المقالات والآراء

محمد طه .. حكاية وحكايات

تراســـيم..

محمد طه .. حكاية وحكايات

عبد الباقي الظافر

في إحدى ساحات المحاكم التي كثيرًا ما كان يتردد عليها الأستاذ محمد طه محمد أحمد (متهمًا) في قضايا النشر الصحفي كانت هنالك عين رسمية ترقبه بعين الرضاء والاستحسان.. بعد كثير من التردد اقترب الصول من الصحافي وهمس في أذنه (عارف يا أستاذ أنا من المعجبين بيك لأنك بتقول للأعور أعور في عينه) نظر (ود جنقال) إلى المعجب مليًا ورد عليه بحكمة مليئة بالسخرية ( وأنا ذاتى أعور) بالطبع لم يكن محمد طه أعور ولكن به حول لم يكن بحاجة إلا لعملية تصحيح بصر يسيرة ولكن نفس محمد طه لم تكن تهتم لمثل هذه الصغائر . كان محمد طه منذ نعومة أظفاره صاحب مدرسة متميزة.. تنقل الصبي مابين القرير موطن الأسرة وحلفا مكان عمل والده.. أقرانه كانت تشدهم ملاهي الصبا.. ومحمد الصغير مولع بالقراءة يلتهم الكتب.. يجالس الكبار ويلاحقهم بالأسئلة الصعبة.. في جامعة الخرطوم اختار محمد طه الأديب دراسة القانون وتجاوز الآداب.. ما بين اليمين واليسار اختار الاتجاه الإسلامى.. فكان نجم صحيفة آخر لحظة الحائطية.. نشط في أركان النقاش وكان صانع ألعاب وهدافًا ماهرًا.. يقارع بالحجة ويستعين بالأدب ويستلهم من السيرة.. عندما ينتهي الليل يلتحف الأرض ويتغطى ببقايا ثوب (دمورية) به شيء من بقايا الدعاية الانتخابية.. يوم الجمعة يقطع ود جنقال شارع النيل ليسبح في (بحر ازرق ) . بُعيد التخرج وجد محمد طه نفسه مستشارًا في ديوان النائب العام.. ضيق الوظيفة الحكومية ما كان ليسع الشاب الثائر.. ترك الديوان أو تركه الديوان ولكنه ذهب إلى شارع الجماهير.. كل زاده قلمه الموهوب ولسانه الطويل.. في الراية كان صفحة.. في صحافة الديمقراطية كان رأيًا.. وبعد الإنقاذ حينما اقبل(الإخوان) على الغنائم.. وأصبح منهم الأمراء والوزراء.. جلس محمد طه بعيدًا في ضاحية كوبر .. عاد محمد إلى أهله يا سادة.. تزوج إحدى قريباته .. صدق الذات ومصالحة الثوار كانت بعض من ذريته.. رماح وروعة أبطال مسلسل صحراوي.. الخميني والرنتيسى بعض من الإسلام الثائر.. وبعد ان هدأ الثائر قليلاً جاءت الوفاق وهي الصبية التي لم ينجبها محمد طه من ظهره.. الوفاق كانت محطة مهمة في حياة محمد طه .. بناها قشة قشة .. سقفها من العرش البلدي ..مكاتبها من دلالة امدرمان.. كتابها أصحاب مواهب تبحث عن نوافذ.. محمد طه مثل العابد يغلق بابه.. يظل يكتب ويكتب ويصيح في الناس إنما يأكل الذئب من الأغنام القاصية.. عاتبه صديق لأن يشقى ليبني صحيفة ناجحة رد المثابر ( لم تعد المنابر تحملني) وكان يردد دائمًا اللهم لا تعطني حملاً خفيفًا ولكن امنحنى ظهرًا قويًا . كانت الخرطوم تمطر على غير عادتها .. توقفت كعادتي مساءً على الوفاق .. محمد طه أرسل صحيفته إلى المطبعة أصيلاً.. أفرط محمد طه احتفاءً بضيف.. اهتمام محمد طه بالرجل جعلني أحدق في الغريب مليًا ..أخيرًا أدركت ان ضيف محمد طه هو الأستاذ الكبير أحمد عثمان مكي نجم الإسلاميين المقيم بأمريكا .. وان محمد وأحمد .. بكل تاريخهما الحركي كانا بحاجة إلى دابة تنقلهما إلى ديار حسن مكي.. أخذتهما بسيارتي الحكومية إلى منزل الدكتور حسن مكي بجامعة إفريقيا العالمية.. أحسست ان وجودي سيفقد الجلسة بعض متعتها انسحبت كارهًا.. ومازال ذهني مشغولاً ماذا دار في تلك الأمسية بين أولاد المكي وود جنقال . ذات نهار زاره رجل أعمال شغل الناس حينًا من الدهر.. وحمل اليه باعتباره احد رؤساء التحرير هدية فاخرة عبارة عن جهاز هاتف خلوي.. ووقتها كان الموبايل هدية تسر الناظرين.. ردها محمد طه ببعض غلظة واقبل عليها آخرون.. وكأن محمد طه كان ينظر إلى ما وراء الهدية . محمد طه حكاية غريبة ومثيرة .. كان ثريًا ولكنه يعيش بين الفقراء.. صحافيًا يبحث عن المعلومة ولا يحمل هاتفًا جوالاً.. ليس له بين الساسة صديق دائم .. قلم محمد كل يوم في شأن.. رغم ذلك كان محمد طه نبيلاً ووفيًا وشجاعًا.. لم تنته رواية محمد طه بإصدار حكم الإعدام على قتلته.. هؤلاء( البؤساء) ذبحوه وقطعوه ولكنهم قطعًا لم يعرفوه جيدًا .. ولكن ثمة سؤال يؤرقني من اصدر فتوى تغييب محمد طه؟. .. قائمة أعداء محمد طه طويلة فيا من تُرى كتب سيناريو الرحيل المُر؟

التيار

تعليق واحد

  1. ينصر دينك ..
    أذكر وانافي مرحلة الثانوي كنت مولع بكتابات محمد طه ومن المعجبين به وكنت حريص على شراء صحيفته (الوفاق) .. وبفقده صراحة فقدت الصحافة السودانية يراعاً نضراً وعقلاً فذاً .. أما قتلته فهم يحسون بالدونية والنقصان رغم ان الذي كتبه فيهم صحيح ميه في المية ..
    رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفقياً ..
    وجعل النار لقتلته مع الكفار والمنافقين ..
    آمين يارب العالمين ..

  2. ههههههههههههه
    حلوة بسيارتي الحكومية !!!!!!!!!
    والله شكلك مستمتع بسيارتك الحكومية واللا بحكومتك السيارية …. ههههههه
    ونحنا المتغربين وما كنا بنحلم بسيارتنا الحكومية
    ههههههههه
    سبحان الله
    يبدو انك ومن خلال متابعتي لكتاباتك تحاول أن تجد لك موطأ في عالم الصحافة ولكنك تائه وقد ضللت الطريق ولكنه يبدو بسبب سيارتك الحكومية (هههههه)
    يا لسخرية القدر وهو الذي أضحكتني سخريته
    وأمثالك لسان طويل ممدود في وجهنا كنايه عن سخرية ممتدة

  3. الذي افتي بقتل محمد طه هم القطط السمان الذين قتلواا مجموعه مقدره من الشعب السوداني . خيرة ابناء القوات المسلحه السودانيه وفي رمضان ثمانيه وعشرون نفسا زكيه. الذين قتلوا طلاب الجامعات في معسكر العيلفون ما يربو علي ال70 نفسا بريئه
    الذين قتلوا اهل الجنوب ليغتنوا بعدما كانوال في فاقه وضيق عيش وبنوا العمارات السوامق والمجمعات والمساجد التي بنيت بقرض علي اكتاف وعرق شعب السودان لتكون محل تباهي (مجمع الشيخ العارف بالله والد رئيسنا العابد الزاهد الذي يضاهي قي عدله العمرين عمر بن الخطاب وعمر ابن عبد العزيز نعم رئيس شعبه محروم من الكساء والدواء ويسكن العراء في مخيمات البؤس وهو يبني في المساجد(بئر معطلة وقصر مشيد) بقروض تاخذ من مال اليتامي والمحرومين (ثلاثمائة مليون دولار) اخذت كقرض من البنك الاسلامي للتنميه في جده لا لتبني بها اعشاش لتقي البؤساء من شعبه شر الحر والبرد في المعسكرات ولا اخذت لتدعم الفقراء في العلاج المجاني ولكن اخذت لان امير المؤمنين في سدة الاماره يريد ان يبني لابيه مجمعا يباهي به مسجد الملك الحسن الثاني في الرباط ومسجد السلطان احمد في استانبول0
    هؤلاء هم الذين قتلوه حينما بدا يتحدث عن انه سوف يقدم ملفات الفساد وتبييض الاموال التي انغمس فيها الكبار وحموها وادخلوها جيوبهم الكبار الكبار0 الاموال المنهوبه بواسطة جماعات ( الجلا جلا) الذين اصبحوا فيما بعد من كبار الشخصيات التي تنتمي الي حزب السلطه ومنهم من ادخل في المجلس الوطني الانتقالي الاسبق.
    قتله الكبار حينما بدا يتلمس الريش الذي علي رؤسهم قتله الذين خططوا لقتل رئيس الدولة الجاره والتي بسبب هذه المحاولة الفاشله لقتل رئيسها صارت تبتز هؤلاء الكبار الصغار وتفعل ما تريد بمقدرات شعبنا المغلوب علي امره ولكي يرضوها قدموا لها ملايين الهكتارات من اراضي الشعب السوداني بدون مقابل غير انه عربون لتسكت عن فعلهم القبيح واخرها مليون فدان في مشروع الجزيره الذي ربما سحبوا ملكية الحواشات فيه من المزارعين البؤساء وقدموها في طبق من ذهب الي الجاره المبتزه.0
    قتله الذين ساهموا في البلة الحادثه الان التي ربما قسمت السودان الي دويلات0
    قتله المتخمين المتجبرين والبسوها لهؤلاء البؤساء من اطراف المدينه0

  4. الماده المكتوبة بحذق ومهاره وبطريق عرض مؤثرة ماكانت تستحق منك اذلك التعليق البايخ البائس ياعمر عابدين .. ليه كده ؟

  5. المرحوم مره كتب مقال ادبى .. وقابله الصادق المهدى فى مناسبه واشاد بكتابته الادبيه ونصحه بالمداومه على الكتابه الادبيه ..وكان المرحوم حاضر البديهة ورد على السيد الصادق ….. انا الادب ما بخليهو وقلة الدب ما بخليها …. رحمه الله رحمة واسعه فقد كان اسلامى حقيقى لم تتلوث اياديه بأموال الحرام .. وذهب شهيدا الى ربه .. هكذا رحلة الحياه قصيره ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..