مقالات سياسية

المرحلة الثانية في حرب السودان

الحرب من أكبر التحديات التي تواجه السودان وخطرها على البلد لا يمكن أن يخفى على أحد، فحريقها يمكن أن يكبر في الداخل، ويمتد إلى دول أخرى. وما يحدث اليوم هو المرحلة الأولى التي إن هزمت فيها قوات الدعم السريع في الخرطوم وفشل مخطط تسلم السلطة، فسوف نرى المرحلة الثانية من دارفور.

الرصاصة الأولى في الخرطوم انطلقت صباح يوم 15 أبريل (نيسان)، لكن المراحل التي أوصلت البلد إلى هذا الوضع بدأت في الواقع قبل ذلك بكثير. بدأت يوم أن اعتقد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أنه صارت لديه حاضنة سياسية، وتحالفات اجتماعية، وارتباطات ومصالح خارجية توفر له غطاء لعملية القفز على السلطة.

مرت قبل ذلك مراحل عدة نفخت في طموحات الرجل وأحلامه؛ منها المرحلة التي جعلوه فيها ذراع السلطة الباطشة ومنحوه الرتب ونفخوا فيه حتى لقبه الرئيس السابق عمر البشير بـ«حمايتي». سمحوا له بوضع يده على ثروات البلد من الذهب وتهريبها، وبالتوسع في بناء الثروة والنفوذ من خلال شركات وعمليات تجارية وغير تجارية مع شبكة خارجية.

جاءت بعد ذلك، المرحلة التي جعلوه فيها الرجل الثاني في تركيبة السلطة إبان الفترة الانتقالية بعد الثورة، ومنحوه صلاحيات واسعة، ودفعوا به للتصدر في ملفات سياسية واقتصادية لم يكن مؤهلاً لها. لم يكن مستغرباً أن يصدق بعد ذلك أنه بات بمقدوره أن يستحوذ على «كعكة السلطة» كلها ويصبح الرجل الأول في ظل الفوضى، والمماحكات السياسية، والصراعات التي أطاحت بأحلام الثورة، وعرقلت الفترة الانتقالية.

أطراف كثيرة شاركت في هذا المسلسل العبثي عن دراية، أو بجهل، أو بظنها أنها أذكى من الرجل الذي حسبته «بسيطاً ومحدود الخبرة والأفق»، وأنها يمكن أن تستخدمه مطية في لعبة شد الحبال السياسية، وسباق السلطة، وسوق التحالفات والتوازنات بين المدنيين والعسكريين. وجد حميدتي الأطراف المختلفة تتسابق نحوه لكسب بندقيته حليفاً، أو للحصول على دعمه من مال الدولة المنهوب.

في تلك الأجواء رأى حميدتي فرصة لكي يناور أيضاً مع كل الأطراف بعدما تضخمت طموحاته، وتوسعت علاقاته في الداخل، ومصالحه وحساباته مع أطراف في الخارج، حتى رأى أنه يمكن أن «ينازل» حلفاءه في الجيش مستنداً إلى قواته التي نمت في العتاد والتعداد، وإلى تحالفاته الجديدة. وقد تحدث بنفسه عن حلفائه في القوى السياسية بعد اندلاع الحرب وفي أيامها الأولى التي صدق فيها أنه قاب قوسين أو أدنى من إكمال مخطط وضع يده على السلطة مع ذلك التحالف أو من خلاله. فالكل كان يحاول أن يمارس بهلوانيات سياسية في سوق تحالفات انتهازية في سباق السلطة.

وبينما البلد يحترق، يستمر البعض في الجدل ومعارك طواحين الهواء وتبادل الاتهامات. كل طرف يحاول غسل يديه من مسؤولية الحرب بإلقائها على الطرف الآخر الخصم، بينما وجد البعض في شعار «لا للحرب» ملاذاً يظنونه آمناً من مسؤولية اندلاعها واستمرارها.

بغض النظر عن أهداف أو جدوى هذه المعارك، لا أفهم كيف يمكن للمرء أن يقول إنه يقف على الحياد متدثراً بشعار «لا للحرب»، وهو يرى ممارسات أفراد «الدعم السريع»، والتدمير الممنهج لعاصمة البلاد؟

قوات الدعم السريع ارتكبت أبشع الممارسات في الخرطوم، تماماً كما فعلت ولا تزال في دارفور. قتلت وحرقت ودمرت واغتصبت واحتلت بيوت المواطنين، بل وتزوجوا فيها ونقلوا أسرهم إليها.

النتيجة أن غالبية السودانيين باتوا يقفون ضدها ويتمنون زوالها بعد ما رأوه منها، وما عانوه على أيدي أفرادها، ويرون في الجيش الدرع الذي يحول بينهم وبين الخطر الذي يهدد البلد.

هل هناك من يصدق حقاً، أن قوات الدعم السريع التي قامت بأبشع الانتهاكات في دارفور وفي الخرطوم، يمكن أن تصبح حملاً وديعاً، وشريكاً موثوقاً يأتيهم بالديمقراطية؟ وهل لعاقل أن يصدق أنها ستقبل بالتخلي عن سلاحها، الذي هو ضامن ثرواتها ونفوذها، لتصبح مجرد رقم عادي في معادلات السياسة؟ وهل بعد كل هذا الذي جرى، يمكن الوثوق بقوات الدعم السريع، والحديث عنها بوصفها قوة نظامية أو مهنية يمكن دمجها في القوات المسلحة؟

لقد تضخمت طموحات قيادات «الدعم السريع» وبات لديها مشروعها التوسعي، وأحلامها في السيطرة على مقعد الحكم في الخرطوم والسيطرة على البلد كله ومقدراته، مدعومة بتحالفات داخلية ومخططات خارجية. وحتى بعدما بدأت تخسر المعركة في الخرطوم، فإنها تتحرك للتوسع فيما يبدو أنه المرحلة التالية في الحرب. فدارفور تقضم الآن بشكل متسارع من قوات الدعم السريع التي ستجعل منها قاعدة لتحركات أكبر، مستفيدة من مطاراتها كي تأتي عبرها المساعدات والأسلحة من حلفاء متربصين بالسودان وطامعين في موارده أو أراضيه، ويأتيها أيضاً المدد من المتجندين والمرتزقة من قبائل أفريقيا الوسطى وتشاد والنيجر ومالي وغيرها. ومع تكثيف وتوسع عملياتها في دارفور واستهدافها للحاميات العسكرية ومراكز الشرطة، ستحصل أيضاً على غنائم السلاح بما فيها الأسلحة الثقيلة، لكي تنطلق بعد ذلك للسيطرة على مناطق أخرى، ومنها إلى الخرطوم الآن أو مستقبلاً في جولة أخرى لهذه الحرب، أو لتقسيم البلد.

في هذا الوقت لا بد من أن يتساءل المرء عن موقف الحركات المسلحة في دارفور وبشكل خاص تلك الموقعة على اتفاقية السلام في جوبا التي حصلت بمقتضاها على المناصب، وتتقاضى قواتها الرواتب من خزينة الدولة. فإذا كانت تقول إنها على الحياد في معركة الخرطوم، فهل هي على الحياد أيضاً فيما يدور في دارفور ويستهدف أهلها؟ وهل ستستمر في الوقوف متفرجة على أمل أن ينهك الجيش و«الدعم السريع» معاً، لتجد في ذلك فرصة لتحقيق المزيد من المكاسب؟

«الدعم السريع» لا تريد فقط استخدام الحرب في دارفور للضغط على الجيش وتشتيته في معركة الخرطوم، بل الواضح أنها ستكون «الخطة ب» والمرحلة الثانية للسيطرة على البلد أو لتقسيمه وفتح الطريق لعملية توطين داعميه ومجنديه من قبائل صحارى أفريقيا.

السودان يواجه وقتاً عصيباً ويحتاج إلى توحد الصفوف والرؤى حول خريطة طريق تخرجه من هذه الأزمة، وقبل ذلك لدعم الجيش في معركة تعلو فيها مصلحة الوطن على كل الحسابات الأخرى.

عثمان ميرغني – الشرق الأوسط

‫13 تعليقات

  1. بعد قليل سيفيق مطبلاتية الجنجويد من سهر الليلة الماضية ليردوا عليك يا عثمان بأقذع الشتائم واسوأ الالفاظ . الان هم يكابدون آثار سهرة الامس من غثيان وصداع يحتاجون لدش بارد و قهوة مرة ليفيقوا اولاد قحت الجنجا هههههههه

    1. الموضوع ما مزايدات يا ود البلد.. كتبت في الموضوع وقلت أتمنى أن يحسم الجيش الأمر ولكن خُذلت -بكل أسف- بعد أن عرفت فضائح إجتماعات قادته بأحمد هارون وعوض الجاز في كسلا لا لا الجيش دخل في صراعات مع الحركة الشعبية -شريكه في الحُكم / وفتح جبهة صراع جديدة- في ولاية جنوب كردفان.. السؤال لماذا يجري الاْن مفاوضات سرية مع الدعم السريع في جدة,, المقال معبر حقيقة -رغم إنها صادمة- عن مستقبل قاتم ينتظرنا.. والله أسأله أن يلطف بالسودان والسودانيين -في الداخل والخارج- و #أوقفوا_الحرب

  2. كويس يا استاذ عثمان ميرغني عندما كان يبيد الجنجويد( الدعم السريع) مواطني النوبا والفور في عهد الرئيس التيس التعيس البشير اللي هو اس البلاء واللي صنع هولاء الغوغاء وقال ديل حمايتي واللي اسقطوه من الحكم؛ الجنجويد كانوا يغيرون على قري الفور في مدن الجنينه وزالنجا ومدن كادوقلي والدلنج وكانوا يغتصبون النساء ويقتلون الاطفال والرجال كالنمل وما محرقة قرى كرنقو عبد الله وقري هيبان بكادوقلي وقرى سلارا بالدلنج؛ وقرى مورنينغ وغيرها من القرى في الجنينه وزالنجا ببعيده والدليل بوسترات الصور اللي عرضت في اعتصام القياده العامه تظهر هذه المجازر، لم تحركوا ساكنا ولم تخرجوا بموكب لدعم هولاء البسطاء ولم تدينوا حتى لو بادانه بسيطه ، السبب لانهم من ابناء الهامش او من المهمشين اللي لا تلتفت لقضاياهم الدوله ولا الاعلام ، لانهم ادنى شعوب السودان كما كان ينظر لهم النظام البائد الفاسد الفاشل الداعر، وينظر لهم باقي السودانيون حتى الان، لذا لم يكن الاهتمام بالمستوى العالي؛ هذه الحرب اظهرت مساوي العسكر بانهم قوم ليس فيهم خير وليس فيهم امل لقيادة السودان الى المصاف، ليس فيهم رجال صادقين، امنيين جديرين بحكم دوله عريقه كالسودان، بالرغم من ضعف حكم المدنيين لكنهم الافضل ، لماذا، اذا حدث اي نزاع سياسي مدني – مدني يحل عبر الحوار والتفاوض والمنطق؛ اما اذا حدث نزاع عسكري -عسكري اي في ظل نظام عسكري فسيودي حتما الي الحرب الضروس التي لاتبقي ولا تذر ، كما يحدث الان بين ناظرينا وسمعنا واحساسنا بالخوف والرعب؛ واحاسسنا بمفارقة الاهل والجيران والمكان الاحساس المر اللي حدث للشعب السوداني لاول مره في تاريخه ، بان حدثت حرب مدمره وفاشيه للحد البعيد واللي ادت لقتل اكثر من اربعة الف مدني ابرياء وشردت الاربعه مليون مدني من نازح ولاجي خارج البلد؛ اهين اهين من هذه الحرب العبثيه اللعينه التي ليس لديها اي مبادئ واسس حرب وهي حرب من اجل الصراع حول السلطه او من اجل اثبات النفوذ لمن تكون السياده والغلبه فقط: وهي حرب من دمار وانهيار دوله عريقه اسمها السودان ومن اجل تشتيت شعب ابي عظيم اسمه الشعب السوداني؛ من اجل تعطيل فتدمير التنميه والازدهار فيه، واظن هنالك رائحه عماله من خونه جبناء لصالح اسيادهم من دول عظمي من حولنا تدير هذا السيناريو القذر ضدنا ولكن سوف تصفو الليالي بعد كدرتها وكل دور اذا ما تم ينقلب؛ قال الله سبحانه وتعالى ( وان يمسككم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام ندوالها بين الناس) وقال( انه لايفلح الظالمون) وقال ايضا ( ان الله لايصلح عمل المفسدين) صدق الله العظيم.

  3. السودان يواجه وقتاً عصيباً ويحتاج إلى توحد الصفوف والرؤى حول خريطة طريق))))))

    توحد الصفوف دي يا اخينا ح يعملا ليك منو!!

    الديماموغية جوهر العقل الرعوي العجيب يتساوى الكل كتاب، دكاترة مهندسين دهماء الناس كلهم نفس العقلية.

    تعريف العقل الرعوي هو: العقل الذي لا يتعامل مع الواقع و يتحدث عن رغباته التي قد تكون صحيحة و لكن لا يملك الادوات لذلك يعيش بافكار راسخةلا يمكن تغييرها كثير الكلام و النق يعيش بمشاعر انسان بدائي قروي بعيد عن العصرية التى هي عصب مجتمع القرن الواحد و العشرين لذلك الشعب السوداني هو الشعب الوحيد على وجه هذه البسيطة يعيش من سئ إلى أسوأ تائه تعيس

  4. خليك انت قاعد هناك فى مدينة الضباب وريحنا من كلامك الخارم بارم .وتناسيت ما فعله الكيزان فى ٣٠ سنه أفظع من الحاصل دلوقت .

  5. عثمان ميرغني الشرق الأوسط كنا نحترم كتاباته وتحليلاته السياسية الموضوعية ونعلم أنه كان ضد “الكيزان” ومع الحكم المدني لكن ما أن أندعلت الحرب حتى قرر الانحياز لموقعه القبلي والجهوى أي للجيش السوداني “مليشيا البرهان الكيزانية” وضد دعاة وقف الحرب وهو مثل كثير من الكتاب والمتعلمين السودانيين “ولا أقول المثقفين” الذين قرروا أنه يمكن التضحية بالمبادئ والمواقف الموضوعية من الحرب من أجل الحفاظ على سيطرة نهر النيل وشمال السودان على قيادة الدولة والجيش في السودان، لهدا تبدو كتاباتهم متناقضة وتفتقر للمنطق ويتم فيها لي عنق الحقائق عنوة، هذا الكاتب يحمل الدعم السريع كل الموبقات “وهو محق في الكثير من هذا” لكنه لا ينبس بكلمة واحدة في ذم الجيش وقياداته الكيزانية فالحصة بالنسبة له ليست وطن بل زمن الحفاظ على المكاسب الجهوية والقبلية

  6. يظهر الكاتب درجة مروعة من الغطرسة. ما العيب في إنسان أذكى وأنجح من الكاتب نفسه وأكثر تحضرا من الذين حكموا السودان في العقود الماضية يطمح لقيادة السودان؟ يركز الكاتب ، بطريقة غير شريفة ، على الانتهاكات المحدودة في زمن الحرب في الخرطوم ، بينما يتناسى الإبادة الجماعية والجرائم الأخرى ضد الإنسانية التي ارتكبت في جنوب السودان ودارفور وجبال النوبة من قبل أولئك الذين يزعمون أنهم يمثلون الشمال.

    مشكلة الكتاب مع محمد حمدان دقلو – أسد إفريقيا والسودان – ليست في مستوى تعليمه أو جودة قيادته (القائد الواثق الذي يحيط نفسه بمستشارين من ذكاء استثنائي) ولكن أصله. الكاتب (خائف من إفريقيا وهويته الإفريقية وملامح وجهه) الذي يعاني من خوف غير صحي يجرم الآخرين لأنه يعتقد أن أفراد عائلته المجرمين لهم الحق في السيطرة والقتل والاغتصاب والحرق والتدمير والتصرف بغباء إلى الأبد في السودان – أرض السود بامتياز.

  7. كنت أتوقع من كاتب كبير مثل الاستاذ عثمان ميرغني تحليلاً أعمق من التحليل أعلاه
    لأن اشكال حميدتي اكبر من اختزاله فقط في طموحات الرجل
    و هالني ايضا تكراره لفرية الكيزان أن القوم ينتظرون الديمقراطية من حميدتي
    الجنجويد قوة عسكرية فرضها الجيش السوداني فرضا على المدنيين بعد
    أن اعتقل قياداتهم و نكل بهم ، و لذا لم يكن هناك مناص من التعامل مع
    حميدتي لأنه جزء من السلطة و حتى الاتفاق الإطاري كان قائد الانقلاب البرهان
    موافق عليه بعد أن تعطلت البلاد لمدة 18 شهرا بعد الانقلاب
    القوى الديمقراطية تعاملت مع حميدتي كأمر واقع كما نتعامل نحن
    مع دول قائمة أو أي وضع قائم لا يمكن لسياسي أن يقول امريكا ما عاجبانا
    أو مصر ما عاجبانا أو الدعم السريع قبل 15 إبريل ما عاجبنا
    لكن القوى المدنية تتعامل مع كل هذه المعطيات بواقع توازن القوى الموجود
    من الفوائد الجانبية لهذه الحرب أن حميدتي و الكيزان قد انكسرت شوكتهما
    لذا يمكن البناء على هذا الانهيار التام في القوى العسكرية

  8. شكرا لهذا المقال المتميز
    قحت اسهمت في التخطيط للمؤامرة باعتبارها عملا ذكيا يتم به التخلص نهائيا من الجيش ليكون كما قال عرمان الدعم السريع نواة الجيش الجديد. واعتقد أن ياسر عرمان هو المخطط والفوكال بوينت بين الجانبين
    قبل ان تتجه الايات الدعم السريع لمروي بغرض احتلال المطار اطلقت قحت وكتابها قنابل دخان للتغطية لحميدتي ليدخل مروي والغرض حماية ظهره من المصريين اذا قررت مصر دخول الحرب وايضا ضمان الامداد الخارجي، فبدأ القحاتة لمدار اسبوعين وأكثر يكتبون عن احتلال مصري لمروي واهمية تحريرها وان مروي ستصبح مثل حلايب وغير ذلك، وبناء على هذا الغطاء تحرك الرجل نحو مروي لتحريرها وحين ذهب وفد الجيش ليطلب منه العودة اشترط انهاء الاحتلال المصري لمروي وكان ذلك يوم 13 وهدفه كسب الوقت حتى ساعة الصفر يوم 15 لاحتلال المطار..
    ناشطو قحت كانوا يعتقدون أنهم اذكياء وبمقدورهم الحكم 10 سنوات دون تفويض بينما وافقوا للدعم السريع بعشرة سنوات يعفى فيها عن الدمج، ولكل منهما هدفه في الصفقة فهدف الاثنين المشترك التخلص من الجيش والكيزان وهدف قحت المنفرد كراسي الحكم وهدف دقلو المنفرد خلق قوة عسكرية ضاربة يغبر بها بعد بضع سنوات وليس بالضرورة اكمال العشر يغير بها خريطة المنطقة ودولة 56 ويفتح الابواب لعرب الصحراء مع القضاء على العنصر الافريقي كما باتوا يتحدثون عن القضاء على العنصر النوبي! وهو كما كان التخطيط كان يريدها مملكة حسب عقله الصغير وقد استطاع في غفلة من الزمن ان يصبح نائبا للرئيس وهو خريج اولى ابتدائي كما اصبح رئيسا للجنة الاقتصادية في وجود علماء افذاذ في الاقتصاد (بدعم وتخطيط خارجي) فلماذا لا يكون ملك مملكة دقلو، وبالفعل بدأ انصاره مؤخرا يطلقون عليه مسمى “الأمير”!!!!!

  9. طبعاً المطبلاتية ديل حيفتكروا إنو ده عثمان ميرغني بتاع صحيفة التيار. وما بعرفوا إنو في كاتب بنفس الإسم في صحيفة الشرق الاوسط. لانهم لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون. ديل تعليقاتهم خلت الراكوبة تبقى زي راعية
    للقادمين من المواخير في قاع المدينة.

  10. كل الدلائل تشير الى ان السودان ماضي فى طريق التمزق و الانهيار التام، السؤال الأهم ما هو موقف ابناء الشمال و الوسط و الشرق الحقيقيين من قبائل الشمال و قبائل الوسط و قبائل الشرق اصحاب الجزور الراصخة و العميقة فى تراب هذه الاقاليم الثلاثة، هل تنتظرون و تقفون مكتوفي الأيدي حتى يأتي الجنجويد و زرقة دارفور يحتلون ارضكم و يجعلون حياتك جحيم كما يفعلون الان فى الخرطوم، على كل ابناء هذا الاقاليم دعمكم الى الجيش و الوقوف معه بشكل واضح و صريح لانه انهيار الجيش معناها الجنجويد وزرقة دارفور لن يتوانوا ولا لحظة فى إبادتكم و تهجيركم كما فعل الهوتو بالتوتسي فى ورواندا، اذا انهار الجيش
    سوف يتفق الجنجويد مع زرقة دارفور و زرقة جبال النوبة و زرقة جنوب النيل الأزرق على إبادة قبائل الشمال و قبائل الوسط و قبائل الشرق، هذا هو السيناريو الأسوأ و المتوقع فى حال انهار الجيش، الجنجويد و زرقة السودان عامة يحملون حقد دفين منذ ازمان عديدة ضد أهل الشمال و الوسط و الشرق و لن يتورعوا فى إبادة أبناء هذه الاقاليم متي ما توفرت الظروف لذلك، على ابناء هذا الاقاليم من المثقفين و المفكرين و الإعلاميين و المتعلمين النظر الى هذا الامر بجدية و بصيرة و عقل و الحيطة و الحذر و الاستعداد لمواجهة مثل هذه التحديات التى قد تحدث تحت اي لحظة، لانه السودان مقبل على كارثة حقيقية و لن يكون هنالك سودان نهائي، سوف يكون هنالك صراع مسلح رهيب و سوف تشارك فيه كل القوميات السودانية، و القوي هو من يشكل المشهد كما يريد، طبعاً دول الجوار الافريقي و الاقليمي و مخابرات غربية سيكون لها دور كبير فى هذا الصراع كما هو حاصل اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..