السلفية الجهادية في تونس ترفّع نفسها عن النهضة

تونس – أعلنت الجماعة الأم لجماعات السلفية الجهادية في تونس “رفضها رفضا مطلقا” للانتخابات التشريعية والرئاسية المزمع إجراؤها في ربيع 2012 التي ستنقل وضع السلطة في البلاد من “الوضع المؤقت إلى وضع الشرعية القانونية”.
وقال حسن بريك المسؤول عن مكتب “جمعية الدعوة لأنصار الشريعة” وهي الجماعة الأم لجماعات السلفية الجهادية في تونس الذي كان يتحدث في برنامج حواري بإذاعة “شمس أف أم” الخاصة “نحن نرفض رفضا تاما الانتخابات، ونرفض شرعية رئيس الجمهورية وشرعية المجلس التأسيسي”.
وأضاف “إن العلمانيين يقولون إن حكومة النهضة تتسامح مع السلفيين لأنهم ورقة انتخابية، “أهنئ الأحزاب العلمانية بأن السلفيين الجهاديين يرفضون الانتخابات رفضا مطلقا”.
وهذا أول ظهور إعلامي لقيادي من السلفية الجهادية التي ترى في وسائل الإعلام “غير منصفة ولا تتقي الله في السلفيين لأنها تشوه صورتهم”.
ويعد حسن بريك الذراع اليمنى لأمير السلفية الجهادية في تونس سيف الله بن حسين الملقب بـ “أبو عياض” الملاحق من قبل الأجهزة الأمنية على خلفية تحريضه على استهداف السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي.
وكشف بريك أن قيادات السلفية الجهادية قررت بعد أحداث السفارة الأميركية أن تكون حاضرة في مختلف وسائل الإعلام بعد أن ثبت لديها أن غيابها عن المنابر الإعلامية منح فرصا لأعداء الإسلام لتقديم السلفيين كدعاة عنف وهو أمر غير صحيح”.
ولفت إلى أن الإعلام التونسي “مغرض” في تناوله لنشاط السلفيين مشددا على أن “الإعلام من أكبر مصائب البلاد”.
ودافع القيادي السلفي الجهادي عن حكومة النهضة ملاحظا أن الأحزاب السياسية العلمانية “تضغط على النهضة وتخطط لزج السلفيين” في “صراع مع حركة النهضة” من أجل تحقيق أهدافها الضيقة ومن أجل “نزع الشرعية على الحكومة وكذلك من أجل إسقاطها”.
واتهم حسن بريك “بعض الأطراف بوزارة الداخلية وبعض الأحزاب السياسية بـ “أنها تريد بث البلبلة بالبلاد” و”أنها تقف وراء “التقصير في حماية السفارة الأمريكية من اجل مصالحهم الضيقة”.
وأشار إلى أن الرايات السود التي يرفعها السلفيون الجهاديون “هي نفس الرايات التي توحدت في ظلها الأمة الإسلامية منذ دولة الخلافة الإسلامية” معتبرا أن الأعلام الوطنية في البلدان الإسلامية “قسمت الأمة”.
وذكرت “إذاعة شمس أف أم” أن عددا من سيارات قوات الأمن انتشرت حول مقر الإذاعة بعد وصول حسن بريك ا في انتظار خروجه لاعتقاله.
وأضافت الإذاعة آن بريك تمكن من مغادرة مقر الإذاعة بعد اتصاله بمحاميه،حيث حضر خمسة محامين وتمكنوا من إقناع قوات الأمن بان ما يفعلونه غير قانوني ولا يمكنهم فعل ما يحلو لهم.
وأكدت الإذاعة أن خبر القبض على حسن بريك “مجرد إشاعة” مضيفة أنه “لم يتم القبض عليه كما تم نشره على صفحات المواقع الاجتماعية على الانترنيت”، وتمكن من العودة إلى منزله بعد وصول 5 محامين.
ميدل ايست أونلاين