مقالات سياسية

مالك والمغتربين يا سهير؟

د. ياسر يوسف

* مدخل

يحكي أن رساما” عجوز عاش في قرية وكان يرسم لوحات في غاية الجمال ويبيعها بسعر جيد حتى أصبح من الأثرياء.

في يوم من الأيام أتاه فقير من أهل القريه وقال له ” أنت تكسب مالا” كثيرا” من أعمالك، لماذا لا تساعد الفقراء “؟
أنظر إلى الجزار الذي لا يملك مالا” كثيرا” ومع ذلك يوزع قطع من اللحم على الفقراء وأنظر إلى الخباز يوزع جزء من الخبز مجانا” وكذلك يفعل بائع الخضار كل منهم يجود بما يستطيع.
لم يرد عليه الرسام وإبتسم بهدوء.

خرج الفقير منزعجا” من عند الرسام وأشاع في القرية بأن الرسام ثري ولكنه بخيل فنال ما نال من السخط.
بعد مدة مرض الرسام العجوز ولم يعره أحد إهتمام ومات وحيدا”…
ومرت الأيام ولاحظ أهل القريه بأن الجزار لم يعد يرسل للفقراء اللحم مجانا” وتوقف كذلك الخباز وبائع الخضار وعندما سألوهم عن السبب كانت إجابتهم جميعا” واحده بأن الرسام العجوز هو الذي كان يعطينا قدر من المال لندعم به الفقراء وبموته توقف ذلك الدعم.

* نص

“طالبت الصحافيه سهير عبد الرحيم المغتربين بالعودة إلى الوطن هم وأبنائهم والخروج في المواكب بدلا” من العيش في دعة وأكل الطيبات وتحريض الآخرين للخروج عبر وسائل التواصل الإجتماعي وتعريض حياتهم للخطر ”

* يبدو أن الكاتبة تعيش في كوكب آخر ولا تعرف شيئا عن الثورة ولم تكلف نفسها بتقليب دفاتر الشهداء لتعرف إن كان بينهم أبناء مغتربين أم لا؟ لا تدرك أن التاج محجوب كان يعيش في غربة ليوفر لقمة العيش لأبنائه حينما جاءه نبأ إستشهاد إبنه محجوب الطالب بكلية الطب. هل تعرفين محجوب لا أظن أنك تعرفينه، هل سمعت يا سهير بالشهيد محمد هاشم مطر أو الشهيد عثمان بدر الدين وغيرهم من الشهداء الكرام من أبناء المغتربين الذين قدموا أرواحهم مهرا” لهذه الثورة ؟ هل وضعت نفسك يوما مكان أم مكلومة تعيش في الغربه ويأتيها نبأ إستشهاد إبنها الذي بعثته للدراسه في السودان. ؟

* نحن من رحم هذا الوطن ياسهير لنا فيه أبناء وبنات وأسر ممتده نتألم لألمهم ونعاني كما يعانون ولسنا دخلاء أو نبت شيطاني كأولياء نعمتك الذين تمجدين.

* أتدري لماذا نحرض أبنائنا وأبناء أخواتنا وأخواننا للخروج حتى تظل جذوة الثوره مشتعلة؟ لأننا لا نريد لهم أن يجابوه نفس مصيرنا بالعيش في الغربه والمنافي بعد أن ضاق علينا الوطن بما رحب بفضل السياسات الفاشله للأنظمه المتعاقبه على حكم البلاد.

* عندما تم التعتيم على المجازر والمذابح التي ترتكب في حق شعبنا بقطع سبل التواصل كان صوت أبناء الوطن بالخارج هو الصدى الذي يعكس تلك الجرائم ويفضحها لذلك يبغضنا الإنقلابيون ويظنون أننا عدوهم الأول لأننا نكشف سوئاتهم ونعري إدعائهم وكذبهم.

* الثورة السودانيه عرفت بالثورة التي لا تغيب عنها الشمس يا سهير ونالت أعجاب العالم أجمع بفضل هؤلاء المحرضين الذين تتحدثين عنهم لأن مواكبهم خرجت في كل أرجاء المعمورة تنادي بوطن الحريه والسلام والعداله، أجسادهم في الغربه ولكن قلوبهم كانت هناك في شارع الستين والكلاكلات وبحري وأمدرمان والأبيض وعطبره وكل مدن السودان.

* نحن لسنا كذلك الرسام العجوز الذي الذي يرسم لوحات جميله ليتصدق بثمنها في الخفاء ولكننا نرسم لوحات جميلة للوطن الذي نتمنى أن يكون وندفع ثمن ذلك من صحتنا وأعمارنا وأولادنا، دعمنا للثوره فرض عين وواجب وطني، مناشيرنا في صفحات التواصل الإجتماعي هي حناجرنا التي نهتف بها ضد الطغيان ووقفاتنا الإحتجاجيه أمام السفارات هي مواكبنا التي نخرج فيها ولا أحسب أن ذلك تحريض لأن هذا الجيل أوعى من أن يساق كالقطيع فهم يدركون تماما ماذا يريدون ولماذا خرجوا ويؤمنون بأهداف الثوره وماضين في الطريق حتى النصر. وتلك معاني لا تدركها الأقلام المأجوره من عبدة السلطان ولاعقي البوت .

* لحن الختام
لو أمطرت السماء حريه لرأيت بعض العبيد يحملون مظلات.
( إفلاطون )
وسلام يا وطن.

‫8 تعليقات

  1. يا سلام. كلام جميل وعين الحقيقة. أحييك أخي الكريم
    الرحمة والمغفرة للشهداء وعاجل الشفاء للجرحي
    وهي ثورة حية لا تموت

    1. أستاذة سهير طبعاً نحن مغتربين متابعين تحركاتك كلها ومن ضمنها أنك قمتِ بشن حملة ضد لجنة الجرحى ورد عليك أستاذ خالد سلك كما نحب مناداته أنت لست من بنات الثورة نحن نعرف ذلك ونحن متى ما رجعنا السودان كنا نقف في صف واحد مع المتظاهرين ونحن من خلف الكيبورت نكون متابعين ونقوم بالشير وهذا أضعف الإيمان فنحن أبناء السودان إينما كنا نقف جنباً لجنب مع أخواننا في الوطن المكلوب بأمثالك ….. مغترب حظه عاثر ما حضرت 17 نوفمبر

  2. احترام وتقدير شديد لك ومقالك والحكمة التي في آخر المقال هي الحق والحقيقه والف شكر لتبيين الحقائق.

  3. أعرف عشرات المغتربين الذين كرهوا الغربة والإبتعاد عن الأهل والوطن … ولكنهم مجبرون على الإستمرار … أتدرين لماذا يا أستاذة سهير ؟ يستمرون في العمل حتى لا تنقطع مساعداتهم المالية عن أهلهم بل وأقاربهم في السودان …

    1. يا دكتور كل ذلك تعرفه سهير عبدالرحيم وتعرف اكثر من ذلك ولكنها باعت وتشتغل ضمن منظومة اعلامية داعمة للانقلاب والواضح ان هناك تنسيق بينهم جميعا وترى ذلك في وحدة لغتهم وبخصوص مهاجمة المغتربين ومحاولة تحييدهم بحجج مكرره وابتزازهم ومغالتطه نفسيا لتحيدهم واتهامهم بانهم اغراب عن الوطن والمزايدة في وطنيتهم لاضعاف عزيمتهم واجبارهم بالصمت عن الانقلاب فنحن الخبراء الاستراتجيين فقط من في الوطن ونعرف مصلحة الوطن

  4. #اقلام #العار
    بقلم / محمد مكاوي

    أقلام العار #الجنجوكيزانية والمدعوة #سهير_عبدالرحيم احدىصحفيي الغفلة في زمن النكسة في تاريخ الأمة السودانية المكلومة والمظلومة احب ان اقول لك وبالصوت الواضح اولا اعرفي مكانتك وحدودك ( وارعي بقيدك ) ، وأن كنت لا اضيع زمني وزمن غيري فيك واديك اهتمام انتي لا تستحقينه فأنتي نكره ظهرت في زمن غفلة وفي عهد نكسة عاني وما زال السودان يعاني منها ومن آثارها ولا اظن ستمحي قريبا ولكن لابد من بتر تلك الفترة المظلمة من تاريخ السودان الحديث ( واخر العلاج الكي ) .
    فانتي أيتها السهير ، سودانيي المهجر انت لا تلحقي ظفر أصغر طفل او طفلة منهم ، فخليك في مواضيعك بتاعت #الفحولة زي صحبتك الاخري ، الكتاباتكم في صحف الكيزان الصفراء هذا مستواها فغير مستغرب منكم مهاجمة الشرفاء من أبناء الوطن .

    سودانيي المهجر والتغرب والشتات لن تستطيعي ان تهزي شعرة من كنداكاتهم المثابرات المكافحات المناضلات ( والغربة اقسي نضال … والغربة سترة حال ) ، لكن لأنك مكشوفة حال ، فلا تعرفي ما هي سترة الحال …. وما هو الاغتراب او التهجير القسري الذي لم يكن بيد أحدنا، ولكن لسياسة من تدافعين عنهم من إقصاء جل الشعب السوداني
    وقتل مئات الألوف منه ( ابادات جماعية ) و ( وتغيب قسري ) ، ونزوج ومعسكرات لجوء ، ولجوء عبر الصحاري والبحار و ( سنابك الموت ) لشباب في عمر الزهور ، وأسر باكمالها ،
    فأصبح عدد السودانيين في الخارج يعد بثلث عدد سكان السودان ، فمن كان السبب ..

    اما عن ان المغتربين والمهاجرين وتحريضهم للشباب من أجل حريتهم والتغيير وإصلاح حال البلاد وقلع عصابة الكيزان من جذورها ، فلا أحد يدعو الشباب للموت الا #المؤتمر_الوطني ( الوثني ) دعاهم للموت جهادا لله والمشروع الحضاري للحركة المتاسلمة في الجنوب ضد أبناء الوطن الواحد وبعد ان ماتوا عين #جون_قرنق المسيحي نائبا لرئيس الجمهورية ، وبعدها بستة سنوات فصل ثلث البلد ، وعرابهم #الترابي بعد انقلب عليه تلاميذه ، قال من ماتو في الجنوب فهم ( فطايس ) .

    اما الدعوة للتظاهر السلمي فليس دعوه للموت انما لاسماع صوت المطالبة بالحرية والعدالة دولة المؤسسات والقانون .فلذلك بدلا عن الحديث التحريض من قبل المغتربين والمهاجرين ، كان السؤال الواجب طرحه هو لماذا يتم قتل المتظاهرين السلميين ؟!
    فالثورة لم تبداء من الخارج ، بداءات من الأقاليم الدمازين ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ ومن ثم عطبرة ثم الخرطوم في ٢٥ ديسمبر ٢٠١٨ م ..
    هل بداءات من لندن والا باريس والا واشنطن والا نيويورك والا لوس أنجلوس والا تكساس والا برلين والا ملبورن والا سيدني او جدة او الرياض والا احتمال دبي وابوظبي ممكن تكون الدوحة والا اظن المنامة ومعاها الكويت ما ننسي القاهرة الخ من العواصم العالمية التي يتواجد بها سودانيين …

    هؤلاء قدموه وما زالو وسيظلو يقدمون الدعم المادي والمعنوي ويقدمون أنفسهم وابناءهم ومالهم من أجل الوطن ، فأنتي ولا غيرك من الكيزان اكثر وطنية منهم ، فالتضحيات التي يقدمونها وما فتئوا يقدمونها ولا ينتظرون جزاء ولا شكورا ، ولا يمنون بها علي أهلهم وشعبهم ووطنهم ، الذي هو جزء منهم وهم جزء منه ..

    فالثورة قام بها الثوار الشباب والكنداكات وانضم لهم كل الشعب الصغير والكبير ، المهاجر والمقيم ، فالشباب هم قادة هذة الثورة ولا ينتظرون من يخرجهم الي الشارع ، الا إيمانهم وعزيمتهم واصرارهم علي ان يقتلعو هذا النظام اقتلاعا ، وبإذن الله سينصرهم الله وينصر الشعب علي اعداءه،
    وما تسوقين له فهو رخيص ، ولا يباع في سوق الثورة ، ولانها سلعة فاسدة يمكن تلقي طريقها لسوق العملاء والخونة قرب شارع مزابل التاريخ …
    #قلم_العار
    #السودان
    #القصاص_للشهداء
    #مليونية25نوفمبر
    #مجزرة17نوفمبر

    وان عدتي … عدنا .

    المهندس الاعلامي/ محمد علاء الدين يوسف مكاوي
    سوداني وافتخر
    برلماني بمجلس تشريعي مدينة بريستول
    جنوب غرب انجلترا
    UK

  5. أحييك د/ ياسر على كلماتك الجميلة الصادقة وحسن تعبيرك
    لقد كفيت وأوفيت
    لكن ماذا نقول عن صحفيى الغفلة؟ صحفيى الإنقاذ؟
    فلنقارن مقالك بمقالها لنعرف أيهم يمكن أن نطلق عليه كلمة مقال صحفي

  6. انا كنت مغترب مثلكم لاكثر من30عام والحمد لله رجعت البلد في الوقت المناسب واستطعت تحييد أبنائي من هذه الافكار الخربه التي حشوهم بها… نصيحه حصلوا اولادكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..