكلة لطالما تاقت امريكا الوصول اليها و هي تفتيت السودان، فبرزت أزمة دارفور والمناطق الثلاث والشرق، والمقصود من دارفور موقع الفاشر الاستراتيجي، ومن الشرق حلايب، ومن المناطق الثلاث انهاك السودان اقتصادياً وعسكرياً في جبال النوبة، وابيي، والضغط من ناحية النيل الازرق، الذي يحوي خزان الروصيرص وهو شريان الاقتصاد السوداني والذي يمكن بالسيطرة عليه، ان يحدث انهياراً اقتصادياً في السودان المتأزم اقتصادياً اصلاً.. تقدمت حكومة السودان بشكوى للامم المتحدة تثبت فيها ملكية السودان لمثلث حلايب، ولكن الدبلوماسية المصرية تحايلت على السودانية تحت عبارات عاطفية تخديرية جعلت السودان يترك الامر معلقاً دون حسم، ولكن ظهرت النوايا السيئة حين كان السودان يحارب الغزو اليوغندي من ناحية والغزو الاثيوبي من ناحية أخرى، ارسلت مصر قوات احتلت مثلث حلايب، ولم تعر السلطات السودانية اهتماماً، فقد كانت مشغولة بمواجهة الغزو اليوغندي في الميل أربعين والغزو الاثيوبي في الشرق..!!
بعد انتهاء الحرب العالميةا لثانية اصبح روبرت ماكنمارا وزيراً للدفاع في امريكا ولم ينس تلك المواقع، حلايب، وادي سيدنا، والفاشر،فزارها مجدداً كأول وآخر وزير دفاع امريكي يزور السودان، وبعد ان انتخب كنيدي لرئاسة امريكا، أعفى ماكنمارا الذي عينه صديقه الجنرال ايزنهاور، ولكن كنيدي عينه رئيساً للبنك الدولي، وقد زار السودان مرة ثالثة وذات المناطق، وقد طلب لقاء وزير المالية في ذلك الوقت وكان المرحوم مامون بحيري، وقدرفض مقابلته وطلب منه مقابلة صنوه محافظ بنك السودان، فالوزير المركزي لا يجتمع مع مدير بنك..!! وكان موقفاً مشهوداً من المرحوم مامون بحيري..!! وقد اقترحت وبطريقة غير مباشرة أن السودان يمكن ان يكبح جماح امريكا بالتعاون العسكري مع روسيا، حتى لو بلغ الامر وجوداً عسكرياً روسياً في البحر الاحمر، وقد ارسلت عبر احد الاصدقاء هذه الرسالة إلى الرئاسة والتي ابدت تفهماً،الامر الذي قوى العلاقات بين روسيا والسودان والمواقف الروسية الداعمة له..!!
الجيش المصري الذي تشرب العقيدة القتالية السوفيتية منذ بواكير الخمسينيات وحتى معاهدة كامب ديفيد في السبعينيات، والتي حولت الجيش المصري إلى قوة مدافعة عن اسرائيل، والدعم الامريكي لهذا الجيش بمبالغ لا تدخل في الميزانية المصرية العامة، هذا الجيش فقد العقيدة القتالية التي تشربها لاكثر من نصف قرن، كما ان الاوساط السياسية الامريكية رغم تأييدها للانقلاب وقد اطلقت عليه وصف انقلاب، أحدثت هزة في العلاقات، وقد برزت هذه الهزة في عدم دعوة السيسي للمؤتمر الافريقي الامريكي، كما ان امريكا ترفض التدخل المصري في الشأن الليبي والذي لجأ قائد التمرد هناك إلى القاهرة، والتي دعمته وهذا ما تسبب في الذي حدث للمصريين في ليبيا من قتل وتشريد..!! في هذه الأجواء السياسية المتعكرة بين امريكا ومصر، ارادت مصر ان تستخدم روسيا كورقة ضغط على امريكا، فعندما حُرم السيسي من زيارة واشنطن توجه مائة وثمانين درجة نحو موسكو، فالكرملين يمكن ان يحل مرحلياً مكان البيت الابيض، وكانت حلايب مادة الاغراء، رغم ان المعلومات التي لدي رغم قلتها تقول ان السودان منح تسهيلات بحرية لروسيا، وان العلاقات بين البلدين في تطور يصب في مصلحة الشعبين السوداني والروسي. وان صح الحديث عن حلايب عن طريق مصر، فالسودان أولى بالحديث مع اي جهة أخرى، لحقه في منطقة حلايب التي تثبت الوثائق الدولية ملكيتها للسودان..!! وهذا الامر يتطلب تحركاً دبلوماسياً وقانونياً لاثباته وهو اصلاً مثبت لو تحركت الدبلوماسية السودانية، وان ذهبت حلايب، فان الشرق سيذهب وتتبعه دارفور والمناطق الثلاث حسبما رسمت اتفاقية الشؤم المسماة نيفاشا..!! فهلا حافظنا على حلايب حتى لا تتسرب الاخريات من بين ايدينا، سؤال اطرحه على اولي الامر، الذين ظنوا ان نيفاشا انتهت بفصل الجنوب، ولكنها في حقيقة الامر قد بدأت للتو ومن أقصى شمال البلاد هذه المرة، واقصى الغرب يترقب بعد أن ذهب أدنى وأقصى جنوب البلاد، والارض تنقص من اطرافها كما ذكر القرآن الكريم..!!
[email][email protected][/email]
1- السيسي تم دعوته لمؤتمر القمه الامريكيه – الافريقيه لكنه اعتذر و ارسل رئيس الوزراء ( ابراهيم محلب )
2- امريكا لم تصرح بأي تصريح عن التدخل المصري – الجزائري في ليبيا .
3- ما يحدث في ليبيا ليس استهداف لجنسيات معينه و لكن هذه حرب بين ميلشيات مسلحه يتضرر منها جميع من علي ارض ليبيا بما فيهم الليبين انفسهم .
4- زياره موسكو تضمنت الاتفاق علي انشاء منطقه تجاريه حره روسيه في مشروع القناه وزياده صادرات روسيا من القمح لمصر و استيرادها منتجات زراعيه مصريه و بعض الصفقات العسكريه .
الجيش المصرى لازالت عقيدته العسكرية تعتبر أن اسرائيل هى العدو الأول لمصر وليس كما يدعى الكاتب من هراء, أما بالنسبة لحلايب فهى أرض مصرية حسب اتفاقية 1899 المحددة للحدود بين مصر والسودان عند خط عرض 22
نحن نقعد نتكلم عن حلايب والمصريين بلعوها وحايبلعو حلفا بعد ماغرقوها ياما نخت نحن خطة استراتيجية لاعادة حلايب والنتؤ الفى حلفا اوان نبطل الكلام الكتير والشعب الشقيق دا كلام فارغ مصلحة الوطن اهم من كل الدنيا وام الدنيا شوفو عملوا شنو فى غزة حاصروا اهلها وجوعوهم تحت مسمى الامن القومى وجايكم الدور اذا لم يكن هنالك تحرك جاد اول حاجة الغاء الحريات الاربعة ثانى حاجة العمل على اعادة اتفاقية مياه النيل بما يضمن حقوقنا وايضا ارجاع مليارات الامتار المكعبة من المياه الكانو متسلفنها ثم نرى بعد ذلك ما نحن فاعلون وانسو تماما حكاية الشعب الشقيق وهو لا يعرف الا نفسه هل علم؟