مقالات سياسية

بعد الهدنة اما الاتفاق وإما التدخل الأممي  

د. زاهد زيد  

كما للحق أعوان يناصرونه ، يموتون دونه ، وهم الفائزون في الدنيا والآخرة ، كذلك للباطل أعوان ينافحون عنه ، ويناصرونه ، ويفرون عند اللقاء، لا يثبتون على حجة ولا يقيمون منطقا يسند باطلهم، وهم الخاسرون دنيا و اخرى . 

وطالما الانسان مخير بين هذا وذاك فالفطرة السليمة تنحاز للحق بلا تردد ، وتكره الباطل وتكافحه ولكن فقط اصحاب الفطرة الفاسدة هم من يختارون البقاء في المستنقع النتن . 

يوم أن رأينا باطل الكيزان لم نتورع عن كشفه والتشهير به وبفسادهم ، هكذا كتبنا يوم ان تردد الآخرون وقلت علام ننتخبك ؟ عندما عزم المخلوع على ترشيح نفسه في أكثر من مرة ، وقلت عن فسادهم الكثير في مناسبات شتى ، وما عليك الا ان تبحث في (قوقل) لتعلم . 

وعندما قامت الثورة وقتلوا الثوار غدرا وخيانة ، قلنا بكل وضوح  المتهم من الفلول في الجيش والدعم السريع ، وكم بينا أن مخطط الدعم السريع أكبر من أن تتسع له دائرة الديمقراطية ، ونبهنا البرهان لتمدده وأنه خطر قومي ، ولكن لا حياة لمن تنادي . راجع مقالي عن تمدد الدعم السريع . 

 بذلنا النصح للدكتور حمدوك وقلنا طريقك غير مستقيم فقومه ، وأرشدناه ليعلم الخطأ الذي هو فيه ،  لكن لم يسمع ولم ير ، وتوالت الكوارث تترى . 

الى ان اظهر الدعم السريع أنيابه ، وفعل فعلته التي طالت البعيد والقريب . 

ولكن ليس هذا بمستغرب لكن الغريب والعجيب أن هذه الحرب تدخل شهرها الثالث ، ولا يعرف أحد متى تنتهي ! وكيف ستنتهي ؟  

ولنا أن نسأل كما يسأل جميع الناس :  

ما هذا الطموح القتال الذي يعمي البصر والبصيرة الذي يتمتع به البرهان وأعوانه ، وحميدتي ومستشاريه ؟  

الأول كان الحاكم الناهي من ذهاب المخلوع وإلى هذه الحرب ، تحت يده كل مؤسسات البلد ، والثاني كان نائبه في كل شيء بل يفعل ويمارس سلطات فوق أي مسؤول ، وتحت يده أموال طائلة لا تأكلها النار . 

اشتركا معا البرهان وحميدتي في كل المؤامرات على المدنيين ، حتى قتل المتظاهرين يحملان وزره هما معا ومن هم خلفهما . 

حتى انقلاب 25 اكتوبر نفذاه معا ، وكل هذا كان يجرى امام سمع وبصر الناس المغلوبة على أمرها ؟ 

وفجأة تمرد الثاني على الأول ، لأن الكرسي لا يتحملهما معا . 

وتصور البرهان حربا خاطفة يلتهم فيها نائبه ويخلو له الجو وخلفه جماعة الكيزان الطفيلية ، وسمى غريمه بالمتمرد وأقصاه بمراسيم من عنده من كافة مناصبه ، وجاء دور حميدتي ليصف البرهان بالمجرم وأنه المطلوب حيا أو ميتا . 

وبدأت الحرب ، نحن كشعب لنا أن نسأل لأجل من تحاربون ، لأجلنا ؟  

كيف نصدق أن هذه الحرب من أجلنا ؟  

تخرجوننا من بيوتنا لتحتلها قوات الثاني ، وتأتي طائرات الأول لتدكها وتقتلنا . 

أي منطق هذا ؟ 

الخرطوم أصبحت خالية ينعق فيها البوم ، هجرها اهلها خوفا من أن تقتلهم رصاصاتكم الطائشة وخوفا على أعراضهم أن تنتهك ، بيد من القتل ؟ وبيد من انتهاك الأعراض ؟ 

من تريدان أن تحكماه يا برهان ويا حميدتي ؟ 

العاصمة هي قلب البلد وهي مركزه التجاري و العلمي والثافي ، ومنبع حضارته ، الآن تدمرت وهجرها أهلها ، فمن تريدان أن تحكماه ؟؟؟ 

من يقبل بكما حاكمين ؟ والناس لا تطيق حتى سماع صوتيكما ، لأنه كله كذب ، وادعاء . 

لا أحد يرجو مدنية منكما ولا ديمقراطية . 

لو فيكما ذرة من من إيمان ودين و بعض من رجولة وشهامة لجلستما لانهاء هذا العبث بأرواح الناس وممتلكاتهم . 

لو فيكما ذرة من حب لهذا البلد لتركتما هذا الطموح الذي لم يجلب للبلد إلا الدمار . 

لو الامر بيد اهل الخرطوم لضربوكم (بالصرم) ناهيك عن ان يقبلوا بكم حكاما . 

ومع هذه العنتريات والاستقواء على الآخر فأمام هذين الجبارين خياران لا ثالث لهما :  

أما الحوار والاتفاق وانقاذ ما يمكن انقاذه . 

وإما تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة و مجلس الأمن . 

وعند الخيار الثاني لا يجرؤ دعامي او فرد جيش ان يمد يده بسوء لسيارات القوات الاممية ولا المساس بفرد فيها ، وستختفي طيور البوم هذه في اجحارها . 

وكلا الفريقين خائفان من هذا الخيار وإلا لماذا قتل الدعم السريع الجنجويدي حاكم جنوب غرب دارفور ؟ 

السبب أن ما كشفه من جرائم الدعم الجنجويدي يرقى لجرائم حرب ويوجب تدخلا أمميا لحماية المدنيين . 

 مجرد الكلام عن تدخل أممي جعلهم يفقدون صوابهم . وهو آت لا محالة . 

الهدنة الأخير هي في الحقيقة الفرصة الأخيرة لكلا الجنرالين ، لمرجعة موقفيهما ، وللاقتناع بالتفاوض و‘لا سترفع المفاوضات و يكون الحكم للأمم المتحدة ومجلس الأمن . 

وحتى لو فشل مجلس الأمن في تطبيق الفصل السابع فإن ذلك سيطبق بواسطة الاتحاد الأفريقي ،  

ولعل من أبرز التطورات هو وجود قوات فرنسية قرب حدودنا الغربية ، مستعدة للتدخل الفوري عندما يمهد لها الطريق . 

وكما نقول الكلام ليك يا المنطط علينيك  

لا نتمنى بكل تأكيد تدويل الصراع ، بل نتمنى أن يغلب صوت العقل صوت البندقية  

 

‫10 تعليقات

  1. فعلا لم يبق شئ أما اتفاق واما الفصل السابع .ونحن امة لا تستحق ان يحكمها هؤلاء و مادمنا عاجزين عن التصدي لهولاء الرعاع فالتدخل الاممي اصبح ضرورة

  2. دماءكم أموالكم حرام عليكم كحرمة ايامكم هذه. البرهان والإخوان المسلمين المعاه حميدتي والمليشيات المعاه. القاتل والمقتول مبروك عليهم النار

  3. دماؤكم أموالكم اعراضكم حرام عليكم كحرمة ايامكم هذه. البرهان والإخوان المسلمين المعاه، حميدتي و، المرتزقة المعاه القاتل والمقتول مبروك عليهم النار

  4. الكيزان بدأوا يتنلصون من تاجيج الحرب، لأنهم يعرفون ان التدخل الأمم سوف يبلهم بل صاح هم والكلاب الجنجويد ولكن يا جيش الكيزان وجنجويدكم سوف ترون يا حثالة البشر.

  5. السودان يحيا قمة ذروته التاريخية فقط , ذات المشاهد و التفاصيل و لكن على منسوب زمنى مختلف , فكما أنقذ الانجليز السودانيين من براثنهم و شرورهم من قبل , هاهم مجبرين لأنتشال السودان من عوارته مجددا !! .
    لاشىء جديد , لما الدهشة أذن ؟!

  6. البند السابع أشبه ما يكون بالكي بالنار كعلاج. لم نر في حياتنا ظلم وتجبر كما فعل الكيزان. الثوار قالوها زمان الجوع ولا الكيزان. وهل هناك أفظع من الجوع حيث يتمنى المرء الموت. هذه الحمير الجرباء مصرة على حكمنا او قتلنا ولا تهاب الا الخواجة. مؤدبها الدائم. اللهم بعد أن سلطت الكيزان على بعضهم سلط عليهم الخواجة سيدهم. فلترق كل دماؤهم النجسة كما دأبوا يرددون.

  7. ربما كان التدخل الدولي في السودان فرصة للخواجة لاعادة ترتيب افريقيا ومعالجة مشكلاتها التي اصبحث تؤثر عليه هو نفسه. المشكلة ان الوضع العالمي لا يسمح بذلك حاليا الا اذا انفجر صراع عالمي مباشر يعني حرب عالمية ثالثة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..