
ربما تتعدد الإتجاهات ويختلف منظور كل منَا للأشياء ..
واحيانا لا نتفق في طريقة إدارة الأمور او المنهجية المتبعة لجهة ما في أداءها .
في أحيان كثيرة تحصل صراعات ومنافسات وتحديات نحو ما يسمى بإثبات الجدارة او محاولات التفوق ..
الآن وضع بلدنا السودان واهله في حالة شغف وتكالب بحثا على اية جهة قادرة ومؤهله على خوض معركة الجدارة .
لا شك أننا قهِرنا وسئمنا الفشل والإحباط والخزلان . بالرغم من ان بلدنا يندرج اهله في مرتبة متقدمة بين شعوب الدول من ناحية الخلق القويم ، وتبادل الود والمحبة ، ويمتلك كذلك إمكانيات تحقيق التفاعل الإيجابي في الكثير من المجالات مع بقية الشعوب الأخرى ..
وكما وان للإنسان سمعة تهمه وسط الناس كشخصية لها إعتبارها مثلا ، سواءا في الأسرة او اي مجتمع ينتمي له ، وهذا سعي ديناميكي ، وربما لا شعوري أحيانا ، يتمثل في سعي الناس دائم نحو إثبات الذات ..
الشعوب كذلك لها سمعتها ومكانتها بين الأمم
ولما كان الأمر كذلك ، نحن كشعب نريد من يمثلنا أو يخدم في أية موقع كان ، ان يتمتع بالجدارة والكفاءة والإستقامة ، التي تعكس عنا ، وتدعَِم سعينا الحثيث وآمالنا وطموحاتنا المرجوة
الأطماع والدسائس والمؤمرات ، والتعبئات الشعبية والجهوية لإثبات نحن هنا ، أو محاولات تعطيل الثورة وأفشال فترتها الإنتقالية ، والتشويش عليها بغير حق ومنطق ، فهذه امور مرفوضة، بل يمكن ان تسن لها قوانين وعقوبات تطال كل من يثبت ان أفعاله عكس الإرادة والمصلحة الوطنية .
نريد مطالبات نعم ، ولكن على المطالبين والمحتجين إظهار بنود واضحة ، وآراء نيرة بناءة أكثر مما هي عليه ، او رؤى انجع في المحاور المتعددة المطروحة
في ذات الوقت ننتظر ردود وإجابات من المسؤولين المعنيين بخصوص هذه التساؤلات والمخاوف
بشكل عام التعارض بطريقة (ديل ما نافعين) لا اعتقد انهاء طريقة بناءة . لأنها ببساطة سوف تعمق لنا إنفسامات على شاكلة ديل وديلاك وهلمجرا ….
لذلك من الافضل المتابعة من قرب والرصد للمسؤول العام واداءه في كل مهمة او وظيفة أو منصب كان . وفي إعتقادي طالما كان ، من كان ، يؤدي مهمته بالطريقة المثلى ، و يرتضيها الجمهور فحينذاك ، اللون السياسي او المذهبي يفترض ان لا يكون المعيار الأساس للتقييم .
في ذات الوقت لن يكون الإنتماء الحزبي الضيق هو الاولى بالتبعية عوضا عن المصلحة الوطنية الشاملة .
من المؤكد ان من ينتمون للنظام السابق او حزبه ، لن يكون لهم مكان ، او سيتوخى الجمع منهم الخير . فهؤلاء عليهم الإقتناع ، بان فرصتهم ولَت في إثبات جدارتهم ، واخذوا زمنا كافيا وافيا كان مليئا بالفشل والكوارث .
زمان ونحن صغار نسمع الكبار يقولوا ليك الولد ده متعبط !! والتعبط سمة مشينة في حد ذاتها . فهذه دعوه من هنا ، لمن ثبت فشله ، او من ليس له كفاءة ومقدرة حقيقية وفعلية لتحقيق أهداف الثورة ، او يتميز بممارسة سياسية هادفة وناجعة وبأساليب حديثة ، فالمرجو أن يكف عن التعبط .
والتعبط قد ياتي من حزب او من جماعة او من فرد . اما اذا افترضنا ان الغالبية تدعي أنها تريد ان تثبت جدارة ، فبإختصار نحن احيانا نحتاج لجدير واحد فقط . واحيانا لعشرة او مائة لاغير . فمرات الخانات بتكون محجوزة ، ليس محاصصة ، او كوته ، ولكن يوجد فيها من يمثلها التمثيل الأمثل .
الصراع في هذه الحالات بكون ضلَ مساره ، وانتقل من غايات النجاح والجدارة ، لإثبات او تحقيق مبتغيات أخرى . فليس من عاقل ذو نوايا سليمة ، يتجرأ وينتقد او يحط من قدر مسئول ناجح ، مخلص ومجدد ، ألا من له اهداف وغايات أخرى
بصراحة الناس أو الكيانات التي لها غايات متباعده عن طموح الشعب المغلوب على امره ، واماني شهداءه ، بنضالهم وتضيحياتهم (رحمهم الله وصبر اهلهم) ، وعن تطلعات الثوار الاشاوس من كل الأطياف .. مدنيين وقوات نظامية ، وثوار الرأي والأعلام ، وموظفي الدولة في كل دوائرها ، واحزاب عارضت النظام السابق ، فكل هؤلاء يلتقون في غاية واحدة هي أصلاح الحال والأحوال ..
بصراحة لا نريد ان نمر من جديد او نخوض في تجارب من نوع المحاولة والخطأ . لأن الزمان والعالم تقدم كثيرا عن هذه المراحل . فشبابنا المتطلع ، وأطفالنا الذين ينشئون في عالم العولمة ، يريدون واقعا مواكبا للعصر . هذا الواقع هو البلد وحالها ، وحكومته واداءها ، وشبابه ونساءه وسائر الناس ، في سعيهم وإخلاصهم وابداعهم وأبتكاراتهم
الصراعات بين التكوينات السياسية بإستايل الماضي ، ومفهوم كعكة لابد وان نجد قسم منها ، ومحاولات التسييد او التفرد ، او فرض امر واقع غير مقبول لدى الغالبية غسبا وقسرا ، كل ذلك وما على نهجه غير فعال البتة ، وهو ملفوظ ومرفوض .
الفعل السياسي والحراك الإيجابي المواكب ، والاطروحات المختلفة ، لا بد وان تمر عبر الاذهان ، وتلقى قبول لدى شباب ومحبي و داعمي الثورة .
الكل مدعوا لمراجعة اجنداته وفلترة توجهاته ، وتحسس مدى قبول العامة لها ، بدلا من ان يضيع وقته وجهده ، ويشغل الناس بدورانه حول نفسه .
نتمنى ان تكون الثورات القادمة والمنتظرة ، يتمثل في مطالبها هذا الارتقاء ، وتلك المفاهيم والتوجهات ، ومليئة بالمقترحات الناجعة ، التي تصب في مصلحة الوطن ومواطنيه .
الى الأمام دفعا وصبرا ، بعزيمة لا تلين . نسال الله عونه والتوفيق .
خالد حسن
[email protected]
أحسنت وأبنت بارك الله فيك