مقالات سياسية

إعلام الحمير !

مناظير – زهير السراج
* ظللت وظل غيري ينتقد اللامبالاة وعدم المهنية التي تتعامل بها التلفزيونات السودانية مع الاحداث وقضايا الناس، وانشغالها بالرقص والغناء والحذلقة الكلامية والكلام الفارغ الذي لا يجذب أحدا في الوقت الذي وصل فيه الانترنت والقنوات الفضائية الى أي مكان تبث الفنون الراقية وتنقل الاحداث لحظة وقوعها، ما عدا التلفزيونات السودانية التي لا تزال اسيرة الغناء والرقص والحذلقة الكلامية (وشوية غُنا وشوية كلام) حتى عند وقوع هذه الاحداث داخل الوطن دعك من العالم البعيد، ولا يراودني أي شك في أن الحدث لو وقع داخل الاستديو نفسه، سيظل التلفزيون يبث برامجه العادية الى أن يموت الحدث ولا تعد له أهمية فيلتفت إليه، وهو في ذلك مثل الحمار الذي يضحك على النكتة في اليوم التالي بعد أن تنساها كل حيوانات الغابة فيصبح هو النكتة الجديدة التي يضحك عليها الجميع !
* تحدثنا كثيراً عن أهمية تفاعل التلفزيونات وأجهزة الاعلام مع الأحداث وقضايا الناس، والانتقال الى الشارع ونقل صوت الجماهير الى المسؤولين والمشاهدين عبر الشاشة أولا بأول والمشاركة في طرح المشاكل واستضافة المختصين لتقديم الحلول بالاستفادة من كل الوسائل السمعية والبصرية والتكنلوجية المتاحة عوضا عن الكلام الكثير، ونقل الاحداث المهمة ساعة وقوعها والاستعانة بالشرح والتحليل الامر الذي يتطلب وجود فرق طوارئ جاهزة لمثل هذه الحالات مثل ما يحدث في كل تلفزيونات العالم، ولكن ظل كل المسؤولين يتعاملون ببرود مع الاحداث وقضايا الناس واصوات النقد وكأنهم أموات!
* حتى الأستاذ (لقمان) الذي استبشر الجميع خيراً بتعيينه مديراً للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون لخبرته الاعلامية الطويلة لم يرتقِ حتى اللحظة للمستوى المطلوب، ولا أدري هل هذه هي مقدراته الحقيقة، أم أن هنالك عوائق تقف أمامه أم انه عازف عن العمل، وإن كان ذلك فعليه أن يرحل ويأتي من يستطيع التغيير وتلبية طموحات المشاهد السوداني بوجود قناة تلفزيونية سودانية تكون مصدر فخر له وتغنيه عن الجري وراء القنوات الأجنبية ذات الأجندة الخفية!
* التقيت أثناء وجودي بالبلاد قبل بضعة أشهر برئيس الوزراء ووزير الاعلام ووكيل الوزارة كلٍ على حدة، وتحدثنا عن أداء الأجهزة الاعلامية وأهمية تفاعلها مع قضايا الجماهير وخروجها من الأطر التقليدية التي تحبس فيها نفسها وتبعد عنها المشاهد السوداني، وخرجت من لقائي برئيس الوزراء انه ليس مرتاحا للأداء وانه يريد من الاجهزة نقل صوت الجماهير وليس أخباره وصوره والأغاني والأناشيد، ولقد تحدث في ذلك مع المسؤولين عن الاجهزة الاعلامية، وخرجت بنفس الانطباع من حديثي مع الآخرين وعن سعيهم للتغيير، ولكن ظل الحال على ما هو عليه بل زاد سوءا ولا أدرى بصراحة ماذا هناك، وما الذي ماذا يمنع الاجهزة من التفاعل مع نبض الجماهير ونقل الاحداث المهمة بدلا عن البرود الشديد الذي يعتريها والبلادة التي تتعامل بها مع الأحداث!
* بينما كانت كل تلفزيونات العالم أمس تذيع خبر وفاة أمير الكويت الشيخ (الصباح الأحمد الصباح)، رحمه الله، وتقدم مقتطفات من سيرته الذاتية، ظلت التلفزيونات السودانية تمارس نفس البرود والبلادة اللذين اعتادت عليهما وتبث برامجها العادية من رقص وأغاني وحذلقة كلامية، فهل وصل السوء وعدم المهنية الى هذه الدرجة، أم ماذا هناك؟!
* بصراحة لم تعد المسألة تحتمل السكوت، ولا بد من إجراء تغيير جذري في كل المناصب القيادية في اجهزة الاعلام ووزارة الاعلام، إذا أردنا أن ترتقى بها الى المستوى المطلوب، بعد أن ظهر جليا أن القادة الحاليين ليس لديهم ما يقدموه!
الجريدة
——————

‫11 تعليقات

  1. يا دكتور زهير
    انا اجد العذر للتلفزيون واجهز ة الاعلام الأخرى
    فهم اذا تجرأوا وعكس الواقع الحقيقي للناس ستصنفهم قحت وجدادها الالكتروني بأنهم كيزان!
    المسألة في غاية الوضوح اما انك معنا وبالتالي لا تتحدث الا في الأشياء الإيجابية او انك ضدنا وكوز معفن!!
    والله يا دكتور زهير اخشى أن هامش الحرية في اعلام المخلوع كان اعلى من هامش الحرية المتوفر الان.. هناك إرهاب فظبع ليس للمعارض أو المخالف بل حتى لمن يقدم النصح فقط!!!
    العقلية الدكتاتورية معشعشة في اذهاننا جميعا!

  2. خليك من خبر وفجأة أمير الموية ربما تسمعه من قناة آخرى …. في الوقت الذي يصطف فيه السودانيين لعشرات الكتار في الخبيز والمواصلات والغاز كانت قناتنا تستضيف انصاف مدني وعلي شمو .. القاىمون الان اردا من الكيزان على الاقل عرفناهم كذابين

  3. ياخي إذاعة بلادي مغرمة فقط بتقديم مدائح بل مكاء ذلك الكوز الرجيم ذي الصوت القبيح الذي يقدم مدائح هتافية يصرخ في أثنائها بالتكبير والتهليل بصوت منكر،،،،،، هذه الإذاعة يبدو أنها قررت أن تعيد على مسامعنا كل تسجيلات هذا المعتوه إبان سطوة الانجاس تماماً كما تفعل الفضائية القومية باسماعنا صوت اذانهم المنافق الذي قد آذاننا تلاتين سنة والذي يذكرنا فقط بنفاقهم واستهبالهم لنا بعاطفة الدين أرجو أن يتوقف هذا فوراً على الأقل إيذاناً وتطمينا لنا بأنها فعلاً قد سقطت!

  4. لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. تلفزيونات السودانية خليها مع دعايات شركة النيل للأعشاب وكريم الشعر الذي ينبت الشعر خلال 20 دقيقة ودعايات العدس والرز والشاي بانواعه. واله أكبر جريمة أرتكبت في حق الشعب السوداني ارتكبتها هذه القنوات ما في أي مضمون برامج هايفة لحدي ما وصلنا للرقم القياسي في عدد الفنانين والفنانات آسف أقصد المغنين ةالمغتيات. وزي ما حمدوك طلع أكبر ماسورة لقمان كمان طلع أكبر برميل فارغ. فالنعترف يا دكتور بصراحة كده كلنا سجم ورماد زي ما قال السيسي ينعي أجلبكم منين. ما تفهمونيش غلط أنا مش ما عايز أديكم بس ما عنديش. كفاية الاهانة الجاتنا من المصريين أمس وكفاية الهانة الأكبر التي تسبب فيها مدني ومستشار حمدوك وهم يستقبلون الأفران في المطار ماذا بقي لنا من كرامة – خلي المصريين يكملو جميلهم بالمرة ما يكتفوا بالتصنيع والشحن والنقل والتوصيل وتركيب تشغيل هذه الأفران خليهم بالمرة يعملوا لينا العيش ويطمعونا.

  5. يا أستاذ زهير كنا ومنذ فترة طويلة نسمع عن فساد الكيزان المادى وعن فساد الآخر الأخلاقى .. دع ماكشفته لجنة تفكيك النظام وإزالة التمكين .. سمعنا عن فساد البشير ولم نر غير ما ( أذاعته .. ؟؟ ) لنا اللجنه .. قالت من قبل وكيليس ان للبشير حساب به أكثر من تسعه مليون دولار .. !! سمعنا عن فساد على عثمان وعن مزرعته وعن المنزل الذى بنى من المال العام وعن إيجاره بالعملة الصعبه .. سمعنا عن الجاز وفساده فى دبى وكيف انه يمتلك شقق فى هناك وأن إبنه قد قبض قبل فترة بعشرة مليون دولار .. وعن المتعافى وغيرهم وغيرهم من الفاسدين الذين نهبوا أموال اليتامى والمساكين وعن ( الشيخ ) الزانى فى نهار رمضان وعن ( الشيخ ) المغتصب وعن كل فاقدى الاخلاق والرجولة ومن المستحيل إحصائهم وقد كنا فى لهفة أن ( نرى ) عند التغيير كل تلك المفاسد والخبائث التى إرتكبتها تلك الأيادى الخبيثه والتى كانوا يخادعون الناس بأنها (الأيادى المتوضئه ) وليتيق من يساوره مجرد شك من شرور ذلكم الفاسدين عاطلى الضمير والأخلاق .. كنا معلقين آمالا عراضا على تلك الشاشة أن تستنفر كل امكاناتها وكوادرها وتستعين بكل من هو قادر لتكون عيننا وترينا ما كنا نسمع .. ولكن خاب ظننا فى كل الذين داخل الحوش او فى من استعين به .. ويبقى الآن الأمل على الشارع الذى لايزال حيا وقادرا على الفعل .

  6. فى معرض تعليقى على احدى المقالات التى كانت تنشر فى الموقع ايام النظام المغبور وكان الدكتور ينتقد فيها الاداء الاعلامى وقتها وربما الوضع كان افضل من الوضع الذى نحن عليه اليوم وكنت قد سردت فى تعليقى قصة (حدثت لاحد اصدقائى حكاها له احدهم!!) وكان وقتها قد بداءة قناة الخرطوم الفضائيه بثها عدد محدود من القنوات الفضائيه العربيه وقد اكرمنا الله عز وجل بالحصول عليه وركبنا (الانتن) وادرنا ظهرنا للقناة القوميه التى كانت عباره عن خليط ما بين وجوه الكيزان المتجهمه ودروس فى الدين كانوا هم الاولى العمل والتقيد بها و المجروس ،، وفى يوم زارنا الصديق ووجد الاسره متحلقه حول التلفاذ وحضر معنا قسماً مما كان يعرض وفجاءة التفت الي وقال لى وهو حسير ( انت تعرف يوم حتجى البيت وتلقانى قاعد اريل) ويقصد يسيل اللعاب من فمه !! وسآلته بدهشه ليه؟ فرد (انا مما ارجع من الجامعه بعد إنهاء محاضراتى للطلبه وانت عارف انا ساكن حته ما فيها انيس ولا ونيس فبكون مجبر على مصاغرة التلفزيون لغاية ما يغلبنى النعاس !! .
    طيب شيخ فيصل وعرفناه ظروفه لم تمكنه من إغتناء جهاز إستقبال (رسيفر) او حتى (انتن) يمكنه من متابعة قنوات غير القنوات السودانيه وحتى ايام إقامته فى مصر لم يك يتابع قنوات وانا اعلم بأن الشقق فى مصر تتضاعف قيمة الايجار حال وجود تلفزيون ناهيك عن جهاز الاستقبال إذا فما بال (عبد المعين) الذى جال داخل ردهات التلفزيونات العالميه ؟ ما الذى سخطه وفشل حتى فى نقل تجربه اياً من القنوات التى طاف بها ؟ يا عبد المعين نتابع يومياً كافة القنوات الفضائيه الاجنبيه الناطقه بالعربيه الناشئه حديثا وقديماً وكذلك القنوات العربية التى ولدت بأسنانها كما يقال والمدهش الاجنبيه والعربيه كلها صوره طبق الاصل من بعضها فقط توجد بعض الإختلافات الغير مخله بالاداء الاعلامى ولا ارى فى ذلك عيباً !!.

  7. اللافت للنظر في التلفزيون القومي عدم اكتراث مقدمي البرامج بمسألة الهندام والاناقة لانني لاحظت ان كثيرا منهم يرتدي بدلة اكبر من المقاس الصحيح.كما اصبح اكبر مروج للفن الهابط فأصاب الفن السوداني المحترم في مقتل. اين لجان التنقيح والتصويب التي كانت لا تسمح باي خرمجة لغوية كانت ام فنية. رحم الله الاستاذة العبقرية ليلة المغربي ومن كان معها في ذلك الزمن الجميل فقد كانت بحق فلتة وظاهرة ربما لن يجود السودان بمثلها قريبا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..