الدولة المدنية والوحدة الوطنية

كلام الناس
الدولة المدنية والوحدة الوطنية
نور الدين مدني
* أصبحت القضية الجوهرية التي تشغل بال اولي الامر في الحكومة والمعارضة هى معركة تقرير مصير الجنوب التي من المقرر ان يتم استفتاء حوله العام القادم.
* لم نكن في حاجة الى مثل هذا الأمر الذي يهدد وحدة السودان ووجوده كوطن مستقر في حال اختيار ابناء الجنوب الانفصال ولكنها السياسة التي تبنتها الانقاذ خاصة في سنواتها الأولى التي حولت فيها الحرب الأهلية الى حرب جهادية قبل ان يتفق قادتها مع الحركة الشعبية في نيفاشا 2005م.
* نعلم ان المرارات والمظالم قديمة وهى ليست حصرا على ابناء الجنوب فكما قال عزيزنا الراحل أروك طون ابان زيارته للولاية الشمالية ان ا ابناء الشمالية تنقصهم الغابة لكى يتمردوا، نفس الحال ينطبق وربما بصورة اكبر على ابناء الشرق..
* كما ان المركز الذي يتهمه من يرون انهم مهمشون ليس مركزا جهويا او قبليا، وظلت الحكومات التي تحكم من المركز تمثل كل الوان الطيف الاثني والاجتماعي في بلادنا، ولكنها السياسات وتطبيقاتها الشائهة التي عمقت الفجوة بين المركز وكل الولايات الاخرى.
* ظللنا ننبه دائما الى ان المشكلة ليست مشكلة الجنوب وحده ولا حتى دارفور ولا الشرق وانما هى مشكلة السودان كله, وكان ينبغي ان تعالج قضية حكم السودان عبر اتفاق قومي وليس على هدى اجندة حزبية مكنت للمتنفذين في مفاصل الحكم واقصت الآخرين ومازالت.
* صحيح حدث تطور واضح في المسار السياسي خاصة بعد اتفاقات السلام التي وقعت ولكن ظلت اقلية مسيطرة على حزب المؤتمر الوطني وبالتالي على شؤون الحكم تجير الامر كله لصالح تمكين التمكين في السلطة والثروة ولو على حساب الوطن والمواطنين.
* ان فكرة الدولة المدنية التي بدأت تطرح وسط قيادات إسلامية مستنيرة هى المخرج السلمي لكل الازمات القائمة كما انها تحفظ لكل المواطنين بما فيها حقوقهم العقدية بلا هيمنة او اكراه او عنف غير مبرر في كل الحالات, وانها وهذا هو الأهم تعزز التعايش السلمي بين المواطنين بمختلف معتقداتهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية.
* ان الانفصال ? مع احترامنا لحق ابناء الجنوب في تقرير مصيرهم- يعني تشظي السودان وعدم الإستقرار في كل ربوعه، بل يهزم ما يراه أهل المؤتمر الوطني انه تطبيق اسلامي لانه فشل في تحقيق السلام الاجتماعي والتعايش مع الآخرين من ابناء الوطن مسلمين وغير مسلمين.
السوداني