مؤتمر العائلة

مؤتمر العائلة

عُرف عن المجتمع السوداني من قديم الزمان، تكاتفه في السراء والضراء، وهو الشيء الذي تفتقر إليه الكثير من المجتمعات في الدول العربية والإسلامية.
ورغم (جراحات الحاضر)، إلا أن المجتمع السوداني لم تغب عنه نهائياً (النخوة)، خاصة وسط الأرياف والمدن الصغيرة، إذ لايلين لهم جانب، إلا عند أداء الواجب بتفانٍ ونكران ذات.
ويعيش المجتمع السوداني، وتحديداً في المدن الكبيرة في حالة (عدم اتزان)، ويترنح بين (اليقظة) و (الأحلام)، ويُلقي باللائمة على الحالة الاقتصادية التي غيّرت اتجاهات أصحاب النفوس الضعيفة، وجعلتهم يسعون إلى التكسب بشتى الوسائل، ويضربون (الحرام بالحلال)، بعد إن اختلطت عليهم الأشياء، فكثير من الأسر اختل توازنها، وتفككت أوصالها، وأصبحت مثل (الخرابات)، وبعضها في طريقه للتلاشي (الله يستر).
وفي كل يوم تكاد أعيننا تدمع؛ عندما نرى صور الانحلال الأخلاقي، ومسيرة المتشردين والمتسولين تمضي “لاتبالي بالرياح”، وبمثلما يتسع (ثقب الأوزون)، لتتفاقم الأحوال الجوية، فإن رقعة (المجتمع البُور) في اتساع، وهو مؤشر خطير يتطلب تداركه بصفة عاجلة.
وفي تقديري، فإن المجتمع بحاجة الآن إلى التعاضد أكثر من أي وقت مضى، لمعالجة القضايا المُلحة، والتطلع للمستقبل بعينٍ فاحصة، ولايستقيم الأمر إلا بإلتئام كل أفراد أي عائلة أو أسرة كبيرة في بوتقة واحدة أشبه بـ(المؤتمر الجامع)، بغية مناقشة مشاكل أي فرد، ووضع الحلول حتى تقوى العلاقات وتزدهر، وتنتقل الأسر من حياة العوز والحاجة لمرحلة الإنتاج، والوصول إلى (حد الكفاية) على أقل تقدير، وبذا نكون قد قللنا من نسبة الحسد والحقد بين أفراد أي عائلة، في مسعى إلى الوصول للمجتمع الفاضل.
أخيراً : “أدركوا المجتمع السوداني قبل فوات الأوان”.
أمير علي الكعيك
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..