مقالات سياسية

جبريل إبراهيم واستخدام سياسة اليأس والإحباط الاقتصادية

اسماء جمعة

حين تم ترشيح جبريل إبراهيم لوزارة المالية، في مساومات تشكيل الحكومة الانتقالية الثانية، قلت إنه سيفشل ويدخل البلد في ورطة وسيدمر الاقتصاد بعد أن بدأت في التعافي. لم يكن توقعي نابعاً من فراغ، فتاريخ الرجل يؤكد أنه لا خير فيه، فهو غير مؤهل أخلاقياً لهذا المنصب ولا لأي منصب آخر، فهو مجرم وغير مؤهل مهنياً ولا يملك خبرة عملية وإن درس الاقتصاد. حياته كلها قضاها مستعبداً للحركة الإسلامية، وحين تمرد على نظامها تحول إلى تاجر حرب، وهو عدو لدود للثورة والثوار والديمقراطية والعدل وأي قيمة من قيم الإنسانية، حتى دارفور ظل ولا زال يتاجر بقضيتها. أما اسم حركته وشعاراتها التي يتوارى خلفها فهي مثل اسم الحركة الإسلامية والمشروع الحضاري، كلمات حق أريد بها باطل.
جبريل بعد أن عين وزيراً للمالية أكد تماماً أنه ما قبل بالمنصب لا ليتشفى، لذلك لا هم له غير الصرف على اتفاق جوبا الذي يضم حركات أغلبها من أبناء أهله، ووقف كل الخطوات التي تساهم في إصلاح الاقتصاد، بدليل أنه كان ضد عمل لجنة إزالة التمكين ومع المحافظة على شركات الجيش. هذا غير رغبته في الانتقام من قوى الحرية والتغيير والأحزاب، ولم يخف عداءه لها، لذلك فضل العمل مع العسكر على العمل مع المدنيين لتقويض الفترة الانتقالية، وهذا كان ضمن الاتفاق الذي تم تحت (الطربيزة) الذي أشار إليه مناوي. وحين دعم البرهان في انقلابه كان يعلم تماماً أنه يرتكب جريمة سيدفع ثمنها الشعب، لكنه سيكسب هو وأبناء أهله مناصرة العسكر .
جبريل وزير مالية انقلاب البرهان

قبل أيام، قال جبريل في برنامج بإلاذاعة القومية، إن وزارة المالية لا تمتلك موارد وإنهم يشعرون بالفرح الشديد عندما يتمكنون من تغطية المرتبات دون استدانة، وإن المالية لا تملك الموارد الكافية وتعتمد في مواردها علي جيب المواطن. وقال “نجيب موارد من وين؟! ما عندنا موارد إلا جيب المواطن، وهذه لها طرق كثيرة ولا تعود إلى المواطن بأي شكل من الأشكال، والدليل توقف جميع الخدمات في الدولة”.
تخيلوا بعدما كنا نتحدث عن انتعاش اقتصادي بدأ يلوح في الأفق، وبدأنا نشعر بالتفاؤل، جاء جبريل ليعيد لنا اليأس والإحباط كما كان يفعل وزراء مالية البشير زملاء جبريل، الذين ما فتئوا يرددون نفس كلامه لـ (30) سنة مع أنه غير صحيح. الدولة لديها الكثير من الموارد غير الجبايات لكنها لا تدخل خزينة الدولة، تذهب للعسكر والمليشيات والمجرمين من كوادر النظام المخلوع. وهناك الذهب الذي أصبح حديث العالم، تصدر أطنان منه إلى روسيا ودول الخليج وعائده لا يدخل خزينة الدولة، وهناك شركات الجيش واستثماراته التي تسيطر على أكثر من (80%) من اقتصاد السودان، هذا جزء كبير من أزمة البلد وغيرها الكثير.
عموماً، لا يمكن أن نتوقع من جبريل أكثر مما قاله، فهو والعسكر ينفذون سياسات انتقام اقتصادية تعمد إلى الإفقار الممنهج وتمكين اليأس والإحباط في نفوس الشعب من أجل استعباده. هم نسخة أخرى من نظام البشير، وحديثه لا يخرج عن كونه شخص ميت القيم، يستخسر في الشعب حتى استخدام كلمات أخف وطأة، لذلك ليس هناك حل غير العمل على إسقاط هذه الحكومة التي هي امتداد لحكومة البشير ومحاصرتها، ومحاصرة أتباعها مم خلال التوحد واستمرار المقاومة.

الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..