مأساة التجار الشماليين في الجنوب ،قضية رأي عام !

@ كثيرة هي المحن التي لا تحص ، تكالبت علي السودانيين من حكم الانقاذ الذي ما يزال يجثم علي صدورهم .جراح كثيرة غائرة في خاصرة هذه الامة بسبب الانقاذ ولعل ما حدث في جنوب البلاد من احداث عجلت بانفصاله جرح لا يزال ينزف بغزارة ، جنوب السودان لم يك مساحة كنتورية يمكن الاستغناء عنها بتلك السهولة ولا بعدا ديموغرافي يمكن تناسيه أو ثروات طبيعية يمكن التضحية بها في سبيل ارضاء طموح حفنة من السياسيين فشلوا في استيعاب التنوع العرقي و الديني و الثقافي الذي يشكل اللحمة الفريدة للشعب السوداني وقد ساهمت النخبة الانفصالية في الشمال والجنوب في التعجيل بفصل البلد الواحد وكل نخبة تحمل مبررات ذاتية ، في الشمال تري ان وجود الجنوب ذو الاغلبية المسيحية عائق اما الاستفراد بالشمال المسلم وتري النخبة في الجنوب انهم الوراث الشرعيين للجنوب حكما وثروات وامكانيات بعد اجلاء الشماليين منه .
@ النخبة الانفصالية الحاكمة في الشمال لم تصدق ان الانفصال سيكون النتيجة الحتمية النخبة الحاكمة في الشمال والتي لم تضع في حساباتها ما يترتب علي فصل وطن واحد يشكل مشاعر و مصالح مشتركة لا يمكن التفريط فيها لو أن كل جراح الانفصال اندملت و برأت ، هنالك جرح غائر و مأساة انسانية وقضية حقوق انسان لن تبرأ ، ضحت بها النخبة الانفصالية الحاكمة في الشمال و لم تستصحب معها قضية اكثر من مائة الف تاجر شمالي الكل يشهد انهم بنوا مجد جنوب السودان قبل اكثر من مائة عام ، ساهموا في وضع البنيات التحتية لدولة ما يعرف جنوب السودان الآن والتي لولا التجار الشماليين لكان الجنوب دغل افريقي متخلف ومتوحش . أكثر من مائة الف تاجر شمالي في جنوب السودان فقدوا كل املاكهم و ثرواتهم وتاريخهم في جنوب البلاد وعادوا للشمال يتخطفهم الفقر والحاجة والعوز ، تمنوا الموت لانه ستر لهم ، بعد ان كانوا ارباب الغني واهل الشهامة والكرم و الفضل ،ساهموا في بناء اوطانهم الصغيرة في معظم انحاء السودان ، كفلوا اسر ممتدة ، كانوا عونا ، زادا وسند لاهاليهم واقربائهم واصدقائهم و معارفهم في الشمال ، اصبحوا اليوم في دائرة العدم لأن الفقر حالة من الغني . لا أحد يتصور هذا الانهيار السريع من القمة الي القاع السحيق في زمن قياسي لا يستوعبه العقل ، إنها قمة القهم النفسي للذين يرون كل يوم اموالهم واملاكهم ومنقولاتهم اصبحت بغير حق في ايدي آخرين وكل هذا لم يجعل حكومتنا تقف لنصرة هؤلاء المظلومين وهذا هو واجبها في الدفاع عن حقوق و كرامة مواطنيها ولم تبذل ادني مجهود يواسي او يضمد جراحات ابناء الشعب السوداني من ضحايا الإنفصال قبل العمل الجاد لاسترداد الحق المسلوب من حكومة الجنوب . هذه قضية واضحة المعالم لا تحتاج لمحاصصة و مضيعة وقت وكل الاعراف الدولية تؤكد علي عدالة قضية التجار الشماليين في جنوب البلاد والتاريخ الدولي مليئ بالاحداث المشابهة ولعل اصدق مثال ما تم حسمه مؤخرا بين اثيوبيا وارتريا بعد انفصالهما الي دولتين أسوة بما حدث للجنوب والشمال في السودان .
@ مأساة التجار الشماليين بجنوب السودان بدأت عند سقوط أكثر من 35 مدينة بالجنوب في يد الحركة الشعبية قبل الانفصال وعقب سقوط المدن يبدأ التجار في فقدان المتاجر الصغيرة والكبيرة و العربات و المنقولات ومزارع البن والشاي وكل ما يمتلكه الشماليين في الجنوب وبعد الانفصال بدأ الاستيلاء المنظم لجميع الدور والمنازل الي استولي عليها اصحاب الحظوة والنفوذ من قادة الحركة والحكومة والنواب بمن فيهم نائب رئيس جمهورية جنوب السودان واني ايقا وقد قدرت الامم المتحدة ما تم الاستيلاء عليه من املاك و منقولات و اموال بأكثر من 20 مليار دولار تمثل البنية الاساسية التي قامت عليها دولة جنوب السودان وهي املاك تخص التجار الشماليين وليس حكومة السودان التي بلغ بها الضعف والهوان ، معلنة عن تنازلها في محادثات مصفوفة اديس ابابا مع الحركة الشعبية في ترتيبات الانفصال عن كل الاملاك في الجنوب علي يتم ذلك بالنسبة لاملاك الجنوب في الشمال في اتفاق ظل يعرف باتفاق 1/1/5 الذي كاد ان يضيع حقوق و املاك المواطنين و التجار هنالك لولا يقظة و متابعة شعبة التجار الشماليين في جنوب السودان ورئيسها صديق محمد كوراك الذي يترصده و يتوعده القادة الجنوبيين بالتصفية بعد ان استولوا علي ثروات التجار الشماليين حيث استطاع ان يتوصل مع ممثل الآلية الافريقية ثامبو امبيكي الي ضرورة تعديل الاتفاق علي ان لا يشمل اتفاق حقوق و ممتلكات المواطنين فكانت ضربة لازب وضعت قضية التجار الشماليين في اولويات القضايا العالقة قبل قضية ابيي لأنها قضية حقوق تجد الدعم من المجتمع الدولي قبل القضايا المرتبطة بالسياسة وترسيم الحدود و حقوق الحكومات والدول .
@ قضية التجار الشماليين في الجنوبة قضية حقوق انسان واضحة لم تجد الاهتمام من الحكومة التي اظهرت ضعف وانتهازية و هم يضحون بحقوق هؤلاء المواطنين بشهادة المبعوث الافريقي اذ ان الامر يتطلب علي وجه السرعة وضع قضية هؤلاء المواطنين السودانيين في اولويات المباحثات الجارية وقبل حسم ملف ابيي والاهتداء بتجربة ارتريا واثيوبيا المشابهة لهذا الملف بالاضافة الي حصر المتضررين لجبر الضرر وفقا لكشوفات شعبة التجار علي ان تتولي الحكومة رعاية هؤلاء المتضررين وتقديم الدعم العاجل من مشاريع الاعاشة المختلفة و حمايتهم من التسول وحماية ابناءهم من الضياع ، قضية هؤلاء المواطنين قضية رأي عام تتطلب دعمها والوقوف بجانب هؤلاء المتضررين حتي يستردوا بعض حقوقهم سيما وان القضاء الجنوبي قد حكم لصالحهم إلا أن النافذين في حكومة الجنوب منعوا التنفيذ بقوة السلاح . تدخل الحكومة العاجل يجعل من قضية هؤلاء المواطنين قضية ساعة عالمية ،تتطلب تسليط الضوء عليها سياسيا و اعلاميا وعكسها في المنابر العالمية خاصة لدي لجان الامم المتحدة المختلفة ولجان حقوق الانسان .
يا أيلا ،،كل مليم دخل خزينة الرئيس المصري منذ قدومه يظهر للجميع من خلال عداد رقمي في كل محافظات البلاد ،هذه هي الشفافية ! كم دخلت خزينتكم حتي الآن …….؟
فصل هذا الجزء العزيز من الوطن بعد ان بلغت
[email][email protected][/email]
شكرآ حسن وسيظل السؤال الدامى ما هو ذلك الجزء من الوطن الذى غاب عن مخيلتنا الجغرافية،الأثنية،التأريخية،الدمقرافية والأحصاء(statistics)؟ ويبقى يلوح كبرق (عبادى!)فى أيرادات المالية التى نسمع عنها كثيرآ و تهطل أمطاره فى دولة الكايمان ومالى ومال ماليزيا!
مجرد رأي
إذا قلنا نحن علي ما حدث في الجنوب إنفصال !! فالجنوبيون يقولون عنه إستقلال
فهل طالب الإنجليز بتعويضهم عن كل الأراضي التي زرعوها في السودان و كل المباني التي عمروها ؟
دعك من ذلك هل سمعت عن دولة مستعمرة طالبت بتعويضات من الدولة التي كانت تحتلها ؟؟؟؟؟
كل شيئ في الجنوب يظل ملك للجنوب وعلي التجار الشماليين مطالبة حكومة الشمال بالتعويضات وليس حكومة الجنوب .
عموماً يا حسن وراق إن نقض جزء من الإتفاق يلغي كل الإتفاق هذا من الجهة القانونية و عليه كل ما قيل و ما سيقال عبارة عن حرث في ماء .
ياخي الجماعة ديل الحسنة ما بتنفع فيهم كلو كلو
لولا التجار السودانيين لمات الجنوبيون من الجوع .. لكن التخلف و العقد النفسية جعلتهم يفضلون التجار الاوغنديون الذين يجلبون لهم الخمور على التجار الشماليين الذين يجلبون لهم القمح و السكر
نعم أخي الصحفي حسن وراق، ظللنا نتابع بآسى النهاية التراجيدية لهؤلاء التجار الذين فقدوا أصول تجارتهم ورؤوس أموالهم في غفلة من الزمن …. ولكن في المقابل نحن نتفهم حرارة الغبن وردة الفعل التي حدت بأهلنا الجنوبيين للتصرف بهذه القسوة اتجاه هؤلاء التجار وممتلكاتهم …
فقد مثل هؤلاء التجار حقبة بشعة من الجشع والأستغلال وأحتكار البضائع وفرض أسعار مجحفة على مواطني الجنوب طول نصف قرن من عمر الحرب الأهلية، كما أن التجار الشمالين في الجنوب رسخوا صورة سيئة للمهنة التجارة كغطاء يتخفي خلفه رجال المخابرات وفرق التجسس والأعين الساهرة التي تمدن الأجهزة الأمنية بالمعلومات بمدن الجنوب وأريافه، الذين طالما تأذى منهم شعبنا في جنوب السودان، وفقد على أثرهم الكثير من شبابه ومثقفيه الذين راحوا ضحايا لوشايات وتصفية حسابات ليس لها علاقة بالحرب الدائرة هناك…
لذلك، نحن من منطلق أخلاقي، لا نستطيع مطالبة حكومة جنوب السودان وشعبها بأي تعويض أوألتزامات اتجاه هؤلاء التجار، الذين ساهموا في حلقات رعب وفظائع اتجاه مواطنيهم .. ولكننا نطالب حكومة الشمال بتسديد فاتورة خدمة هؤلاء التجار لصالح أجندتها…
وماذا عن التجار الاربعه او الخمسه الذين قتلو بالرنك على يد عسكري بدم بارد حينما اصطفاهم بالاسم وصوب سلاحه تجاهم ليرديهم قتلى في ثوان و كان ذلك في العام 2011 فماذا تم بشأن محاكمه الجندي و من معه و ين ذهبت ممتلكلتهم؟