الأمطار تفضح سوق الخرطوم المركزي للخضر والفاكهة

الخرطوم: خديجة عبد الرحيم : إن من مقومات جمع السعادة في الحياة بحذافيرها وجعلها تحت قبضة المرء، تمتعه بالصحة والعافية بحسب الحديث النبوي الشريف الذي لخص فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه مقومات الحياة: «من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه وضمن فيه قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»، بيد أن كل من يقدم على شراء طعامه من باحة سوق الخرطوم المركزي للخضر والفاكهة الكائن جنوبي العاصمة يكون في شك من أمر صحته جراء تراجع مستوى صحة البيئة في سائر الأوقات بالسوق التي ضاعفت من مستوى ترديها كمية الأمطار التي ضربت العاصمة في الأيام الماضية، فأحالت باحة السوق إلى بوتقة لتكاثر الذباب والبعوض وكل الهوام التي تجد مرتعاً للتناسل والعيش وسط البيئات المتسخة، كما أن أخطر ما في أمر الوضع البيئي بالسوق المركزي تعلق ما يباع فيه من خضر وفواكه بصحة مرتاديه.
وقد كشفت زيارة لـ «الصحافة» أمس عن مدى تردي مستوى صحة البيئة بالسوق في ظل غياب آليات صحة البيئة وسيارات النظافة، بحسب المستطلعين الذين جأروا بالشكوى من سوء الأوضاع بالسوق، لاسيما عقب هطول أية كمية من الأمطار وإن قل مستواها.
الحال يغني عن السؤال:
يقول تاجر الفواكه مجدي محمد حمزة إن صحة البيئة بالسوق متردية، وإن لسان الحال بالسوق يغني عن السؤال، وإن زيارة أي مسؤول للسوق ستكشف له حجم التردي به. وأضاف أن سيارة النفايات تظهر بالسوق بين الفينة والأخرى، وأنها عند قدومها لا تصل إلى بعض أجزاء السوق من بينها المنطقة التي يوجد بها مجدي الذي ناشد السلطات العمل على تكثيف جهود الوحدة الإدارية والمحلية لإبداء السوق المركزي في ثوب قشيب يسر الناظرين ويبعث على تغلل الطمأنينة في ما يبتاع به من خضر وفواكه وغيره من المأكولات، لجهة أن الإنسان إذا لم يطمئن إلى صحة طعامه فماذا ينتظر؟
بركة مياه بالسوق:
وغير بعيد عن إفادة مجدي تقول سامية دوتة التي تنشط في بيع المكسرات، إن السوق حالته متردية، وإن أكثر ما يزعج بائعات المكسرات وغيرهن من التجار كثرة جيوش الذباب التي تهاجم المعروض من الخضر والفاكهة والمكسرات واللحوم وكل ما يباع بالسوق، وأشارت دوتة إلى وجود بركة كبيرة على مقربة من أماكن عرض الخضر والفواكه والمكسرات لم يتم شفط مائها أو العمل على ردمها رغم وجودها بالسوق لفترة طويلة، وأضافت أن البركة ظلت على حالها في ظل غياب المسؤولين عن الصحة بالمحلية والوحدة الإدارية أو تعاميهم عنها عند زيارتهم إلى السوق. وناشدت ألا يكون هم المسؤولين عن الصحة جمع الرسوم من الباعة والتجار وتجاهل صحة البيئة. وأضافت أن البركة بالسوق تمثل وصمة عار في جبين مكتب الصحة، لأن الأوساخ تتراكم باستمرار خاصة في فترة الأمطار مما يشكل خطراً على صحة البيئة. ولم تنس دوتة إلقاء اللائمة على مسلك بعض تجار الخضر والفاكهة وغيرهم من التجار بالسوق جراء عدم تجميعهم للأوساخ والنفايات خاصتهم في أكياس بل يتركونها متناثرة بالقرب من المتاجر ومناضد العرض، مما يرسم صورة قبيحة عن مستوى تدني صحة البيئة بالسوق الذي يجب أن يكون نظيفاً زاهياً يغري بالشراء وفتح النفس.
تعود وتخلف ونقول «حليل»:
أما تاجر الخضروات عبد الله عبد الرحمن حسن فقد قال إن مسؤولي صحة البيئة بالوحدة الإدارية والمحلية اعتادوا على خلف وعدهم بمجيء آليات مكافحة أسباب الأوبئة والأمراض التي بطلها الأول الذباب الذي وجد مرتعاً خصباً بالسوق المركزي، فتمكن من بسط سيطرته على جميع أرجائه. وأعرب عن توجسه من مغبة أن يصبح السوق المركزي للخضر والفواكه بالخرطوم مصدراً للأمراض وموطناً للأوبئة، وختم بأنه كثيراً ما يوعدهم مسؤولو الصحة بمقدم سيارات حمل النفايات ورش الذباب والبعوض، إلا أن انتظارهم قد طال لتلك الآليات التي شاكل مقدمها مواعيد عرقوب لأخيه بيثرب.
الصحة غائبة:
وعلى صعيد المستهلكين يقول المواطن ابراهيم أبكر إن الصحة غائبة عن السوق المركزي مما قاد إلى تردي الوضع الصحي به، وأضاف أن مجاري الصرف الصحي بالسوق تملأها القاذورات والأوساخ، وأن واجب المسؤولين إيلاء السوق المركزي للخضر واللحوم والفواكه قدراً كبيراً من الاهتمام يرقى لأن يكون في مقدمة الأولويات، إلا أن واقع الحال بالسوق يعكس بجلاء غيابه تماماً عن سلم أولويات السلطات.
من دقنو وافتلو:
ويقول المواطن الشريف عبد اللطيف إن ثمة خوراً أو مجرى للصرف الصحي تضرر منه الباعة قبل المواطنين، وإنه عندما تهب الرياح تنبعث منه روائح كريهة تزعج كل من بالسوق والمارة. وأشار الشريف إلى بعض الممارسات السالبة التي يقدم عليها بعض الباعة مثل رش الخضروات بمياه غير نظيفة، فعوضاً عن تطهيرها تعمل على تلويثها، فعلى الجهات المسؤولة مراقبة صنيع هؤلاء الباعة حماية للمواطنين وضماناً لتوفير غذاء صحي لهم

الصحافة

تعليق واحد

  1. دا المشروع الحضاري

    قتل تشريد تعذيب تدمير سرقة فساد نهب انحلال اخلاقي ابناء سفاح ، ابعاد الناس عن الدين ، فرق تسد ، نشر التشيع ، المحسوبية ، القبلية ، السرقة ، الاختلاسات ، بيع البلد ، التفريط في اراضي البلد ، الثراء الحرام ، النفاق ، الكذب ، التعامل الربوي وتحليل الربا ، (تردي مزري في الخدمات الصحية والاجتماعية ودي من بيان البشير حق الانقلاب)

    بالله عليكم ياناس الانقاذ ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر اكرر ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ماذ تركتم مما حرمه الاسلام وجميع الاديان والاعراف ولم تنفذوه وبعد كدا تتدعوا الدين والاسلام والله والله والله لا تمتون الى الاسلام والمسلمين الا بأسمائكم ولكن بافعالكم اعتقد ان ابليس بطل يرسل جنوده الى السودان لقيامكم بدورهم بدرجة تفوق ما يقوم به ابليس وحيرت ابليس الكبير نفسه ، وان كان ابليس مازال يرسل جنوده فهذا ليس لمحاربة المسلمين ولكن لكي يتعلموا منكم الشر والفساد والمكر واساليب التعذيب ، ياخذوا دورات تدريبية منكم ويمشوا ينفذوها في بلد ثاني
    قاتلكم الله

  2. الكاتبة ربما سمعت وأشك أنها رأت السوق المركزي فهو سوق لم أر في حياتي مكانا أكثر اتساخا منه تتجاور فيه أكوام الأوساخ والفاكهة والخضار وأسراب الذباب وأشياء أخرى تزكم رائحتها الأنوف ولو أنها زارت فعلا السوق لما تحدثت عن بائعات المكسرات ” يكسر راسك ” عن أي مكسرات تتحدثين وهن بائعات ” فول حاجّات “بل هن مكسرات ” قاعدات حارسات الزبائن” بلاش فلسفة كلامية .. المكسرات تعني الجوز واللوز والفستق وأخرى لا تحضرني أسماؤها و…..”المدمس ” وأهم من أسممائها طريقة عرضها التي “تفتح النفس” عند من يعرفون المكسرات “.. فالسوق سوق يحتاج لتكسيره على رؤوس المسئولين عن النظافة..,وربما كان هذا السوق هو الناقل الأول والرسمي للمرض بالعاصمة

  3. السوق المركزى يحتاج الى ردم البرك والمستنقعات
    يعنى عايز صرف قروش والمحليات تعودت تأخذ لكن لا تعطى
    صرف المحليات موجه للحوافز والمنصرفات ونثريات
    لا امل فى اصلاح حالها
    حال السوق المركزى الان تتكرر سنويا ولا حياة لمن تنادى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..