مقالات وآراء

اكسروا المناقير والمخالب وانتفوا الريش

محمد حسن شوربجي

من قبل تعلمنا من الغراب كيف نواري سوءاتنا
حين كانت أول جريمة قتل نفس بشرية  بين ابني أدم (الأخوين قابيل وهابيل)،
والآن لابد أن نتعلم كذلك من النسور كيف نولد من جديد.
فعندما يصل النسر  سن الأربعين يقال انه يشيخ ويفقد منقاره قوته،
وتفقد أظافره قدرتها فيصبح من الصعب عليه الإمساك بالفريسة،
فتصبح أجنحته ثقيلة بسبب ازدياد وزن ريشها، وتلتصق بصدره،
ولا يتمكن من الطيران الا بصعوبة شديدة .
فلا يبقى خيار للنسر الا الموت،
او اختيار اجراء عملية تغيير مؤلمة جداً.
فيقوم النسر بالتحليق الى قمة جبل عال ويمعن بضرب منقاره بشدة على الصخر حتى ينكسر، وعندما يبدأ منقاره الجديد بالنمو يقوم بكسر مخالبه كذلك حتى تنمو من جديد،
وبعدها يقوم بنتف ريشه كله وهو في قمة الجبل.
فينمو ريشه الجديد ويقوي جناحه.
ثم يقوم النسر بالتحليق في السماء وكأنه ولد من جديد ليعيش من جديد ثلاثين عاما اخري.
فما أحوجنا كبشر أن نقتضي بالنسور ،
وخاصة في السودان الذي أصبحنا فيه كالنسور الكبيرة التي لا تقوى على الطيران والتحليق في عوالم الحياة ونحن نرى من حولنا كم من  نسور تحلق وتملأ السماء لتنقض على فرائسها.
فكيف يمكن لنا  كسودانيين  أن نتمثل بحالة النسور ونطبقها ،
وكفانا شعورا  بالعجز و التراخي في أعمالنا    وكفانا ركونا  واستسلاما للفقر والمعاناة.
فلا عيب على الإطلاق  أن تمثلنا  بحكاية النسر التي قد  تقودنا الى تغيير كامل.
و البدء مجدداً والانطلاق نحو معابر الحياة.
فالثروات ولله الحمد تملأ كل جنبات وطننا العزيز.
أرض زراعية غنيه وانهار تجري من تحت ارجلنا وخصوبة وكنوز في الجبال وثروات حيوانية يحسدنا عليها العالم كله.
وشعب طيب وقوى وأمين ولكنه أسير عصابات تتلاعب بثرواته.
حقيقة لابد أن نكسر كل المناقير  والمخالب القديمة وننتف كل الريش الهزيل .
لنبدأ من جديد.
فهيا إلى السودان الجديد

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..