شرارة

*لم تنفع محاولات( لملمة) المشكله التي حدثت بين قبيلتي الشنابلة والبزعة ، قبل عامين او يزيد ،اذ تسببت شرارة صغيرة في انطلاق لسان نار طويل ، حول ذات الارض الزراعيه التي شهدت نزيفا قبل هذا اليوم ،سالت على اثره الدماء الساخنه ، ورغم التعايش القديم والمحبة والمودة التي انداحت سنينا ،الا ان العودة للتناحر اصبحت ممكنة ،بوجود الرقعة الزراعية التي راح ضحيتها الاسبوع الماضي عشرة اشخاص من قبيلة الشنابله وهي القبيله التي ينتمي اليها والي النيل الابيض ويلتحق اسمه باسمها .
*تبادلت -وفق مانقلت الاخبار – الاطراف المتنازعة زخات الرصاص ، من البنادق والمسدسات ، في اشتباك عنيف سبب هرجا وشرخا في العلاقات الانسانية ، الطيبة التي اشتهرت بها الولايه ،ففي ساعات لاتوصف بامتداد زمنها وقع الحدث وبدلا من ان تاتي الخضرة بنكهة الجمال وطعم الثمار بلغ المكان ،رائحة الدماء فثكلت النساء وانسل من المشهد ،مايؤطر ويؤسس لضياع وغياب الود والتسامح القديم الذي يستحق الان الحفاظ ،على صورته بكامل تفاصيلها ،عندما التي كان فيها الحب يرتاح على ابواب (التجاور والتداخل) باريحية ممتدة …
*الان وبعد رحيل الضحايا من الطرفين لن يعد للعلاقات متسع يسمح بعودتها لسابق ودها ، رغم وجود (حكماء)الطرفين لردم الهوة التي ظهرت بخلفيتها المتباينه قبل عامين ، فالشرخ الذي غاص في جسد النسيج الاجتماعي بات موجعا كلما نظر طرف الى الاجداث المسجاة ، فلقد قلبت الاحداث ميزان المحبة والتواصل في النيل الابيض ، الذي يتميز بالنسيج الاجتماعي المتين ،رغم تفرق الولايه على اطراف وقرى ومدن، فانها تجتمع على المحبة والكرم ،لذلك فان ظهور هذا التناحر الان يشكل تهديدا للتداخل بين القبائل في الولاية ، وجيرانهم القدامى .
* لم يجد الحدث علاجا بقدر الطلقات التي خرجت من فوهات المسدسات ، ماينذر بدوران ايام اخرى تحمل ذات الطابع الشرير ، وربما اتى باحتكاك من نوع (طويل المدى) في مناطق تماس اخرى ، فالمدة الزمنية الفاصلة بين الاشتباك الاول والاخير ،كانت كافية للخروج بحلول جذريه ومستدامة ،لكن يتضح من تكراره ، ان شيئا من ذلك لم يحدث البتة ،ماجعل الرحى تدور ثانية .
*حيازة السلاح ووجوده في كل قبضة يد ،يرسم مستقبلا قاتما للعلاقات الاجتماعية العامه والسياسية ايضا ، كما يعلن عن فشل السلطه ،في تداول وسريان رسائل اّمنه بينها والمجتمع ،فالسلاح الذي يحل بديلا للحوار وطي الخلافات يضع المجتمع باكمله ، على سطح صفيح ساخن ..وباستمرار مرير
همسة
تابى خيلي سروجها وتبتعد …
وتنزل على خديها دمعة الاسى ….
فلا الارض عادت كما هي ….
ولا الخيل شرعت في الانطلاق …..
[email][email protected][/email]