بعد رحيل ”فاغنر” من دارفور : مالك عقار يناقش في موسكو استخراج الذهب والمعادن النادرة !!

إن ما يجري في السودان اليوم من أحداث خطيرة ولم نعرف لها مثيل من قبل ما توقفت فقط عند المعارك الضارية التي دخلت يومها الـ(٨٢) ومازالت مستعرة، ولا عند الاغتيالات المستمرة بلا توقف والجوع الكافر وفرار مئات الآلاف من ديارهم الي دول الجوار او بالمناطق الآمنة داخل البلاد ، وكلها عوامل محبطة للحد البعيد تجعلنا في حالة لا يمكن ان نجد لها تفسير ، وتكمن قمة المأساة في اننا اصبحنا كل يوم- شئنا ام أبينا- نتفاجأ باخبار اغلبها يصعب فهمها وتحليلها تحليل منطقي مقبول لما فيها من غرائب ، واحدة من هذه الأخبار ما نشر في يوم الثلاثاء ٣/ يوليو الجاري في موقع “نوفوستي” وجاء تحت عنوان:(مالك عقار : روسيا والسودان يناقشان استخراج الذهب والمعادن النادرة”).
جاء في الخبر ، (صرح نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني مالك عقار بأن روسيا والسودان يجريان حوارا حول المشاريع المشتركة لاستخراج الذهب والمعادن النادرة. وردا على سؤال صحفي حول الحوار بين الخرطوم وموسكو بشأن الاتفاقيات في مجال التنقيب واستخراج الذهب والمعادن الأرضية النادرة المستخدمة في صناعة التكنولوجيا الفائقة قال عقار : “يدور الحديث عن المشاريع المشتركة ، ولا تزال (المحادثات) مستمرة . ويشارك فيها ليس السودان وروسيا فحسب بل ودول أخرى أيضا. ربما أثرت الحرب فيها بطريقة ما ، لكن المحادثات تجري”. وأعلن سفير السودان لدى روسيا محمد سراج في مارس الماضي ، أن التعاون في التنقيب واستخراج المعادن مجال يمكن للسودان فيه جذب الاستثمارات من روسيا. كما عبر عن اعتقاده بأن التعاون في هذا المجال سيتوسع مع مراعاة عدد من الاتفاقيات التي تناقشها موسكو والخرطوم. ويعمل في السودان حاليا عدد من الشركات الروسية في مجال الجيولوجيا ، بما في ذلك في صناعة تعدين الذهب وهي شركة “GPB Global Resources” (مشروع “كوش”، حيث يبلغ الإنتاج حوالي 1.5 طن من الذهب سنويا) وشركات “M-Invest” و”روسدراغميد”. يعد تعدين الذهب من أكبر الصناعات في السودان، إذ يضمن إلى جانب إنتاج النفط والزراعة حوالي 70% من إيرادات الميزانية).
-إنتهي-
قد يعتقد بعض القراء انه خبر اكثر من عادي لا يستحق الاهتمام أو حتي التوقف عنده طويلا علي اعتبار ان السودان قد سبق له منذ عام الاستقلال الي اليوم عقد مئات من العقودات والاتفاقيات التجارية والاقتصادية المختلفة والعسكرية وصلت الي حد الاتفاق المبدئي علي إقامة قاعدة عسكرية علي ساحل البحر الأحمر في السودان ، ولكن القارئ´الذي يتمعن بدقة في ما بين سطور الخبر يجد هناك ستة أشياء أخفاها الخبر.
اولآ- توقيت سفر عقار الي موسكو العاجل جاء بالتزامن مع توقيت نهاية “يفغيني بريغوجين-فاغنر-” سياسيا وعسكريا وبعد نفيه الى روسيا البيضاء!!، وهذا يعني بكل وضوح ، ان عقار اراد استعجال دخول الروس الي دارفور لسد الفراغ الذي خلفته جماعة “فاغنر” الروسية.
ثانيا، كان قصد عقار من اتفاقه مع المسؤولين الروس هدفه ابعاد “حميدتي ” وقوات الدعم السريع من منطقة جبل “عامر” -علي اعتبار ان وجودهم غير شرعي ولا قانوني-، وان السلطة الحاكمة في الخرطوم قد اتفقت مع روسيا بشكل قانوني علي التنقيب عن الذهب والمعادن النادرة (اليورانيوم) ، كان قصد عقار انهاء احتكار آل دقلو علي هذه المنطقة الغنية بالثروات الارض.
ثالثا، من تمعن في الخبر ، يجد ان لقاء عقار مع المسؤولين الروس لم يتطرق لا من بعيد او قريب الي موضوع القاعدة العسكرية التي سبق ان تباحث معهم من قبل الرئيس المخلوع أثناء زيارته لروسيا عام ٢٠١٨م، ومن بعده “حميدتي” الذي زار موسكو في فبراير عام ٢٠٢٢م ، ولا نعرف سبب تجاهل عقار وضع النقاط فوق الحروف مع المسؤولين الروس حول موضوع القاعدة الروسية في السودان؟!! .
رابعا، (أ)- جاءت الاخبار الاخيرة في اليوم الأول من يوليو ٢٠٢٣م وافادت ، (أعلن مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني أن قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان سيحضر قمة روسيا-أفريقيا المقرر انعقادها في سان بطرسبرغ خلال شهر يوليو الحالي. وكشف عقار أن وفد بلاده الذي يزور موسكو طلب خلال اجتماع أمس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مساعدة روسيا في إيقاف الحرب.).- إنتهت-
(ب)-فهل يا ترى ستكون زيارة البرهان القادمة لموسكو خاتمة للمواضيع المعلقة منذ فترة طويلة ما بين السودان وروسيا واولها موضوع القاعدة الروسية وثانيا انهاء وجود جماعة “فاغنر”؟!!،… ام يعود خاوي الوفاض مثل سابقيه البشير و”حميدتي”؟!! .
خامسا، (أ)- جاء في خبر “نوفستي”: (أعلن سفير السودان لدى روسيا محمد سراج ، في مارس الماضي ، أن التعاون في التنقيب واستخراج المعادن مجال يمكن للسودان فيه جذب الاستثمارات من روسيا . كما عبر عن اعتقاده بأن التعاون في هذا المجال سيتوسع مع مراعاة عدد من الاتفاقيات التي تناقشها موسكو والخرطوم).
– إنتهى-
(ب)- تصريح سفير السودان محمد سراج كان في شهر مارس الماضي كما جاء في الخبر ، بمعنى اخر انه تصريح جاء قبل اندلاع المعارك في ابريل ، فهل حقا الاجواء اليوم والظروف الحالية مناسبة للاستثمارات الروسية في السودان الذي يعاني من فقدان أبسط مقومات الحياة الطبيعية وفقدان الأمن والامان؟!!… لدرجة ان الرئيس البرهان نفسه يفتقد القدرة علي الخروج من البدرون؟!! .
سادسا، تجاهل مالك عقار عن قصد في اتفاقه مع المسؤولين الروس بخصوص استخراج الذهب والمعادن كل الجهات الرسمية والخاصة التي لها علاقة بالثروات الطبيعية ، وتجاهل بصورة خاصة مبارك اردول المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية!! .
(أ)- ياتري ، هل ينجح عقار ومعه الروس في ازاحة “حميدتي” الذي يقف خلفه الامارات واسرائيل وحفتر?!! .
(ب)- هل حقا يستطيع ابعاد عدوه اللدود “حميدتي” قسرا من مناطق استخراج الذهب واليورانيوم والمعادن النادرة في دارفور ، وينهي وجود إمبراطورية آل دلقو؟!! .
ج)- ام ان الامر سيكون في غاية الصعوبة بحكم ان دارفور كلها آلت لقوات “الدعم السريع”؟!! .
اخيرا:
خبر جديد له علاقة بالمقال نشر اليوم الأربعاء ٤/ يوليو ٢٠٢٣م في موقع تحت “السودان نيوز”، تحت عنوان:
“عقار يستجدي روسيا”…دبلوماسية
حرب الخرطوم تستدعي منهج الكيزان”.
موقع : “عقار يستجدي روسيا”… دبلوماسية حرب الخرطوم تستدعي منهج الكيزان
موضوع صحفي هام له علاقة بالمقال:
تسلسل زمني.. متى بدأت روسيا بسلب ذهب السودان؟!!
https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2022/08/01/russia-gold-sudan-timeline-infographic
الإنسان، أيّ إنسان، لو شغّل مكنة النقد والشناف الفي راسو، حيتفاجأ بالكم الكبير من الهُراء من حوله. لكن يداً ما، امتدّت وأطفأت تلك المكنة في عمر مبكّر.
إذا وُجدت الحقيقة، فقد تكون هذه هي الحقيقة المهمّة الوحيدة من بين جميع الحقائق. لكنّ الذين مرّروا في أسماعنا وعقولنا الهراء، شغلونا عن العبث الذي عبثوه بنا، بجعلنا نقدّس البحث عن حقيقة أكثر من فضح الترّهات. ولاحقا، جعلونا نقدّس ‘الحقيقة’ نفسها ولا نكلّف أنفسنا عناء البحث عن شيء. فكل شيء جاهز ومتوفّر.
نحن نعاني كثيرا في هذه الحياة، لا بسبب عدم تمكننا من اكتشاف الحقيقة، بل بسبب عمانا عن الهراء.
هذا العمى من أمراض الطفولة، ولربّما كان وراثيّا أيضا..
محمد المشرف
الحبوب، زول.
ألف مرحبا بقدومك الكريم.
١- والله بذلت جهد كبير عشان افهم المقصود بتعليقك وفشلت!!. يبدو انه تعليق يخص مقال اخر وجاء عن طريق الخطأ الي هنا.
٢-
ونواصل مع روسيا التي نهبت ومازالت
تنهب ذهب السودان بعشرات الاطنان
“أطنان من الذهب هُرِّبت من السودان لإنقاذ بوتين”..
تقرير بالتلغراف يفجر جدلا واسعا (فيديو)…
https://mubasher.aljazeera.net/news/2022/3/7/%D8%A3%D8%B7%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8-%D9%87%D9%8F%D8%B1%D9%91%D9%90%D8%A8%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86
٣-
يبقي السؤال مطروح مرة اخري بشدة في وجه اعضاء مجلس السيادة والحكومة المؤقتة، والمؤسسة العسكرية وخاصة جهاز الأمن الوطني والاستخبارات العسكرية:
هل دفعت روسيا عمولات لزوم السكوت وغض النظر عن التهريب الذي ما توقف منذ عام ٢٠١٤؟!!… والا لماذا لم نسمع باي اجراءات وقائية لحماية الذهب من التهريب؟!!
١-
لم يعود بالغريب ولا بالمستغرب، ان تهتم وكالات الانباء الاجنبية والصحف والمجلات الاوروبية اهتمام شديد بعمليات تهريب الذهب السوداني، وخلال العشرة أعوام الماضية وحتى اليوم قامت الصحف والمحطات الفضائية العالمية بنشر وبث الكثير المثيرعن الدول التي استفادت من نهب ذهب السودان بالطرق والأساليب التي تمت بها عمليات التهريب، قامت شبكة “سي أن أن” الأميركية ونشرت تقرير خطير في يوم ٢٩/ يوليو ٢٠٢٢، كشفت فيه مصير أطنان من الذهب السوداني “المفقود، جاء التقرير” تحت عنوان: (تقرير أميركي يكشف مصير أطنان من الذهب السوداني “المفقود “).
وفي هذا الرابط تجدون نص التقرير الأمريكي.
https://www.alrakoba.net/31840224
٢-
يبقي السؤال مطروح بشدة، أين كان “جهاز المخابرات الوطني” عندما نشطت روسيا في تهريب الذهب السوداني بلا توقف وبكميات كبيرة بعشرات الأطنان منذ عام ٢٠١٤ الى اليوم؟!!
ولماذا لم تحقق في هذه العمليات الاجرامية التي استهدفت بالدرجة الاولي الاقتصاد السوداني؟!!
كيف فات عليها ملاحظة الطائرات الروسية التي كانت تأتي من سوريا لنقل الذهب المسروق؟!!
٣-
اين كانت الاستخبارات العسكرية عندما نشطت حركة التهريب جهارا
نهار وعلي مرأي من مكتب جهاز الاستخبارات في دارفور؟!!
هل حقا كان هناك تواطؤ من قبل السلطة الحاكمة في الخرطوم مع المهربين الروس؟!!
هذا الخليقة عقار وأمثاله كثر وبال على السودان
الحبوب، محمد مركز.
ألف مرحبا بالزيارة والمشاركة بالتعليق.
وصلتني ثلاثة رسائل من قراء اعزاء علقوا فيها علي المقال، وكتبوا:
١-
الرسالة الأولي:
(…- من طالع الاخبار السودانية في الثلاثة اشهر الاخيرة يجد ان الشخصيات السياسية التي هي من -دارفور كردفان- احتلت اخبارهم وصورهم وتصريحاتهم الصدارة في المواقع السودانية و بالفضائيات العربية. والأكثر ظهورا هم، حميدتي. مالك عقار. جبريل ابراهيم، مني أركو مناوي، شمس الدين كباشي. عبدالرحيم دقلو. عز الدين عيسى المنديل شيخ المسيرية. -( قصة اغتيال المرحوم خميس عبد الله أبكر والي غرب دارفور وصلت للأمم المتحدة.).-
٢-
الرسالة الثانية:
(…- يا حبوب، لماذا البكاء علي الذهب المنهوب وقبلها ما استفدنا من عائدات النفط ولا من عائدات القطن والكركدي والصمغ العربي. ولا رأينا قرش واحد دخل خزينة الدولة من تجارة المواشي والاخشاب؟!!. تهريب الذهب الي روسيا أول دولة الإمارات العربية لن يتوقف الا بعد خروج اخر قطعة ذهب من منجم جبل عامر. وعائدات النفط لن يتم استرجاعها من ماليزيا. ومليارات الدولارات الخاصة بآل دقلو في بنوك دبي ستبقى هناك تحت حماية الحكومة الاماراتية مقابل المعونات ومواد الاغاثة.).
٣-
الرسالة الثالثة:
(…- طبعا سافر مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الي موسكو سحب البساط من تحت حميدتي الذي دأب علي تهريب الذهب الي إمارة دبي تؤول في المستقبل عمليات استخراج الذهب واليورانيوم والمعادن الأخرى النادرة لموسكو. ورغم ان مثل هذه الاتفاقيات الدولية هو من اختصاص شأن الحكومة القادمة بعد الانتخابات، الا ان عقار يود ان يكون كل شيء يخص استخراج وتصدير الذهب قد تم بصورة قانونية في عهد النظام الحالي. وإلى حين قيام برلمان جديد وحكومة منتخبة من الشعب يكون جبل عامر نفسه قد تم نقله الى روسيا، ان لم يكن دارفور باكملها.).
اليست روسيا حليف حميدتي
و اليست اسرائيل ( قد تكون ) حليف البرهان
يا استاذ بكري انت بتلخبط و لا نحن الملخبطين ؟؟؟!!!؟!؟!!
هذه الدول روسيا امريكا الامارات اسرائيل و غيرها همهم مصالحهم الخاصة
روسيا لن تقف الا مع حميدتي من اجل مصالحها
هذا رايي الشخصي ان كان خاطئا
و تحياتي
الحبوب، سوداني زعلان.
مساكم الله بالخير.
ابدا ياحبيب، انت لا بتلخبط ولا حاجة، وكلامك كلام عقل وما في عوجة في تعليقك وكتبت:
(روسيا امريكا الامارات اسرائيل وغيرها همهم مصالحهم الخاصة روسيا لن تقف الا مع حميدتي من أجل مصالحها). -إنتهي-
مالك عقار سافر لموسكو بهدف عمل انقلاب سوداني- روسي ضد “حميدتي” المدعوم من موسكو، هدفه في المقام الاول ان ترفع روسيا يدها عن “حميدتي” وقوات “الدعم السريع” مقابل توقيع اتفاقيات رسمية بين البلدين تسمح لروسيا استخراج الذهب والمعادن النادرة بطريقة شرعية مقننة وليست بالطريقة التي تتم بها عمليات استخراج الذهب وتهريبه.
حكومة موسكو رحبت بعقار لانه ضيف سوداني كبير قدم للبلاد ليقابل كبار المسؤولين الروس بصفته نائب رئيس مجلس السيادة، واستمعت اليه بكل اهتمام والي خطط السودان الاقتصادية، ووقعت معه اتفاقيات بخصوص استخراج الذهب والمعادن النادرة، كل هذا جرى في جو كله مودة واحترام، ولكن هذه الاتفاقيات في نهاية الأمر حبر علي ورق وموسكو غير ملزمة بتنفيذ ما فيها وقد تبقي علاقتها مع “حميدتي” مفتوحة وقائمة بدون اي تغيير، خصوصا ان الاوضاع العسكرية في دارفور مالت لصالح “حميدتي”.
موسكو مع “حميدتي” سرآ… ومع البرهان علنا بحسب الاتفاقيات التي وقعها مالك في موسكو!!، موسكو لن تتخلي عن “حميدتي” القوي ولن تفرط فيه فهو (منجم) ذهب قائم بذاته ، وان فرطت فيه فقد تتجه بوصلة “حميدتي” الي الامارات، لهذا السبب موسكو ترجح كفة “حميدتي” علي البرهان.