من تونس الثائرة لسودان العزة والكرامة

من تونس الثائرة لسودان العزة والكرامة : رسالة الحرية والديمقراطية
د.زاهد زيد
أخير انتفض شعب تونس الأبية , ثارت من أجل الحرية أرض الشابي المغني للحرية .و لم يخيب الشعب ظن شاعره الذي يحفظ كل عاشق للحرية كلماته , ومن منا من لم يتمثل بأبياته :
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيــْلِ أنْ ينـجـلــــي ولا بُدَّ للــقيـدِ أن يَنْكَسِـرْ
أخيرا عانق أحفاد الشابي شوق الحياة ورددوا معه :
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
فالشعوب الحرة الأبية لا ترضى بالهوان , أو كما قال :
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
فمحال لشعب أنجب مثل أبي القاسم أن يرضى بالعيش زليلا بين الحفر ، ففعلها على الطريقة السودانية في تأديب الطغاة والمتجبرين ، وأجبر جلاده على الهرب بليل متنازلا كرها لا رغبة عن جبروته وكرامته ليعيش زليلا ويموت منزويا غريبا منبوذا حتى من حلفائه الذين كانوا أول من تخلي عنه . هكذا كان مصير شاه إيران وماركوس وشاوشسكو والنميري . الذين ظنوا أنهم ملكوا البلاد والعباد ، ونسوا في غمرة سلطانهم قول ابن أفريقيا الثائر:
إن الشعوب وان تطاول ليلها فكالشمس تسري في الظلام فتشرق
ولم يتعلم حكامنا من دروس السياسة والتاريخ شيئا ، ولن يتعلموا اليوم من درس زميلهم ورصيفهم( بن علي) الذي ظل جاثما على صدور التونسين لأكثرمن عقدين من الزمان لم يذق فيها أهل تونس إلا الزل والهوان لينتفض الشعب الثائر بعد ان طفح الكيل وغلت الصدور وتخرج تونس عن بكرة أبيها معلنة لعصيان التام وتسجل في التاريخ أحدث ثورة عربية وأفريقية بعد أبريل السودانية 1985م .
لن تقف الثورة في تونس أرض الشابي وأحفاده الكرام بل هي رسالة انذار وتحذير لكل طاغية ومتجبر أذاق شعبه الهوان والزل بأن الشعوب تصبر ولا تنسي وتنتظر ولا تتجاهل ولا تسامح وعندما تحين الساعة تنقض على جلاديها الذين لا يجدون حتى الشجاعة بمواجهة مصيرهم المحتوم . هي رسالة جعلت الطغاة يرتجفون في قصورهم وبين جيوشهم وقوات أمنهم التي يعلمون تمام العلم أنها في النهاية ستنحاز لأهلها ولشعبها. أما المطبلون وبطانة السوء فهم أول من يبادر للفرار.
اليوم تونس وغدا القريب ستمتد الثورة لسودان العزة والكرامة معلم الشعوب طرق الخلاص من طغاتها ، ومفجر اكتوبر الخالدة ومشعل ابريل المجيدة ولكأني بالطغاة وقد حزموا حقائبهم واعدوا الابواب الخلفية للفرار الكبير من زحف الشعوب القادم .
إن خبر سقوط طاغية وفراره يقع على الطغاة كالصاعقة فترتجف اوصالهم ويفقدوا صوابهم فهم الجبناء الذين يحسبون كل صيحة عليهم .
سنوقد شموع الحرية ونرعى برعم الثورة حتى تورق شجرتها وتثمر فقد فتحت ثورة تونس شهية الشعوب المقهورة وايقظت فيهم لهيب الحرية وروح التضحية ، فالثورة قادمة لا شك فيها .
حاشية أغرب من الخيال :
هل تتخيل أن حكومة المتأسلمين قد أرسلت مبرقة لتونس مباركتها للتغيير ومعلنة تأييدها لما جرى . أترك التعليق لك عزيزي القارئ .
د .زاهد لك التحية والاحترام
اولا الانتفاضة التونسية أثلجت صدور قوم وأدهشت عقول آخرين وأرهبت الطغاة
لا شك فى ذالك 0
ولكن أسمح لى أن انبهك ان الشعب السودانى لا يتعلم من الشعب التونسى
الشعب السودانى هو الشعب الوحيد فى المنطقة بل فى العالم الذى خرج الى الشارع وأسقط حكومتين دكتاتوريتين فى أقل من نصف قرن .ok
انظر ماذا جنينا بعد ذلك
بعد ثورة أكتوبر لم تستطع الحكومة الديمقراطية ان تحافظ على مكتسبات الشعب الذى كان مهرها الدماء الطاهرة
ثم بعد ذلك الانتفاضة جاءت نفس الحكومة الفاشلة وليتها اتعظت، نفس المشاكسات ،نفس الاخطاء ، نفس المكايدات
حتى انقض عليهم الانقاذ ولم يبك عليهم احدا بل حمدوا الله كثير ان زالوا
الان وبدون خجل يطمعون فى الحكم و يملآون الفضاء ضجيجا
ويجهزون ابناءهم وبناتهم للتوريث – بل وورثوا فقط فى انتظار الانتفاضة
نحن شعب معلم ، نعم الغلا والفساد ومشاكل كثيرة نعاني منها ،ايضا هنالك انجازات اذا طلبنا من تلك الحكومات فقط حصرها لاختلفوا وما قدروا على حصرها 0
الواحد يمشى يقعد فى لندن ولا فى امريكا ويشرب السجم والرماد ويدبج المقالات
وهو مستوى عشان بكرة يعمل لينا فيها بطل قومى
تعال اطلع قدامنا نطلع وراك
لله درك يا د.زاهد فقد ادركت بوعى الوطني الصادق مهمة الكاتب العارف لحاجات شعبه المدرك لما يجب أن يكون عليه الكاتب الحق نصحا وارشادا بل قيادة لشعبه نحو الحرية والمستقبل . واشهد لك أنك من الكتاب القليلين الذين لا ينطلقون من منطلق حزبي أو عقائدي لدلك يحبك ويقدرك القراء الذين يعرفون قدرك ويعلمون وطنيتك . يحفظك الله ويرعاك.
لله درك يا د.زاهد فقد ادركت بوعى الوطني الصادق مهمة الكاتب العارف لحاجات شعبه المدرك لما يجب أن يكون عليه الكاتب الحق نصحا وارشادا بل قيادة لشعبه نحو الحرية والمستقبل . واشهد لك أنك من الكتاب القليلين الذين لا ينطلقون من منطلق حزبي أو عقائدي لدلك يحبك ويقدرك القراء الذين يعرفون قدرك ويعلمون وطنيتك . يحفظك الله ويرعاك.