الخروج من الأزمة!!

تميز أسلوب الحكم في بلادنا العربية والإفريقية بما يعرف بالانقلابات العسكرية وحتى تلك الدول التي لم يحدث فيها ذلك النمط من الحكم، تحكم بأسلوب أقرب ما يكون إلى القبضة العسكرية منها إلى أي نظام آخر..!!
الأنظمة الملكية نجدها أكثر قرباً من الأنظمة العسكرية في المنطقة، إلا إذا أرادت أمريكا غير ذلك، وقد حدث هذا في حالات عديدة، فالعراق مثلاً كان الأقرب إلى الأنظمة الملكية منها إلى أي نظام آخر في المنطقة وكذلك النظام السوري، ولكن وجه الغرابة يظهر جلياً في العلاقة بين سوريا والعراق..!!
ودارت الدائرة على العراق وتدور الآن على سوريا رغم المكانة التي كانت الدولتان تتمتعان بها، وقاد ويقود الحملة عليهما ذات الأنظمة التي كانت تمولها وتغدق عليها!!
وبين هذا وذاك اختفت الحقيقة، وأخذت الشعوب تبحث عنها وتنبش في جبل الأكاذيب الذي حل مكان مكانها!!
الأنظمة القمعية عسكرية كانت أم ملكية أو حتى مدنية تحت عسكرتها دائماً ما تقوم بإجراء عمليات خطيرة في مجتمعاتها وهي الهبوط بالوعي الاجتماعي والسياسي إلى أدنى المستويات، وسبب هذا التعتيم الإعلامي والخطاب السياسي الأوحد الذي يشكل جبل الأكاذيب الذي جثم على كاهل الحقيقة فأخفاها عن الأنظار..!!
وأسلوب إخفاء الحقيقة أسلوب قديم، وقد قامت عليه الدولة الأموية، فقد تمت مبايعة معاوية بخدعة ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا يجرى حكم بلادنا بناً على الخدعة، ممثلة في انقلاب عسكري أو انتخابات مزورة!!
حتى إن الخدعة بلغت مرحلة أن يتم تعيين الشخص المراد تعيينه ثم بعد ذلك تتم عملية الخدعة التي تسمى انتخابات حرة، وقد تمادت بعض الأنظمة في الخداع إلى ما هو فوق البشر إلى خالق البشر ليعلنوا أنهم إنما يحكمون بما أنزل الله ويطبقون شرعه!!
فالنظام الذي قفز على الحكم بواسطة البندقية مهما حاول دمقرطتها يجد نفسه في حاجة إليها، فهي حارس الكذبة الأمين، الذي يحيط بالحقيقة من كل الجوانب ويخفيها عن الأنظار!!
والصداقة مع البندقية تعني عداء الشعوب، فهي تتحول إلى عدو في حين أن دورها ينصب أساساً لحمايتها، فهي في هذه الحالة لا تدافع عن الشعوب بقدرما تدافع عن النظام الذي أتت به، وهنا تحدث الكارثة، فالدفاع عن الشعوب يتمثل في الحفاظ على حدودها السياسية، وحين تنحرف البندقية عن دورها الحقيقي تتغير هذه الحدود وتنتقص الأرض من أطرافها، ألم يحدث ذلك في السودان حين انفصل الجنوب والذي طمع في مزيد من أراضي الشمال؟! ألم يظهر مصطلح الجنوبيون الجدد» بعد انفصال الجنوب، يحدث كل هذا والبندقية تحمي جبل الأكاذيب الذي جثم على الحقيقة وغطاها فضاعت وتفرق دمها بين عسكر وقبائل وعنصرية!!
كيف الخروج من الأزمة؟! للخروج من الأزمة يجب أولاً أن يعترف النظام الحاكم بأن هناك أزمة يجب حلها، ولا يتبع أسلوب فرعون الذي كلما ضاق شعبه يخاطبه «وما أهديكم إلا سبل الرشاد».. مهمة صعبة حقاً إقناع النظام بأن هناك أزمة.
وحين يحدث مثل هذا الاقتناع فذلك يعني أن تسعين في المائة من الأزمة قد حُل!!
هل ينتظر النظام نهاية أمره حتى يقول ما قاله فرعون حين أحيط به «آمنت برب موسى وهارون»؟! حينها لن يجدي الإيمان، ولن ينجو النظام ببدنه كما فرعون فتلك كانت عظة لمن يأتي بعد فرعون حتى لا يتفرعن!!
وللخروج من الأزمة يجب مصالحة الشعب، ألا يذكر النظام أول أعوامه كيف صبر الشعب على لقيمات يصرفهن بالبطاقة، وعلى أويقيات سكر يصرفهن كل أسبوع، حتى وهن عظمه واشتعل رأسه شيباً في ربع قرن، صبر وأنتج الغذاء وحقق شعار نأكل مما نزرع وتلكم كانت بيضة الديك، وبعدها دخل المزارع السجن واندثرت المشروعات الزراعية وتوقف الناقل الإستراتيجي «السكة الحديد» وعاش السودان وشعبه معيشة ضنكا!!
والمصالحة مع الشعب تتم بتشكيل حكومة تخدم هذا الشعب، وقد فشلت في تحقيق هذا الحلم كل الحكومات عسكرية كانت أم قومية أم حزبية، كل هذه التشكيلات عجزت عن مصالحة الشعب الذي تحكمه، فلماذا نتجاهل هذه الحقيقة ونغطيها بأكاليل من الأكاذيب في حين أن أياً منها أكذوبة كبرى!!
والحقيقة التي تغطيها الأكاذيب هي مصالحة الشعب وهذه لا تتم إلا بتشكيل حكومة كفاءات، أي ما يعرف بحكومة التكنوقراط، فالتكنوقراط يعتمدون على حقائق علمية لا أكاذيب سياسية أو قبضة أمنية، تكنوقراط يعيدون البنيات الأساسية ويرفعون مستوى الخدمات حتى يستطيع أهل المعرفة الحكم، من يستطيع حكم أطلال دولة؟!
أما الموت فهو الأمر الذي نفر منه جميعاً كما بين لنا المولى عز وجل، وما نفر منه لا نحدد كيفية حدوثه، فهذا خارج نطاق قدراتنا!!
حل الأزمة يبدأ بالأيمان بأن هناك أزمة، ومن ثم يبدأ الحل بالمصالحة مع الشعب بتشكيل حكومة تتيح له العمل الشريف تجعل الغذاء والعلاج والتعليم على قمة الأولويات!!
[email][email protected][/email]
صدام حسين _ طه يس رمضان – طارق عزيز مدنيون وليسوا عساكر وخدموا العراق والشعب العراقي في عهدهم كان يعيش رغد عيش وطمانينة وكل الخدمات تقدم اليهم وفوق هذا حافظوا على وحدة العراق وثرواته ضد الفرس والصهاينة والامبريالية .. والعراق في عهدهم أزعج الأمريكان مما دفعهم لغزوه وتدميره ..
(وأسلوب إخفاء الحقيقة أسلوب قديم، وقد قامت عليه الدولة الأموية، فقد تمت مبايعة معاوية بخدعة ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا يجرى حكم بلادنا بناً على الخدعة، ممثلة في انقلاب عسكري أو انتخابات مزورة!!)
هذه هي الحقيقة!!
يا سلام عليك يا دكتور فقد أصبت كبد الحقيقة المخفية منذ العصر الأموي إلى عصابة الانقاذ التي أقرت معجبة بالميكافيلية الأموية وسارت عليها حسب تصريح مجذوب الخليفة قبل موته.