هل يموت البشير لكي تعود حلايب !!؟؟

هل حلايب سودانية ؟
رغم بداهة الإجابة علي السؤال أعلاه، إلا أنه السؤال الأكثر طرقا بعد الأحاديث عن الأزمات الإقتصادية المتوالية في الوسائط الإجتماعية خصوصا بين الشباب.
دون طرق علي الكثير من مسلمات الجغرافيا والتاريخ التي أوسعت فحصا وتمحيصا بسودانية حلايب فحلايب سودانية حتي آخر ذرة رمل فيها. مما يجرنا لمواجهة السؤال التالي;
هل حلايب منطقة سودانية محتلة ؟
هذا السؤال وبغض النظر عن إجابته فهو كاشف لعورة نظام البشير ومنهجية تخبطه في إدارة ملف حلايب وبإمتياز.
فإذا كانت حلايب محتلة فلماذا لم يراوح نظام البشير مكانه منذ منتصف التسعينات وحتي الآن لمدافعه قوات تحتل أراضي في الأصل خاضعة للسيادة السودانية !؟
وإذا لم تكن حلايب محتلة فلماذا يتباري مسؤولونا -غير المسؤلين بتاتا- بإطلاق التصريحات وإصدار البيانات وتجديد الشكاوي في المنظمات الدولية !؟
أزمة حلايب ليست وليدة اليوم وليست حدثا عارضا كأزمة المحروقات أو أزمة الدواء أو أزمة السكر أو إختر ما شئت فواقع الحال ينبئك أن حياتنا اليوم ليست إلا إدارة للأزمات. الأزمة رغم عدم منطقيتها إلا أنا بحاجه لقليل من المنطق حتي تنتهي الي غير رجعة. ولكن ببساطه حتي تكون لأفكاري نصيبا من التفهم والإدراك فإني أبسط الأزمة كالآتي:
1. في منتصف 1989 إستولي العقيد البشير علي السلطة بتخطيط وتدبير التيار الإسلامي بإنقلابهم المشئوم علي حكومة الصادق المهدي.
2. النظام الجديد في السودان وبعد إتضاح ملامحه في بداية التسعينات وسياساته وشعاراته الأيدلوجية التي ناصبت كثير من دول العالم العداء -أمريكا روسيا قد دني عذابها- ثم رجع يزحف علي بطنه ليستجدي رضاهم، لم يستثني مصر
3. مصر ورئيسها حسني مبارك لم تكن لتترك النظام الجديد يرتع في حدودها الجنوبية ويخلق خميرة عكننة وحاضنة للإسلاميين في واحدة من أشد فترات المواجهة عنفا معهم داخليا.
4. نظام البشير ممثلا في علي عثمان محمد طه وقيادات أمنية أخري يخطط ويمول محاولة لإغتيال حسني مبارك في أديس ابابا في 1995 ويفشل كما يفشل في كل شئ.
5. النظام المصري يكتشف المؤامرة والجيش المصري يتوثب ليكتسح هؤلاء المتآمرين ليقتص لرئيسه وقائد قواته المسلحة لولا تدخلات عربية عاجلة.
6. الجيش المصري يفرغ ثورته في مثلث حلايب وشلاتين ويحتله عنوة وإقتدارا مصحوبا بإنسحاب القوات السودانية وإلتزام النظام السوداني بسياسة -عدم الفرفرة-
7. مصر تتقدم في سياسة التمصير للمنطقة بينما السودان يتقدم بالشكاوي أينما وجد الي ذلك سبيلا
8. مصر ترفض التفاوض والتحكيم الدولي وذلك معلوم الأسباب والدوافع بينما السودان يرفض الإستفتاء وذلك ليقينه أن السودانين هناك سينحازون الي ال10 رغفيات أم جنية في الشمال بدلا من الرغيفة أم جنية في الجنوب.
وأختم هنا بجملة أضحكت جميع الحضور ذات جلسة ما لأحد رواد مقهي الصائم في ود مدني، الذي أنصت لكل المتحاورين في قضية حلايب ثم أفتاهم فقال:
إذا كان المصريين محتلين حلايب عشان جماعتنا حاولوا يغتالوا رئيسهم وفشلو، يبقي خلاص هم يطلعو من حلايب ونخليهم يحاولو يغتالو رئيسنا ونكون حبايب..
ويا صابت يا خابت.