من أنتم؟!!

من انتم ؟؟؟

احمد يعقوب / فرنسا
[email][email protected][/email]

لم يمضِ لغياب الشمس سوى قليلا من الزمن و معسكر اللاجئين كبحر لجي ظلمات بعضها فوق بعض! لقد هدأ ضجيج السكان و بدلأ كأن الجميع نيام او قال لهم الله موتوا الا بيتٌ واحد يلوح منه ضوء ضئيل ، كانت حاجة مافيشا تطنطن و هي تعد العشاء في داخل تك الكوخ و تفكر في “الجبراكة ” و مساحات شاسعة تركتها خلفها هرباً من الردى، و تتذكر موسم الدرت ، الاقيق و السبيلي و القندول الني قالت “والله زمان!!!”
وصراخ الاطفال تزداد مع زيادة دخان حطب العُشر، وقف حاج مافيش حاملاً “الكفيتيرا ” ثم وضعها جنب النار لكي يسخن قليلا فيتوضآ ليذهب الى صلاة العشاء. خطر في باله حسابات اليوم فقلبها سريعاً واحصى بضبط و حفظان سبعة اشخاص قد اقترب موعد سداد ديونهم فحبش جيوبه رغم انه يعلم مسبقاً بفراغه ، لانه اعطى اخر الفكة لست الشاي عندما عزم صديقاً غني لم يراه منذ مدة في حين انه كان ينوي لجب بعض الحلوى للصغار لكن الحصل كلو خير و عند حلاوة الونسة اوشك ان يحكى له كرب الزمن لكنه قال نفسة فكك من كترة الشكاوي بعدين الله قال بعض كل ضيق فرج ، و ها هو يعود كعادته خالي الوفاض ثم تذكر سؤال ست الشاي
ـ هو انت اسمك حاج بالميلاد ولا صحيح حجيت؟
ضحك بمقص كالعادة لا يجب على هذا السؤال لكن اليوم . هو في البلد دا الاسم بحتاج لمناسبة و لا عزومة ” سيمايه” ما الناس بيقولو “انت الديهو و نحن نسميهو ” و الحاج و الماج كلهم بسبوا الدين! بأكلو مال اليتيم ، كان اغير قُبال ما يحج “بزني بس”! لكن بعد ما حجا بقي يكتل ناس عديل، لكنه لم يقل هذا بل قال و الله يا اختي كلنا حجاج الحجا في بيت الله حاج ، و الحجا في جبال ام كردوس كمان حاج ، فأبتسم وحده و تحرك قليلا من مكانه قالت له حاجة مافيشا من دون اى مقدمات ما عندنا زيت؟، اجاب “ودّك” برضو مافي! ثم سأل الطفل امه هو احنا آخر مرة اكلنا اللحم متين ؟؟ قالت حاجة مافيشا غير آبه بسؤال ولده لحم اليكسر سونونك ناس بيقلو ارد انت تقول وش ! لحم شنو و الله انت فايك فياقا، ” لكن الطفل الاخر اجاب اخاه بحنية و قال من يوم المطر دقا!!!، هنا تصعّبت على الام كبت حنانها فقالت ” كن دايرين لحم داكو ابوك اسعلو” فقال الاب قبل ان يقع الفأس في الرأس هوي يا عيال احنا سنت جوع اكلنا أي حاجة ـ ترق شجرـ شوال خيش ـ جلد بقر لكن و الله مسيق من دلو و قوي من حبل جلد دا ما ليقينا انتو هسي عندكم الخلطة و شوية بليلة و منظمات ببركت االله قولو الحمدلله ” ثم اضاف و كأنه يحدث مافيشا و ليس العيال كان في الستينات ابان الاستقلال خطب فينا “اوو يايي” و قال “و الله لو سكتو على ظلم الحاكم ـ يوم من الايام راس تور الشين دا يبقا بخمس قروش” فقال في نفسه و هو ينظر لابنه مافيش و الله اوو يايي ما كضب اليوم كيلو اللحمة بقي بخمسين جنيه و رأس التور تضاعفت 100مرة على الخمس قروش القالو ، كان مافيش جالس قرب النار يطالع بنيه وحدة حرف الحاء درس اليوم “حاء حاكم ” “حاء حمار” “حاء حكمة” “حاء حلم” راء ان الحلم و الحكمة يناسبه لكنه استبعد ان يكون حاكم او حمار ، قال في نفسه الحمدلله لولا الحرب ما كان عرفنا المستشفي و المدرسة، مافيش عمره سيكون في القريب العاجل 24 سنة ولا غرابة انه يدرس في الصف الاول مافيش لم يكن ابداً الابن المدلل للزوج مافيش كما انه لم يكن البكر و لا الاخير كان من بين عشرات البنون و البنات يحملون دم حاج مافيش ،اما ابننا البار مافيش كان الفز من بيت اخوته لا ينام الا القليل كان يكدح في حياته لضمان اثنين او لهما ان لا يرى اخوته الصغار ما رءاه و ابناءه كذلك ان شاء يد القدر، و الثاني حفظ وصية امه الحيفاء ،
و اليكم بوصية ولدته :ـ1 يا ولدي لو قريت ماتبقي ضابط لانوا الضباط بقي يقتل اهله بدل ما يحميهم 2 و ما تبقي سياسي لا نو السياسة نفاق البيقولو في الصباح بينكرو في المساء 3 الاستاذ احمق و متعصب 4 الامام كضاب يقول شئ ويفعل شئ !5 المحامي محتال و معرص 6 القاضي ظالم 7 المهندس خراب بشيل بيوت الفقارا و بيبني عمارات8 الميكنيكى اخلاقو تعبان 9 والوالي اعوذ بالله منو 10 كان دير اقول ليك ابقي دكتور لكن لم شفت غلاة الدواء في الصيدلية قلت لا !
يا ولد انا عايزك تبقي جادي وناجح في حياتك و تبقي من حماة الوطن مهما ما كان وظيفتك ، كان الراديو موزون على اذاعة لندن عندما جهزت العشاء، لكنه يصدر شقشقة اكثر من الصوت لانه يعيش في اوان لم يكن اوانه قد نالت منها الارضا نسيبه ايضاً …. هنا لندن نشرة اخبار السادسة…… جلسوا يتناولون العشاء التى لا تكفى على فرد واحد في بعض المدن الراقية، و حاجة مافيشا لا تتوقف عن الكلام ابداً الله اكبرعليهم!! الله يختهم في نار جهنم القتونا فيه دا!!! الله يكوهم كوي!!!! الله يضرهم زى ما ضرونا!!!!! قال له حاج مافيش ما مراءة انتي ما عندك شغلة ديل ما بسمعو كلمك دا ـ همة وين و انت وين !اراد حاج مافيش تغير حديث السب و الشتم فقال اسمع المذيع بيتكلم عن الانتخابات النزيهة ، فقالت انتخابات دا نعرف معناه انو كل سنه يجي نفس الريس!!! لكن نزيهة دا شنو؟؟ فقال حاج ما فيش هاي يا خميسي شوف ليك زرع فقوس! ولا اخير ليك شيل فاس حطب نزيهة دي ما قدرك ، انت انتخابات ما عرفتي معناه داير تعرفي معني نزيهة ، كان حاج مافيش مثقف و ملم بأخبار الدنيا لابد ان يسمع اخبار لندن على الاقل اربعة مرات في اليوم كان لا يقتنع بإذاعة امدرمان و يرى انه مجرد اكاذيب فقط ! لقد تابع بشقف مجرى الربيع العربي و كل الاحداث التى جرت مآخرا و بالأخص ثورة ليبيا و مقتل القدافي كان القدافي في نظره بطل لا يهزم ابداً لقد استبعد التغير في ليبيا و غالطه الكل في جدل حاد حجته ان ليس ثمة شخص آخر يمتلك عقل و مقدرات القدافي لكن اليوم اقتنع ان الترب اكل لحمه وبما ان دور سنتو عدى و فات فلا شك على موته . و عندما قام ذاهباً الى الجامع كان يراجع خطاب القدافي القوي من انتم ـ جرزان ـ حشرات، فسأل نفسه صحيح من نحن ؟؟؟؟ و خُيل له ان القدافي خاطب الشعب الليبي لفظا لكنه كان يقصد الشعب السوداني معناً و اصتلاحاً و هو في طريقه تذكر انه لم يغتسل منذ البارحه رغم انه صلي كل الصوات الا انه لن يعود ادراجه الى البيت ليقوم بالواجب بل واصل تقدمه كان يومن بوم القيامة ولا يومن!! ويسمع اقوال الناس ان “الاجر تلقيت” و “النصيحة نور” لكن ما كان يهمه في مداومة الصلوات و حضور الجماعة تلك الحديث التى تقول في ما معناه اذا رأيتم رجُل يرتاد المساجد فأشهدو له الايمان و دخل حاج ما فيش الجامع تركناه مصتفاً في الصف الامامي قرب الامام رغم نجاسته .

تعليق واحد

  1. والله ياودالخاله الله يكرمك ،والله انتى سودانى اصيل ومعتق ،الله يكرمك والله اسلوب سمح خلاص

  2. ياكوز يا مسطح وفعلا انت مسطح .. يعنى فى شنو ما واضح بل الجميل بان هذا الشاب يمتاك ملكة ابداعية رفعيعة جدا ولا يقل عن اى من المؤلفبن والقاصين فى شيى .. والاحلى وهو ميزة الطرفة والسخرية التى يتميز بها اسلوبة .. اما انت ياكوز فدى مشكلتك مع اخرين كثر ( يدعون بانهم لا يعرفون لهجات بقية انحاء السودان وحاجة تحير بجد فهذا الراجل على ما اعتقد كتب هذة القصة (بلسان الشخوص المتخيلين فى القصة وهى بلهجة اهل دارفور الغنية بالطرفة ..

  3. شكراً كتير يا [ياسر الزبير] و الله يكرمك انت كمان، تعرف اول مرة القي زول يعترف بأصالتي رغم اني مصدي !! و الكوز التضيق دا لازم يستحم علشان يفهم . وصدق من سمي نفسه تباً للجهل و العنصرية و تباً للذين يصلون بالنجاسة ……..

  4. الجرزان هم أمثال من يسأل مثل هذا السؤال
    الله ينصركم يا أهلي الصابرين في المعسكرات
    الغد أحاى بأذن الله

  5. يا عطوى انته بتشرح شنو ولى منو

    لقد اسمعت اذناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى

    ولو نارا نفخت بها اضاءةولكن انت تنفخ فى رمادا

    ده ولدو فى الراهبات مالو ومال (ولدامى) ولمن تنادى واحده من الخالات بى يمه وتقول ليك

    (تيمك العافيه ولدى)، ويا محمد يعقوب منتظرين جديدك وجديدك كان ما متزوج.

  6. قريت الكلام عادي وخلاص كن حا شوف حاجة تانية .. وفجاة لقيت تعليقات غريبة .. شي مافاهمين حاجة وشي شنو داك وكوز مقدود..

    احمد يعقوب لا تتوقف .. ابدا ابدا .. ولا تهتم الا بالتجويد.. ولو لم ترد على الكوز المقدود كنت حانبسط منك اكتر لكن مافي عوجة برضو….

    حليل زمن بيقرا العرابي والشراقي والجنوبي والمالى قي مدرسة واحدة ولو كان امهم وابوهم في اقليم اخر عشان الطالب يكمل قرايتو عارف شنو معني (فاشر كسلا حلفا دمازين) والله يجازي الكون فهم الكوز المقدود المسكين ضحية حاجة ما بيغرفها

    و………….
    الى الامام

  7. ربما حاج مافيش كان طاهر القلب طيب السريرة تقبل الله منه وضؤه غسلا وكثيرون غيره يرتادون المساجد بلباس من حرير وغسل وحمام ساونة كمان بس ايايديهم ملتخة بالدماء وحاجات تانية ربما حاج مافيش بكا اهواله ينام غرير العين وصاحب السلطان لايجد للعين مضجعا

  8. أكتب وأكتب وأكتب ,, أروع الأدب ما حكى عن الواقع بلا رتوش ,,, لا تهتم بدعاة الدعارات اللغوية من كناية وتورية وسترة وغطا ولباس مهترئ لمومس سياسية ,, خليك كدا بسيط وعميق ومتأمل !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..