استراتيجية د. تاج السر

استراتيجية د. تاج السر
د. طه بامكار
[email protected]
حصاد التخطيط الاستراتيجي في عهد الانقاذ يؤول الي الصفر ، نعم كانت هنالك تحديات جسام ولكن لم تكن تلك التحديات هي السبب الوحيد في فشل التخطيط الاستراتيجي في السودان. منذ الخطة الثلاثية للانقاذ وبعدها الاستراتيجية القومية الشاملة ثم بنت عمها الاستراتيجية ربع القرنية تؤول كل الأمور الي الصفر خاصة في مجالات الوحدة الوطنية والأمن والسلام والخدمات والاقتصاد.
إذا ركزنا علي الخدمات الأساسية في عاصمة البلاد نجد ان الخطة الاستراتيجية فشلت في حصاد المياه فشلا ذريعا رغم انف ملتقي النيلين، وقس علي ذلك بقية الخدمات الاساسية التي لم ولن تُحقق أهداف الألفية الانمائية (MDGs) التي تم التوافق عليها عالميا. الخطة الاستراتيجية فشلت في التصريف الصحي ( Sewage) وفشلت أيضا في تصريف مياه الأمطار ( Drainage) وهذه الخدمات من السمات الأساسية لأي عاصمة في العالم. لكن عامصتنا المكلومة لم تحظ من التخطيط الاستراتيجي الا بعنتريات وتصريحات د. نافع التي ساهمت في إطفاء شمعتها الثقافية التي كانت تزيينها في الزمن الجميل. خطط د. تاج السر واللامبالاة من الحكومة ساهما في خلق عاصمة تفتقر الي الخدمات الأساسية، ويبدو أن د. تاج السر لاتهمه المخرجات كثيرا.
في ظل التخطيط الاستراتيجي يموت مشروع الجزيرة أو يقتل عمدا ومع سبق الإصرار ود. تاج السر صاحب التخطيط لا يهمه ولا يقض ذلك مضجعه ولا يلتفت ولا ينصح ولا يتابع ولا يُقييم…. فقط يخطط… في ظل التخطيط الاستراتيجي سكت هدير مصانع بحري وهدير مصانع بورتسودان وسكنت ساحبات ورافعات الموانئ البحرية وصاحب الخطة الخمسية يخطط للمرة الثانية لخمسٍ قادمات دون مراجعة مخرجات الخمس سنوات العجاف.
في ظل خططنا الاستراتيجية ينفصل الجنوب وتشتعل الحروب في غرب البلاد وتتجدد في جنوب كردفان وأبيي رغم ذلك نحتفل بإتفاقية سلام تخص دارفور ولدت خارج الرحم .اتفاقية السلام تكون مع الذين ثاروا وحملوا السلاح وليس مع موالين ومتوالين أصلا. فشلت خططنا الاستراتيجية في تحقيق الأمن والسلام في غرب البلاد ود. تاج السر صاحب الخطة لا يهمة الأمر من غريب أو بعيد لأنه فقط يخطط… أو يخطط فقط.
رغم خططنا الاستراتيجية في الجانب الأمني إستباحة اسرائيل الأجواء والطرق الرئيسة والموانئ والمطارات الدولية والصحاري والجبال والبحار والوديان وضربت عدة مرات في عمق شرقنا الحبيب. رغم ذلك كله يريد د. تاج السر ان نناقش الخطة الخمسية القادمة. ماهي مخرجات اللات الأولي لنناقش مناة الثالثة الأخري؟…..
أخي د. تاج السر بصراحة نحن في السودان نريد خطة تحترم عقولنا وتحقق مخرجات ملموسة خطة لها هيبة وقوة توجه مسارات الموارد الاقتصادية من أجل تحقيق الرفاهية لهذا الشعب الذي تخلف عن ركب الأمم بسبب خططكم الاستراتيجية الواهية الواهنة أو (الكسيحة). أخي د. تاج السر وضح لنا أي المناهج تتبني في عمليات المتابعة والتقييم وما رأيكم فيما آلت إليه الأمور؟… أخي د. تاج السر إذا انحرف التنفيذ بدرجة كبيرة جدا عن التخطيط ماهي آلياتكم لوقف هذا الانحدار؟ لقد فشلت الخطة الخمسية السابقة في تحقيق مرتكزاتها في الأمن والتعايش السلمي الي أي فشل ستقودنا الخطة الخمسية القادمة؟
يا صاحب الخطة الخمسية نريد من التخطيط الاستراتيجي ان يحدث نقلة مثل ماليزا وكوريا اللتان نالتا استقلالهما بالتزامن معنا أين كوريا وماليزيا الآن ؟ لماذا تقدمتا وعجزنا نحن رغم مواردنا الاقتصادية المتعددة والمتنوعة ؟……. نصيحة خالصة أخي د. تاج السر لا تتبني تخطيط لا تتبناه ولا تحميه ولا تحترمه الدولة .
الكاتب بعيد عن مفهوم الاستراتيجية .. وماسطره لايعدو إلا ان يكون مقال سياسي عادي كان من الاوجب يكتبه تحت عنوان اخر غير الاستراتيجية لان الاستراتيجية بها افذاذ ا من خيرة علمائنا في السودان وليس مسئولية دكتور تاج السر محجوب ولكن التعثر في التنفيذ لماتم خطط له … ولان الاستراتيجية القومية الشاملة تعتبر من الإضاءات والإشراقات في محيطنا العربي والإفريقي من حيث التخطيط وإن عابها التنفيذ فليس شان تاج السر وهذا من البدهيات …
السلام عليكم د / بامكار
هناك حقائق ذكرتها لفشل التخطيط الاستراتيجي للانقاذ، ملامح هذا الفشل يتمثل في مجال الوحدة الوطنية وهذا العامل أثر في عدم الاستقرار السياسي الذي هو السبب الرئيسي لفشل برامج التنمية في السودان. استراتيجية الانقاذ لالغاء الآخر بهدف تمكين سلطتها هو الذي ضيع الوحدة الوطنية، فقد عملت الانقاذ لشق صف الاحزاب الوطنية وإضعافها بكافة الوسائل ومن ضمنها الوسائل المعنوية عبر الخطاب الاستفزازي ، وكذلك استراتيجيتها للتمكين عبر السيطرة على كافة مفاصل الدولة فاستغل الحزب الحاكم كافة موارد الدولة لتمكين سلطته وهذا تجلى في الانتخابات الأخيرة. نتائج عدم وجود وحدة وطنية تمثل في ضياع الجنوب، عدم حلة أزمة الحكم منذ الاستقلال فاستمر الصراع حول السلطة، عدم كتابة دستور دائم متفق عليه، ظهور الحركات المسلحة وتمردها على المركز. حالة الاستقطاب والتنافر والتباغض التي تشهدها الساحة السياسية وعدم الاتفاق على الحد الأدنى.
في مجال الاقتصاد نجد ملامح التدهور في مشروع الجزيرة ونضيف إليها المشاريع القومية الأخرى (حلفا الجديدة ، دلتا طوكر ، الرهد ، مشاريع النيل الأبيض ، خور أبو حبل ، السوكي ، جبال النوبة … الخ) ، يضاف إليها تعطل مصانع النسيج التي كانت توظف مئات الوظائف مثل تعطل مصانع (الصداقة بالحصاحيصا ، الحاج عبد الله ، كوستي ، شندي … الخ. بجانب عدم وجود صناعة تحويلية، هناك أيضاً تدهور في الناقل الوطني سودانير ، والنقل النهري ، والسكة حديد وتصفية النقل الميكانيكي من المؤشرات السالبة كذلك ارتفاع معدلات الفقر ، ازدياد معدلات الهجرة الداخلية والخارجية. وكذلك المؤشرات الاجتماعية السالبة.
من أسباب فشل التخطيط الاستراتيجي كذلك هو ضعف الجانب الرقابي والإداري لجهاز الدولة على الرغم من العدد المهول للوزارات وتضخم جهاز الدولة، ضعف الجانب الرقابي والإداري يتمثل في الفساد فقد تمكن الفساد في كافة مفاصل الدولة وبكافة أشكاله، نجد كذلك عدم سيطرة الدولة على الأسواق، عدم تفعيل القوانين، عدم المتابعة للخدمات المقدمة للجمهور. هذه ملامح الفشل أما أسباب ضعف الجانب الرقابي والإداري للدولة فهو غياب المؤسسات الرقابية ، غياب مبدأ المحاسبة والشفافية ، عدم وجود كوادر مؤهلة تؤدي مهام الرقابة مثال لذلك ضعف أداء المراجع العام وغياب أو تغييب الكوادر المؤهلة التي تدير ذلك.
لضمان نجاح التخطيط الاستراتيجي لا بد باختصار من ترك الأطماع السياسية للمؤتمر الوطني وتغليب المصلحة الوطنية العليا للدولة السودانية حتى نصل لحل أزمة الحكم في البلاد، وتعزيز الوحدة الوطنية. كذلك يجب تقوية جهاز الدولة الرقابي وتطوير الجانب الإداري.