انهم يريدون الإعلام على مقاس الإخوان

تيارات الإسلام السياسي في مصر تقود حملة على وسائل الإعلام الخارج عن سطوتها، متهمة إياه بالسعي لإجهاض مشروعها.

القاهرة ? من محمد الحمامصي

تقود جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها من تيارات الإسلام السياسي حملة ضده في الإعلام الرسمي الخاضع لسطوتها، والمواقع والفضائيات والجرائد الموالية لها، باعتباره ـ الإعلام الخاص ـ يشكل الثورة المضادة التي تقف ضد شرعية الرئيس الإخواني محمد مرسي وتسعى إلى إسقاطه وإجهاض المشروع الإسلامي وإثارة كافة الاتهامات ضد أبناء التيار الإسلامي.

وتجد الحملة أصداء واسعة بين أنصار ومؤيدي الجماعة ورئيسها، سواء في الشارع والجوامع والمساجد والزوايا التي تحتكر الخطابة فيها، أو على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحرم متابعة القنوات الخاصة والجرائد المستقلة، وتتهم إعلامييها بالكفر والعمالة والخيانة، وترى أنهم يلعبون دور سيئا لشيطنة التيار الإسلامي وتشويه رموزه وقياداته، وتضليل الرأي العام وإثارة البلبلة وإشاعة الفوضى والدعوة للعنف، وأن القنوات الخاصة لا تلتزم بميثاق شرف، ولا ضمير مهني، وكل غايتها إسقاط الدولة والرئيس.

وتمتد الحملة إلى مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء السياسيين التي تدعو عامة المصريين لمطالبة الرئيس محمد مرسي بتطهير الإعلام، وهناك الآن مئات الصفحات الموجهة بشكل ممنهج ضد الإعلام الخاص، منها “اجعل صفحة النبي رقم واحد”، “شبكة المخلص”، “أنا سلفي ومبعضش ولا بأضرب”، “شباب حزب النور”، “لا لتشويه الإسلاميين”، “انشرها بقدر كرهك للتدليس والتحريف”، “سلفي في البرلمان”، “لا لإلغاء هوية مصر الإسلامية”.

وكشف الكثير من الإعلاميين عن وصول رسائل عبر الهاتف المحمول تحمل تهديد بالقتل، وكانت آخرها الرسالة التي وصلت للإعلامية لميس الحديدي وطالبتها بتجهيز كفنها.

وتظل وثيقة قائمة الاغتيالات التي ضبطت مع خلية مدينة نصر الإرهابية، وضمت أسماء العديد من الإعلاميين، تأكيدا على ما تحمله تيارات وجماعات الإسلام السياسي المتطرف من نوايا تصل لحد القتل.

وفيما يتعلق بالصحف الرسمية والتليفزيون الرسمي، فمنذ أن تولى وزارة الإعلام الإخواني صلاح عبد المقصود وتم تعين رؤساء تحرير الصحف بواسطة مجلس الشورى ذي الأغلبية الإخوانية والسلفية، لا يكاد تخلو صحيفة رسمية أو برنامج تلفزيوني متابع للشأن العام من هجوم على الإعلام الخاص، ويذكر أن الصحف الرسمية كانت قد ضمت إلى كتاب صفحات الرأي عدد كبيرا من كتاب الجماعة ومؤيديها الذين لا يتوانون عن الهجوم على الإعلام الخاص وإعلامييه.

وقام التليفزيون الرسمي ممثلة في لجنة الجود باتحاد الإذاعة والتليفزيون بإعداد دراسة قدمت إلى رئيس مجلس الأمناء تطالب فيها بحماية المشاهد من التضليل الإعلامي للإعلام الخاص وإعادة تربيته تربية صحيحة من الناحية الإعلامية وإلزامه بمنهج محدد علي غرار المناهج التعليمية.

واتهمت الدراسة التي صاغها الإعلامي عمر بطيشة رئيس اللجنة وعضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، الإعلام الخاص باعتماد طرق خفية ومستترة لتمرير رسائلهم السلبية.

وقالت إن “التضليل الإعلامي المستتر الذي يمارسه هؤلاء يقوم على عدة وسائل أهمها الانتقائية وهو ما يعني انتقاء ضيوف محددين للحديث عن موضوعات بعينها وهم معرفون سلفا برفضهم أو تأييدهم لهذا الموضوع، أو عن طريق انتقاء موضوع أو التقاط تصريح أجوف من أحد طالبي الشهرة منها مثال “هدم الآثار أو حرمة تهنئة الأقباط أو زواج ملك اليمين” ووضع هذا التصريح غير المسؤول في بؤرة الاهتمام مما يثير زوبعة وإثارة الرأي العام، ويخلق أصداء واسعة في وسائل الإعلام الأخرى”.

وتبقى أجواء الإرهاب حول الإعلام الخاص مستمرة طالما استمر في فضح ممارسات الجماعة وأنصارها، ومن ثم استمرار حملتها ضده، يبدو أن كلا الطرفين لن يتوقف لأسباب تخص الجماعة وحدها التي تقدم مادة خصبة للإعلام الخاص لانتقادها وانتقاد إدارة الرئيس المنتمي إليها.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..