
نعم إنها الحقيقة، إن كنت تظن أن مصطلح (شمالي) في السياسة السودانية يخص فقط الجهة الشمالية من السودان، وأنها المسؤولة عن مصائب الوطن العزيز، فإذا كان هذا هو الظن، فهذا الظن يجلب مصائب وبيلة لأنه يعمق من القبلية والجهوية غير الحميدة، نعم غير حميدة لأن هناك جهوية حميدة تعرف بالفيدرالية.
الشمال بقعة جغرافية، والشماليون هم السودانيون الحاليون بعد انفصال الجنوب، حيث كانت توحدهم الثقافة والدين ضد الشعب الجنوبي الذي هو أيضاً كانت توحده فكرة الكفاح والنضال من أجل إخراج ثقافة الشماليين العربية الإسلامية من السياسة، وهي تلك الثقافة الأحادية التي أقصته وجعلته مواطناً من الدرجة الثانية.
لم يشعر الجنوبيون قبل الانفصال بأنهم شعوب وقبائل وجهات إلا بعد الانفصال، فأصابهم مرض التفتيت والانقسامات الأميبية، وهو نفس مرض الدولة الأم التي أعادت إنتاج الأزمة في الجنوب، فبعد الاستقلال والتحرر أتت فرصة سانحة لأن يكون (عربي جوبا) من لغات جنوب السودان، لأن خلفيته العربية ليست مرتبطة بالسلطة وأدوات قهر الدولة، فهو لغة التواصل بين الجنوبيين، وتم تحريره وتجريده من السلطة، وهذه هي السياسة دائماً متحركة وغير ثابتة.
يستلف كثير من رافضي العلمانية مفردة (شماليين) لإدانة الفشل في إدارة الدولة لأفراد بعينهم، وهذا شيء فيه من الخطأ ما لا يغتفر حتى رغم مرور الزمن، يقول السوداني الشمالي إنه متأسف على الانفصال، وإن الوحدة ستعود، لن تعود رعاك الله أيها الشمالي السوداني الذي تقول بلسانك ما لا تستطيع به تطبيق قولك فعلاً بدون العلمانية التي لا تستطيع حتى نطقها بقلبك، ليتساوى بها معك مواطنوك الحاليون من غير المسلمين.
سيقول قائل: لكن هذا ليس ذا شأن، فما زلنا مسلمين ولكننا أفارقة، ولسنا مدعي عروبة، نعم أيها السوداني الشمالي من جميع أنحاء السودان، تلك حجة عليك، لأنك تؤمن بأن الحقوق أساسها العقيدة وليست المواطنة.
(حرية سلام وعدالة) شعار الثورة ينطق قولاً، أمَّا فعلاً فأنت سوداني شمالي، رجل تتزوج أخت مواطن سوداني مثلك، لكنه غير مسلم، وأخته غير مسلمة، كتابية، أما الكتابي السوداني إن أراد أن يكون له الحق بالزواج من أختك كمواطن فأنت أو شخص آخر ستمانع، لأن عقيدة فقهاء السلطان في الدولة تمنع ذلك، رغم عدم وجود نص إلهي بذلك، وهذا ليس شأن الدول العلمانية لكنه تحدي الإسلاموعروبيين الشماليين في جميع الذي (كل أرجائه لنا وطن)، إن وجدتم نصاً إلهياً يحرم ما حرمتموه على غيركم من المواطنين، فإنني ملزم لكم باعتذار.
شيء أخير يجعل السودانيين جميعهم شماليين في التصنيف الذي خضنا فيه باعتبار استقلال الجنوب ونيل حريته المسلوبة بتواطؤ معظم السكان شمالاً، وهو أن المرأة السودانية الشمالية سواء في غرب أو وسط أو جنوب أو شمال السودان، تعتبر نصف مواطن في عرف الشماليين، وهم كما أسلفنا – جميع السودانيين الحاليين بمختلف جهاتهم وقبائلهم – ليس من مصلحتهم تطبيق نظام علماني في السودان حتى لا يفقدوا امتياز الحقوق على أساس العقيدة الذي يجعل أخته نصف مواطن في حق الميراث.
سامح الشيخ
[email protected]
هذا خلط بائن فما المقصود بالشمال والشمال الذى أفسد الحكم واساء إدارة البلاد.. إذا كان المقصود بالشمال ولايتى نهر النيل والشمالية فهذا خطأ شنيع أو تفسير غير مقبول ولا يصلح للتحليل السياىسي . أما الجزيرة أو النيل الأزرق أيام زمان فعلى أى سودانى دين مستحق فهى بقطنها كانت تعالج وتعلم وتحرس وتبنى السودان… وإذا كانت الخرطوم فالمعنية هنا هى الخرطوم العاصمة المؤسسة الحاكمة للسودان حيث الرئيس ينوم والطيارة تقوم.. فالنخب الحاكمة على إختلاف ألوانها هى المعنية والأنظمة العسكرية أو المؤدلجة تاتى على رأسها نوفمبر مايو الإنقاذ.. والإنقاذ في هذا السرد هى الألعن والأشأم ..فى عهدها إنفصل جنوب السودان وصنف السودان لأول مرة في تاريخه دولة راعية للإرهاب و صار الرئيس السودانى مطلوبا فى المحكمة الجنائية الدولية كأول رئيس توجه له تهمة الإبادة وجرائم ضد الإنسانية وهو لا يزال في دست الحكم. وفي عهد الإنقاذ إنتقلت الحرب لأول مرة إلى الشمال في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وكسلا لئن قلنا بأن الشماليين كانوا الأكثر إسهاما في النظم التى مرت على الحكم فذلك يعود لنيلهم التعليم باكرا بل يعود لهم الفضل في نشر التعليم الحديث في ربوع السودان المختلفة ومهما يكن فهم لم يشتركوا كأفراد إنما ضمن منظومات سياسية ايديولوجية مثل غيرهم من أنحاء السودان فما الذى يجمع على عثمان محمد طه بأحمد هرون وعثمان كبر غير التنظيم الإسلاموى أو كبلو بصالح محمود غير الحزب الشيوعى وهلم جرا.حتى لا ننخدع بالشعار فالدين قد لا يوحد فالصومال مثلا ضمن الدول القلائل نسبة الإسلام فيها مائة بالمائة لكنهم يقتتلون فيما بينهم لعقود ولا أمل في نهاية في هذا النفق. ليبيا ومالى أمثلة اخرى.. يقول الصوفية إن الحق والحق لا يتصارعان وإذا تصارع الباطل مع الحق فسرعان ما يصرع الحق الباطل وإذا ما تصارع الباطل مع الباطل فينتصر الباطل الأقوى.
يازول أسمع …
سامح ده حصل قال كلام فارغ من غير تجربة حياتية؟؟؟
أرعى بقيدك!!!!
سامح كلامو صااااح
– “ليس من مصلحتهم تطبيق نظام علماني في السودان حتى لا يفقدوا امتياز الحقوق على أساس العقيدة الذي يجعل أخته نصف مواطن في حق الميراث.”
و من قال أن النظام العلماني (في السودان) سيجعل للأنثى مثل حظ الذكر في الميراث؟ إن قوانين الأحوال الشخصية تخضع لديانة المواطن هذا ما كان عليه الحال منذ الحكم البريطاني و قبل تطبيق قوانين سبتمبر (الشريعة) السارية حتى تاريخه.