الشعب كله يستحق الدكتوراة الفخرية

الشعب كله يستحق الدكتوراة الفخرية.
تمنح الجامعات السودانية من حين الى آخر درجة الدكتوراة الفخرية لشخصيات سودانية أو أجنبية ﻷسباب ومعايير؛أو “ساكت” بدون أسباب أو معايير،وفي الآونة الأخيرة دخلت الجامعات الولائية فى الخط وبقوة.
ولم أرى فى حياتى ولن أرى من ضمن “ممنوحي” هذه الدكتوراة الفخرية “فقير” واحد جزاء ما أنجز،أو جراء ما حقق إن كانت هى للتشجيع والتحفيز للناجحين للنجاح وتقديرا وعرفانا للمجتهدين لجهودهم كما أظن ذلك،فكثير من فقرائنا بدأوا حياتهم من الصفر ونجحوا فى مجالات شتى لها علاقة بالفكر والمجتمع، اما أن هذه الدكتوراة الشرفية مخصصة ﻷصحاب الجاه والسلطة والمال والعربات، ومفصلة لهم تفصيلا فهذا شأن آخر، وعلى الفقراء أن لا يحلموا بها “مجانا” إلا “برسالة” ونقاش كما لا يحملون بأمور أهم من تلك الشهادة إن لم يتحصلوا عليها من فقر مالهم، ولو أنها شهادة معنوية أكثر مما تكون شيئا آخر…والفقراء كلهم من الشعب السوداني يستحقون الدكتوراة الفخرية قبل الاغنياء لصبرهم الأيوبي على الظروف المعيشية أو يمكن أن نقول هنا صبرهم السودانى ﻷنه سوف يصبح قريبا أشهر مضرب مثل للصبر بين الأمم حيث لا أعتقد أن شعبا فى العالم عانى كما يعانى الشعب السودانى الذى تتكالب عليه المصائب وتتحكم عليه حلقات المشاكل يوميا دون أن تفرج حتى يشعر بالحسرة لليوم الذى مضى ليس “لخير” فيه بالطبع وإنما “لشر” أشد وطئة من ذاك اليوم الذي سبق.
ومنح الدكتوراة للسياسين والمسؤولين- الوزراء ومدراء المؤسسات والمرافق العامة وأغلبهم فشلوا حتى فشلوا فى الفشل ذاته فهذا يعنى بالواضح الما فاضح تشجيعهم من الجامعات السودانية لينجزوا أكثر فى فشلهم أو “لينوعوا” فى الفشل بالإتقان فيه وفي أساليبه أو يتسابقوا فيه بما أنه “جاب ليهو” فى الآخر كمان دكتوراة فخرية…وفي النهاية يحق للشعب السوداني إذا تغير الحال ولا بد أن يتغير أن يسحب هذه “الدكتورات” الفخرية من أصحابها كما سحبت جامعة الخرطوم “دكتوراتها” الفخرية التى منحتها للراحل معمر القذافى كما سحبتها جامعة القاهرة من سوزان مبارك لظروف وتقديرات تخص الجامعتين حينما منحتهما وحينما سحبة منهما…ولا أدري كيف سيكون واقع سياسي السودان وإدارييه فى عهد الإنقاذ إذا سحبت منهم “الدكتوراة الفخرية” وهم يزينون بها أسمائهم بالليل والنهار ويلقبون بها أنفسهم فى السراء والضراء ويضعونها قبل أسمائهم فى المعاملات الرسمية والغير رسمية كأنها دكتوراة علمية حقيقية وماهي إلا “ميتة” وجدوها “وكفنوها” و”وقعها” أصبح أكثر مكانة لهم من وقع درجة أكاديمية حقيقية ومن غرائبهم لا يقبلون مناداتهم إلا بسبق أسمائهم بها ولو كانوا فى مناسبة عزاء أو فى موكب تشييع.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..