من كينيا المجاورة: درس في الشجاعة والأخلاق

فضيلي جماع
صحوت باكراً رغم الفتور والإرهاق بسبب جلسات المؤتمرالممتدة لساعات في اليومين الفائتين. صليت الفريضة ثم حاولت أن أغفو، لكن (النوم جافاني) كما أشجانا بها الصديق عبد القادر سالم. أزحت الستارة من النافذة الزجاجية العريضة.. لاحت المباني الشاهقة والأشجار الباسقة الخضراء مثل أطياف لم تكتمل ملامحها تماماً مع غبش الفجر. أخذت الشوارع والأزقة في استقبال حركة المارة من العمال والباعة المتجولين. يبدو أنّ لهذه المدينة أكثر من وجه حسن.. فهي تبدو في العشيات غيرها عند منتصف النهار أو عند تباشير الصباح. قلت لنفسي : إن أفضل شيء أقوم بفعله اللحظة أن أجلس تحت رحمة الماء الدافيء..فالاستحمام يطرد هذا الفتور ويعيد لي النشاط. هناك متعة أخرى اعتدتها خلال الصباحين الفائتين ألا وهي متابعة محطات التلفزة الكينية الأربع من غرفتي في الصباح الباكر: واحدة حكومية والثلاث الأخريات إذاعات محلية مستقلة. لبرامج الصباح نكهة مدهشة وهذه المحطات تتسابق في تقديم منوعات الصباح بأكثر من أسلوب!
تسأل المذيعة ضيفيها: هل يذهب الرئيس إلى محكمة لاهاي أم لا ؟
وعلى الرغم من عسر تناول مثل هذه المواد مع بداية اليوم ، لكنّ حنكة المذيعة وبراعتها في إدارة الحوار أجبرتني على متابعته حتى النهاية. كان ذلك في الأسبوع الأخير لشهر سبتمبر وأنا أشارك في مؤتمر (قضايا الهامش السوداني) الذي استضافه المركز العالمي لجامعة كولومبيا الكائن في نيروبي عاصمة الشقيقة كينيا. في برنامجها الصباحي استضافت المذيعة – ذربة اللسان والمتمكنة من معلومتها? استضافت اثنين من المواطنين: أحدهما يمثل ? فيما يبدو- أهل القانون والثاني يمثل قبيل السياسة! كان الموضوع المثار هو فيما إذا كان على الرئيس الكيني أهورو كينياتا أن يمثل أمام محكمة الجنايات الدولية بلاهاي أم لا في تهمة تتعلق بجرائم حرب ؟ كان الحوار ممتعاً بحق .. فرجل القانون يعرض الأدلة الواهية لممثلي الاتهام وما طفح مؤخراً من افتضاح رأي بعض الشهود (المفبركين والمرتشين) كما يدعي. لكنه يجزم أنّ هذا يصب في مصلحة المتهم (الرئيس) ويمكن لهيئة دفاعه أن تستثمره إلى أقصى حد. ثم تنبري المذيعة لتطرح مقابل ذلك ماذا سيحدث لو أن في جعبة نيابة المحكمة أدلة أخرى ضد الرئيس؟ هنا ينبري لها ضيفها الآخر ذو الوجه السياسي فيضع الحجج الكثيرة والقوية من أن محكمة الجنايات ليس في ملفها ما يدين الرئيس أهورو كينياتا وذلك للأسباب الفلانية! وهكذا يستمر النقاش دون أن يتبادر إلى ذهنك من الذي مع الرئيس ومن ضد الرئيس.. لكن هناك بلا شك خدمة إعلامية ذات مهنية عالية تقدم لجمهورها مادة تحترم عقل المشاهد.
اليوم علمت أن الرئيس كنياتا اتخذ قراراً شخصياً شجاعاً من داخل قاعة برلمان بلاده يتحمل فيه المسئولية بالمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي هذا الأسبوع رغم قناعته ببطلان كل الاتهامات ضده. وهو إذ يتخذ هذا القرار يرى أنّ عدم المثول سوف يجر إلى بلاده الكثير من الخسران ويفقد كينيا تعاطف المجتمع الدولي معها. كنت تمنيت حتى يوم أمس أن يتخذ الرئيس أهورو كنياتا هذا الموقف الشجاع وذلك حتى يعطي المثل لقيادة دستورية تتحمل تبعات ما يقع عليها وهي في سدة الحكم. ثم إنه ? في حالة خروجه من محكمة الجنايات غير مدان – فسوف يكسب على الصعيد الشخصي شعبية ما كان يحلم بها ، إضافة إلى أن بلاده ستكسب احترام العالم. إضافة إلى ذلك كله فإن الرئيس كنياتا سوف يعطي الدليل للطغاة بأنهم يجبنون عن مواجهة محكمة الجنايات لأنهم يدرون تماماً أن (الحرامي على راسو ريشة)!!
نسيت أن أقول بأن الفارق كبير جداً بين رئيس يأتي إلى سدة الحكم عبر صناديق الاقتراع الحر كما هو حال الرئيس الكيني وبين آخرين جاءوا إلى السلطة عبر فوهة البندقية. إن عمر حسن أحمد البشير لن يجرؤ على الخطوة التي قام بها كنياتا ، ذلك لأنه يدرك تماماً أن يديه ملطختان بدماء الأبرياء في جهات بلادنا الأربع ، وأن دم شعبنا المسفوح ما زال يجري انهاراً صباح مساء بفعل الجرائم التي ظل يرتكبها على مدار الساعة هو وعصابته من القتلة. ونحن ? شعب السودان ? لا نعول كثيراً على محكمة الجنايات الدولية في لاهاي رغم قناعتنا بعالم تحكمه عدالة القانون.. لكننا أيضاً نؤمن أنّ شعبنا ?وإن صمت كثيرا- يعرف كيف يؤدب الطغاة. والأمر لن يأخذ من الوقت طويلاً كما يحسب البعض.
همسة أولى للشعب الكيني الشقيق: تستحقون الانضمام لأسرة هذا العصر لأنكم اخترتم بالاقتراع الحر من يتحمل مسئوليته الأخلاقية تجاهكم وتجاه أمتكم بشجاعة تامة!
وهمسة ثانية للرئيس أوهورو جومو كنياتا: تكون بهذا الفعل الشجاع قد شرفت شعبك وتاريخ بلادك التي كان لأبيك ? الرمح الملتهب في صدر الاستعمار ? شرف وضع اللبنة الأولى لدولتها الحرة المستقلة !
[email][email protected][/email]
فليدفن الموتي موتاهم,سلموا البشير الي خالقهض
يا سلاااااااااااااااااااااااااام يا استاذ فضيلى وليت الفى راسهم ريشة يفهمون و ليس بينهم ابو ريشة الراكوبة فهو ابو الفهم بس ناخد غشوة على كافورى شوية
هوي خله امشي وحيده
متي يكون بشبش بهذه الشجاعة
دي احلام زلوط
عمنا بشبش عارف نفسه لو مشي ما ح يرجع و لكن دا ما سبب
كل مشاكلنا سببها هروب بشبش من العدالة
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
بس و لكن الرئيس الكيني طعمة لعمنا بشبش
علي الطلاق ما امشي والزراعنا غير الله يقلعنا
بشبش قالها زمان ( المحكمة الجنائية ومدعى المحكمة تحت جزمتى )
لك التحية اخي الاديب فضيلي جماع..
زولنا ده مش مجرم وبس.. بل “معتاد اجرام” وحتى نحن المتضررين لا نقبل “بسجنه” في لاهاي لانه سجن خمسة نجوم.. وبه علاج وممكن يغيروا ليهو الرُكب مجانا..
ده لازم سجن “شالا” مؤبد مع الاشغال الشاقة واربعين جلدة يوميا..وذلك بعد ان يحبس في بيوت الاشباح “حولين كاملين” يمارس عليه نفس ما مارسه زبانيته في المناضلين الشرفاء…
* ان كنياتا بتصرفه هذا..النابع من مصلحة شعبه وبلده..سيخلده التاريخ مذنبا كان ام بريئا..وتلك هي المواقف.. خالص تقديري..
الفارق بين الرجلين واضح، الأول رئيس منتخب اختاره شعبه في انتخابات حرة ونزيهة شهد بنزاهتها العالم كله كما أنه على يقين تام بأنه برئ وأن المحكمة لا تملك أي أدلة تدينه، أما الثاني فهو مغامر أستولى على السلطة بالبندقية وهو على يقين تام بأنه مذنب وأن المحكمة تملك أدلة وقرانين تكفي لإدانته وإدانة كل من يعرفه من قريب أو من بعيد.
الويل والثبور للذين يرون كل صنوف الظلم والقهر والقتل بغير الحق ولا يكتفون فقط بتغميض عيونهم وإنما ينبرون للدفاع عن كل هذه الأباطيل بكل حماس، من أجل حفنة دولارات.
إن كان الشعب عاجز عن أخذ حقوقه خوفاً من قهر السلطان فإن لهذا الشعب المظلوم رب لا يعجزه شيء، نسأله أن يأخذهم فلا يفلتهم حتى يروا العذاب الأليم.
شكرا السيد جماع بلاشك موضوعك جميل جدا ويجذب القاري لقراءته .ثم اقول هكذا حالنا في السودان ليس اكثر شعب نعيش تحت سيطرة العسكر والانقلابات؟. والفساد ؟ والرشاوي ؟ وعدم سيادة القانون ؟ ونقول نحن مسلمين الله يهون بس. لكن مثل هذه المواضيع يريح عقل الانسان من هذا الضغط الهائل والاحباط…شكرا لك؟
فضيلي جماع رجل اديب وشاهر يتمتع بقدر عالي من الثقافه ولكن سياسي ذو فكر عنصري متطرف ومن يجالسه في مجالسه الخاصه بكتشف انه احد يحمل في دواخله حقدا شديدا علي العنصر الشمالي وهو يتحدث عن ذلك بصراحه لا تخطيها الاذن ولذلك اقول لفضيلي انت وامثالك من اصحاب الافكار العنصريه احد اسباب تاخر سقوط الانقاذ لان الشعب السوداني لا يتطلع لبديل يقود البلاد للتشتت والخراب.
افو اهلنا الجعلين لن ولم نقبل لكم المهانة والمذلة يعد الصولات والجولات والعين الحارة في مواجهة المصائب ، لماذا لم يتشمر البشير ويقدم على تخليص القبيلة من المهانة والهروب من العدالة ، والمتهم برئ حتى تثبت ادانته
ياناس انا ذي البصيرة ام حمد،البشير مامشكلتي ، مشكلتي حاجة هدية البتدعي لولدها صباحاً ومساءً، وبتمشي الحج كل سنة تمسك الحجر الاسود وتطلب من ربنا يحفظوا ويطول في عمروا ويخليهو كاتم نفسنا وفاجقنا سنينا عددا ، في العادةالزول بيمرق من المستشفي مضبلن وحالتو بالبلاء ،ده طلع ذى الثور الهائج ،تقول ركبوا ليهوا اسبيرات رجل آلي . مافي حل غير get rid of alhaja ,وبعدين نشوف قصتو كان جنائية ولا حاجة تانية .
شكراً استاذ فضيلى على هذا الموضوع الإنسيابى المُريح و على الكتابة السهلة السلسة الجاذبة لقارئها ..
فعلاً البون شاسع بين رئيس يأتي إلى سدة الحكم عبر صناديق الاقتراع الحر و بين من سرق الحكم وهو متخندق داخل دبابة فى ليل بهيم .. إنه الفرق بين من يحملون القِيّم النبيلة والاخلاق الفاضلة و بين من يفتقدون القيم السوية من لاأخلاق لهم ..
لكن سيأتى اليوم الذى سيُحاسَب فيه سارقى السُلطة و سيُقتص من القتلة عديمى الاخلاق مهما طال الزمن لأن جرائمهم لا تسقط بالتقادم و لأنه ما ضاع حق وراءه مطالب .. وغداً تشرق شمس الحرية و الإنعتاق و تحرير الوطن من مخطتفيه , و ان غداً لناظره قريب
السودان سيظل يحكمه الابالسة لسنيين وعند الثورة عليهم ستراق دماء كثيرة قربان للتغيير.
السؤال: من منكم يستعد لهذا اليوم؟ وما هو تصوركم لما سيحدث؟ الكرة في ملعبكم لمعالجة السلبيات من خلال نقاش هادف وذلك لبث الحكمة والوعي في ظل ظروف سيخرج فيه صوت المنطق والعقل عن فضائنا وستنتشر الفوضة.
اما البشير فتسليمه لنفسه للجنائية غير وارد وأهل السودان لا يؤيدون ذلك بحكم أن الذي تم ما هو الا صراع شارك وساهم فيه عدة أطراف كما تعلمون.
دا بطل بن بطل
أبوه الرمح الملتهب جومو كنياتا الذى ورد ذكره فى قصيدة أسيا وأفريقيا لتاج السر الحسن وتغنى بها عبد الكريم الكابلى
ابن كنياتا البطل
بالأمس شتم الجنائية كلها وبكره راكب طارته وماشى ليهم وحتشوووفوا حيبشع بيهم كيف وياخد براءته وهو ذاهب ليس من أجل نفسه ولكن من أجل شغبه لأن قرار الجنائية يضر بشعبه ونحن عندنا ناس عاوزه تعيش وان شاء الله نحن نحرق بجاز
قالوا ايه مستهدفننا عشان نحن مسلمين
طيب كنياتا الابن دا انصار سنه
قالوا مسلمين ياريت لو كنتم مسلمين قول وفعل كان ربنا حفظكم وحماكم كما حفظ يونس وهو فى بطن الحوت وابراهيم وهو يلقى به فى النار
وين الاسلام وانتو وين
فراق الطريفى لى جمله
اكربوا حيلكم وسلموا نفسكم للجنائية من أجل شعبكم
كفانا معاناه وتكفيكم متعة ربع قرن وتكفينا نحن معاناة ربع قرن
البشير كبشار الاسد يموت الشعب وتدمر البلاد ويسود الفساد والظلم المهم يكون هو الرئس