مقالات سياسية

ما الغريب هذا ما يليق بكم!!

أطياف

صباح محمد الحسن

في زاوية بعنوان ( التفكيك جاكم ) قبل حادثة اختطاف ترتيل بيومين قلنا إن عداء فلول النظام المخلوع للجنة التفكيك أكبر من كُرههم للمدنية نفسها ، ونبهنا السلطات الأمنية إلى مخططاتهم وذكرنا في الزاوية أن محمد الجزولي قالها صراحة ( نحن مقبلون على معركة معركة بكل ماتحويه الكلمة من معنى وان معركة تحرير الوطن تحتاج الى عناصر صلبة وادوات عمل جديدة وتكتيكات صادمة ) فهل هناك أكبر صدمة مما حدث ، ام أن القادم أسوا ففلول النظام التي تحاول أن تتبرأ من هذا الوزر لا تدري انها ترتكب وزراً اكبر ، بحملة التشكيك والكذب والتلفيق والإشاعات ، ولأن كل إناء بما فيه ينضح ، تأتي الإشاعات والترويج لها من (حُثالة) هؤلاء القوم الذين يريدون ان يفسدوا المجتمع السوداني كله ، مثلما فسدوا وفسدت اخلاقهم ما يقومون به الآن هو حملة انتقامية ليس ضد لجنة التفكيك انما لتفكيك نسيج المجتمع السوداني فهم عندما يسرقون ، أول ما يفكرون فيه دمغ صفة السرقة على الشرفاء ، وعندما يقتلون ، يتهمون غيرهم بالقتل ، وعندما يغتصبوا ، اول ما يفعلونه هو التشكيك في شرف الآخرين ، هذا سلوكهم الخبيث ، وبذرتهم الشريرة المتجذرة والمثمرة في أغوارهم ، والتي تنم عن حقدهم الإجتماعي ، فهذا النبت الشيطاني ، من اين له بالسلوك الإنساني القويم الذي يجعله ينتصر انتصارا نظيفا في المعارك السياسية!!

وبعيدا عن كل الذي حدث وما خرج من تصريحات دعونا نقف على الحادثة لنعرف، إن كانت اقرب لصنعهم ام لا ، لنقرأ عبارة واحدة قال فيها الجناة ( بلغي والدك ) ، غض الطرف عن فحواها ، اليس هذه وحدها كافية لأن تكون دليلا على ان جريمة الإعتداء على ترتيل جريمة سياسية أراد فيها الذين يقفوا خلف هذه الجريمة اغتيال شخصية الرجل معنويا ، وذلك تزامنا مع انطلاق ورشة عمل التفكيك ، التي زرع خبر عودتها الخوف والهلع في نفوسهم الراجفة الواجفة .

فالطفلة التي خرجت الجمعة انتظرها المجرمون الذين كانوا يعلمون انها ستخرج في هذا اليوم لأن يوم العطلة ليس يوم طبيعي لخروجها، ففي الغالب أن لا تخرج فوالدها قال ان الحصص الإضافية تذهب لها ترتيل كل جمعة سيما أنها ليست هي اول جمعة لبداية الدروس اذن علمهم المسبق بخروجها الأسبوعي للدروس جعلهم بالقرب من المنزل في هذا التوقيت بالتحديد ( زمن الحصة ) ولا فرق بين الإغتصاب ومحاولة الاغتصاب والخطف والإعتداء الجنسي كلها جريمة واحدة متعددة الوجوه لا يقبلها إلا من في نفسه مرض فالجريمة في تقديري سياسية لا يختلف إثنان عليها، تكشف عن دناءة وخسة من يقف خلفها ، نظام (ملوث) ، يعج تاريخه القريب والبعيد بمثل هذه الجرائم ففي سجلات القضاء وقف رجل سوداني هزم كل قيم الرجولة والمبادئ السودانية السمحة عندما قال ان وظيفته في جهاز الأمن (مغتصب) والاغتصاب في عهدهم حدث لطلاب الخلاوى وبعض قياداتهم في نهار شهر رمضان ارتكبت الفاحشة ( الجديد عليهم شنو ) !! وما الغريب هذا ما يليق بهم.

والإعتداء على ترتيل إعتداء على كل طفلة سودانية ، على كل كنداكة شاركتها ترتيل المواكب ثورة ضد الذين اغتصبوا الوطن ، وصل صدى صوتها عنان السماء ، لذلك ستظل ترتيل صامدة جميلة بريئة تعج دواخلها بالطفولة والأمنيات ، حتى تأتي حكومة تسن قوانينا جديدة ورادعة ضد المغتصبين والمعتدين.

وإن ما حدث يجب أن ينتبه له حتى الذين يختلفون مع مبدأ التغيير ولا يؤمنون بعمل لجنة التفكيك فهذا الجريمة تخص كل اهلنا في السودان ، لانها إغتصاب للقيم السودانية السمحة ، آن لنا ان نبكي حالنا وما وصلنا اليه ، فدولة تقهر فيها النساء وتوأد فبها البراءة والطفولة ، وتموت فيها النخوة والرجولة يجب ان تُضرب على شوارعها خيام العزاء عليها ، فالخزي والعار لكل من تقع عليهم المسئولية لحماية الشعب وهم في غيهم يعمهون.

وترتيل قضية قصد بها التفكيك لكنها وحدت الشارع ورتبته وقوت شوكته ، وجعلت الثوار والكنداكات يلتفون حولها وينبرون دفاعا عن لجنة التفكيك ، هذه النتائج ما بعد الحادثة افزعتهم اكثر واغضبتهم ودفعتهم لتحريك (غرف الشائعة) والإستعانة بالاقلام الرخيصة المأجورة للتشكيك في الحادثة وتحريفها بإسلوب يشبه سلوكهم .

وفي الختام سؤال لمدير عام الشرطة، من الذي صاغ بيان الشرطة ولماذا قصد ان يكتب ان الطفلة عمرها ( ١٨) عاما خلافا لما ذكره والدها ، ماذا يريد هذا المختبىء خلف حروف البيانات المفخخة ، وما هو هدفه ومصلحته !! ، فما الفرق بين ال (١٨) وال ( ١٥ )، كلها جريمة ضد الانسانية وضد الأخلاق والقيم ، ترتيل الطيب حافظي على إبتسامتك ، مابكسروك .

طيف أخير:

قيل لأبي جهل (عمرو بن هشام):

كيف تركت محمدا يخرج من بين أيديكم ليلة الهجرة ويلحق بصاحبه ؟ لِمَ لم تكسر الباب عليه وتأخذه من سريره؟

فأجاب : وتقول العرب روّع عمرو بن هشام بنات محمد وهتك حرمة بيته ؟..

أجمل ما قرأت عن الفرق بين اخلاق كبار كفار قريش، واخلاقهم.

الجريدة

 

‫10 تعليقات

  1. أحييك أيتها البطلة على كشف أخلاق هؤلاء السفلة.
    اللهم شتت شملهم وأبعد شرورهم عنا …

  2. علي الرغم من عظم المصيبة إلأ أن شجاعة والد الفتاة في كشف الحقيقة كاملة دون خوف أو وجل أو محاولة التستر عليها جعل هذه الجريمة النكراء ترتد وبكل قوة وعنف إلي الكيزان فتسارعو الي الصراخ والبكاء والثكلي كعادتهم دوما ، وأكبر ظني أنهم كانو يلعبون علي وتر الخوف من الفضيحة ولكن بحمد الله تعالي كرة اللهب أرتدت عليهم وكانت شديدة الإشتعال من اللهب و التي أمسكت بأطراف ثيابهم ويستميتون الآن لمحاولة التملص منها ولكن هيهات ، إن الله الجبار ليس غافلا عن مكرهم وكذبهم وإرتكابهم كل منكر بإسم الله العظيم الجبار قاصم كل ظالم وفاجر…

  3. حفظكم الله و رعاكم الاستاذة صباح. والخزي والعار للكيزان وها هو تنظيمهم الإجرامي ينهار يوما تلو الآخر ونري نهايتهم الوشيكة وحينها تكون بداية تعافينا وتعافي بلادنا

  4. من المؤلم أن نسمع عن هذه الحوادث الدخيلة.
    ولكني احيانا اشعر بالاستحمار عندما يتم تسييس اي شي بدون أي دليل ومن قولة تيت وبطريقة متهافتة، ما احب يلغى عقلنا وكأننا قطيع وكل شي نحيله لشماعة الكيزان: وهنا عدة ملاحظات:
    – اليس هذا الرعب اصبح يلازم كل اسرة سودانية بسبب هذا النوع من الجرائم التي تحدث صباح ومساء، فهل اعضاء لجنة التمكين أو اي مواطن بمعزل عن هذه الجرائم.. اليس مناسبا عدم استباق التحقيق؟
    – التسريبات اشارت الى ان الشرطة توصلت للجاني في دقائق معدودة واتصلت عليه وجاء وسلم نفسه طوعا، انا لا اتهم احدا، اليس يوجد هنا سر وراء هذا الموضوع يستحق أن ننتظر كشفه في التحقيقات بدل التسييس الاهوج للقضايا؟
    – والدها في حديثه للحدث المح لاحتمالات العمل السياسي أو احتمال الجريمة العادية فلماذا نحن متأكدون أكثر منه .. الا يشير ذلك لأهمية التريث قبل ان نعامل الجميع كأنهم قطيع؟
    – بعد أن تم القبض على الجاني بتلك السرعة والسهولة بل بعد أن نودي عليه باسمه ورقم هاتفه كما اشارات التسريبات وجاء طائعا مختارا ، لماذا صمتت الشرطة ولم تتحدث بل والاهم لماذا صمتت الاسرة ولم تشر لملابسات هذا التطور وتحدثنا عن من هو ذلك الكوز متخصص الاغتصاب؟!!!
    – ما السر بين اختلاف العمر في بيان الشرطة وبيان الاسرة.. لا بد أن احدهما يكون كاذبا، وطبعا هناك فرق بين العمرين ف 15 سنة يعتبر طفل و18 سنة يعتبر مكلف.
    – الوالد قال انها لم تغتصب بل كانت هناك محاولات تركت اثرا على جسدها وملابسها.. طيب اذا لم تغتصب فلماذا الترويج الشديد لهذا الامر، وبالمناسبة كان حديث والدها للحدث مليء بالتناقضات وهذه اشكالية تسييس مثل هذه القضايا.
    وهناك كثير من الاسئلة والألغاز الاخرى التي تقتضي ان ننتظر التحريات وما تسفر عنه بدلا من ان نبيع عقلنا للسياسيين الاستحماريين.
    ونسأل الله أن يصبر هذه الاسرة ويثبتها ويكشف الحقيقة بعد أن تم تسييس الموضوع للاسف واصبح قضية رأي عام!

  5. حسب بيان الشرطة تم القبض على المتهم الرئيس و ننتظر منك ايتها الاخت الكريمة أن تتابعي اجراءات المحاكمة كاملة , طالما انك مهتمة بالموضوع ,

  6. هههههه
    والله يا صباح اعملي حسابك من الكيزان التافهين ديل ما يأذوك.
    وكلما تكوني طالعة مشوار برة البيت دبلي اللباسات واكربي القاش كويس لأنو الملاعين بتاعين “وظيفة مغتصب” ديل بقوا 9 طويلة جديدة كل همهم “الموبايل” الله لا يطرح فيهم بركة!!

  7. ما أجمل المقارنة بين أخلاق أبي جهل وأخلاق مغتصبي الأطفال
    ومن الجميل الذي كانت تقوله كفار قريش ( موت عشرة من علية القوم أهون من إرتقاء واحد من السفلة)

  8. الاستعجال في الاتهام لزومو شنو.. غايتو شماعة الكيزان دي أصبحت سخيفة لدرجة الظن بان هؤلاء أصبح لديهم مرضى نفسي من فوبيا الكيزان.

  9. بصراحة الموضوع فعلا بعد دا ما محتاج اجتهاد حيث الجاني سلم نفسه للشرطة كما افادت المعلومات المؤكدة.
    المطلوب أن يكشف المعنيون بهذا الموضوع كل المعلومات من هو هذا الشخص ماذا قال في عترافاته هل هو فعلا يتبع لجهة سياسية ام لا.
    هذا الموضوع يجب ان ينشر للراي العام فورا، واي غطغطة او دسديس بعد ان تم كشف الفاعل الحقيقي وقدم اعترافاته كاملة ستعطي دلالات غاية في السلبية لهذا الموضوع بعد ادانات وبيانات مختلف الاطراف بما فيها بعض الاحزاب السياسية التي سارعت للاشارة الى الاستنتاج بـأنه عمل سياسي قبل اي تحقيق في الامر.
    يجب كشف الحقيقة للناس فقد اصبح الموضوع موضوع رأي عام. وبالمناسبة حتى اذا تمت غطغطة الموضوع فإن الرأي العام السوداني له قدرات فائقة في الوصول للحقيقة وكشفها!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..