أهم الأخبار والمقالات

مجزرة القيادة تم التدبير لها بإحكام

وائل محجوب

• ما حدث “قبل واثناء وبعد” مجزرة القيادة ومواقع الاعتصامات بالولايات، يؤكد حقيقة واحدة أن هذا العمل كان مخططا ومدبرا بإحكام، وجرى التمهيد والإعداد له بواسطة قيادة عسكرية تملك السلطة الكاملة سعت للإنقضاض على الحكم، وبواسطة عناصر مدنية مهدت له سياسيا في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، وبقوى سياسية من سواقط العهد البائد كانت تمني النفس بجني ثماره، وخلق واقع جديد يقفز فوق الثورة ويحيط بها ويقبر أهدافها وشعاراتها.

• ولا مجال مطلقا للنظر اليه خارج هذا السياق بحسب قناعتي الشخصية، وقد اشتركت في تنفيذه مختلف الجهات العسكرية والأمنية والشرطية وكتائب ظل النظام البائد.

• سبقت مجزرة الاعتصام وتلتها حالة شيطنة للمعتصمين، ومحاولات مستمرة لوصفهم بالخروج عن القيم والعادات والتقاليد وسؤ الاخلاق، ونذكر جميعا سلسلة الافلام القبيحة “خفافيش الظلام” و”الخرطوم تنتحب” وغيرها من الرسائل المقيتة، وحملة كتاب العهد البائد وتحريضهم اليومي للعسكر للتدخل وفض الاعتصام، وما تلى المجزرة من تبرير لها وتشويه وقائعها.
• كما نذكر النشر الممنهج لعمليات القتل والفوضى بشارع النيل، ومن المعلوم قاموا بها كانوا جنودا يتبعون لجهات عسكرية ويتحركون بمركبات عسكرية.

• ونذكر فتح المجال لبقايا النظام البائد وحماية رموزه وقادة مليشياته الحزبية، وإعادة الدفاع الشعبي للحياة بعد حله وفك تجميد حساباته المصرفية قبيل مجازر الاعتصامات، والاجتماعات التعبوية والحشود السياسية في مختلف انحاء الخرطوم وولايات السودان، التي كانت تتم كمحاولات لبناء حاضنة شعبية عبر حشد دعم الإدارات الأهلية والمماطلة في نقل السلطة.
• ونذكر بيان الفريق برهان عقب ساعات من المجزرة، وهو يعلن وقف التفاوض مع الحرية والتغيير، واعلانه عن اتجاه المجلس العسكري لتشكيل حكومة تصريف اعباء لستة أشهر مع “قوى وطنية” وعقد انتخابات عامة..

• وهذه كلها قرائن الإنقلاب وتدابيره.. ما ابطلها الإ تكشف حجم الوحشية عبر بث مباشر من موقع المجزرة، لم يتحسب له الجناة صدم العالم وقاد لرد فعل ورفض دولي كبير وواسع النطاق، ورد الفعل الشعبي والثوري الذي نهض سريعا، واستعاد زمام المبادرة وتوج بمليونيات ٣٠ يونيو غير المسبوقة.

• ما حدث لم يحدث فقط في القيادة، انما كان هجوما متزامنا واسع النطاق على كل مواقع الاعتصامات بمختلف انحاء السودان، بما يجعله سلسلة من الجرائم ضد الانسانية بحسب تعريف القانون الدولي لها بما اشتمل عليه من تخطيط ممنهج، ومن اساليب القتل والتعذيب والانتهاكات والاغتصابات والترويع.

• تصوير ما حدث يوم الثالث من يونيو ٢٠١٩م كمجزرة وقعت فقط في محيط القيادة العامة، وتناسي حقيقة أن هذه المجازر إمتدت في مختلف مواقع الاعتصامات بالولايات، يضعف فكرة التخطيط المنهجي والقيادي الذي يقف وراء تلك المجازر، كما انه يرسل إشارة سالبة عن عدم ايلاء تلك المجازر والانتهاكات التي وقعت فجر ذلك اليوم في مختلف انحاء السودان، حقها المستحق في الشجب والإدانه والمطالبة بملاحقة مرتكبيها وسوقهم لمنصات العدالة.

• هذه المجازر ليست منبتة بل هي إمتداد لمجازر مماثلة أذاقت البلاد الويل خلال عهد الإنقاذ المظلم، وخلفت مئات الالاف من الشهداء والأرامل واليتامى والمعاقين والضحايا بالاغتصابات، وهي جرائم وضعت بلادنا كدولة خارجة على القانون الدولي، ومرتكبة لجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، وكدولة مقيدة ضمن سجل الدول الأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان على مستوى العالم، حتى صارت المظالم جبلا يحجب عن الناس ضوء الشمس، ويغشي عيونهم عن رؤية دولة الحق والعدالة والمحاسبة، بحماية المجرمين واسباغ الحصانة على افعالهم، حتى استيئس الناس من نيل حقوقهم في بلادهم وطلب العدل في الأرض، فرفعوا أكفهم لرب السماء والعدل، وانتظارها من المحكمة الجنائية الدولية.

• ولن نطوي هذه الصفحة المخزية بالإلتفاف، ولن نبارح دولة الاستبداد والقمع والانتهاكات المروعة الإ بالعدالة والمحاسبة والتمسك بدولة القانون وحدها لا سواها، وبالمطالبة الصلبة بتقديم الجناة للعدالة ومعرفة مصائر المفقودين.
…….
المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية، ولشهداء مجازر فض الاعتصام، والطمأنينة والسلام لشهود تلك المجازر.

وائل محجوب

‫10 تعليقات

  1. كلام واضح وضوح الشمس
    اضيف عليه انه لولا الانشقاق الذي حصل بانقلاب الفريق هاشم الذي استعجل قطف الثمار لاسياده او شيوخه كما ذكر هو لكان الوضع الان أسوأ من ما بعد فض الاعتصام
    اختلف لصوص ….. فظهر السارق

  2. الاسلاميين والعسكر يقتلو فى شعوب السودان منذ الاستقلال ويذهبون بيوتهم فى امن وسلام !!

  3. تحليل سليم. خطاب البرهان بعد ساعات من المجزرة ابلغ دليل على ضلوع المجلس العسكري فى التخطيط و التنفيذ. ما لم يعلمه القتلة هو قوة الإرادة الشعبية. القصاص أن أن يشمل مجلس القتلة الاجرامى فهو ناقص.

  4. ولاننسى عملية عذل البلاد وقطع الاتصالات والانترنيت….انا اتهم بل ادين برهاااان وشلته والجانجويدى المجرم حميرررتى وفلول الكيزااان وامن قوش وكتائب المجرم على عثمان والشرطة وجمييييع قوى الظلم والظلام الكيزانية والذى كانوا عبيدا وارزقية للكيزان والامارات والسعودية ومصر وقطر ….وهى دول يغض مضجع عهرها وفسوقها صوت اى ثائر ….العار والشنار لهم جميعا

    1. من المعلوم أن جميع شركات الاتصالات تتبع لجهاز الأمن وفض الاعتصام مخطط له من اول يوم في الاعتصام وحاول أفراد جهاز الأمن تشويه الاعتصام بالزج من أفراد يتبعون لهم لممارسة الرذيلة مع بنات الهوية اللتي يتبعن لجهاز الأمن ونشر الكاندام داخل ساحة الاعتصام ليلا ونشر البنقو وغيره من المخدرات وتصوير تلك المشاهد وبثها علي انها ممارسات المعتصمين وغيره من الأساليب التي يتبعها جهاز الأمن غير الوطني وما مارسه من قتل ويحل واغتصاب ليس بغريب أن يفعل غيره من الافعال

  5. من الذى فض الإعتصام ؟
    الذى فض الإعتصام معروف .
    وهو نفس المجرم ، مُعْتَاد الإجرام ،
    صاحب السوابق الدموية ،
    طِوال سنوات االقتل والإغتصاب ،
    والتشريد ، والإرهاب فى دارفور .
    وقائد مليشيا الجنجويد الهمجيه.
    ولكن ،
    هناك الآن حمله من الكذب ،
    وتزوير الحقائق ،والتلفيق ،
    وتهدف الحملة إلى ” تشتيت الكوره ” !
    والتركيز على مسؤلية الجيش ،
    والأمن ، وقوات كبيره من الشرطه
    عن الفض الإجرامي للإعتصام !!!
    طَيِّبْ،
    من الذى جَهَّزَ المئات من ملابس
    الشرطه بلونها الأزرق المعروف ؟
    ومن الذى وَزَّعَها على الجنجويد ،
    ومن الذى أمرهم بلبسها ؟
    ثُمَّ أمرهم بإطلاق الرصاص الحي ،
    وسَفْك الدماء ؟
    وهَلْ ” حَدَسَ ” ذلك أمام أعْيُن الناس ؟
    أم أنَّهُ ” حَدَسَ ‘’ فى الخيال ؟

  6. ان قحط تعلم بموعد فض الاعتصام والصادق المهدي سحب خيامه وكثير من قادة قحط هربوا قبل بداية المجزرة ..
    طبعا قحط نفسها تريد فض الاعتصام لان المعتصمين كانوا يرددون .. سقطت ما سقطت صابنها .. وقد عجزت عن فض الاعتصام سلميا .. وفي نفس الوقت تريد ان تورط الجيش في ما حصل من مجزرة .. يعني باختصار قحط باعت دم الثوار ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..