العلمانية بين دجل الحركة الإسلامية وحراك الجبهة الثورية

يوسف عمر بشير
نشأت فكرة العلمانية فى أوروبا فى العصور الوسطى لمحاربة سلطة الكنيسة السافرة التي كانت تتدخل في جميع مفاصل الدولة والحياة العامة والأفكار والمعتقدات في ذلك الوقت. فكانت تستخدم الدين شعاراً في الحروبات الصليبية ودعايةً لدعم الاستبداد و صكوكاً لمنح الغفران مقابل المال. فكانت أوروبا ظلاماً تعيش في مستنقع الطائفية والبابوية وتنعدم فيها المؤسسية والديمقراطية ويغيب عنها حكم القانون والشفافية. ويُمارس في الدولة كل أنواع الفساد والقمع بإسم الدين لمحاربة الأفكار التحررية والليبرالية التي تُنادي برفع الظلم و القهر. واعتبرت الكنيسة ظهور أفكار العلمانية و الدولة الليبرالية من أكبر المهددات التي تنذر بزوال ملكها وإضمحلال سلطتها وسحب صلاحياتها. ولذلك شرعت الكنيسة في مواجهتها بسلاح الالحاد والتكفير ومحاربتها بإثارة المشاعر الدينيّة والعواطف المدغدغة بالشعارات لدي غالبية الشعوب التي كانت تؤمن بالديانة المسيحية في ذلك الوقت بسبب غياب الوعي و ضحالة الفكر و تفشي الجهل.
وصارت كلمة العلمانية مرادفة للكفر والإلحاد فى العقل الجمعي الأوروبي ولا يقبل فيها الحوار اوالنقاش حتى من قبل المثقفين ومُعظم الادباء والمفكرين باعتبارها ضربُ من المستحيلات كالغُول والعنَقاء، دعك من أن يتبناها الجمهور او عامة الشعب، وظنوا أن الدولة العلمانية تعني فصل الدين عن الحياة العامة ومنع الناس بقوة من الذهاب إلى الكنيسة او ممارسة شعائرهم الدينية و تخالف تعاليم المسيح عليه السلام حسب ما صورها لهم رجال الدين في أذهانهم كذباً وافتراءاً.
يعتبر انتصار فكرة العلمانية في أوروبا على المؤسسة الكهنوتية التي كانت تستغل الدين مطية لتحقيق أغراض دنيوية وسلاح لضرب الأفكار التحررية، أكبر نصر للبشرية عامةً والشعوب المُستضعفة بصفة خاصة، منذ نزول رسالة الإسلام وانتصارها على ظلم الجاهلية والنهوض بالبشرية من براثن الجهل والتخلف إلى نور الإسلام والتقدم. وخرجت أوروبا من ظلام الديكتاتورية الي نور الحرية، ومن الشمولية الي التعددية، ومن الحروب الاهلية الي ثورة صناعية ونهضة زراعية. ومن الادعاء بتمثيل الإرادة الإلهية الي الاحتكام للإرادة الشعبية وصناديق الاقتراع والقبول بمبدا الفصل بين السلطات، التشريعية والتنفيذية والقضائية.
فأثمرت العلمانية فى اوروبا الحقوق البشرية الأساسية. فاعترفت بحق الحياة، وحق حرية التعبير، وحق حرية العقيدة والاعتقاد، وحق حرية الرأي، وحقوق الملكية الفكرية والشخصية وحق الانتخاب والاعتراف بالتنوع العرقي والثقافي والديني. وعادت الكنيسة الي رشدها ودورها المنوط بها في نشر مبادئ الدين التي تعتبر طاقة إيمانية و روحانية في حياة الأفراد وتمنحهم مبادئ الأخلاق والقيم الإنسانية و الاخلاص في العمل. وأصبحت الديانات الأخري أيضاً لها موطئ قدم في الغرب. فانتشرت الديانة الإسلامية واليهودية وغيرها فكلُ يدعوا إلى نشر ديانته بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار بالمنطق السليم، فتري المسجد يُشّيد بجوار الكنيسة ويؤدي المسلمون شعائرهم الدينية في حرية كاملة وتحت حماية القانون والدستور العلماني الغربي و يتمتعون بجميع الحقوق مثلهم مثل غيرهم من السكان الأصليين و أصحاب الديانات الأخرى. فالعلمانية في الغرب بصفة عامة لم تكن ضد الأديان كما يظن بعض الناس من قبل. بل جاءت لحماية الأديان من المتاجرين باسم الدين كذباً والمدعين بتمثيل الإرادة الإلهية زوراً، وإعادة الدين إلى قدسيته وجماله والاعتماد عليه تربوياً وأخلاقياً.
إذا نظرنا إلى العالم الإسلامي اليوم بصفة عامة ومجتمعنا السوداني بصفة خاصة نجده مصاب بنفس الأعراض بل وجل كل تلك الأمراض. فنرى علماء الدين وجماعة الاسلام السياسي يقومون بإستنساخ ذات تجربة الكنيسة الأوروبية فى عصورها الوسطى وبذات المسلك المظلم والمسار المخالف لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والولوج بالشعوب إلى مستنقع الطغيان والاستبداد ومنح صكوك الغفران والقمع باسم الدين، وتفصيل الأحكام الشرعية على مقاس الحكام، وتضليل الشعوب، ومحاربة الأفكار والأطروحات التي تدعوا الي الحرية والديمقراطية و العدالة بسلاح الكفر والإلحاد عبر فتاوي علماء السلطان كما يحدث الان مع دكتور الكودة والجبهة الثورية وموقعي الفجر الجديد في مقابل ثمن بخس من عرض الدنيا الفانية متناسين قول الله سبحانه وتعالي ((وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً)) وكذلك امتناعهم عن تقديم النصح للحكام اوالأمر بالمعروف حتى ولو باضعف الإيمان. فصارت الدنيا عندهم هي أكبر همهم ومبلغ علمهم، ويخافون من السلطان أكثر من خشيتهم من الله، غافلين عن قول الرسول (ص) ((من خاف الله خافه كل شئ، ومن لم يخف الله اخافه من كل شئ)).
مفهوم العلمانية او الدولة المدنية الحديثة في المجتمع المسلم لا يعني فصل الدين عن الحياة العامة او التخلي عن مبادئ الدين الإسلامي الحنيف. فلعلمانية ليست قانوناً ثابتاً وإنما نظرية نسبية تتغير على حسب تغير الزمان والمكان، وتلعب المعطيات الدينية والثقافية والمجتمعية دوراً كبيراً في تحديد نوعية وماهية العلمانية في كل دولة أو مجتمع. فالعلمانية مثلا في الغرب المسيحي تختلف عن العلمانية في المجتمع الإسرائيلي اليهودي. وكذلك تختلف عنها في المجتمع المسلم المحافظ والمتمسك بمبادئ الدين الحنيف ودونك تجربة حزب العدالة و التنمية الإسلامي في تركيا الذي استطاع أن يجمع بين أساليب الحداثة وقيم الأصالة دون استغلال الدين في السياسة او في البرامج الانتخابية. لقد استطاع حزب العدالة والتنمية النهوض بتركيا من دولة فاشلة وفقيرة إلى مصاف الدول الأوروبية اقتصادياً واجتماعياً.
فالعلمانية لا تعني الإلحاد وإنما هي مجرد أفكار تدعوا إلى الحرية والديمقراطية وتطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية، و احترام حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد، وعودة حكم الشعب للشعب. وتنطلق أفكار العلمانية في كل مجتمع من قيم أخلاقية موروثة ونابعة من ذات المجتمع عبر إسهامات فكرية وثقافية ودينية متعددة مصدرها الشعب، وتقوم بتأسيس أجهزة سياسية وقانونية وتشريعية وتنفيذية خارجة عن نطاق تأثير النزعة الفردية او الدينية او المذهبية او الإثنية والهدف منها هو منع استخدام الدين وآيات الله و الذكر الحكيم في تحقيق أهداف شخصية ومكاسب سياسية والذي يتنافى مع مبدأ التعددية السياسية والتنافس الحر ويحيل الدين إلى موضوع خلافي وجدلي تبعده عن عالم القداسة وتدخل به إلى عالم المصالح الدنيوية الضيقة كما يحدث الآن في السودان، فيُطلق على المشير الهارب من العدالة الجنائية لقب خادم القران وأمير المؤمنين. والجنرال بكري حسن صالح يسمى أمير الحركة الإسلامية وربما يتولى غداً اللواء عبدالرحيم محمد حسين رئاسة الحركة الاسلامية في السودان ولا ندري هل هي حركة إسلامية ام هي حركة عسكرية, وفي الحقيقة هي مجرد حركة براغماتية هدفها تدمير الإسلام وتفتيت البلاد وقتل الانفس البريئة والمتاجرة حتى بالموتى وهم بين يد عزيز مقتدر، والله عز وجل يقول في كتابه العزيز ((ومن الناسِ من يُعجبك قَولَهُ في الحياةِ الدُنيا ويُشهد الله عَلى ما في قلبِه وهو أّشدُ الخِصام(204 )وإذا تِولى سعى في الارضِ ليُفسدَ فيها ويُهلك الحرث والنسل والله لا يُحب الفساد(205) وإذا قِيلَ لَهُ إتّقِ الله أخذتهُ العِزةَ بالإثِم فحَسبهُ جَهنمَ ولبِئس المِهادَ(206) )) ولا خروج من هذا النفق المظلم إلا بالعودة إلى فجر جديد تتفاعل فيه القوى السياسية بكل مساراتها و القوى الثورية بمختلف مكوناتها ومنظمات المجتمع المدني بكل تياراتها في ملحمة بطولية ولوحة وطنية لصنع ثورة سودانية دون الالتفات الى المرجفين والمتواطئين مع النظام والذين يحاولون شق وحدة المعارضة بشقيها المدني والمسلح وذلك بزرع الشكوك وايغار الصدور في كل منهما علي الاخر لاطالة عمر النظام.
فعلى المعارضة المسلحة أن تثق في المعارضة المدنية و تلتحم معها بكل السبل حتى وان ارادت هي الاخري ظناً الاستحواذ على السلطة لوحدها بعد إسقاط النظام بانتفاضة شعبية سلمية عبر قواعدها واعادة تجارب الماضي. فهذا الخيار وان كان مستبعداً الحدوث في الوقت الحالي فهو افضل للجبهة الثورية بالف مرة من خيار بقاء هذا النظام السيء الذكر الذي لا يشبه أهل السودان. وكذلك علي المعارضة المدنية عليها أن تتعقل و تثق في الجبهة الثورية وتدعمها مادياً ومعنوياً وجماهيرياً واعلامياً حتى و ربما ان أرادت هي الأخري الاستفراد بالسلطة او فرض وصايا عليها عبر السلاح. فوصول الجبهة الثورية الى السلطة منفردة افضل خياراً للمعارضة المدنية بمائة ألف مرة مقارنةً مع هذا النظام الذي فرّط في وحدة البلاد وحوّل السودان من سلة غذاء العالم الى سلة تستقبل نفايات العالم، وبعد إن كان من اكثر الدول المنتجة للصادرات الزراعية والحيوانية أصبح من أكثر الدول تصديراً للاجئين والنازحين في العالم. وبعد إن كان من اكبر الدول إنتاجاً لكل أنواع المواد الغذائية، صار السودان تحت حكم البشير ينتج ويصدر كل أنواع الإرهاب والتطرف والغلو الذي لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، ورغم ان هذا الاحتمال غير وارد و يعد من باب المستحيلات في ظل وجود مجتمع دولي مراقب ومحكمة جنائية مترصدة بمنتهكي حقوق الإنسان و قوات نظامية سودانية متعددة والتعدد الاثني والجهوي الذي يمكن ان يتحول الى قوة مضادة اذا شعرت بالظلم او التهميش. و دونها جموع الشعب السوداني الذي لايمكن الاستهوان به فهو الفيصل و صاحب القرار في نهاية الامر.
تجدني في ختام هذا المقال استدعي مقولة الإمام محمد عبده رحمه الله حينما ذهب الى مؤتمر باريس سنة 1881. ولما إنقضى المؤتمر وعاد الى بلاده قال ” ذهبت الى الغرب فوجدت إسلاماً ولم اجد مسلمين، وعدت الى الشرق فوجدت مسلمين ولم اجد إسلاماً.
الإسلام الذي يقصده الإمام محمد عبده هنا هو العدل والحرية والمساواة واحترام القانون والنظام، وطهارة اليد واللسان من المال العام واعراض الناس. فهذه المبادئ هي من جوهر مبادئ الإسلام، والرسول (ص) يقول (( ما بُعثت إلّا لأُتمم مكارم الأخلاق )) وأيضاً يقول (( إنما أُهلك الذين من قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد)). الا رحم الله الإمام محمد عبده رحمةً واسعة، فقد كان إماماً صادقاً, وزعيماً وطنياً, ومفكراً إسلاميًا, ومقاوماً ثورياً, لا يخاف في الله لومةَ لائم. فهو ليس مثل زعماء اليوم الذين نطلق عليهم ألقاب إمام وشيخ ومولانا وهم في الحقيقة سبب الداء وأُس البَلاء الذي نحن فيه.
[email][email protected][/email]
sudanese people please wake up and start your revolotion and participate with your brothers to clean our country from those theives, you can invite others,you can donate with what you can, you can even say yes we can at least.
ما اشبه الليلة بالبارحة وعلماءنا الأجلاء يصرون على اختراع العجلة من جديد …؟؟
اكبر خطرعلى الاسلام والمسلمين هم ما يسمون أ نفسهم هيئة علماء اقصد سفهاء المسلمين وذلك باللهو فى امور جانبيه من شاكلة الظراط الاكبر وقياس طول الدقن لتحديد التقوى والتلذذ بالاطفال والمطلوب زيادة الوعى وسط الشعب وملاحقة تجار الدين وسفهاؤهم وتعريتهم حتى تتحقق المكاسب ويتم تنظيف المجتمع من هذه الطفيليات.
هل شرع الله لا يعترف بحق الحياة، وحق حرية التعبير، وحق حرية العقيدة والاعتقاد، وحق حرية الرأي، وحقوق الملكية الفكرية والشخصية وحق الانتخاب والاعتراف بالتنوع العرقي والثقافي والديني؟؟؟؟؟
هل الشريعة الإسلامية ستقف حاجزا أمام ثورة صناعية ونهضة زراعية؟؟؟؟؟؟؟؟
هل مبادئ الإسلام تناقض الحرية والديمقراطية وتطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية، و احترام حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد، وعودة حكم الشعب للشعب.
هل الشريعة تدعو إلى استغلال الدين في المصالح الدنيوية الضيقة واستخدامه كسلاح لضرب الأفكار وتفصيل الأحكام الشرعية على مقاس الحكام،أم أن ذلك من البشر الذين لا يحسنون تطبيقها.
إن البشر الذين يستغلون قوانين مستمدة من الدين يمكنهم كذلك استغلال غيرها من القوانين. كثير من الدول العلمانية نجد فيها من يحاول استغلال القانون النفوذ لمصالحه الخاصة.
إذن لا بد من وضع ما يضمن تطبيق حكم القانون أيا كان مصدره شرعي ام وضعي.
لقد استطاع حزب العدالة والتنمية النهوض بتركيا من دولة فاشلة وفقيرة إلى مصاف الدول الأوروبية اقتصادياً واجتماعياً.واستطاع أن يجمع بين أساليب الحداثة وقيم الأصالة دون في السياسة او في البرامج الانتخابية. لكن هذا ليس بفضل العلمانية ولكن لأسباب أخرى كثيرة منها انه حزب إسلامي يحاول تطبيق قيم الإسلام. لكن هذه التجربة ليست نموذجا فهناك الكثير من المبادئ الإسلامية لم تطبق بسبب ضغوط العلمانيين والجيش التركي وتكوين الدولة التركية ودستورها العلماني.
يقول الكاتب (مفهوم العلمانية او الدولة المدنية الحديثة في المجتمع المسلم لا يعني فصل الدين عن الحياة العامة او التخلي عن مبادئ الدين الإسلامي )
إذا كان الامر كذلك عليك ان تطالب بتطبيق الاسلام لا الدعوة على العلمانية!!!!!!!!!!
يرى الكاتب ان العلمانية تمنع استخدام الدين وآيات الله و الذكر الحكيم في تحقيق أهداف شخصية ومكاسب سياسية والذي يتنافى مع مبدأ التعددية السياسية والتنافس الحر ويحيل الدين إلى موضوع خلافي وجدلي تبعده عن عالم القداسة وتدخل به إلى عالم المصالح الدنيوية الضيقة )
نقول له إن منع ذلك يكون بنشر قيم الدين مثل الاحاديث التي استشهدت بها، ويكون بالقانون ورقابة البرلمان ومزيد من التربية والتعليم والرقي و..الخ
الكاتب يناقض نفسه عندما وافق محمد عبه بان الإسلام هو العدل والحرية والمساواة واحترام القانون والنظام، وطهارة اليد واللسان من المال العام وأعراض الناس.وأكد ان هذه المبادئ هي من جوهر مبادئ الإسلام.
إن كان الإسلام يدعو إلى ذلك فلماذا لا تدعو إلى تطبيق مبادئ الإسلام وشريعة المولى عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بدلا من الدعوة إلى العلمانية.
يا أخي
هل هناك مبادئ أفضل من مبادئ الاسلام؟؟؟؟؟؟؟
هل هناك مشرع أفضل من الله عز وجل وافضل من نبينا صلى الله عليه وسلم.
إذا كانت العلمانية توافق على الآتي فنحن معها:
الالتزام بكل التشريعات والأحكام و الأوامر والنواهي والتوجيهات والمبادئ والقيم الموجودة في الكتاب والسنة وعدم مخالفتهما أبدا.
لكن الحقيقة ان العلمانيون يريدون حصر الدين في العبادات كالصلاة والصوم والمعاملات الشخصية مثل الزواج والطلاق فقط.
العلمانيون لا يريدون ان يتدخل الشرع في الاقتصاد فيحرم الربا وغيره من المعاملات المحرمة في البيع والشراء.
لا يريدون ان يتدخل لشرع في السياسة والرياضة والفنون والآداب والحياة الاجتماعية.
ولا يريدون ان يطبقوا حدود الله في السرقة والزنا والردة وشارب الخمر والقذف والـ…الخ
يرون ان لباس المرأة أمر يخصها لا ينبغي التدخل في ذلك.
يرون ان الكثير من التشريعات مرحلية وموقتة انتهى عهدها ولا تصلح لهذا الزمان. بل يرون ان الشريعة لم تحقق مجتمعا سليما منذ ظهور الاسلام.
اخيرا
ارجعوا على من تثقون به من العلماء وانظروا حكم الشرع في العلمانية.
وارجعوا لتعرفوا حكم الشرع في من يرى ان الشريعة لا تحقق مطالب الناس مثل العدل والمساواة وزانها لا تصلح لهذا الزمان.
يعنى اوروبا فى العصور الوسطى مرّت بنفس تجربة التسلط الدينى البنعانى منها الآن.. يعنى حتى تاريخياً سابقيننا!!..
ما فضل الّا انحنا كمان ننتفض ونحضّر العلمانية الخاصة بنا ونتخلّص من جماعة الهوس الدينى الغرقوا البلد فى الجهل والتخلف والصراعات والحروب بإسم الدين.. يعنى رجعونا ما قبل العصور الوسطى!!..
الأخ الكريم عبدالرحمن. مصطفي . المثل السوداني يقول فهم السؤال هو نصف الإجابة .
أنا لم اذكر في هذا المقال شيئا يتعارض مع شرع الله،.. فلربما لم تقرا المقال جيداً او قرأته على عجالة ولم تتامل في مضامينها العميقة ومقاصدها البناء . ما ذكرته في المقال هو أنني ارفض رفضاً باتاً أفعال المنافقين الذين يهرطقون باسم الدين ، و يجعلونه وسيلةً لكسب العيش و سلماً للوصول الي السلطة ومطية لتحقيق أهداف دنيوية. وكذلك الذين يتخذون من كلمة الشريعة شعاراً لحجاب الفساد وسلاحاً لضرب الخصوم .فهولاء القوم يحاربون الله ورسوله قبل محاربة البشر.. ويسعون في الأرض فساداً و يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً.. فمنهم من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين… وآخرون يؤمنون ببعض الكتاب و لا يذكرون البعض الآخر .
يا أخي الكريم ، مبادي الكتاب الذي انزل علينا وأمنا به أنا لا يتعارض مع مبادئ الدولة الديمقراطية الحديثة التي تقوم على التعددية السياسية وأسس العدالة الاجتماعية، ومبادي الحرية والشفافية والتنمية المتوازنة والاعتراف بالتنوع العرقي والثقافي والديني..
يا أخي الكريم ، المسلمون اليوم يحتاجون لوقفة لمراجعة ومحاسبة انفسهم .. والتصالح مع الذات .. والمواكبة مع العصر الحديث . فمبادي الإسلام صالح لكل زمان ومكان .. واهم مبادئ الإسلام هو العدل والحرية.. وان اقامة العدل وبسط الحريات وأداء الحقوق لأهلها من اهم أسباب بقاء الدول وتفوقها وغلبتها .. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (( ان الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة علي الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة.))…
المسلمون يموت حكامهم اليوم بأمراض التخمة والبدانة بينما تموت شعوبهم بأمراض الفاقة وسوء التغذية ونقص الدواء..
ان الدين الإسلامي من أكثر الاديان التي تدعوا لأعمال العقل والفكر والتدبر والتبصر والاستفادة من تجارب الماضي والقصص التي وردت في القران الكريم عن الامم السابقة لم تنزل للبشرية للتسلية والمتعة وإنما العظة والعبر.
المهووسين جنسيا .. عفوا ( دينيا )
الاخ المحترم يوسف عمر
لدي تحفظ على ما ورد بالمقال وعلى ردك على المعلق عبدالرحمن مصطفى رغم إتفاقي معك على الكثير مما بداخل المقال.
وسبب التحفظ هو: طالما أنك تعتقد أن المبادئ التي تنشدها بمقالك هي موجودة بالاسلام فلماذا تستخدم لوصفها مصطلحاً آخراً يحمل معاني تسبب الخلط واللبس على أقل تقدير؟!
فعند إستخدامك لمصطلح لا يمكنك تجريده من معانيه التي وضعها أصحابه لتأتي وتفترض معاني جديدة وتحاول إقناعنا بأنه يجب أن نأخذ بها ولا نهتم لمعنى المصطلح كما وضعه منظروه أو مطوروه المختصين عبر التاريخ.
والعلمانية منذ بداية نشأتها ومراحل تطورها و من أقصى يمينها (الشاملة) الى أقصى يسارها (الجزئية) تقتضي فصل الدين عن الحياة أو عن جزء منها وهو الدولة أو الحكم، وهو الأمر الذي يتعارض مع مبادئ الاسلام حيث أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه (لتنقضن عرى الاسلام عروة عروة، فأولها الحكم وآخرها الصلاة) بالاضافة الى العديد من الادلة الاخرى التى لا يتسع المقام لتفصيلها.
هذا دون الخوض في تفاصيل العلمانية الشاملة التي تنادي بفصل كل مرجعية متجاوزة عن الحياة حيث يشمل ذلك الدين وكل المنظومات او الموروثات والقيم الاخلاقية التي تقيد حرية الفرد.
وعليه فالمقصود هو، لماذا تستخدم مصطلح تعريفه وفقاً لمن وضعه وأوجده يتعارض مع ديننا أو على الاقل يسبب اللبس ثم تقول أن ما تقصده هو ما ينادي به الاسلام من قيم (عدل، مساواة، حرية، الخ)؟ ولماذا لا تصف هذه القيم التي تنشدها بأنها إسلامية بدلاً عن علمانية طالما أنك مقتنع أنها فعلاً موجودة بالاسلام؟
ولا يمكننا أن نقول بأنه لا يهم أي مصطلح نستخدم والمهم هو المقصود لأننا بهذا نكون قد هدمنا مبادئ اللغة، ومبادئ العلمية التي تقتضي التعريف والوصف الصحيح للاشياء الذي يجنب اللبس والخلط!
وأما إن كان هناك معنى للعمانية لا يتعارض مع مفهوم ديننا حسب وجهة نظرك فأرجو توضيحه لنا لتعم الفائدة؟!
لماذا لا نحارب تجار الدين بقيم الدين الحقيقية التي تتعارض مع ما يدعونه بدلاً عن استخدام المصطلحات والنظريات التي قد تسبب اللبس والتضليل حتى وإن قصدنا منها خدمة الدين؟!
وكما قلت فإن قصص القرآن عن الامم السابقة هي للعبر وليس للتسلية، ولو تدبرنا فيها لوجدنا أن مصيبة معظم هؤلاء بداءت عندما بداءوا في التكبر على أمر الله والإنتقاء مما أتاهم فصاروا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون (ينكرون أو يتكبرون) ببعض.
وأخيراً، هناك فرق بين مفهوم “الدولة المدنية” وبين “العلمانية”.