امفكو

يعتقد كثيرون أن تكرار المجازر البشرية في الشهرين الأخيرين ما كانت لتحدث في عهد المخلوع وكتائبه المزعومة .. لسبب بسيط أن النظام كان يعتقد بشرعيته أو هكذا تعامل معه العالم إبتداء من مصر والأمارات وروسيا وأمريكا .ز وعلى كثرة الضغوط التي كانت تحاصره لم يكن في حاجة لمبرر آخر يعطيه للعالم ليخنقه أكثر .. .. لذا لم يكن يستطيع فعل ربع ما فعله المجلس العسكري والجنجاويد .. العسكر المتفلتين هذه الأيام يفعلون ما يشاءون من قتل وترويع وإستفزاز بحسابات ( الغباء ) أن السلطة عسكرية وتحميهم في كل الأحوال وهذه الملاحظة قد تجدها عند أصغر رتبة عسكرية فتجده يتباهى بهذه السلطة المطلقة والحماية الآمنة له .. .. قادة الأجهزة الأمنية لم يكونوا مستعدين لقتل المعتصمين لأن الصورة كانت على مرأى من العالم فلم يكونوا محتاجين لوضع أنفسهم في لوائح الحظر التي ظلت تضعها الولايات المتحدة على الإيرانيين وحزب الله وغيرهم من الخارجين عن بيت الطاعة الأمريكي .. وأكبر دليل على ما سقناه هو منع قوش لأحمد هارون من فعل ذلك .. وأحمد هارون قاتل شرس وإسمه موضوع سلفاً في قوائم المطلوبين .. لذا كانت المسألة بالنسبة له مجرد ( إضافة) للسجل الأسود .. أما البقية كنظام فلم يكونوا ليفعلوها ..والسؤال الملح .. ما الذي حدث من مستجدات ؟؟ الذي حدث أن المجلس العسكري كان يعتقد أنه بالإنقلاب على البشير فذلك يعني السيطرة الكاملة على الأوضاع .. فقط المطلوب وعود للشارع بتسليم السلطة في فترة إنتقالية وكان المخطط أن تطول هذه الفترة بإختلاق أوضاع أمنية مستعجلة أو منازعات حدودية أو ماشابه .. وتمهيداً لذلك إعتقدوا بإقصاء تجمع المهنيين من المشهد بفض الإعتصام في 3 يونيو وكان أن إرتكبوا مجزرة في وضح النهار مستقلين الوضع السياسي وسيطرتهم المطلقة على كافة ألجهزة الأمنية كما أنهم خططوا لمخارج آمنة من المحاسبة بنصيحة من السيسي بحيث يفلتون من أي رد أمريكي أو أوربي للمحاسبة وحظر ألأموال بالمماطلة في التوقيع بحيث يساومون على الحصانة مقابل تسريع المفاوضات وما طلبهم للحصانة المطلقة إلا خير شاهد على مخططاتهم ..
مجزرة الأبيض التي فجعت الحاضر والباد لم تكن لتحدث لولا تلك الصلاحيات المطلقة لحكام الولايات الغير مدربين وغير مؤهلين كذلك .. تأهليهم الوحيد كما تعودوا القتل وإصدار التعليمات للجنود بذلك .. المسؤولية يتحملها قائد المنطقة الذي اصدر التعليمات بإطلاق الرصاص الحي على الطلاب وقبلها يتحمل تجمع المهنيين مسؤولية المتاجرة بأرواح الطلاب الأبرياء وزجهم أمام قتلة يعلم أنهم لن يرحموهم .. وسابقة ولعلها من اللططائف في زمن المآسي .ز هي أنني أعتقد أن هذه البلد غير منظمة إدارياً ولا أحد ينسق أو يخطط .. فقط الصدفة مع عدم الخوف من المحاسبة هي التي تمنحك الحق في إستخام السلاح بأية حجة تراها .. حماية .. دفاع .. إتهام .. أي شئ يمكنك النجو به وفعل ما تريد .ز وأعتقد أن الحال الان ( فوضى ) مطلقة وأن المجلس العسكري أو حتى حميدتي شخصياً يتفاجأون بذلك يومياً .. اللهم إلا فض الإعتصام فقد كانت النية مبيتة له .. وقد يكونوا أيضاً تفاجأوا مثلنا بحالات القتل الكبيرة والإنتهاكات التي وصلت مرحلة ( الإغتصاب ) لذا فاللطيفة التي وددت إيصالها أن البلد دي ماشة ( ساهي ) أو ( أم فكو ) ..وقد تلاحظون هذه الفوضى في كل الدوائر الحكومية والممارسات التي تتم داخلها فساداً وهمبتة وكل ما يخطر على البال .. لذا فنحن في حاجة الدولة المدنية من غير أن نعرض أطفالنا وبناتنا للقتل والإغتصاب وإنتهاكات هؤلاء ( الجهلة ) ..
تجمع المهنيين والناشطين ( ساي ) من منازلهم أصحاب اللايفات يُحرضون الطلاب على الخروج دون عمل التأمين اللازم .. على القل كان يمكن التواصل مع بعض الضباط الشرفاء من حامية ألبيض والتأكد من سلامة التظاهرات وأنها غير مستهدفة .. تجمع المهنيين أثبت أنهم أشخاص بدون صلاحيات ولا علاقات خاصة أو إختراقية في جسد القوات المسلحة .. يعني قاعدين في ( السهلة ) مثلهم مثلنا نحن الشعب .. وهذا للأسف أضر كثيراً بالثورة وحتى الإنسلاخات المحدودة ورفض بعض الضباط للتعليمات لم تكن بتوجيه بتجمع ( قحت ) أو ( تجم ) .. وصراحة المسألة تحتاج لراحة وغستراحة وضعف المفاوضين وخسارتهم في كل مرة لجولات سياسية لن يكون بالضرورة يحتاج لمهر ( طالب ) أو ( كنداكة ) ليدفعوا ثمن ذلك أرواحهم التي نحتاجها لبناء الدولة القادمة .. تجمع المهنيين يحتاج لإعادة ( هيبة ) لعضويته في التفاوض ويحتاج لمعتق له ( كاريزما ) ليضيف ضغطاً خارجياً خاصاً وليس عاماً كما نسمع ونشاهد في القنوات .. وليعلم تجمع المهنيين أن البلد في وضع إستنثنائي الآن بسبب تأخر التوقيع فالعدالة تكاد تكون مختفية والمجلس العسكري يستنجد بكتائب مجهولية الهوية تقتل وتهرب .. يموت الشهيد ولن يعرف قاتله وهذا أسوأ القهر الذي يعيشه السودانيين الان من أهالي الشهداء .. وأعتقد أن المجلس العسكري يتعمد التطويل والتسويف ما لم يغير التجمع من آلياته ووسائله ومفاوضيه الناعمين ..
لا توجد عدالة الآن .. لا إنتقالية ولا إنتقائية .. وبالتالي فالقتل حلال في هذه الأيام الحُرم .. مجلس يقتل وتجمع ( يتاجر ) ..
.. قاتل الله الجنجاويد افشل مخططاتهم وشل اليد التي تشدهم ..
موسى محمد الخوجلي
[email protected]